البحث

عبارات مقترحة:

الحميد

(الحمد) في اللغة هو الثناء، والفرقُ بينه وبين (الشكر): أن (الحمد)...

الغني

كلمة (غَنِيّ) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فعيل) من الفعل (غَنِيَ...

المقدم

كلمة (المقدِّم) في اللغة اسم فاعل من التقديم، وهو جعل الشيء...

المولى

كلمة (المولى) في اللغة اسم مكان على وزن (مَفْعَل) أي محل الولاية ومكان وقوعها، وهو يستعمل بمعنى الصاحب، والسيد، والعبد، والحليف وغير ذلك، وكلها يرجع إلى معنى القرب. واسم الله المولى من أسمائه الحسنى يدل على ثبوت ولاية الله عز وجل لخلفه وقربه منهم وكفايته لهم. وهو اسم ثابت لله تعالى بالقرآن والسنة، والعقل دالٌّ عليه.

التعريف

التعريف لغة

لفظ (المولى) كثير الورود والاستعمال في لغة العرب، وهو على وزن (مَفْعَل) من الفعل (وَلِيَ)، ويُرجع ابن فارس معاني هذا الجذر اللغوي إلى أصل واحد هو القرب، قال: «الواو واللام والياء: أصل صحيح يدل على قرب. من ذلك الوَلْي (بسكون اللام): القُرْب» ثم يقول: «ومن البابِ المَوْلَى: المُعتِق والمُعتَق، والصاحب، والحليف، وابن العمّ، والناصر، والجار؛ كل هؤلاء من الوَلْي وهو القرب» "المقاييس" (6/141)، والوِلاية بالكسر: السلطان، والوَلاية والوُلاية بالفتح والضم: النُّصرة. انظر للاستزادة "اللسان" لابن منظور (6/4920-4926). والمولى من التضادّ اللغوي وهو أن تكون الكلمة تدل على الشيء وضدّه، كما فال ابن فارس: (المُعتِق والمُعتَق) أي أن المولى تعني العبد، وتعني السيد.

التعريف اصطلاحًا

هو اسم من أسماء الله الحسنى، يدل على ثبوت ولاية الله تعالى وكفايته لجميع خلقه، فمعناه أنه سبحانه السيّد الذي له الملك والسلطان، ومنه النصر والمعونة، كما قال الحُليمي: «ومعناه: المأمول منه النصر والمعونة لأنه هو المالك ولا مفزع للمملوك إلا مالكه.» "المنهاج في شعب الإيمان" (1/204). وردَّ ابن العربي المالكي رحمه الله أن يكون المولى دالًّا على النصر، أي بمعنى الناصر والنصير، قال: «قال بعض العلماء: المولى الناصر، وهذا ضعيف من وجهين؛ أحدهما أن أصل مولى وهو (و ل ي) ليس بمعنى (ن ص ر) بحال، الثاني: أن الله فرق بينهما فقال ﴿نِعْمَ الْمَوْلَىٰ وَنِعْمَ النَّصِيرُ﴾ [الأنفال: 40]، ولو كان بمعنى واحد ما فرّق بينهما؛ لأن ذلك لا يَرِد في الكلام الجزل الفصيح» انظر "الأسنى" للقرطبي (1/306).

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

ما جاء في الاصطلاح تحتمله اللغة، فلا اختلاف، إلا أن يقال أن معنى السيادة والسلطان الثابتِ لله تعالى ثابت له على وجه الكمال المطلق، وليس ذلك إلا لله سبحانه.

الصفة التي يدل عليها الاسم

يدل على تعظيم الله عز وجل، وعلى إثبات صفة الولاية والكفاية له تعالى.

