الكنفوشوسية

أهداف المحتوى:


  • أن يتعرف على الكنفوشوسية
  • أن يتعرف على تأسيس هذه الفرقة، وأبرز الشخصيات عندهم .
  • أن يتعرف على الأفكار والمعتقدات في هذه الفرقة .

الأحاديث:


أحاديث نبوية عن الكنفوشوسية
  • عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "مَنْ مات وهو يدعُو مِنْ دون الله نِدًّا دخَل النَّار". شرح وترجمة الحديث

عناصر محتوى المفردة:


المقدمة
  • المقدمة
المادة الأساسية
  • (الكنفوشوسية ): الكونفوشيوسية ديانة أهل الصين، وهي ترجع إلى الفيلسوف كونفوشيوس الذي ظهر في القرن السادس قبل الميلاد داعيًا إلى إحياء الطقوس والعادات والتقاليد الدينية التي ورثها الصينيون عن أجدادهم مضيفًا إليها جانبًا من فلسفته وآرائه في الأخلاق والمعاملات والسلوك القويم . وهي تقوم على عبادة إله السماء أو الإله الأعظم، وتقديس الملائكة، وعبادة أرواح الآباء والأجداد .(التأسيس وأبرز الشخصيات ):كونفوشيوس : يعتبر كونفوشيوس المؤسس الحقيقي لهذه العقيدة الصينية .ولد سنة 551 ق .م في مدينة تسو Tsou وهي إحدى مدن مقاطعة لو Lu.اسمه كونج Kung وهو اسم القبيلة التي ينتمي إليها، وفوتس Futze معناه الرئيس أو الفيلسوف، فهو بذلك رئيس كونج أو فيلسوفها .
    ينتسب إلى أسرة عريقة، فجدّه كان واليًا على تلك الولاية، ووالده كان ضابطًا حربيًّا ممتازًا، وكان هو ثمرة لزواج غير شرعي، توفي والده وله من العمر ثلاث سنوات .
    عاش يتيمًا، فعمل في الرعي، وتزوج في مقتبل عمره قبل العشرين، ورزق بولد وبنت، لكنه فارق زوجته بعد سنتين من الزواج لعدم استطاعتها تحمل دقته الشديدة في المأكل والملبس والمشرب .
    تلقى علومه الفلسفية على يدي أستاذه الفيلسوف لوتس Laotse صاحب النِحلة الطاوية، حيث كان يدعو إلى القناعة والتسامح المطلق، ولكن كونفوشيوس خالفه فيما بعد داعيًا إلى مقابلة السيئة بمثلها وذلك إحقاقًا للعدل .عندما بلغ الثانية والعشرين من عمره أنشأ مدرسة لدراسة أصول الفلسفة، تكاثر تلاميذه حتى بلغوا ثلاثة آلاف تلميذ، بينهم حوالي ثمانين شخصًا عليهم أمارات .تنقل في عدد من الوظائف فقد عمل مستشارًا للأمراء والولاة، وعيّن قاضيًا وحاكمًا، ووزيرًا للعمل، ووزيرًا للعدل ورئيسًا للوزراء في سنة 496 ق .
    م حيث أقدم حينها على إعدام بعض الوزراء السابقين وعددًا من رجال السياسة وأصحاب الشغب حتى صارت مقاطعة لو نموذجية في تطبيق الآراء والمبادئ الفلسفية المثالية التي ينادي بها .رحل بعد ذلك وتنقل بين كثير من البلدان ينصح الحكام ويرشدهم ويتصل بالناس يبث بينهم تعاليمه حاثًّا لهم على الأخلاق القويمة .
    أخيرًا عاد إلى مقاطعة لو فتفرغ لتدريس أصدقائه ومحبيه منكبًّا على كتب الأقدمين يلخّصها، ويرتبها، ويضمنها بعض أفكاره، وحدث أن مات وحيده الذي بلغ الخمسين من عمره، وفقد كذلك تلميذه المحبّب إليه هووي فبكى عليه بكاءً مرًّا .مات في سنة 479 ق .م بعد أن ترك مذهبا رسميًّا وشعبيًّا استمرّ حتى منتصف القرن العشرين الحالي .
