الاستغفار في الكتاب والسنة

عناصر الخطبة

  1. الحث على التوبة والاستغفار
  2. فضائل الاستغفار في القرآن والسنة
  3. التوبة في حياة الأنبياء
  4. مواطن يُشرع فيها الاستغفار
  5. وجوب الحذر من البدع المُحدَثة والآراء والأهواء المضلة.
اقتباس

والعبدُ مُحتاجٌ إلى الاستغفار دائمًا أشدَّ الحاجة، ولاسيَّما في هذا الزمان؛ لكثرة الذنوب والفتن، ليُوفِّقه الله في حياته وبعد مماته، ويُصلِح شأنَه. فالاستغفارُ بابُ خيرات، ودافِعُ شُرورٍ وعقوبات، والأمةُ بحاجةٍ شديدةٍ إلى دوام الاستغفار، ليرفعَ اللهُ عن الأمة العقوبات النازِلة، ويدفَع العقوبات المُستقبَلة، ولا يزهَدُ في الاستغفار إلا من جهِلَ منافِعَه وبركاته.

الخطبة الأولى:

 الحمد لله، الحمد لله الرحمن الرحيم، العليم الحكيم، ذي الفضل العظيم، أحمدُ ربي وأشكرُه، وأتوبُ إليه وأستغفرُه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ذو العرش الكريم، وأشهد أن نبيَّنا وسيِّدَنا محمدًا عبدُه ورسولُه ذو الخُلُق العظيم، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدِك ورسولِك محمدٍ، وعلى آله وصحبِه الدعاة المُهتَدين إلى الصراط المُستقيم.   أما بعد: فاتقوا الله بالعمل بمرضاته، وهجر مُحرَّماته؛ لتفوزُوا برِضوانه ونعيم جناته، وتنجُوا من غضب عقوباته.   أيها المسلمون:

إن ربَّنا – جل وعلا – كثَّر أبوابَ الخير وطُرق الأعمال الصالحات، تفضُّلاً ورحمةً وجُودًا وكرمًا من ربِ العزَّة والجلال، ليدخُل المُسلم أيَّ بابٍ من الخيرات، ويسلُك أيَّ طريقٍ من طُرق الطاعات، ليُصلِح الله دُنياه، ويرفعَه درجاتٍ في أُخراه، فيُكرِمه المولى – سبحانه – بالحياة الطيبة، والسعادة في حياته، وينالَ النعيم المُقيم، ورِضوان الربِّ بعد مماته.

قال الله تعالى: ﴿فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [البقرة: 148]، وقال – سبحانه – عن الأنبياء قُدوة الناس – صلى الله وسلم عليهم أجمعين -: ﴿إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ﴾ [الأنبياء: 90].

وقال النبي – صلى الله عليه وسلم – لمُعاذٍ – رضي الله عنه -: «ألا أدلُّك على أبوابِ الخير؟ الصوم جُنَّة، والصدقةُ تُطفِئُ الخطيئة كما يُطفِئُ الماءُ النار، وصلاةُ الرجل في جَوف الليل»، ثم تلا: ﴿تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (16) فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ(17)﴾ [السجدة: 16، 17]. ثم قال: «ألا أُخبرُك برأس الأمر وعمُوده، وذروة سنامه؟»، قلتُ: بلى يا رسول الله، قال: «رأسُ الأمر الإسلام، وعمودُه الصلاة، وذروة سنامه الجهادُ في سبيل الله» (رواه الترمذي وصحَّحه).

فمن أبوابِ الخير، ومن طُرق الصالحات والطاعات، ومن الأسباب لمحو السيئات: الاستغفار؛ فالاستغفارُ سُنَّة الأنبياء والمُرسلين – عليهم الصلاة والسلام -، قال الله تعالى عن أبوَي البشر – صلواتُ الله ورحمتُه وبركاته عليهما -: ﴿قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ [الأعراف: 23].

وقال عن نُوحٍ – عليه السلام -: ﴿رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ﴾ [نوح: 28]، وقال – عز وجل – عن الخليل – عليه السلام -: ﴿رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ﴾ [إبراهيم: 41]، وقال تعالى عن موسى – عليه الصلاة والسلام -: ﴿رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ﴾ [الأعراف: 151]، وقال تعالى: ﴿وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ﴾ [ص: 24].

