صَنْعَاءُ
منسوبة إلى جودة الصنعة في ذاتها، كقولهم: امرأة حسناء وعجزاء وشهلاء، والنسبة إليها صنعانيّعلى غير قياس كالنسبة إلى بهراء بهراني، وصنعاء: موضعان أحدهما باليمن، وهي العظمى، وأخرى قرية بالغوطة من دمشق، ونذكر أوّلا اليمانية ثمّ نذكر الدمشقية ونفرق بين من نسب إلى هذه وهذه، فأما اليمانية فقال أبو القاسم الزجاجي: كان اسم صنعاء في القديم أزال، قال ذلك الكلبي والشّرقي وعبد المنعم، فلمّا وافتها الحبشة قالوا نعم نعم فسمّي الجبل نعم أي انظر، فلمّا رأوا مدينتها وجدوها مبنية بالحجارة حصينة فقالوا هذه صنعة ومعناه حصينة فسمّيت صنعاء بذلك، وبين صنعاء وعدن ثمانية وستون ميلا، وصنعاء قصبة اليمن وأحسن بلادها، تشبّه بدمشق لكثرة فواكهها وتدفق مياهها فيما قيل، وقيل: سميت بصنعاء بن أزال بن يقطن بن عابر بن شالخ وهو الذي بناها، وطول صنعاء ثلاث وستون درجة وثلاثون دقيقة، وعرضها أربع عشرة درجة وثلاثون دقيقة، وهي في الإقليم الأوّل، وقيل: كانت تسمى أزال، قال ابن الكلبي: إنما سميت صنعاء لأن وهرز لما دخلها قال: صنعة صنعة، بريد أن الحبشة أحكمت صنعتها، قال: وإنّما سميت باسم الذي بناها وهو صنعاء بن أزال بن عبير بن عابر بن شالخ فكانت تعرف بأزال وتارة بصنعاء، وقال مجاهد في قوله تعالى: غُدُوُّها شَهْرٌ وَرَواحُها شَهْرٌ 34: 12، كان سليمان، عليه السلام، يستعمل الشياطين بإصطخر ويعرضهم بالريّ ويعطيهم أجورهم بصنعاء فشكوا أمرهم إلى إبليس فقال: عظم البلاء وقد حضر الفرج، وقال عمارة بن أبي الحسن: ليس بجميع اليمن أكبر ولا أكثر مرافق وأهلا من صنعاء، وهو بلد في خط الاستواء، وهي من الاعتدال من الهواء بحيث لا يتحوّل الإنسان من مكان طول عمره صيفا ولا شتاء، وتتقارب بها ساعات الشتاء والصيف، وبها بناء عظيم قد خرب، وهو تلّ عظيم عال وقد عرف بغمدان، وقال معمر: وطئت أرضين كثيرة شاما وخراسان وعراقا فما رأيت مدينة أطيب من صنعاء، وقال محمد بن أحمد الهمداني الفقيه: صنعاء طيبة الهواء كثيرة الماء يقال إن أهلها يشتون مرتين ويصيّفون مرّتين وكذلك أهل فران ومأرب وعدن والشحر، وإذا صارت الشمس إلى أوّل الحمل صار الحر عندهم مفرطا، فإذا صارت إلى أوّل السرطان وزالت عن سمت رؤوسهم أربعة وعشرين شتوا ثمّ تعود الشمس إليهم إذا صارت إلى أول الميزان فيصيّفون ثانية ويشتدّ الحرّ عليهم، فإذا زالت إلى الجنوب وصارت إلى الجدي شتوا ثانية غير أن شتاءهم قريب من صيفهم، قال: وكان في ظفار وهي صنعاء، كذا قال، وظفار مشهورة على ساحل البحر، ولعلّ هذه كانت تسمّى بذلك، قريب من القصور قصر زيدان، وهو قصر المملكة، وقصر شوحطان، وقصر كوكبان، وهو جبل قريب منها، وقد ذكر في موضعه، قال: وكان لمدينة صنعاء تسعة أبواب، وكان لا يدخلها غريب إلّا بإذن، كانوا يجدون في كتبهم أنها تخرب من رجل يدخل من باب لها يسمّى باب حقل فكانت عليه أجراس متى حركت سمع صوت الأجراس من الأماكن البعيدة، وكانت مرتبة صاحب الملك على ميل من بابها، وكان من دونه إلى الباب حاجبان بين كلّ واحد إلى صاحبه رمية سهم، وكانت له سلسلة من ذهب من عند الحاجب إلى باب المدينة ممدودة وفيها أجراس متى قدم على الملك شريف أو رسول أو بريد من بعض العمال حركت السلسلة فيعلم الملك بذلك فيرى رأيه، وقال أبو محمد اليزيدي يمدح صنعاء ويفضلها على غيرها وكان قد دخلها: قلت ونفسي جمّ تأوّهها. .. تصبو إلى أهلها وأندهها: سقيا لصنعاء! لا أرى بلدا أوطنه الموطنون يشبهها خفضا ولينا، ولا كبهجتها، أرغد أرض عيشا وأرفهها يعرف صنعاء من أقام بها أعذى بلاد عذا وأنزهها ما أنس لا أنس ما فجعت به يوما بنا إبلها تجهجهها فصاح بالبين ساجع لغب، وجاهرت بالشّمات أمّهها ضعضع ركني فراق ناعمة في ناعمات تصان أوجهها كأنّها فضّة مموّهة أحسن تمويهها مموّهها نفس بين الأحباب والهة، وشحط ألّافها يولّهها نفى عزائي وهاج لي حزني، والنّفس طوع الهوى ينفهها كم دون صنعاء سملقا جددا ينبو بمن رامها معوّهها أرض بها العين والظّباء معا فوضى مطافيلها وولّهها كيف بها، كيف وهي نازحة، مشبّه تيهها ومهمهها وبنى أبرهة بصنعاء القليس وأخذ الناس بالحجّ إليه وبناه بناء عجيبا، وقد ذكر في موضعه، وقدم يزيد ابن عمرو بن الصّعق صنعاء ورأى أهلها وما فيها من العجائب، فلمّا انصرف قيل له: كيف رأيت صنعاء؟ فقال: ومن ير صنعاء الجنود وأهلها، وجنود حمير قاطنين وحميرا يعلم بأنّ العيش قسّم بينهم، حلبوا الصفاء فأنهلوا ما كدّرا ويرى مقامات عليها بهجة يأرجن هنديّا ومسكا أذفرا ويروى عن مكحول أنّه قال: أربع من مدن الجنة: مكّة والمدينة وإيلياء ودمشق، وأربع من مدن النار: أنطاكية والطوانة وقسطنطينية وصنعاء، وقال أبو عبيد: وكان زياد بن منقذ العدوي نزل صنعاء فاستوبأها وكان منزله بنجد في وادي أشيّ فقال يتشوق بلاده: لا حبّذا أنت يا صنعاء من بلد، ولا شعوب هوى مني ولا نقم وحبّذا حين تمسي الرّيح باردة وادي أشيّ وفتيان به هضم مخدّمون كرام في مجالسهم، وفي الرّحال إذا صحبتهم خدم الواسعون إذا ما جرّ غيرهم على العشيرة، والكافون ما جرموا ليست عليهم إذا يغدون أردية إلّا جياد قسيّ النّبع واللّجم لم ألق بعدهم قوما فأخبرهم إلّا يزيدهم حبّا إليّ هم يا ليت شعري عن جنبي مكشّحة وحيث تبنى من الحنّاءة الأطم عن الأشاءة هل زالت مخارمها، . .. وهل تغيّر من آرامها إرم؟يا ليت شعري! متى أغدو تعارضني. .. جرداء سابحة أم سابح قدم نحو الأميلح أو سمنان مبتكرا في فتية فيهم المرّار والحكم من غير عدم ولكن من تبذّلهم للصّيد حين يصيح الصائد اللّحم فيفزعون إلى جرد مسحّجة أفنى دوابرهنّ الركض والأكم يرضخن صمّ الحصى في كل هاجرة كما تطايح عن مرضاخه العجم وهي أكثر من هذا وإنّما ذكرت ما ذكرت منها وإن لم يكن فيها من ذكر صنعاء إلّا البيت الأوّل استحسانا لها وإيفاء بما شرط من ذكر ما يتضمن الحنين إلى الوطن ولكونها اشتملت على ذكر عدة أماكن، وقد نسب إلى ذلك خلق وأجلّهم قدرا في العلم عبد الرزاق ابن همّام بن نافع أبو بكر الحميري مولاهم الصنعاني أحد الثقات المشهورين، قال أبو القاسم: قدم الشام تاجرا وسمع بها الأوزاعي وسعيد بن عبد العزيز وسعيد بن بشير ومحمد بن راشد المكحولي وإسماعيل ابن عباس وثور بن يزيد الكلاعي وحدّث عنهم وعن معمّر بن راشد وابن جريج وعبد الله وعبيد الله ابني عمرو بن مالك بن أنس وداود بن قيس الفرّاء وأبي بكر بن عبد الله بن أبي سبرة وعبد الله بن زياد بن سمعان وإبراهيم بن محمد بن أبي يحيى وأبي معشر نجيح السندي وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم ومعتمر بن سليمان التيمي وأبي بكر بن عباس وسفيان الثوري وهشيم بن بشير الواسطي وسفيان بن عيينة وعبد العزيز ابن أبي زياد وغير هؤلاء، روى عنه سفيان بن عيينة، وهو من شيوخه، ومعتمر بن سليمان، وهو من شيوخه، وأبو أسامة حمّاد بن أسامة وأحمد بن حنبل ويحيى ابن معين وإسحاق بن راهويه ومحمد بن يحيى الذّهلي وعليّ بن المديني وأحمد بن منصور الرّمادي والشاذكوني وجماعة وافرة وآخرهم إسحاق بن إبراهيم الدبري، وكان مولده سنة 126، ولزم معمّرا ثمانين سنة، قال أحمد بن حنبل: أتينا عبد الرزاق قبل المائتين وهو صحيح البصر، ومن سمع منه بعد ما ذهب بصره فهو ضعيف الإسناد، وكان أحمد يقول: إذا اختلف أصحاب معمر فالحديث لعبد الرزاق، وقال أبو خيثمة زهير بن حرب: لما خرجت أنا وأحمد بن حنبل ويحيى بن معين نريد عبد الرزاق فلمّا وصلنا مكّة كتب أهل الحديث إلى صنعاء إلى عبد الرزاق: قد أتاك حفّاظ الحديث فانظر كيف تكون أحمد ابن حنبل ويحيى بن معين وأبو خيثمة زهير بن حرب، فلمّا قدمنا صنعاء أغلق الباب عبد الرزاق ولم يفتحه لأحد إلّا لأحمد بن حنبل لديانته، فدخل فحدّثه بخمسة وعشرين حديثا ويحيى بن معين بين