الأدلة

القرآن الكريم

المولى في القرآن الكريم
ورد اسم الله تعالى (المولى) في كتاب الله خمس عشرةَ مرة؛ من ذلك: قوله تعالى: ﴿ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ ۚ أَلَا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ﴾ [الأنعام: 62]، ولعل البعضَ يتوهم التعارض بين هذه الآية وقوله تعالى: ﴿ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَىٰ لَهُمْ﴾ [محمد: 11]، وكالآية الأولى قوله تعالى: ﴿هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَا أَسْلَفَتْ ۚ وَرُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ ۖ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ﴾ [يونس: 30]، ويجيب عن هذا التوهم الشنقيطي رحمه الله فيقول: «والجواب عن هذا: أن معنى كونه مولى الكافرين أنه مالكهم المتصرف فيهم بما شاء، ومعنى كونه مولى المؤمنين دون الكافرين، أي: ولاية المحبة والتوفيق والنصر، والعلم عند الله تعالى». "دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب" (ص6-11).

السنة النبوية

المولى في السنة النبوية
· جاء اسم الله (المولى) في حديث أبي أيوب؛ قال: قال رسول الله : «الأنصار ومزينة وجهينة وغفار وأشجع ومن كان من بني عبد الله مواليّ دون الناس، والله ورسوله مولاهم» مسلم (2519). ونحوه حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله : ﴿قريش والأنصار وجهينة ومزينة وأسلم وأشجع وغفار موالي ليس لهم مولى دون الله ورسوله﴾ البخاري (3504)، ومسلم (2520) · ورد أيضًا في حديث زيد بن أرقم رضي الله عنه في دعاء النبي ، قال: «لا أَقُولُ لَكُمْ إلّا كما كانَ رَسولُ اللهِ يقولُ: كانَ يقولُ : اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بكَ مِنَ العَجْزِ، والْكَسَلِ، والْجُبْنِ، والْبُخْلِ، والْهَرَمِ، وَعَذابِ، القَبْرِ اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْواها، وَزَكِّها أَنْتَ خَيْرُ مَن زَكّاها، أَنْتَ وَلِيُّها وَمَوْلاها ، اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بكَ مِن عِلْمٍ لا يَنْفَعُ، وَمِنْ قَلْبٍ لا يَخْشَعُ، وَمِنْ نَفْسٍ لا تَشْبَعُ، وَمِنْ دَعْوَةٍ لا يُسْتَجابُ لَها» مسلم (2722). · وكذلك في قول الزبير لابنه عبد الله يوم الجمل: «يا بني! إن عجزت عن شيء منه (يعني: دَيْنَه)؛ فاستعن عليه بمولاي. قال: فوالله؛ ما دريت ما أراد حتى قلت: يا أبت! من مولاك؟ قال: الله. قال: فوالله؛ ما وقعت في كربة من دينه إلاَّ قلت: يا مولى الزبير! اقض عنه دينه فيقضيه …». رواه البخاري (3129).

العقل

إن معاني الولاية والسلطان والعظمة كلها صفات كمال، فتثبت لله عز وجل بقياس الأولى؛ لأن كل كمال لا نقص فيه يكون لبعض الموجودات المخلوقة الُمحدثة فالرب الخالق هو أولى به، وكل نقص أو عيب يجب أن ينزَّه عنه بعض المخلوقات المحدثة فالرب الخالق هو أولى أن ينزَّه عنه. انظر "شرح الأصفهانية" لابن تيمية (ص74).

