البحث

عبارات مقترحة:

الباطن

هو اسمٌ من أسماء الله الحسنى، يدل على صفة (الباطنيَّةِ)؛ أي إنه...

الأحد

كلمة (الأحد) في اللغة لها معنيانِ؛ أحدهما: أولُ العَدَد،...

الولي

كلمة (الولي) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فعيل) من الفعل (وَلِيَ)، ومعناه يرجع إلى القرب، فالصاحب والمالك والسيد كلها يُطلق عليها اسم (الولي)، واسم الله تعالى (الولي) من أسمائه الحسنى، وهو يدل على عناية الله عز وجل بخلقه، وملكه لهم وسيادته المطلقة عليهم، الذي له السلطان التام. وهو اسم ثابت لله تعالى بالقرآن والسنة، وعليه إجماع الأمة.

التعريف

التعريف لغة

لفظ (الوَليّ) هو صفة مشبهة على وزن (فعيل) من الفعل (وَلِيَ)، ويُرجع ابن فارس معاني هذا الجذر اللغوي إلى أصل واحد هو القرب، قال: «الواو واللام والياء: أصل صحيح يدل على قرب. من ذلك الوَلْي (بسكون اللام): القُرْب» "المقاييس" (6/141)، والوِلاية بالكسر: السلطان، والوَلاية والوُلاية بالفتح والضم: النُّصرة. والوليّ هو من يقوم بالأمر ويعتني به؛ فيكون بمعنى المتولّي، وهو الناصر والمعين. انظر للاستزادة "اللسان" لابن منظور (6/4920-4926).

التعريف اصطلاحًا

هو اسم من أسماء الله الحسنى، يدل على ثبوت ولاية الله تعالى وكفايته لجميع خلقه، فمعناه أنه سبحانه السيّد الذي له الملك والسلطان، ومنه النصر والمعونة، كما ذكر الخطابي: «الولي: هو الناصر، ينصر عباده المؤمنين.» وقال: «والوليُّ أيضًا المتولّي للأمر والقائم به، كوَليّ اليتيم، وولي المرأة في عقد النكاح عليها» "شأن الدعاء" (ص78).

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

ما جاء في الاصطلاح تحتمله اللغة، فلا اختلاف، إلا أن يقال أن معنى السيادة والسلطان الثابتِ لله تعالى ثابت له على وجه الكمال المطلق، وليس ذلك إلا لله سبحانه، وكذلك نصر الله ومعونته، لا مثل لها من نصر المخلوقين ولا شبه.

الصفة التي يدل عليها الاسم

يدل على إثبات وَلاية الله عز وجل وكفايته لخلقه.

الأدلة

القرآن الكريم

الولي في القرآن الكريم
ورد اسم الله تعالى (الوليّ) في القرآن الكريم في خمسة عشر موضعًا، منها: · قوله تعالى: ﴿اللهُ ولِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِن الظُّلُماتِ إلى النُّورِ﴾ [البقرة: 257] وفي هذه الآية إثبات لولاية الله عز وجل ولايةَ معونة وتوفيق وإحسان، يقول ابن القيم: «قال الله تعالى: ﴿ وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرً ﴾ [الإسراء: 111] فَلم ينف الوَلِيّ نفيا عامًا مُطلقًا بل نفى ان يكون لَهُ ولي من الذل واثبت فِي مَوضِع آخر ان لَهُ اولياء بقوله الا ان أوْلِياء الله لا خوف عَلَيْهِم ولا هم يَحْزَنُونَ وقَوله الله ولي الَّذين آمنُوا فَهَذا مُوالاة رَحْمَة وإحسان وجبر والموالاة المنفية مُوالاة حاجَة وذل». "مفتاح دار السعادة" (1/162). · وقوله تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ ۚ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ﴾ [الشورى: 28] قال ابن عاشور: «وذَكَر صِفتي الولي الحميد دون غيرهما لمناسبتهما للإغاثة؛ لأن الوليَّ يُحسن إلى مواليه، والحميدَ يعطي ما يُحمد عليه» "التحرير والتنوير" (25 /96).

