البَلْقَاءُ
كورة من أعمال دمشق بين الشام ووادي القرى، قصبتها عمّان وفيها قرى كثيرة ومزارع واسعة، وبجودة حنطتها يضرب المثل، ذكر هشام ابن محمد عن الشرقي بن القطامي أنها سميت البلقاء لأن بالق من بني عمّان بن لوط، عليه السلام، عمرها، ومن البقاء: قرية الجبارين التي أراد الله تعالى بقوله: إن فيها قوما جبارين، وقال قوم: وبالبلقاء مدينة الشراة، شراة الشام، أرض معروفة وبها الكهف والرّقيم فيما زعم بعضهم، وذكر بعض أهل السير أنها سمّيت ببلقاء بن سويدة من بني عسل بن لوط، وأما اشتقاقها فهي من البلق، وهي سواد وبياض مختلطان، ولذلك قيل: أبلق وبلقاء، والبلق أيضا: الفسطاط، وقد نسب إليها قوم من الرواة، منهم: حفص بن عمر بن حفص بن أبي السائب كان على قضاء البلقاء، سمع عامر بن يحيى، سمع منه الهيثم بن خارجة ويحيى ابن عبد الله بن أسامة القرشي البلقاوي، روى عن زيد بن أسلم، روى عنه أبو طاهر موسى بن محمد الأنصاري المقدسي، وموسى بن محمد بن عطاء بن أيوب ويقال ابن محمد بن طاهر ويقال ابن محمد بن زيد أبو طاهر الأنصاري ويقال القرشي البلقاوي ويعرف بالمقدسي، يروي عن حجر بن الحارث الغساني الرملي والوليد بن محمد الموقّري وخالد بن يزيد بن صالح ابن صبيح والهيثم بن حميد وأبي المليح الحسن بن عمر الرّقّي ومالك بن أنس الفقيه وبقية بن الوليد وجماعة كثيرة، روى عنه عيّاش بن الوليد بن صبيح الخلّال وموسى بن سهل الرملي ومحمد بن كثير المصيصي، وهو أقدم من روى عنه، وغيرهم، وقال عبد العزيز الكناني: موسى البلقاوي ليس بثقة.
[معجم البلدان]
بلقاء
كورة بين الشام ووادي القرى، بها قرية الجبارين ومدينة الشراة. وبها الكهف والرقيم فيما زعم بعضهم. وحديث الرقيم ما روى عبد الله بن عمر أنه قال: سمعت رسول الله،
ﷺ، يقول: انطلق ثلاثة نفر ممن كان قبلكم حتى آواهم المبيت إلى غار، فدخلوا فانحدرت صخرة من الجبلوسدت عليهم الغار، فقالوا: لا ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله تعالى بصالح أعمالكم! قال رجل منهم: اللهم إنه كان لي أبوان شيخان كبيران فكنت لا أغبق قبلهما أهلاً ولا ولداً، فباتا في ظل شجر يوماً فلم أبرح عليهما حتى ناما، فحلبت لهما غبوقهما فوجدتهما نائمين، فكرهت أن أغبق قبلهما أهلاً ولا ولداً، فلبثت والقدح في يدي أنتظر استيقاظهما حتى طلع الفجر، والصبية يتضاغون، فاستيقظا وشربا غبوقهما! اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرج عنا ما نحن فيه من هذه الصخرة! فانفرجت شيئاً لا يستطيعون الخروج منه. وقال الآخر: اللهم إنه كانت لي ابنة عم كانت من أحب الناس إلي، فراودتها عن نفسها فامتنعت مني حتى ألمت بنا سنة من السنين، فجاءتني فأعطيتها مائة وعشرين ديناراً على أن تخلي بيني وبين نفسها، ففعلت حتى إذا قدرت عليها قالت: لا يحل لك أن تفض الخاتم إلا بحقه! فتخرجت من الوقوع عليها وانصرفت عنها، وهي أحب الناس إلي، وتركت الذهب الذي أعطيتها. اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرج عنا ما نحن فيه! فانفرجت الصخرة غير أنهم لا يستطيعون الخروج منها. وقال الثالث: اللهم إنك تعلم أني استأجرت أجراً فأعطيتهم أجرهم غير رجل واحد ترك الذي له وذهب، فنمت أجرته حتى كثرت منه الأموال. فجاءني بعد حين وقال: يا عبد الله هات أجرتي! فقلت له: كل ما ترى من الإبل والبقر والغنم والرقيق من أجرتك! فقال: يا عبد الله لا تستهزيء بي! فقلت: لا أستهزيء! فاستاق كله ولم يترك منه شيئاً. اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرج عنا ما نحن فيه! فانفرجت الصخرة فخرجوا يمشون.