وقال تعالى آمرًا نبيَّه – صلى الله عليه وسلم -: ﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ﴾ [محمد: 19].

وكان هديُ نبيِّنا – صلى الله عليه وسلم -: كثرةَ الاستغفار، مع أن الله تعالى غفرَ له ما تقدَّم من ذنبِه وما تأخَّر؛ فعن ابن عُمر – رضي الله عنهما – قال: كنا نعُدُّ لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – في المجلِس الواحِد مائةَ مرَّة: «ربِّ اغفر لي وتُب عليَّ، إنك أنت التوابُ الرحيم» (رواه أبو داود، والترمذي، وقال: "حديثٌ حسنٌ صحيح").   وعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: كان رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم – يُكثِر أن يقول قبل موته: «سبحان الله وبحمده، أستغفرُ الله وأتوبُ إليه» (رواه البخاري ومسلم).

وعن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: "لم أرَ أحدًا أكثرَ أن يقول: "أستغفرُ الله وأتوبُ إليه" من رسول الله – صلى الله عليه وسلم –" (رواه النسائي).   وكان – صلى الله عليه وسلم – يقول بعد الصلاة: «أستغفرُ الله» ثلاثًا؛ رواه مسلم من حديث ثوبَان – رضي الله عنه -. ثم يقول الأذكار المشرُوعة بعد الصلاة والاستغفار.   والاستغفارُ دأبُ الصالحين، وعملُ الأبرار المُتقين، وشِعارُ المؤمنين، قال الله تعالى عنهم: ﴿رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ﴾ [آل عمران: 193]، وقال تعالى: ﴿الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (16) الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ(17)﴾ [آل عمران: 16، 17]، قال الحسن: "مدُّوا الصلاةَ إلى السَّحر، ثم أقبَلوا على الاستغفار".   وقال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾ [آل عمران: 135]، قال ابن رجبٍ – رحمه الله -: "وأما الاستغفارُ من الذنوبِ، فهو طلبُ المغفِرة وسُؤالُها، والعبدُ أحوج شيءٍ إليه؛ لأنه يُخطِئُ بالليل والنهار، وقد تكرَّر في القرآن ذكرُ التوبة والاستغفارُ، والأمرُ بهما والحثُّ عليهما ".اهـ كلامُه.

وطلبُ المغفرة من الربِّ – جل وعلا – وعدَ الله عليه الاستجابةَ والمغفِرة. ويُشرعُ أن يطلُب العبدُ المغفِرة للذنبِ المُعيَّن؛ لقول النبي – صلى الله عليه وسلم -: «إن عبدًا أذنبَ ذنبًا، فقال: يا ربِّ! إني عملتُ ذنبًا فاغفِر لي، فقال الله: علِم عبدي أن له ربًّا يغفرُ الذنبَ، ويأخذُ به، قد غفرتُ لعبدي»؛ رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه -.

كما يُشرع أن يطلُب العبدُ المغفرةَ مُطلقًا، فيقول: ربِّ اغفر لي وارحَمني، قال الله تعالى: ﴿وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ﴾ [المؤمنون: 118].

وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يُعلِّم الرجلَ إذا أسلمَ أن يدعُو بهذه الكلمات: «اللهم اغفِر لي، وارحَمني، واهدِني، وعافِني، وارزُقني» (رواه مسلم من حديث طارق بن أُشيمٍ – رضي الله عنه-).   كما يُشرعُ للعبد أن يطلُب من ربِّه – سبحانه – مغفرةَ ذنوبِه كلِّها، ما علِم منها وما لم يعلَم، فإن كثيرًا من الذنوبِ لا يعلمُها إلا الله، والعبدُ مُؤاخَذٌ بها.   عن أبي موسى الأشعري – رضي الله عنه -، عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه كان يدعُو بهذا الدعاء: «اللهم اغفِر لي خطيئتي وجهلي، وإسرافي في أمري، وما أنت أعلمُ به منِّي، اللهم اغفِر لي جِدِّي وهزلي، وخطأي وعمدي، وكل ذلك عندي، اللهم اغفِر لي ما قدَّمت وما أخَّرت، وما أسرَرت وما أعلنتُ، وما أنت أعلمُ به منِّي، أنت المُقدِّم وأنت المُؤخِّر، وأنت على كل شيء قدير» (رواه البخاري ومسلم).   ولقول النبي – صلى الله عليه وسلم -: «الشركُ في هذه الأمة أخفَى من دَبيب النمل». فقال أبو بكرٍ – رضي الله عنه -: فكيف الخلاصُ منه يا رسولَ الله؟ قال: «أن تقول: اللهم إني أعوذُ بك أن أُشرِك بك شيئًا وأنا أعلم، وأستغفرُك من الذنبِ الذي لا أعلَم» (رواه ابن حبان من حديث أبي بكرٍ – رضي الله عنه -، وأحمدُ من حديث أبي موسى).