     صفاته الشخصيةدمث، مرح، مؤدّب، يحبّ النكتة، يتأثر لبكاء الآخرين، يبدو قاسيًا وغليظًا في بعض الأحيان، طويل، دقيق في المأكل والملبس والمشرب، مولع بالقراءة والبحث والتعلم والتعليم والمعرفة والآداب . مغرم بالبحث عن منصب سياسي بغية تطبيق مبادئه السياسية والأخلاقية لتحقيق المدينة الفاضلة التي يدعو إليها .خطيب بارع، ومتكلّم مفوّه، لا يميل إلى الثرثرة، وعباراته موجزة تجري مجرى الأمثال القصيرة والحكم البليغة .
    لديه شعور ديني، يحترم الآلهة التي كانت معبودة في زمانه، ويداوم على تأدية الشعائر الدينية، يتوجه في عباداته إلى الإِله الأعظم أو إله السماء، يصلي صامتًا، ويكره أن يرجو الإله النعمة أو الغفران إذ إن الصلاة لديه ليست إلا وسيلة لتنظيم سلوك الأفراد، والدّين – في نظره – أداة لتحقيق التآلف بين الناس .
    كان يغني، وينشد، ويعزف الموسيقى، وقد ترك كتاب الأغاني Book of Songs كما أنه كان مغرمًا بالحفلات والطقوس، إلى جانب اهتمامه بالرماية وقيادة العربات والقراءة والرياضة ﴿الحساب ﴾ ودراسة التاريخ (انقسمت الكونفوشيوسية إلى اتجاهين ):مذهب متشدد حرفي ويمثله منسيوس إذ يدعو إلى الاحتفاظ بحرفية آراء كونفوشيوس وتطبيقها بكل دقة، ومنسيوس هذا تلميذ روحي لكونفوشيوس إذ إنه لم يتلق علومه مباشرة عنه بل إنه أخذها عن حفيدة وهو Tsesze الذي قام بتأليف كتاب الانسجام المركزي Central Harmony. والمذهب التحليلي، ويمثله هزنتسي Hsuntse ويانجتسي Yangtse، إذ يقوم مذهبهما على أساس تحليل وتفسير آراء المعلم واستنباط الأفكار باستلهام روح النص الكونفوشيوسي . أما أبرز الشخصيات إضافة إلى ما سبق فهم : تسي كنج Tsekung ولد سنة 520م وأصبح من أعظم رجال السلك السياسي الصيني .
    تسي هسيا Tsehsia ولد سنة 507م وأصبح من كبار المتفقهين في الدين الكونفوشيوسي تسينكتنز Tsengtse كان أستاذًا لحفيد كونفوشيوس، ويأتي ترتيبه الثاني بعد منسيوس من حيث الأهمية . تشي هزيوان Chi- Husan عاش في عصر أسرة هان 127 –200 ميلادية . تشو هزي Cho-Hsi 1130 – 1200 ميلادية قام بنشر الكتب الأربعة التي كانت تدرس في المدارس الأولية والابتدائية في الصين، ويعد الحجة الوحيدة . الفيلسوف موتزي Motze 470 – 381 ق .م أضاف فكرة جديدة وهي تشخيص إله السماء بشخص عظيم يشبه الآدميين . في سنة 422م أقيم معبد لكونفوشيوس في Chufu حيث قبره .
     في سنة 505 م أقيم معبد آخر في العاصمة، وأصبحت كتبه تدرس في المدارس على أنها كتب مقدسة في سنة 630م أمر أحد الأباطرة ببناء معابد مزودة بتماثيل لكونفوشيوس في جميع أنحاء الإمبراطورية، كما أمر بإنشاء كليات لتعليم آراء كونفوشيوس الذي أصبح رمزًا للوحدتين السياسية والدينية . في سنة 735م منح كونفوشيوس لقب ملك . في سنة 1013م منح لقب القديس الأعظم . في سنة 1330م منح الأفراد المنحدرون من سلالته رتبة الشرف وصاروا يعدّون من طبقة النبلاء .في سنة 1530م بدّلت التماثيل الموجودة في المعابد بصور ولوحات حتى لا تختلط الكونفوشيوسية بالوثنية .في سنة 1905م بدأ نجم الكونفوشيوسية بالأفول، حيث أُلغي الامتحان الديني الذي كان يعتبر ضروريًا للتعيين في الوظائف .