الناس جالس، فلمّا خرج قال يحيى لأحمد: أرني ما حلّ لك، فنظر فيها فخطّأ الشيخ في ثمانية عشر حديثا، فلمّا سمع أحمد الخطأ رجع فأراه مواضع الخطإ فأخرج عبد الرزاق الأصول فوجده كما قال يحيى ففتح الباب وقال: ادخلوا، وأخذ مفتاح بيته وسلّمه إلى أحمد ابن حنبل وقال: هذا البيت ما دخلته يد غيري منذ ثمانين سنة أسلّمه إليكم بأمانة الله على أنّكم لا تقولون ما لم أقل ولا تدخلون عليّ حديثا من حديث غيري، ثمّ أومأ إلى أحمد وقال: أنت أمين الدين عليك وعليهم، قال: فأقاموا عنده حولا، أنبأنا الحسن بن رستوا أنبأنا أبو عبد الرحمن النسائي قال: عبد الرزاق بن همّام فيه نظر لمن كتب عنه بآخره، وفي رواية أخرى: عبد الرزاق بن همام لمنيكتب عنه من كتاب ففيه نظر ومن كتب عنه بآخره حاد عنه بأحاديث مناكير، حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: سألت أبي قلت عبد الرزاق كان يتشيّع ويفرط في التشيّع؟ فقال: أما أنا فلم أسمع منه في هذا شيئا ولكن كان رجلا تعجبه الأخبار، أنبأنا مخلد الشعيري قال: كنّا عند عبد الرزاق فذكر رجل معاوية فقال: لا تقذّروا مجلسنا بذكر ولد أبي سفيان! أنبأنا عليّ بن عبد الله بن المبارك الصنعاني يقول: كان زيد بن المبارك لزم عبد الرزاق فأكثر عنه ثمّ حرق كتبه ولزم محمد بن ثور فقيل له في ذلك فقال: كنّا عند عبد الرزاق فحدثنا بحديث معمر عن الزهري عن مالك بن أوس بن الحدثان الطويل، فلمّا قرأ قول عمر لعليّ والعباس: فجئت أنت تطلب ميراثك من ابن أخيك ويطلب هذا ميراث امرأته من أبيها، قال: ألّا يقول الأنوك (1) رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم؟ قال زيد بن المبارك: فقمت فلم أعد إليه ولا أروي عنه حديثا أبدا، أنبأنا أحمد بن زهير بن حرب قال: سمعت يحيى بن معين يقول وبلغه أن أحمد بن حنبل يتكلم في عبد الله ابن موسى بسبب التشيّع قال يحيى: والله الذي لا إله إلّا هو عالم الغيب والشهادة لقد سمعت من عبد الرزاق في هذا المعنى أكثر ممّا يقول عبد الله بن موسى لكن خاف أحمد أن تذهب رحلته، أنبأنا سلمة بن شبيب قال: سمعت عبد الرزاق يقول والله ما انشرح صدري قطّ أن أفضّل عليّا على أبي بكر وعمر، رحم الله أبا بكر ورحم عمر ورحم عثمان ورحم عليّا ومن لم يحبّهم فما هو بمسلم فإن أوثق عملي حبّي إياهم، رضوان الله تعالى عليهم أجمعين. ومات عبد الرزّاق في شوّال سنة 211، ومولده سنة 126. وصنعاء أيضا: قرية على باب دمشق دون المزّة مقابل مسجد خاتون خربت، وهي اليوم مزرعة وبساتين، قال أبو الفضل: صنعاء قرية على باب دمشق خربت الآن، وقد نسب إليها جماعة من المحدثين، قال عبد الرحمن بن أبي حاتم في كتابه: أبو الأشعث شراحيل بن أدّة، ويقال شراحيل بن شراحيل الصنعاني، من صنعاء دمشق، ومنهم أبو المقدام الصنعاني، روى عن مجاهد وعنبسة، روى عنه الأوزاعي والهيثم بن حميد وإسماعيل بن عياش، قال الأوزاعي: ما أصيب أهل دمشق بأعظم من مصيبتهم بالمطعم بن المقدام الصنعاني وبأبي مزيد الغنوي وبأبي إبراهيم بن حدّاد العذري، فأضافه إلى أهل دمشق والحاكم أبو عبد الله نسبه إلى اليمن، وقال أبو بكر أحمد بن عليّ الحافظ الأصبهاني في كتابه الذي جمع فيه رجال مسلم بن الحجاج: حفص بن ميسرة الصنعاني صنعاء الشام كنيته أبو عمر، زيد بن أسلم وموسى بن عقبة وغيرهما، روى عنه عبد الله بن وهب وسويد بن سعيد وغيرهما، وأبو بكر الأصبهاني أخذ هذه النسبة من كتاب الكنى لأبي أحمد النيسابوري فإنّه قال: أبو عمر حفص بن ميسرة الصنعاني صنعاء الشام، وقال أبو نصر الكلاباذي في جمعه رجال كتاب أبي عبد الله البخاري: هو من صنعاء اليمن نزل الشام، والقول عندنا قول الكلاباذي بدليل ما أخبرنا أبو عمر عبد الوهاب بن الإمام أبي عبد الله بن مندة، أنبأنا أبو تمام إجازة قال: أخبرنا أبو سعيد بن يونس بن عبد الأعلى في كتاب المصريين قال: حفص بن ميسرة الصنعاني يكنى أبا عمر من أهل صنعاء، قدم مصر وكتب عنه، وحدث عنه عبد الله بن وهب وزمعة بن عرابي ابن معاوية بن أبي عرابي وحسّان بن غالب، وخرج (1) هكذا في الأصل.