وعن أبي هريرة – رضي الله عنه -، عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه كان يدعُو: «اللهم اغفِر لي ذنبي كلَّه، دِقَّه وجِلَّه، خطأَه وعمدَه، سرَّه وعلانيتَه، أوَّلَه وآخرَه» (رواه مسلم وأبو داود). فإذا سألَ العبدُ ربَّه مغفرةَ ذنوبه ما علِم منها وما لم يعلَم، فقد وُفِّق توفيقًا عظيمًا.

ودُعاءُ العبدِ ربَّه بمغفِرة الذنوب دُعاءَ إخلاصٍ وإلحاحٍ، وسُؤال تضرُّع وتذلُّل، يتضمَّن التوبةَ من الذنوب، وسُؤالُ التوبة والتوفيقُ لها يتضمَّنُ الاستغفار، فكلٌّ من الاستغفار والتوبة إذا ذُكر كلٌّ منهما بمُفرده تضمَّن الآخر، وإذا اجتمعَا في النصوص كان معنى الاستغفار طلبَ محو الذنب وإزالة أثره، ووقاية شرِّ ما مضَى من الذنبِ وسَتره. والتوبة الرجوعُ إلى الله بترك الذنوب، ووِقاية ما يخافُه في المُستقبل من سيئاتِ أعماله، والعزمُ على ألا يفعلَه.   وقد جمعَ بين الاستغفارِ والتوبةِ: قولُه تعالى: ﴿وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ﴾ [هود: 3]، وغيرُ ذلك من الآيات.   وقال النبي – صلى الله عليه وسلم -: «يا أيها الناس! تُوبوا إلى ربِّكم واستغفِروه؛ فإني أتوبُ إليه وأستغفرُه كلَّ يومٍ مائةَ مرَّة» (رواه النسائي من حديث الأغَرِّ المُزني – رضي الله عنه-).

والعبدُ مُحتاجٌ إلى الاستغفار دائمًا أشدَّ الحاجة، ولاسيَّما في هذا الزمان؛ لكثرة الذنوب والفتن، ليُوفِّقه الله في حياته وبعد مماته، ويُصلِح شأنَه.   فالاستغفارُ بابُ خيرات، ودافِعُ شُرورٍ وعقوبات، والأمةُ بحاجةٍ شديدةٍ إلى دوام الاستغفار، ليرفعَ اللهُ عن الأمة العقوبات النازِلة، ويدفَع العقوبات المُستقبَلة، ولا يزهَدُ في الاستغفار إلا من جهِلَ منافِعَه وبركاته.

وقد استفاضَ بفضائلِه القرآنُ والسنَّة؛ قال الله تعالى عن صالحٍ – عليه السلام -: ﴿قَالَ يَا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ [النمل: 46]. فبالاستغفار تُرحمُ الأمةُ.

وقال تعالى عن نُوحٍ – عليه الصلاة والسلام -: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا) [نوح: 10- 12].   وقال تعالى عن هُودٍ – عليه السلام -: ﴿وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ﴾ [هود: 52]. وقال تعالى: ﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ﴾ [الأنفال: 33].