    في سنة 1910م ظهر شهاب هالي Halley في الأجواء الصينية فاعتبر ذلك استياء من الآلهة على أسرة مانتشو التي بلغ الفساد في عهدها قمته مما أدى إلى ثورة شعبية انتهت بتنازل الإمبراطور عن العرش سنة 1912م وتحول الصين إلى النظام الجمهوري مما أدى إلى اختفاء الكونفوشيوسية من الحياة الدينية والسياسية، لكنها بقيت ماثلة في الأخلاق والتقاليد الصينية . في سنة 1928م صدر قرار بتحريم تقديم القرابين لكونفوشيوس ومنع إقامة الطقوس الدينية له .
    عندما استولى اليابانيون على منشوريًا عادت الصين إلى استنهاض الهمم بالعودة إلى الكونفوشيوسية وعاد الناس في عام 1930 – 1934م إلى تقديم القرابين مرة ثانية، كما أعيد تدريس الكونفوشيوسية في كل مكان لاعتقادهم بأن نكبتهم ترجع إلى إهمالهم تعاليم المعلم الأكبر، وسادت حركة إحياء جديدة بزعامة تشانج كاي شيك، وقد استمرت هذه الحركة إلى ما بعد الحرب العالمية الثانية .
    في عام 1949م سيطرت الشيوعية على الصين، ولكن شيئًا فشيئًا بدأت الخلافات بين الصين والاتحاد السوفيتي بالظهور مما أوجد تباينًا بين كل منهما، وبعد موت الزعيم الصيني الشيوعي الشهير ماو تسي تونج بدأ التراجع عن الشيوعية في الصين، وبدأت رياح الغرب تهب عليها .
    يعتقد الباحثون بأن الروح الكونفوشيوسية ستعمل على تغيير معالم الشيوعية مما يجعلها أبعد ما تكون عن الشيوعية الروسية التي انهارت، لما للكونفوشيوسية من سيطرة روحية على الشعب الصيني .
    (الأفكار والمعتقدات ):(الكتب ): هناك مجموعتان أساسيتان تمثلان الفكر الكونفوشيوسي فضلًا عن كثير من الشروح والتعليقات والتلخيصات، المجموعة الأولى تسمى الكتب الخمسة، والثانية تسمى الكتب الأربعة .
    (الكتب الخمسة ): وهي الكتب التي قام كونفوشيوس ذاته بنقلها عن كتب الأقدمين وهي :1- كتاب الأغاني أو الشعر : فيه 350 أغنية إلى جانب ستة تواشيح دينية تغني بمصاحبة الموسيقى . 2- كتاب التاريخ : فيه وثائق تاريخية تعود إلى التاريخ الصيني السحيق . 3- كتاب التغييرات : فيه فلسفة تطور الحوادث الإنسانية، وقد حوّله كونفوشيوس إلى كتاب علمي لدراسة السلوك الإنساني . 4- كتاب الربيع والخريف : كتاب تاريخي يؤرخ للفترة الواقعة بين 722 – 481 ق .م . 5- كتاب الطقوس : فيه وصف للطقوس الدينية الصينية القديمة مع معالجة النظام الأساسي لأسرة تشو تلك الأسرة التي لعبت دورًا هامًا في التاريخ الصيني البعيد .
    (الكتب الأربعة ): وهي الكتب التي ألفها كونفوشيوس وأتباعه مدوِّنين فيها أقوال أستاذهم مع التفسير تارة والتعليق أخرى، إنها تمثل فلسفة كونفوشيوس ذاته، وهي :1/ كتاب الأخلاق (*) والسياسة .2/ كتاب الانسجام المركزي .Central Harmony3/ كتاب المنتجات Analects ويطلق عليه اسم إنجيل كونفوشيوس .4/ كتاب منسيوس : وهو يتألف من سبعة كتب، ومن المحتمل أن يكون مؤلفها منسيوس نفسه .( المعتقدات الأساسية ): تتمثل المعتقدات الأساسية لديهم في الإله أو إله السماء، والملائكة، وأرواح الأجداد . 1/ الإله : يعتقدون بالإله الأعظم أو إله السماء ويتوجهون إليه بالعبادة، كما أن عبادته وتقديم القرابين إليه مخصوصة بالملك، أو بأمراء المقاطعات .للأرض إله، وهو إله الأرض، ويعبده عامة الصينيين .الشمس والقمر، والكواكب، والسحاب، والجبال . لكل منها إله وعبادتها وتقديم القرابين إليها مخصوصة بالأمراء .2/ الملائكة : إنهم يقدسون الملائكة ويقدمون إليها القرابين .