عن مصر إلى الشام فكانت وفاته سنة 181، وقال أبو سعيد: حدثني أبي عن جدي أنبأنا ابن وهب حدثني حفص بن ميسرة قال: رأيت على باب وهب بن منبّه مكتوبا: ما شاء الله لا قوّة إلّا بالله، فدلّ جميع ذلك على أنّه كان من صنعاء اليمن، قدم مصر ثمّ خرج منها إلى الشام، وحنش بن عبد الله الصنعاني صنعاء الشام، سمع فضالة بن عبيد، روى عنه خالد ابن معدان والحلّاج أبو كبير وعامر بن يحيى المعافري، قال ابن الفرضي: عداده في المصريين وهو تابعي كبير ثقة ودخل الأندلس، قال: وهو حنش بن عبد الله بن عمرو بن حنظلة بن فهد بن قينان بن ثعلبة ابن عبد الله بن ثامر السّبائي وهو الصنعاني يكنى أبا رشيد، كان مع عليّ بن أبي طالب،
رضي الله عنه، بالكوفة وقدم مصر بعد قتل عليّ وغزا المغرب مع رويفع بن ثابت والأندلس مع موسى بن نصير، وكان فيمن ثار مع ابن الزبير على عبد الملك بن مروان فأتي به عبد الملك في وثاق فعفا عنه، حدث عنه الحارث بن يزيد وسلامان بن عامر بن يحيى وسيّار ابن عبد الرحمن وأبو مرزوق مولى نجيب وغيرهم، ومات بإفريقية في الإسلام وولده بمصر، وقيل إنّه مات بمصر، وقيل بسرقسطة وقبره بها معروف، كل ذلك عن ابن الفرضي، ويزيد بن ربيعة أبو كامل الرحبي الصنعاني صنعاء دمشق، هكذا ذكره البخاري في التاريخ العساكري، روى عن أبي أسماء الرحبي وأبي الأشعث الصنعاني وربيعة بن يزيد وذكر جماعة أخرى، قال أبو حاتم: يزيد بن ربيعة الصنعاني ليس بثقة دمشقيّ، قال جماعة من أصحاب الحديث: ليس يعرف بدمشق كذّاب إلّا رجلين: الحكم بن عبد الله الأبلّي ويزيد بن ربيعة، قال أبو موسى الأصبهاني محمد بن عمر: كان الحاكم أبو عبد الله لا يعرف إلّا صنعاء اليمن فإنّه ذكر فيمن يجمع حديثهم من أهل البلدان، قال: ومن أهل اليمن أبو الأشعث الصنعاني والمطعم بن المقدام وراشد بن داود وحنش ابن عبد الله الصنعانيون وهؤلاء كلّهم شاميون لا يمانيون، قال أبو عبد الله الحميدي: حنش بن علي الصنعاني الذي يروي عن فضالة بن عبيد من صنعاء الشام قرية بباب دمشق، وأبو الأشعث الصنعاني منها أيضا، قاله عليّ بن المديني، قال الحميدي: ولهذا ظنّ قوم أن حنش بن عبد الله من الشام لا من صنعاء اليمن ولا أعرف حنش بن عليّ والذي يروي عن فضالة هو ابن عبد الله فهذا بيان حسن لطالب هذا العلم، وقال ابن عساكر: يحيى بن مبارك الصنعاني من صنعاء دمشق، روى عن كثير بن سليم وشريك بن عبد الله النخعي وأبي داود شبل بن عبّاد ومالك بن أنس، روى عنه إسماعيل بن عياض الأرسوفي وخطّاب بن عبد السلام الأرسوفي وعبد العظيم بن إبراهيم وإسماعيل بن موسى بن ذرّ العسقلاني نزيل أرسوف، ويزيد بن السمط أبو السمط الصنعاني الفقيه، روى عن الأوزاعي والنّعمان بن المنذر ومطعم بن المقدام وذكر جماعة وذكر بإسناده أن عالمي أهل الجند بعد الأوزاعي يزيد بن السمط ويزيد ابن يوسف، وكان ثقة زاهدا ورعا من صنعاء دمشق، ويزيد بن مرثد أبو عثمان الهمداني المدعي حي من همدان من أهل صنعاء دمشق، روى عن عبد الرحمن ابن عوف ومعاذ بن جبل وأبي الدرداء وأبي ذرّ وأبي رهم اجزاب بن أسيد السمعي وأبي صالح الخولاني، روى عنه عبد الرحمن بن يزيد بن عامر وخالد بن معدان والوضين بن عطاء، وراشد بن داود أبو المهلّب، ويقال أبو داود الرسمي الصنعاني صنعاء دمشق، روى عن أبي الأشعث شراحيل بن أدّة وأبيعثمان شراحيل بن مرثد الصنعانيين وأبي أسماء الرحبي ونافع ويعلى بن أبي شدّاد بن أوس وغيرهم، روى عنه يحيى بن حمزة وعبد الله بن محمد الصنعاني وعبد الرحمن بن سليمان بن أبي الجون وغيرهم، وسئل عنه يحيى بن معين فقال: ليس به بأس ثقة، قال يحيى: وصنعاء هذه قرية من قرى الشام ليست صنعاء اليمن.
