البحث

عبارات مقترحة:

الأول

(الأوَّل) كلمةٌ تدل على الترتيب، وهو اسمٌ من أسماء الله الحسنى،...

الحسيب

 (الحَسِيب) اسمٌ من أسماء الله الحسنى، يدل على أن اللهَ يكفي...

الجبار

الجَبْرُ في اللغة عكسُ الكسرِ، وهو التسويةُ، والإجبار القهر،...

معلم البشرية نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- علّم الدعاة أن الحكمة أساسٌ في الدعوة، وهي ضالة االمؤمن. فعن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «الكلمة الحكمة ضالة المؤمن، فحيث وجدها فهو أحق بها». رواه الترمذي (2687). فلا يتردد العبد في البحث عن الحكمة ففيها هدايته ورشاده. فالحكمة مطلب ومبتغى لأنه فيها الخير كله، فعن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا حَسَدَ إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالا، فسَلَّطَه على هَلَكَتِهِ في الحَقِّ، ورجل آتاه الله حِكْمَة ، فهو يقضي بها ويُعَلِّمَها». رواه البخاري (73). وقد بين النبي -صلى الله عليه وسلم-أن الحكمة هبة من الله حرم منها الكثير، حتى أنه إن كان هناك ثمت حسداً في شيء فليكن في الحكمة. وقد اتصف نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- بالحكمة في تعامله من الناس، فكان يترك مايعلم حتى يضع كل شيء في مكانه. ومن ذلك موقفه من المنافقين، فعن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما-قال: كنا في غزاة - قال سفيان: مرة في جيش - فكسع رجل من المهاجرين، رجلا من الأنصار، فقال الأنصاري: يا للأنصار، وقال المهاجري: يا للمهاجرين، فسمع ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «ما بال دعوى الجاهلية» قالوا: يا رسول الله، كسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار، فقال: «دعوها فإنها منتنة» فسمع بذلك عبد الله بن أبي، فقال: فعلوها، أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، فبلغ النبي-صلى الله عليه وسلم-فقام عمر فقال: يا رسول الله: دعني أضرب عنق هذا المنافق، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «دعه، لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه»"رواه البخاري"(4905). فمن حكمة النبي-صلى الله عليه وسلم- أنه ترك قتل المنافقين خشية افتتان الناس، بدعوى أن محمداً يقتل أصحابه. ومن حكمته في تعامله مع أزواجه مارواه البخاري عن أنسٍ_رضي الله عنه-قال: كان النبي- صلى الله عليه وسلم- عند بعض نسائه، فأرسلت إحدى أمهات المؤمنين بصحفة فيها طعام، فضربت التي النبي صلى الله عليه وسلم في بيتها يد الخادم، فسقطت الصحفة فانفلقت، فجمع النبي صلى الله عليه وسلم فلق الصحفة، ثم جعل يجمع فيها الطعام الذي كان في الصحفة، ويقول: «غارت أمّكم» ثم حبس الخادم حتى أتي بصحفة من عند التي هو في بيتها، فدفع الصحفة الصحيحة إلى التي كسرت صحفتها، وأمسك المكسورة في بيت التي كسرت»"رواه البخاري"(5225). وهذا موقف حكيم من النبي -صلى الله عليه-حيث أنه راعى ماحاك في صدر زوجته من الغيرة، مع عدم ظلم الأخرى حقها في صحفتها، فلم يعنف ولم يوبخ. وإنما قام وجمع الطعام بنفسه في الصحفة، ثم لم يترك حق الأخرى فحبس المكسورة وأرسل مكانها غيرها إلى صاحبة الصحفة. قال ابن حجر: «فيه إشارة إلى عدم مؤاخذة الغيراء بما يصدر منها لأنها في تلك الحالة يكون عقلهاً محجوبا بشدة الغضب الذي أثارته الغيرة»"فتح الباري شرح صحيح البخاري"(ج9/ص325) والمواقف والأدلة على حكمة النبي صلى الله عليه وسلم كثيرة، ينغي للمسلم أن يستفيد منها، فهديه خير هدي، وحكمته ضالة للمؤمن يستنير بها في طريق الحق.