قال أبو موسى – رضي الله عنه -: "كان فيكُم أمانان؛ فأما النبي – صلى الله عليه وسلم – فقد مضَى، والاستغفارُ باقٍ فيكُم إلى يوم القيامة".   فكثرةُ استغفار الأمة رافعٌ ما نزل ووقع، ودافِعٌ ما سينزِلُ؛ لأنه ما نزلَ بلاءٌ إلا بذنب، وما رُفِع إلا بتوبةٍ واستغفار.   وعن ابن عباسٍ – رضي الله عنهما – قال: قال رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم -: «من لزِم الاستغفارَ جعلَ الله له من كل ضيقٍ مخرجًا، ومن كل همٍّ فرَجًا، ورزقَه من حيث لا يحتسِب» (رواه أبو داود).   وقد وردَ عن النبي – صلى الله عليه وسلم – كلمات محفوظة مُبارَكة في الاستغفار، ففي قولِها الثوابُ العظيم، من ذلك:   قولُه – صلى الله عليه وسلم -: «من قال: أستغفرُ الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوبُ إليه، غُفِرت ذنوبُه وإن كان قد فرَّ من الزحف» (رواه أبو داود والترمذي والحاكم، وقال: "حديثٌ صحيحٌ على شرط البخاري ومسلم").

وعن أبي سعيد الخُدري – رضي الله عنه -، عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: «من قال حين يأوي إلى فِراشِه: أستغفرُ الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوبُ إليه ثلاث مرات، غفرَ الله له ذنوبَه وإن كانت مثلَ زبَد البحر» (رواه الترمذي).

وعن عُبادَة بن الصامِت – رضي الله عنه – قال: قال النبي – صلى الله عليه وسلم -: «من تعارَّ من الليل – يعني: استيقظ – فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له المُلك وله الحمدُ، وهو على كل شيء قدير، سُبحان الله، والحمدُ لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، اللهم اغفِر لي، فدعا استُجيبَ له، فإن صلَّى قُبِلَت صلاتُه» (رواه البخاري).

وفي الحديث أيضًا: «من قال قبل فجر يوم الجُمعة: أستغفرُ الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوبُ إليه ثلاثًا، غُفِرَت ذنوبُه وإن كانت مثلَ زبَد البحر».   وعن شدَّاد بن أوسٍ – رضي الله عنه -، أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: «سيِّد الاستغفار أن يقول العبدُ: اللهم أنت ربي، لا إله إلا أنت، خلقتَني وأنا عبدُك، وأنا على عهدِك ووعدِك ما استطعتُ، أعوذُ بك من شرِّ ما صنعتُ، أبوءُ لك بنعمتِك عليَّ، وأبوءُ بذنبي، فاغفِر لي، فإنه لا يغفِرُ الذنوبَ إلا أنت. من قالها في النهار مُوقِنًا بها فماتَ من يومِه قبل أن يُمسِي دخلَ الجنة، ومن قالَها من الليل وهو مُوقِنٌ بها فمات قبل أن يُصبِح، فهو من أهل الجنة» (رواه البخاري).   وعن أنسٍ – رضي الله عنه – قال: سمعتُ رسولَ الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: «قال الله تعالى: يا ابنَ آدم! لو بلغَت ذنوبُك عنانَ السماء، ثم استغفرتَني غفرتُ لك ولا أُبالي» (رواه الترمذي، وقال: "حديثٌ حسن").   كما يُشرع الاستغفارُ عند القيام بالطاعة وبعدَها، لجُبران ما كان فيها من نقص، والابتِعاد عن العُجب والرياء، قال الله تعالى: ﴿ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [البقرة: 199]، وقال – سبحانه -: ﴿وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [المزمل: 20]. فأمرَ بالاستغفار مع هذه الطاعات وبعدَها.

كما يُشرعُ أن يستغفرَ المُسلم للمُؤمنين والمؤمنات، والمُسلمين والمُسلِمات، الأحياء منهم والأموات، إحسانًا وحبًّا وسلامةَ صدر، ونفعًا للمُسلمين، وشفاعةً لهم عند الله، قال الله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾ [الحشر: 10].   وعن عُبادة بن الصامِت – رضي الله عنه -، عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: «من استغفرَ للمُؤمنين والمُؤمنات، كتبَ الله له بكل مُؤمنٍ ومُؤمنةٍ حسنة»؛ قال الهيثميُّ: "إسنادُه جيِّد".

