سُمِّيت بذلك لِما ذكَر اللهُ تعالى فيها من أوصافِ المؤمنين، الذين إذا سَمِعوا آياتِ القرآن ﴿خَرُّواْۤ سُجَّدٗاۤ وَسَبَّحُواْ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ﴾ [السجدة: 15]. وقال البِقاعيُّ: «واسمُها (السَّجْدة) منطبِقٌ على ذلك بما دعَتْ إليه آيَتُها من الإخباتِ، وتركِ الاستكبار». "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" (2 /361).
* سورة (﴿الٓمٓ 1 تَنزِيلُ﴾)، أو (﴿الٓمٓ 1 تَنزِيلُ﴾ السَّجْدةَ):
دلَّ على ذلك افتتاحُ السُّورة بذلك، واحتواؤها على سَجْدةٍ، وصحَّ عن عبدِ اللهِ بن عباسٍ رضي الله عنهما: «أنَّ النبيَّ ﷺ كان يَقرأُ في صلاةِ الفَجْرِ يومَ الجُمُعةِ: ﴿الٓمٓ 1 تَنزِيلُ﴾ السَّجْدةَ، و﴿هَلْ أَتَىٰ عَلَى اْلْإِنسَٰنِ حِينٞ مِّنَ اْلدَّهْرِ﴾، وأنَّ النبيَّ ﷺ كان يَقرأُ في صلاةِ الجُمُعةِ سورةَ الجُمُعةِ، والمُنافِقِينَ». أخرجه مسلم (879).
ولها أسماءٌ أخرى غيرُ ما ذكرنا.
ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (6 /47-48).
* كان النبيُّ ﷺ يَقرؤُها في فَجْرِ يوم الجمعة:
عن عبدِ اللهِ بن عباسٍ رضي الله عنهما: «أنَّ النبيَّ ﷺ كان يَقرأُ في صلاةِ الفَجْرِ يومَ الجُمُعةِ: ﴿الٓمٓ 1 تَنزِيلُ﴾ السَّجْدةَ، و﴿هَلْ أَتَىٰ عَلَى اْلْإِنسَٰنِ حِينٞ مِّنَ اْلدَّهْرِ﴾، وأنَّ النبيَّ ﷺ كان يَقرأُ في صلاةِ الجُمُعةِ سورةَ الجُمُعةِ، والمُنافِقِينَ». أخرجه مسلم (879).
* كان النبيُّ ﷺ يَقرؤُها قبل نومِه:
عن جابرِ بن عبدِ اللهِ رضي الله عنهما: «أنَّ النبيَّ ﷺ كان لا يَنامُ حتى يَقرأَ ﴿الٓمٓ 1 تَنزِيلُ﴾، و﴿تَبَٰرَكَ اْلَّذِي بِيَدِهِ اْلْمُلْكُ﴾». أخرجه الترمذي (3404).
عن أنسِ بن مالكٍ رضي الله عنه: «أنَّ هذه الآيةَ: ﴿تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ اْلْمَضَاجِعِ﴾ [السجدة: 16] نزَلتْ في انتظارِ الصَّلاةِ التي تُدْعى العَتَمةَ». أخرجه الترمذي (3196).
و(صلاةُ العَتَمةِ): هي صلاةُ العِشاءِ؛ لِما جاء في الحديثِ عن عبدِ اللهِ بن عُمَرَ رضي الله عنهما، قال: «صلَّى لنا رسولُ اللهِ ﷺ العِشاءَ، وهي التي يَدْعو الناسُ العَتَمةَ. ..». أخرجه البخاري (564).
اشتمَلتْ سورةُ (السَّجْدة) على الموضوعات الآتية:
1. القرآن حقٌّ مُنزَّل (1-3).
2. الخَلْقُ: مُدَّته، وأنه حسَنٌ (4-9).
3. إثبات البعث (10-11).
4. ذلُّ المجرمين يوم الدِّين (12-14).
5. علامات الإيمان (15- 17).
6. الجزاء العادل (18-22).
7. الإمامة في الدِّين (23-25).
8. آياتٌ وعِظات (26- 30).
ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (6 /51).
ينظر: "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (2 /361)، و"التحرير والتنوير" لابن عاشور (21 /204).