[معجم البلدان]
صنعاء
قصبة بلاد اليمن، أحسن مدنا بناء وأصحها هواء وأعذبها ماء، وأطيبها تربة وأقلها أمراضاً، ذكر أن الماء إذا رش في بيوتها تفوح منه رائحة العنبر، وهي قليلة الآفات والعلل، قليلة الذباب والهوام. إذا اعتل إنسان في غيرها ونقل إليها يبرأ، وإذا اعتلت الإبل وأرعيت في مروجها تصح، واللحم يبقى بها أسبوعاً لا يفسد. بناها صنعاء بن ازال بن عنير بن عابر بن شالح، شبهت بدمشق في كثرة بساتينها، وتخرق مياهها وصنوف فواكهها. قال محمد بن أحمد الهمذاني: أهل صنعاء في كل سنة يشتون مرتين ويصيفون مرتين، فإذا نزلت الشمس نقطة الحمل صار الحر عندهم مفرطاً، فإذا نزلت أول السرطان زالت عن سمت رؤوسهم، فيكون شتاء، فإذا نزلت أول الميزان يعود الحر إليهم مرة ثانية فيكون صيفاً، وإذا صارت إلى الجدي شتوا مرة ثانية، غير أن شتاءهم قريب من الصيف في كيفية الهواء.قال عمران بن أبي الحسن: ليس بأرض اليمن بلد أكبر من صنعاء، وهو بلد بخط الاستواء، بها اعتدال الهواء لا يحتاج الإنسان إلى رحلة الشتاء والصيف وتتقارب ساعات نهارها. وكان من عجائب صنعاء غمدان الذي بناه التبابعة؛ قالوا: بانيه ليشرخ ابن يحصب؛ قال ابن الكلبي: اتخذه على أربعة أوجه: وجه أحمر ووجه أبيض ووجه أصفر ووجه أخضر، وبنى في داخله قصراً على سبعة سقوف بين كل سقفين أربعون ذراعاً، فكان ظله إذا طلعت الشمس يرى على ماء بينهما ثلاثة أميال، وجعل في أعلاه مجلساً بناه بالرخام الملون، وجعل سقفه رخامة واحدة، وصير على كل ركن من أركانه تمثال أسد، إذا هبت الريح يسمع منها زئير الأسد، وإذا أسرجت المصابيح فيه ليلاً كان سائر القصر يلمع من ظاهره كما يلمع البرق، وفيه قال ذو جدن الهمداني: وغمدان الذي حدّثت عنه بناه مشيّداً في رأس نيق بمرمرةٍ وأعلاه رخامٌ تحامٌ لا يعيّب بالشّقوق مصابيح السّليط يلحن فيه إذا أمسى كتوماض البروق فأضحى بعد جدّته رماداً وغيّر حسنه لهب الحريق وقال أمية بن أبي الصلت يمدح سيف بن ذي يزن في قصيدة آخرها: فاشرب هنيئاً عليك التاج مرتفقاً في رأس غمدان داراً منك محلالا تلك المكارم لا قعبان من لبنٍ شيبا بماء فصارا بعد أبوالا وذكر أن التبابعة إذا قعدوا على هذا القصر وأشعلوا شموعهم يرى ذلك على مسيرة أيام. حكي أن عثمان بن عفان،
رضي الله عنه، لما أمر بهدم غمدان قالوا له: إن الكهنة يقولون هادم غمدان مقتول! فأمر بإعادته، فقالوا له: لو أنفقتعليه خراج الارض ما أعدته كما كان، فتركه، ولما خربه وجد على خشبة من أخشابها مكتوباً: اسلم غمدان، هادمك مقتول. فهدمه عثمان بن عفان فقتل. ووجد على حائط ايوان من مجالس تبع مكتوباً: صبراً الدّهر نال منك فهكذا مضت الدهور فرحٌ وحزنٌ بعده لا الحزن دام ولا السّرور وبصنعاء جبل الشب وهو جبل على رأسه ماء يجري من كل جانب وينعقد حجراً قبل أن يصل إلى الأرض، وهو الشب اليماني الأبيض الذي يحمل إلى الآفاق. ومن عجائب صنعاء ما ذكر أنه كان بها قبة عظيمة من جمجمة رجل. وبها نوع البر حبتان منه في كمام، ليس في شيء من البلاد غيرها، وبها الورس وهو نبت له خريطة كالسمسم، زرع سنة يبقى عشرين سنة. وحكي أن أمير اليمن لما آل إلى الحبشة، بنى أبرهة بن الصبا بها كنيسة لم ير الناس أحسن منها، وسماها القليس، وزينها بالذهب والفضة والجواهر، وكتب إلى النجاشي: إني بنيت لك كنيسة ليس لأحد مثلها من الملوك، وأريد أصرف إليها حج العرب. فسمع ذلك بعض بني مالك بن كنانة فأتاها وأحدث فيها، فسأل أبرهة عنه، فقالوا: إنه من أهل البيت الذي يحج إليه العرب. فغضب وآلى ليسيرن إلى الكعبة ويهدمنها، ثم جاء بعسكره وفيلته، فأرسله الله تعالى عليهم طيراً أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل فجعلهم كعصف مأكول. وبها الجنة التي أقسم أصحابها لنصرمنها مصبحين، وهي على أربعة فراسخ من صنعاء، وكانت تلك الجنة لرجل صالح ينفق ثمراتها على عياله، ويتصدق على المساكين، فلما مات الرجل عزم أصحابه على أن لا يعطو للمساكين شيئاً، فانطلقوا وهم يتخافتون أن لا يدخلنها اليوم عليكم مسكين، فلما رأوها قالواإنا لضالون، يعني ما هذا طريق بستاننا، فلما رأوا الجنة محترقة قالوا: بل نحن محرومون. ويسمى ذاك الوادي الضروان، وهو واد ملعون، حجارته تشبه أنياب الكلاب، لا يقدر أحد أن يطأها، ولا ينبت شيئاً ولا يستطيع طائر أن يطير فوقه، فإذا قاربه مال عنه؛ قالوا: كانت النار تتقد فيها ثلاثمائة سنة.