وهذا كالاستغفار لهم في الجنائِز، والاستغفار لهم في المقبرة إذا زارَهم، واقتِداءً بحمَلَة العرش والمُقرَّبين، قال الله تعالى: ﴿الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ﴾ [غافر: 7]، وهذا من أعظم النُّصح والمحبَّة للمُؤمنين.   عباد الله: استَجيبُوا لأمر ربِّكم، قال الله تعالى في الحديث القُدسي: «يا عبادي! إنكم تُخطِئون بالليل والنهار، وأنا أغفرُ الذنوبَ جميعًا، فاستغفرُوني أغفِر لكم» (رواه مسلم من حديث أبي ذرٍّ).   فأقبِلوا على ربِّكم بالاستغفار، ترَوا كرمَه وجُودَه وفضلَه وبركاته، وتجِدوا محوَ السيئات، ورفعَ الدرجات.   عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم -: «والذي نفسي بيده؛ لو لم تُذنِبوا لذهبَ الله تعالى بكم، ولجاءَ بقومٍ يُذنِبون فيستغفِرُون الله فيغفِرُ لهم» (رواه مسلم)؛ لأنه – جل وعلا – واسِعُ المغفرة، جوادٌ كريم، يُحبُّ أن يُسأل ويُدعَى. قال الله تعالى: ﴿وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا﴾ [النساء: 110].

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعَني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، ونفعَنا بهدي سيِّد المرسلين، أقول قولي هذا، وأستغفرُ الله لي ولكم وللمسلمين، فاستغفِروه إنه هو الغفور الرحيم.  

الخطبة الثانية:   الحمد لله ﴿غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ﴾ [غافر: 3]، أحمدُ ربي وأشكُرُه على فضلِه الكبير، وأشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له العليمُ القدير، وأشهد أن نبيَّنا وسيِّدَنا محمدًا عبدُه ورسولُه البشيرُ النذير، والسراجُ المُنير، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدِك ورسولِك محمدٍ، وعلى آله وصحبِه أجمعين.   أما بعد: فاتقوا ربَّكم، وأخلِصُوا له الطاعات، واحذَروا بطشَه وعذابَه.   أيها المسلمون: احذَروا الفتنَ على الشباب؛ فإنها تضُرُّ الدينَ والدنيا، وتُوبِقُ العبدَ في الآخرة، وتُفسِد المعاشَ في الحياة، فالسعيدُ من جُنِّب الفتن ما ظهر منها وما بطَن.

وأعظمُ فتنةٍ أن يلتبِس على المرء الحقُّ والباطلُ، والهُدى والضلال، والمعروفُ والمُنكَر، والحلالُ والحرام.   وقد خبطَت البلادَ والعبادَ فتنٌ كثيرة، اختطفَت بعضَ شباب المُسلمين من محاضِنهم الآمِنة، ومُحيطهم الحَصين، ومُجتمعهم الحانِي، وأقربائِهم الناصِحين لهم إلى انحرافٍ في الفِكر الضالِّ، واتباعٍ ومُوالاةٍ لخوارِج العصر، فقادَهم خوارِجُ العصر إلى تكفير المُسلمين، وسفك الدم المعصُوم. بل أفتَوهم بتفجير أنفسهم وقتلها – والعياذ بالله -.   وهل يظنُّ من يُفجِّر نفسَه أن ذلك سببٌ لدخول الجنة؟! أما علِم أن قاتلَ نفسه في النار؟! أما سمِع أو قرأَ قولَ الله تعالى: ﴿وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (29) وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا(30)﴾ [النساء: 29، 30]. وفي الحديث: «قاتلُ نفسه في النار».

وهل يظنُّ أن من قتلَ مسلمًا أن قتلَه سببٌ لدخُول الجنة؟! أما علِم أن قتلَ المُسلم يُخلِّد صاحبَه في النار؟! أما سمِع أو قرأَ قولَ الله تعالى: ﴿وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا﴾ [النساء: 93]. أما بلغَه قولُ النبي – صلى الله عليه وسلم -: «من قتلَ مُعاهَدًا لم يرَح رائحةَ الجنة»؟! أما يعتبرُ هؤلاء بما مضَى من أمثالِهم الذين تعدَّوا حدودَ الله، فندِموا حيث لا تنفعُ الندامة، ولم ينفعهم الذين غرُّوهم!

