ياسين حلمي " باشا " ابن السيد سلمان الهاشمي
ياسِين الهاشِمي
[الأعلام للزركلي]
ياسين حلمي " باشا " ابن السيد سلمان الهاشمي: زعيم العراق السياسي في عصره. ولد ببغداد، وتعلم بها ثم بالآستانة وبرلين، وتخرج ضابطا " أركان حرب " سنة 1905 وخاض الحرب البلقانية. ودخل جمعية " العهد " ونقل إلى الموصل ثم إلى دمشق، فاتصل في هذه بالشريف فيصل (الملك فيصل بن الحسين) سنة 1916 م، ودخل هو والشريف فيصل في جمعية " العربية الفتاة " ومن أغراضها تحرير العرب من ربقة الترك. ونقل إلى رومانيا. وظهرت مواهبه العسكرية في ميدان " غاليسيا " دفاعا عن النمسا أمام الروس. وأعيد إلى سورية، فكانت ثورة الحجاز قد امتدت إلى أطراف الشام، وتولى ياسين قيادة فيلق للترك، كان مقره في الشونة (بشرقي الأردن) ولم يلبث أن ارتد بغير قتال، نزولا على أمر القيادة العامة. ولحق العرب والبريطانيون بالترك يطاردونهم، وجرح ياسين وهو مع الترك، فتخلف في دمشق مختبئا، وقد دخلتها طلائع العرب. ووصل فيصل فاتحا، فجاءه ياسين، فجعله رئيسا لديوان الشورى الحربي (سنة 1918) وثار العراق على الإنكليز، فأمدّ الثورة بالعون والرأي، فدعاه القائد البريطاني في دمشق (في 22 نوفمبر 1919) إلى " الشاي " في منزله، بالمزة (من ضواحي دمشق) فلما أراد الخروج من منزل القائد كانت على الباب سيارة مسلحة، حملته مكرها إلى المعسكر البريطاني في " لد " بفلسطين، واختفى أثره. وهاجت دمشق تطالب بإعادته، فأطلق بعد خمسة أشهر و 23 يوما، فأقام في القاهرة أياما وعاد إلى دمشق (في 16 مايو 1920) واستمر إلى أن دخلها الفرنسيس، وغادرها فيصل. وتألفت الدولة العراقية (في أغسطس 1921) واستقرت، فأذن له الإنكليز بدخول العراق، فدخلها (سنة 1922) فتولى بعض الوزرات فيها، وألف حزب الشعب (وهو أول حزب سياسي في العراق) وانتخب " عضوا " في المجلس التأسيسي، عن بغداد، وتقلد رئاسة الوزارة مرتين، وُضع في أولاهما قانون الانتخاب وجُمع أول مجلس للأمة، وفي الثانية نُفذ قانون التجنيد الإجباري وزود الجيش بثلاثة أسراب من الطيارات وأنشئ معمل لصنع العتاد وبوشر بإنشاء معامل لصنع البنادق والرشاشات وعتاد المدافع، ووضعت " اتفاقية الحلف العربيّ " مع المملكة العربية السعودية واليمن، وأحكمت الصلات بين العراق ومصر. وعاش يحرّك سياسة العراق كيف شاء، إلى أن قامت ثورة " بكر صدقي " في عهد وزارته الثانية (سنة 1936) فرحل إلى بيروت، فتوفي بها ودفن في دمشق. كان واسع أفق التفكير، هادئ الطبع، قليل الكلام، حازما، مسموع القول في بلاد الشام والعراق وسواهما، وكان وهو في المعارضة حكيما كحكمته وهو في مقعد الحكم 1. جريدة الأيام - دمشق - 11 ذي القعدة 1355 وكتاب العراق بين انقلابين 82 وملوك العرب 2: 370 والمقطم 9 و 10 ذي القعدة 1355 ومذكرات المؤلف. وإبراهيم عبد القادر المازني، في البلاغ - مصر - 9 ذي القعدة 1355 ومحمد رستم حيدر، في القبس - دمشق - 5 محرم 1356 والقبس 28 كانون الثاني 1938 والدليل العراقي الرسمي لسنة 1936 ص 945 وإبراهيم الواعظ، في البلاد - بغداد - 28 آب 1953.