الآثار والمظاهر

الآثار السلوكية

· من آمن بالله عز وجل (مولًى) له تحصّل له فوائد وآثار جليلة، فمن أعظم ما يورثه الإيمان باسم الله (المولى) أن يمتثل العبد أمر ربه سبحانه وتعالى، ثم يسلّمَ فلا يكترثَ لرزق أو مؤونة، فإنه يعلم أن الله هو مولاه، أي: سيده وملكه وسلطانه الآمر الناهي فيه، وكافيه ومعينه القريب منه، فيكون لِزامًا عليه أن يطيعه، وأن يعتمد عليه تمام الاعتماد، يقول ابن العربي المالكي رحمه الله في كلامه عن تنزيل اسم (المولى) على العبد: «وذلك في حالة واحدة؛ وهي امتثال الأمر، وقد روى أبو أمامة عن النبي أنه قال: «إنَّ أغبَطَ أَوليائي عندي مؤمنٌ خَفيفُ الحاذِ، ذو حَظٍّ مِن صَلاةٍ، أحسَنَ عِبادةَ ربِّه، وكان في النّاسِ غامضًا، لا يُشارُ إليه بالأصابعِ، فعُجِّلَتْ مَنيَّتُه، وقَلَّ تُراثُه، وقَلَّتْ بَواكيه» الترمذي (2347)، وابن ماجه (4117)، وأحمد (22167) واللفظ له». "الأمد الأقصى" (2/153). والاغتباط هو: الفرح والسرور والابتهاج، و"الحاذ" بتخفيف الذال معناه: خفيف الظهر من العيال. انظر "النهاية" لابن الأثير (1 /457) "رسائل ابن رجب" (ص742). · من آثار الإيمان به أيضًا أن يسعى المؤمن لنيل ولاية الله عز وجل، وذلك من خلال الأعمال الصالحة، قال تعالى: ﴿وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [الأنعام: 127]، ومن خلال الإيمان والتقوى، قال جل وعلا: ﴿ أَلا إِنَّ أَوْلِياءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ ﴾ [يونس: 62-63]

المظاهر في الكون والحياة

مظاهر اسم الله (المولى) في الكون والحياة كثيرة، فالوجود بحد ذاته مظهر لولاية الله عز وجل، يذكر ابن العربي المالكي رحمه الله أمورًا خمسة هي مظاهر لاسم الله (المولى)، يقول: «إذا ثبت هذا فالمنزلة العُليا لله تعالى في هذا توجب له أحكامًا يختصُّ بها خمسة: الأول: محبته لأوليائه. الثاني: نصرته لهم على الأعداء. الثالث: متابعة النصر. الرابع: صيانته (أي: حمياته لخلقه) في جميع الأحوال. الخامس: كفايته المهمّات». "الأمد الأقصى" (2/152-153).

أقوال أهل العلم

«مذهب السلف وسائر الأئمة إثبات صفة الغضب، والرضا، والعداوة، والولاية، والحب، والبغض، ونحو ذلك من الصفات، التي ورد بها الكتاب والسنة، ومنع الـتأويل الذي يصرفها عن حقائقها اللائقة بالله تعالى» ابن أَبي العِزّ "شرح الطحاوية" (ص685)
«والولاية التي من الله للعبد تنقسم إلى: أ- ولاية عامة. ب- ولاية خاصة فالولاية العامة هي: الولاية على العباد بالتدبير والتصريف، وهذه تشمل المؤمن والكافر وجميع الخلق، فالله هو الذي يتولى عباده بالتدبير لشؤونهم وتصريفها ويستوي في ذلك مؤمن وكافر، فمن بيده مقاليد الأمور في هذا الكون إلا الله سبحانه وتعالى ومنه قوله تعالى: ﴿ثُمَّ رُدُّواْ إِلَى اللّهِ مَوْلاَهُمُ الْحَقِّ أَلاَ لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ﴾ [الأنعام: 62] 2- والولاية الخاصة: أن يتولى الله العبد بعنايته وتوفيقه وهدايته، فقد يكون هناك طريق خيرٍ وطريق شرّ، فيهدي الله العبد الصالح إلى طريق الخير ويُجنّد له الجنود لنُصرته وتأييده، وهذه خاصة بالمؤمنين، وهي درجة رفيعة يختص الله بها من يشاء ويحب من عباده، قال تعالى: ﴿أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ﴾ [يونس: 62-63]». ابن عُثَيْمِين "هكذا كان الصالحون" للشيخ خالد الحسينان" (1/30)