    3/ أرواح الأجداد : يقدس الصينيون أرواح أجدادهم الأقدمين، ويعتقدون ببقاء الأرواح، والقرابين عبارة عن موائد يدخلون بها السرور على تلك الأرواح بأنواع الموسيقى، ويوجد في كل بيت معبد لأرواح الأموات ولآلهة المنزل .
    (معتقدات وأفكار أخرى ):لم يكن كونفوشيوس نبيًّا، ولم يدّع هو ذلك، بل يعتقدون أنه من الذين وهبوا تفويض السماء لهم ليقوموا بإرشاد الناس وهدايتهم، فقد كان مداومًا على إقامة الشعائر والطقوس الدينية، وكان يعبد الإله الأعظم والآلهة الأخرى على غير معرفة بهم ودون تثبُّت من حقيقة الآراء الدينية تلك .
    كان كونفوشيوس مغرمًا بالسعي لتحقيق المدينة الفاضلة التي يدعو إليها وهي مدينة مثالية لكنها تختلف عن مدينة أرسطو الفاضلة، إذ إن مدينة كونفوشيوس مثالية في حدود واقعٍ ممكن التحقيق والتطبيق، بينما مدينة أرسطو تجنح إلى مثالية خيالية بعيدة عن مستوى التطبيق البشري القاصر . وكلا الفيلسوفين متعاصران .الجنة والنار : لا يعتقدون بهما، ولا يعتقدون بالبعث أصلًا، إذ إنّ همَّهم منصبّ على إصلاح الحياة الدنيا، ولا يسألون عن مصير الأرواح بعد خروجها من الأجساد . وقد سأل تلميذٌ أستاذه كونفوشيوس عن الموت، فقال : "إننا لم ندرس الحياة بعد، فكيف نستطيع أن ندرس الموت .الجزاء والثواب : إنما يكونان في الدنيا، إن خيرًا فخير، وإن شرًّا فشر .القضاء والقدر : يعتقدون بذلك، فإن تكاثرت الآثام والذنوب كان عقاب السماء لهم بالزلازل والبراكين .الحاكم ابن للسماء : فإذا ما قسا وظلم وجانب العدل فإن السماء تسلّط عليه من رعيته من يخلعه ليحلّ محلّه شخص آخر عادل .
    الأخلاق : هي الأمر الأساسي الذي تدعو إليه الكونفوشيوسية، وهي محور الفلسفة (*) وأساس الدين (*)، وهي تسعى إليه بتربية الوازع الداخلي لدى الفرد ليشعر بالانسجام الذي يسيطر على حياته النفسية مما يخضعها للقوانين الاجتماعية بشكل تلقائي .تظهر الأخلاق في :1/طاعة الوالد والخضوع له .2/ طاعة الأخ الأصغر لأخيه الأكبر .3/ طاعة الحاكم والانقياد إليه .4/ إخلاص الصديق لأصدقائه .5/ عدم جرح الآخرين بالكلام أثناء محادثتهم .6/ أن تكون الأقوال على قدر الأفعال، وكراهية ظهور الشخص بمظهر لا يتفق مع مركزه وحاله .7/ البعد عن المحسوبية في الوساطة أو المحاباة . وتظهر أخلاق الحاكم في :1/ احترام الأفراد الجديرين باحترامه .2/ التودّد إلى من تربطهم به صلة قربى وقيامه بالتزاماته حيالهم .3/ معاملة وزرائه وموظفيه بالحسنى .4/اهتمامه بالصالح العام، مع تشجيعه للفنون النافعة والنهوض بها .5/ العطف على رعايا الدول الأخرى المقيمين في دولته .6/ تحقيق الرفاهية لأمراء الإمبراطورية ولعامة أفرادها .
    تحترم الكونفوشيوسية العادات والتقاليد الموروثة، فهم محافظون إلى أبعد الحدود، فيقدّسون العلم والأمانة، ويحترمون المعاملة اللينة من غير خضوع ولا استجداء لجبروت .يقوم المجتمع الكونفوشيوسي على أساس احترام الملكية الفردية مع ضرورة رسم برنامج إصلاحي يؤدي إلى تنمية روح المحبّة بين الأغنياء والفقراء . يعترفون بالفوارق بين الطبقات، ويظهر هذا جليًّا حين تأدية الطقوس الدينية وفي الأعياد الرسمية وعند تقديم القرابين .النظام الطبقي لديهم نظام مفتوح، إذ بإمكان أي شخص أن ينتقل من طبقته إلى أية طبق اجتماعية أخرى إذا كانت لديه إمكاناته تؤهله لذلك .ليس الإنسان إلا نتيجة لتزاوج القوى السماوية مع القوى الأرضية أي لتقمص الأرواح السماوية في جواهر العناصر الأرضية الخمسة .