[آثار البلاد وأخبار العباد]
صنعاء
ترد في السيرة في مواطن متعددة، ويتعدد اسم صنعاء في بلاد العرب، منها صنعاء اليمن، وصنعاء الشام قرب دمشق، وصنعاء الحجاز شمال المدينة. وأشهرهن صنعاء اليمن. الصّهباء: على لفظ تأنيث أصهب: جبل له ذكر في غزوة خيبر، وهو جبل يطل على خيبر من الجنوب، ويسمى اليوم جبل «عطوة» يشرف على بلدة الشّريف، قاعدة خيبر من الجنوب. وفي «وفاء الوفا» : إن في الصهباء مسجدا لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وعنده تزوج رسول الله صفية بنت حيي.
[المعالم الأثيرة في السنة والسيرة]
باب صنعاء وصبغا
أما اْلأَوَّلُ: - بِفَتْحِ الصاد وسكون النُوْن بَعْدَهَا عين مُهْمَلَة وبالمد -: صنعاء الْيَمَن مدينة مشهورة حصينة، يُنْسَبُ إليها خلق كثير من أئمة العلماء، وأئمة الحديث، وغيرهم، وصنعاء الشام كانت عند دمشق، وخربت الآن، ويُنْسَبُ إليها أيضاً نفرٌ، منهم أَبُو الأشعث الصنعاني، وعبد الرزاق بن عمر الصنعاني وَغَيْرِهِمَا، وهذا غير عبد الرزاق بن همام الصنعاني ذالك منسوب إلى صنعاء الْيَمَن وهو ثقة، وهذا ضعيف الحديث.. وقد ميزنا بين المنسوبين إلى المَوْضِعٌين في كتاب (الفيصل). وأما الثَّاني: بعد الصاد باء مُوْحَّدَة ثُمَّ غين معجمة -: ناحيةٌ بالحجاز، واليمامة أيضاً. 522 - باب صُورٍ، وَصُوَّر، وَصَوْارَ، وَصَدَرس أما اْلأَوَّلُ: - بِضَمِّ الصاد وسكون الواو -: بلدة مشهورة من العواصم، كانت للمسلمين والآن نرجو من الله عودها إلى المسلمين، يُنْسَبُ إليها خلق كثير من العلماء ورواة الحديث، وقد سكنها بشر كثير من أئمة المسلمين لأنها من بلاد الثغر. وأما الثَّاني: - بِضَمِّ الصاد وفتح الواو المُشَدَّدَة -: قَرْيَة على شاطئ الخأَبُور، بينها وبين الفُدين نحو من أربعة فراسخ، كانت بها وقعة للخوارج قال ابن صفار: - لَوْ تَسْأَلُ الأَرْضُ الْفَضَاءُ بِأَمْرِكُمْشَهِدَ الفُدَيْنُ بِهُلْكِكُمْ وَالصُّوَّرُ وأما الثَّالِثُ: - بِفَتْحِ الصاد وسكون الواو بَعْدَهَا همزة - مَوْضِعٌ مما يلي الشام. وأما الرَّابع: بِفَتْحِ الصاد والدال المُهْمَلَة -: قُرى من قُرى بيت المقدس. يُنْسَبُ إليها أَبُو عمرو لاحقُ بن الحُسين بن عمران بن أبي الورد الصدري روى عن ضرار بن علي القاضي، وروى عنه حمزة بن يوسف ونسبه. 523 -
[الأماكن، ما اتفق لفظه وافترق مسماه للحازمي]
صنعاء (1) :
مدينة عظيمة باليمن كان اسمها في القديم أزال فلما وافتها الحبشة ونظروا إلى مدينتها فرأوها مبنية بالحجارة قالوا: هذه صنعة وتفسيرها بلسانهم حصينة، فسميت صنعا. قالوا: والذي أسس غمدان وابتدأ بنيانه واحتفر بيده الذي هو اليوم سقاية بمسجد جامع صنعاء، سام بن نوح عليه السلام؛ لأنه سار يطلب حر البلاد وموضع اعتدال الحر والبرد فلم يجده إلا في جزيرة العرب، فنظر الحجاز فوجده مفرط الحر لمقام الشمس شهرين في مثل ثلاث درجات وكسر على سمته، فسار في الإقليم الأول حتى صار إلى حقل صنعاء فوجده أطيب باعتداله وصحة هوائه، ورآه أرجح إلى البرد منه إلى الحر، ورأى ميله وسطاً لا مثل ميل الحمل المتقارب تسير الشمس فيه طولاً درجة وعرضاً قريباً من نصفها، ولا مثل ميل الجوزاء الذي هو تسع طوله، ورأى الشمس تسامته في السنة كرتين في ثماني درجات من الثور وثلاث وعشرين من الأسد، فإذا كانت الشمس فيها ترى الشمس في أيار صنعاء انتصاف النهار. وصنعاء (2) مدينة كثيرة الخيرات متصلة العمارات ليس في بلاد اليمن أقدم منها عهداً ولا أكبر قطراً ولا أكثر ناساً، وهي في صدر الإقليم الأول معتدلة الهواء طيبة الثرى، والزمان بها أبداً معتدل الحر والبرد، وكانت ملوك اليمن قاطبة تنزل بها، وهي ديار العرب، وكان لملوكها بها بناء كبير عظم الذكر وهو قصر غمدان، فهدم وصار كالتل العظيم، وأكثر بنيانها في هذا الوقت