السنة النبوية

الولي في السنة النبوية
· ورد اسم الله تعالى (الولي) في حديث زيد بن أرقم رضي الله عنه في دعاء النبي ، قال: «لا أَقُولُ لَكُمْ إلّا كما كانَ رَسولُ اللهِ يقولُ: كانَ يقولُ : اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بكَ مِنَ العَجْزِ، والْكَسَلِ، والْجُبْنِ، والْبُخْلِ، والْهَرَمِ، وَعَذابِ، القَبْرِ اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْواها، وَزَكِّها أَنْتَ خَيْرُ مَن زَكّاها، أَنْتَ وَلِيُّها وَمَوْلاها، اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بكَ مِن عِلْمٍ لا يَنْفَعُ، وَمِنْ قَلْبٍ لا يَخْشَعُ، وَمِنْ نَفْسٍ لا تَشْبَعُ، وَمِنْ دَعْوَةٍ لا يُسْتَجابُ لَها» مسلم (2722). · ورد اسم الله (الولي) في حديث أبي هريرة في أسماء الله الحسنى: «إنَّ لله تعالى تِسعةً وتِسعينَ اسمًا من أحصاها دَخَل الجَنَّةَ، فذكَرَها وَعَدَّ منها: الولي» الترمذي (3507) و ابن حبان (808) و"الاعتقاد" للبيهقي (56).

الإجماع

اسم الله (الولي) ثابت بالإجماع، قال القرطبي: «وأجمعت عليه الأمة». "الأسنى" (1/298).

الآثار والمظاهر

الآثار السلوكية

الإيمان باسم الله تعالى (الولي) له آثار عظيمة في نفس المؤمن، من ذلك: أن العبد المؤمن بهذا الاسم يرى الله عز وجل الأحق على الإطلاق بالاستعانة والاستكانة، وبالاعتماد والتُّكلان، فلا يقع في قلبه من الأسباب شيء على كثرة أخذه بها وكماله في ذلك بحسب قدرته، بل يكون في قلبه التعلق بالله عز وجل، إضافة إلى ما في أخذه لها من نية الطاعة له سبحانه، لأنه هو الذي أمره بهذا الأخذ. أن الإيمان باسم الله تعالى (المولى) يوجِد في قلب العبد تعظيم الله عز وجل، لأن المولى هو السيد المطاع والمالك المتصرِّف، وهذا التعظيم لا يأتي إلا باستحضار معاني أسماء الله عز وجل من مثل: المولى، والعظيم، والرب، والكبير وغيرها.

أقوال أهل العلم

«الولي: المتولي لعباده المؤمنين، يختصهم بعنايته وسابغ كرمه، قال الله سبحانه وتعالى: ﴿اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ﴾ [البقرة: 257]، وقال على لسان رسوله: ﴿إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ ۖ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ﴾ [الأعراف: 196] وقال: ﴿أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۖ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ﴾ [يوسف: 101]، وذاكره يؤيده الله بخصوصية الكرامة». القُشَيْري "شرح الأسماء" (ص195)
«اشتقاق ولي الله من المُوالاة فانها المحبَّة والقرب فَكَما يُقال عبد الله وحبيبه يُقال وليه والله تَعالى يوالي عَبده إحسانا اليه وجبرا لَهُ ورحمه بِخِلاف المَخْلُوق فَإنَّهُ يوالي المَخْلُوق لتعززه بِهِ وتكثره بموالاته لذل العَبْد وحاجته واما العَزِيز الغَنِيّ فَلا يوالي احدا من ذل ولا حاجَة» ابن قَيِّم الجَوْزِيَّة "مفتاح دار السعادة" (1/162)
«ومن أسمائه الولي، ومعناه: الناصر لعباده المؤمنين، وقيل: المتولي للأمور كلها». قِوَام السُّنَّة "الحجة في بيان المحجة" (1/150)
«مذهب السلف وسائر الأئمة إثبات صفة الغضب، والرضا، والعداوة، والولاية، والحب، والبغض، ونحو ذلك من الصفات، التي ورد بها الكتاب والسنة، ومنع الـتأويل الذي يصرفها عن حقائقها اللائقة بالله تعالى» ابن أَبي العِزّ "شرح الطحاوية" (ص685)