    ومن هنا وجب على الإنسان أن يتمتع بكل شيء في حدود الأخلاق الإنسانية القويمةيبنون تفكيرهم على فكرة "العناصر الخمسة1/ فتركيب الأشياء : معدن – خشب – ماء – نار – تراب . 2/ الأضاحي والقرابين خمسة . 3/ الموسيقى لها خمسة مفاتيح، والألوان الأساسية خمسة . 4/ الجهات خمس : شرق وغرب وشمال وجنوب ووسط .5/ درجات القرابة خمس : أبوّة – أمومة – زوجية – بنوّة – أخوّة .تلعب الموسيقى دورًا هامًا في حياة الناس الاجتماعية، وتسهم في تنظيم سلوك الأفراد وتعمل على تعويدهم الطاعة والنظام، وتؤدي إلى الانسجام والألفة والإيثار . الرجل الفاضل هو الذي يقف موقفًا وسطًا بين ذاته المركزية وبين انفعالاته ليصل إلى درجة الاستقرار الكامل . (الجذور الفكرية والعقائدية (: ترجع الكونفوشيوسية إلى معتقدات الصينيين القدماء، تلك المعتقدات التي ترجع إلى 2600 سنة قبل الميلاد . وقد قبلها كونفوشيوس أولًا، والكونفوشيوسيون ثانيًا، دون مناقشة أو جدال أو تمحيص .
    في القرن الرابع قبل الميلاد حدثت إضافة جديدة وهي عبادة النجمة القطبية لاعتقادهم بأنها المحور الذي تدور السماء حوله، ويعتقد الباحثون بأن هذه النزعة قد وفدت إليهم من ديانة بعض سكان حوض البحر المتوسط . تغلبت الكونفوشيوسية على النزعة الشيوعية والنزعة الاشتراكية (*) اللتان طرأتا عليها في القرنين السابقين للميلاد وانتصرت عليهما . كما أنها استطاعت أن تصهر البوذية بالقالب الكونفوشيوسي الصيني وتنتج بوذية صينية خاصة متميزة عن البوذية الهندية الأصلية . لا تزال المعتقدات الكونفوشيوسية موجودة في عقيدة أكثر الصينيين المعاصرين على الرغم من السيطرة السياسية للشيوعيين .(الانتشار ومواقع النفوذ ): انتشرت الكونفوشيوسية في الصين .
    منذ عام 1949م أبعدت الكونفوشيوسية عن المسرحين السياسي والديني لكنها ما تزال كامنة في روح الشعب الصيني الأمر الذي يؤمل أن يؤدي إلى تغيير ملامح الشيوعية الماركسية في الصين . ما تزال الكونفوشيوسية ماثلة في النظم الاجتماعية في فرموزا أو (الصين الوطنية ).
    انتشرت كذلك في كوريا وفي اليابان حيث درست في الجامعات اليابانية، وهي من الأسس الرئيسية التي تشكل الأخلاق في معظم دول شرق آسيا وجنوبها الشرقي في العصرين الوسيط والحديث .
    حظيت الكونفوشيوسية بتقدير بعض الفلاسفة الغربيين كالفيلسوف ليبنتز (1646 – 1716م ) وبيتر نويل الذي نشر كتاب كلاسيكيات كونفوشيوس سنة 1711م كما ترجمت كتب الكونفوشيوسية إلى معظم اللغات الأوروبية .
ماذا نفعل بعد ذلك
  • بغض الكونفوشيوسية، ومعاداتهم؛ وذلك لكفرهم بالله، وشركهم به .
  • أن الكونفوشيوسية ليست دينًا سماويًّا معروفًا . وقد تتضمَّن بعض تعاليمها دعوة إلى خلق حميد أو رأي سليم أو سلوك قويم، ولكنها ليست مما يتقرب إلى الله به : ﴿ومن يبتغ غير الإسلام دينًا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين﴾ [آل عمران : 85]. وهي تماثل البوذية والهندوسية وغيرها من الأديان الباطلة .