بالخشب، وبها دار لعمل (3) الثياب المنسوبة إليها، وهي قاعدة اليمن، وهي على نهر صغير يأتي إليها من جبل في شمالها فيمر بها نازلاً إلى مدينة ذمار ويصب في البحر اليماني، ومن صنعاء إلى ذمار ثمانية وأربعون ميلاً. وإلى صنعاء ينسب الوشي، ولبعض المتأخرين يذكر ممدوحاً له: وشى نضار صلاته بلجينه. .. أعجب بحسن الوشي من صنعاء وبصنعاء مات وهب بن منبه سنة عشر أو سنة أربع عشرة ومائة. وذكر ابن إسحاق (4) في خبر سيف بن ذي يزن لما وفد على كسرى يستنصره على الحبشة المتغلبين على اليمن أن كسرى وجه معه ثمانمائة رجل واستعمل عليهم وهرز، وكان ذا سن فيهم، فخرج في ثماني سفائن غرقت منها سفينتان، ووصل إلى ساحل عدن ست سفائن، فجمع سيف إلى وهرز من استطاع من قومه وقال له: رجلي مع رجلك حتى نموت جميعاً أو نظفر جميعاً، فقال له وهرز: أنصفت، ثم إنهم صافوا مسروق بن أبرهة ملك اليمن وجميع جنده، فرماه وهرز فأصابه بنشابة فقتله، وانهزمت جموع الحبشة وهربوا في كل وجه، وأقبل وهرز ليدخل صنعاء حتى إذا أتى بابها قال: لا تدخل رايتي منكسة أبداً، اهدموا الباب، فهدموه، ثم دخلها ناصباً رايته، في خبر طويل. وتعمل بصنعاء الحبرات من القطن التي لا يقدر في غيرها على اتخاذ مثلها ومنها تحمل إلى البلاد، وكذلك الأردية والعمائم العدنية والثياب السحولية والأدم الطائفي لا يوجد في قطر من الأقطار مثله، والبقر الملمعة فيها تواليع بين بياض وصفرة كأحسن الوشي. وصنعاء لا تمطر إلا في حزيران وفي تموز وآب وبعض أيلول، ولا تمطر إلا بعد الزوال في أغلب الأمر، يلقى الرجل الرجل نصف النهار والسماء مصحية ليس فيها طخرية فيقول: عجل قبل أن تصب السماء، لأنهم قد علموا أنه لا بد من المطر في ذلك الوقت. ولما ظهر أمر الأسود العنسي الكذاب (5) بصنعاء، بعث رسول الله
ﷺ رجلاً من الأزد أو من خزاعة في أمر الأسود، فدخل صنعاء مختفياً، فنزل على داذويه الابنائي فأخفاه عنده، وتواترت الأنباء في قتل الأسود، فتحرك في قتله نفر منهم قيس بن عبد يغوث المكشوح وفيروز الديلمي وداذويه، وكانت المرزبانة زوجه قد أبغضته، إذ كان تزوجها قسراً وكانت من عظماء فارس، فوعدتهم موعداً أتوا لميقاته وقد سقته الخمر حتى سكر، فسقط نائماً كالميت، فدخل عليه قيس وفيروز ونفر معهما، فوجدوه على فراش عظيم من ريش قد غاب فيه، وأشفق فيروز أن يتمادى عليه السيف إن ضربه به، فوضع ركبته على صدر الكذاب ثم فتل عنقه فحولها حتى حول وجهه من قبل ظهره، وأمر فيروز قيساً فاحتز رأسه، فرمى به إلى الناس، ففض الله تعالى الذين اتبعوه وألقى عليهم الخزي والذلة، وأتى الخبر بذلك إلى رسول
ﷺ في مرضه الذي توفي فيه، فقال
ﷺ وذكر الأسود: قتله الرجل الصالح فيروز الديلي وداذويه، والأمر إلى قيس بن المكشوح فكان أمير صنعاء، وكان بها جماعة من أصحاب الأسود، فلما بلغتهم وفاة النبي
ﷺ ثبت قيس والأبناء وأهل صنعاء على الإسلام إلا أصحاب الأسود، ثم ارتد قيس بن المكشوح وأخرج الأبناء من صنعاء فلم يبق بها أحد إلا في جوار، وبلع خالد بن سعيد بن العاصي
رضي الله عنه ردة أهل صنعاء فسار يومها إلى أن كان من أمره وأمر قيس ثم إسلامه ما هو مذكور في مواضعه. وصنعاء (6) أيضاً قرية بدمشق. (1) صبح الأعشى 5: 39، وقارن بالهمداني: 55، ومعجم ما استعجم 3: 843، وياقوت (صنعاء)، وابن الفقيه: 34، وآثار البلاد: 50، وابن حوقل: 43، والكرخي: 26، وتقويم البلدان: 95، ويذكر المقدسي: 86 أنها كانت قد اختلت في زمانه. (2) نزهة المشتاق: 20 (OG: 53). (3) زيادة من نزهة المشتاق. (4) السيرة 1: 62 وما بعدها. (5) قارن بفتوح البلدان: 125 - 127، وتاريخ الطبري 1: 1851 - 1868. (6) ياقوت (صنعاء) : وصنعاء أيضاً قرية على باب دمشق دون المزة. .. خربت، وهي اليوم مزرعة وبساتين. قلت: يقال إن حنشاُ الصمعاني منسوباً إليها.