[آثار البلاد وأخبار العباد]
البلقاء (1)
مدينة بالشام من عمل دمشق سميت بالبلقاء بن سورية من بني عبيل بن لوط وهو بناها، وبها كان اجتماع الحكمين: أبي موسى وعمرو بن العاصي
رضي الله عنهما فكان من أمرهما ما كان، وقيل كان ذلك بدومة الجندل على عشرة أيام من دمشق. وفي بعض أخبار يوم اليرموك عن حنظلة بن جؤية قال (2) : والله إني لفي الميسرة إذ مر بنا رجال من الروم وهم أشبه شيء بنا فلا أنسى قول قائل منهم: يا معشر العرب الحفوا بوادي القرى ويثرب ويقول: في كل يوم خيلنا تغير. .. نحن لنا البلقاء والسدير. .. هيهات، يأبى ذلك الأمير. .. والملك المتوج المحبور. .. قال: فحملت عليه وحمل علي فاضطربنا بسيفينا فلم يغنيا شيئا ثم اعتنقنا فخررنا جميعا فاعتركنا ساعة ثم إنا تحاجزنا فنظرت إلى ما بدا من عنقه فوالله ما أخطأته، فقطعته فصرع فضربته حتى قتلته، وأقبلت إلى فرسي وقد كان عار، وإذا بقومي قد حبسوه علي فأقبلت حتى ركبته. وبالبلقاء مات يزيد بن عبد الملك بن مروان سنة خمس ومائة وبويع لأخيه هشام بن عبد الملك. (1) صبح الأعشى 4: 106. (2) فتوح الأزدي: 203 - 204.
[الروض المعطار في خبر الأقطار]
البلقاء
بِفَتْحِ الْبَاءِ وَسُكُونِ اللَّامِ ثُمَّ قَافٍ، مَمْدُودٍ مُعَرَّفٌ: جَاءَ فِي ذِكْرِ زَيْدِ بْنِ نُفَيْلٍ وَطَلَبِهِ دِينَ إبْرَاهِيمَ، حَيْثُ قَالَ:. . . حَتَّى انْتَهَى إلَى رَاهِبٍ بِمَيْفَعَةَ مِنْ أَرْضِ الْبَلْقَاءِ كَانَ يَنْتَهِي إلَيْهِ عِلْمُ أَهْلِ النَّصْرَانِيَّةِ فِيمَا يَزْعُمُونَ. قُلْت: الْبَلْقَاءُ، إقْلِيمٌ مِنْ أَرْضِ الشَّامِ فِي الْمَمْلَكَةِ الْأُرْدُنِّيَّةِ الْهَاشِمِيَّةِ، وَهُوَ الْإِقْلِيمُ الَّذِي تَتَوَسَّطُهُ مَدِينَةُ عَمَّان عَاصِمَةِ الْأُرْدُنِّ، وَمِنْ أَشْهَرِ مُدُنِ هَذَا الْإِقْلِيمِ: عَمَّانُ وَالسَّلْطُ ومادبا وَالزَّرْقَاءُ وَالرُّصَيْفَةُ، يَتَّصِلُ بِهِ فِي الْجَنُوبِ إقْلِيمُ الشَّرَاةِ الَّذِي قَاعِدَتُهُ مَعَانُ، وَفِي الشَّمَالِ إقْلِيمُ حَوْرَانَ، وَيُشْرِفُ إقْلِيمُ الْبَلْقَاءِ عَلَى الْغَوْرِ الْأُرْدُنِّيِّ غَرْبًا، وَيَتَّصِلُ بِبَادِيَةِ الشَّامِ وَصَحْرَاءِ الْعَرَبِ شَرْقًا، وَمِنْطَقَتُهُ جَبَلِيَّةٌ عَالِيَةٌ، وَانْظُرْ الْحَدِيثَ عَنْ عَمَّان، وَالْبَلْقَاءِ بِقَبَائِلِهَا وجغرافيتها فِي كِتَابِي رَحَلَاتٌ فِي بِلَادِ الْعَرَبِ وَهِيَ مَرْكَزُ الثِّقَلِ فِي الْمَمْلَكَةِ الْهَاشِمِيَّةِ الْأُرْدُنِّيَّةِ.
[معجم المعالم الجغرافية في السيرة النبوية]