[الروض المعطار في خبر الأقطار]
صنعاء
عَلَى زِنَةِ فَعْلَاءَ مِنْ الصَّنْعَةِ: تَرَدَّدَتْ كَثِيرًا فِي السِّيرَةِ، وَمِنْهَا النَّصُّ الْمَذْكُورُ فِي الْقُلَيْسِ. وَهِيَ مَدِينَةٌ عَظِيمَةٌ عَلَى سَرَاةِ الْيَمَنِ، وَهِيَ عَاصِمَتُهُ، وَلَهَا جَبَلٌ يُشْرِفُ عَلَيْهَا يُسَمَّى «نُقَمًا»، كَمَا يُسَمَّى جَبَلُ الْقَاهِرَةِ «الْمُقَطَّمَ» وَجَبَلُ دِمَشْقَ «قَاسِيُونَ». وَلِأَهْلِ صَنْعَاءَ حُبٌّ وَاعْتِزَازٌ بِعَاصِمَتِهِمْ، وَهِيَ طَيِّبَةُ الْهَوَاءِ كَثِيرَةُ الْخَيْرَاتِ، وَتَشْتَهِرُ بِكَثْرَةِ مَسَاجِدِهَا. وَيُورِدُ يَاقُوتُ فِي مُعْجَمِهِ: أَنَّ اسْمَ صَنْعَاءَ كَانَ «أَزَالَ» وَأَنَّ الْحَبَشَةَ عِنْدَمَا وَافَوْهَا وَرَأَوْا جَبَلَهَا قَالُوا: نِعَمٌ نِعَمٌ وَالْجَبَلُ الْيَوْمَ يُسَمَّى «نُقَمًا» ضِدَّ نِعَمٍ. وَلَمَّا رَأَوْا صَنْعَاءَ. قَالُوا: هَذِهِ صَنْعَةٌ، فَسُمِّيَتْ صَنْعَاءَ، وَهِيَ قَصَبَةُ الْيَمَنِ، وَإِنَّهَا تُشَبَّهُ بِدِمَشْقَ. وَلَكِنَّهُ يُغْرِبُ حِينَ يَقُولُ: وَبَيْنَ صَنْعَاءَ وَعدَنٍ ثَمَانِيَةٌ وَسِتُّونَ مَيْلًا، وَالصَّوَابُ أَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ بِكَثِيرِ. ثُمَّ يَقُولُ: بَنَاهَا صَنْعَاءُ بْنُ أَزَالَ بْنِ عَبِيرِ بْنِ عَابِرِ بْنِ شالخ، فَكَانَتْ تُعْرَفُ بِأَزَالَ وَتَارَةً بِصَنْعَاءَ، وَيُغْرِبُ مَرَّةً أُخْرَى حِينَ يَقُولُ: وَهُوَ بَلَدٌ مِنْ خَطِّ الِاسْتِوَاءِ. وَتَقَعُ صَنْعَاءُ قُرْبَ الْتِقَاءِ خَطَّيْ 15 عَرْضًا و45 طُولًا، وَهِيَ أَشْهَرُ مِنْ أَنْ تُعْرَفَ الْيَوْمَ.
[معجم المعالم الجغرافية في السيرة النبوية]
صنعاء
وهى فى موضعين: أحدهما باليمن، وهى العظمى. والأخرى قرية بغوطة دمشق. فأما اليمانية فقيل: كان اسمها قديما أزال، فلما وافتها الحبشة ورأوها حصينة قالوا صنعاء ، معناه حصينة؛ فسميّت صنعاء بذلك، وهى قصبة اليمن وأحسن بلادها تشبّه بدمشق لكثرة فواكهها فيما قيل. وأما التى بدمشق فقد نسب إليها جماعة.
[مراصد الاطلاع على اسماء الامكنة والبقاع]