من يأمرُك بالتفجير لنفسِك، فقُل له: يُفجِّر نفسَه هو، ولن يفعل أبدًا؛ لأنه يُريد أن يُلقِيَك في النار، ويُحاربَ بك المُسلمين، ويُزعزِع بك الأمنَ، وينشُر بك الفوضَى، وينشُر بك الإفساد، ويسفِك بك الدماءَ المعصُومة، ويجعلَك خارِجًا على جماعة المُسلمين وإمامهم.   والنبي – صلى الله عليه وسلم – قال: «من خرجَ من الطاعة، وفارقَ الجماعة، فمات ماتَ ميتةً جاهلية، ومن قاتلَ تحت رايةٍ عُمِّيَّة، يغضبُ لعصبيَّة، أو يدعُو إلى عصبيَّة، أو ينصُر عصبيَّة، فقُتِل فقِتلتُه جاهلية، ومن خرجَ على أمَّتي يضربُ برَّها وفاجرَها بالسيف لا يتحاشَى من مُؤمنها، ولا يفِي بعهدها، فليس مني ولستُ منه» (رواه مسلم وأبو داود من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه-).   عباد الله: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [الأحزاب: 56]، وقد قال – صلى الله عليه وسلم -: «من صلَّى عليَّ صلاةً واحدةً صلَّى الله عليه بها عشرًا»، فصلُّوا وسلِّموا على سيِّد الأولين والآخرين، وإمام المرسلين.

اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمدٍ، كما صلَّيتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميدٌ مجيد، اللهم وبارِك على محمدٍ وعلى آل محمدٍ، كما بارَكتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميدٌ مجيد، وسلِّم تسليمًا كثيرًا.   اللهم وارضَ عن الصحابة أجمعين، وعن الخلفاء الراشدين، الأئمة المهديين: أبي بكرٍ، وعُمر، وعُثمان، وعليٍّ، وعن سائر أصحابِ نبيِّك أجمعين، وعن التابعين ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، اللهم وارضَ عنَّا معهم بمنِّك وكرمِك ورحمتِك يا أرحم الراحمين.   اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذِلَّ الكفر والكافرين يا رب العالمين.   اللهم أمِت البدع إلى يوم الدين، اللهم أمِت البدع التي تُضادُّ دينَك، والتي تُضادُّ شرعَك يا رب العالمين، اللهم أمِت البدع إلى يوم الدين، إنك على كل شيء قدير.   اللهم أغِثنا، اللهم أغِثنا، اللهم أغِثنا برحمتِك يا أرحم الراحمين، اللهم لا تُؤاخِذنا بذنوبِنا، اللهم أغِثنا برحمتِك يا أرحم الراحمين، ويا أكرم الأكرمين، أنت مُجيبُ المُضطرين، وأنت أرحمُ الراحمين، أغِثنا يا رب العالمين.   اللهم اغفِر لنا ذنوبَنا، وإسرافَنا في أمرنا، وثبِّت أقدامَنا، وانصُرنا على القوم الكافِرين. ﴿رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ﴾ [آل عمران: 8].

اللهم إنا نسألُك فواتِح الخير وخواتِمه، وظاهرَه وباطنَه، وأولَه وآخرَه، وجوامِعَه، والدرجات العُلَى من الجنة يا رب العالمين.   اللهم أعِذنا من شُرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، وأعِذنا اللهم من شرِّ كل ذي شرٍّ، اللهم أعِذنا وأعِذ ذريَّاتنا من إبليس وشياطينه وجنوده يا رب العالمين وشرَكه، اللهم أعِذنا والمسلمين من الشيطان الرجيم وشياطينه وذريَّته، إنك على كل شيء قدير.   اللهم ألِّف بين قلوبِ المُسلمين، وأصلِح ذاتَ بينهم، اللهم ارفع ما نزل على المُسلمين من البلاء، اللهم ارفع ما نزل على المُسلمين من البلاء.   اللهم عليك بالظالمين الجبارين الذين ظلَموا المُسلمين يا رب العالمين، وشرَّدوهم من ديارهم يا ذا الجلال والإكرام، اللهم عليك بهم.   اللهم إن المُسلمين في ضعف، ولا حولَ ولا قوةَ إلا بك يا رب العالمين، اللهم عليك بمن آذَى المُسلمين في دينهم، اللهم عليك بمن آذَى المُسلمين وضرَّهم في دينهم ودُنياهم، إنك على كل شيء قدير.   اللهم هيِّئ لنا وللمُسلمين من أمرِنا رشَدًا، وتُب علينا إنك أنت التوابُ الرحيم، يا أرحم الراحمين.   اللهم وفِّق عبدَك خادمَ الحرمين الشريفين لما تُحبُّ وترضَى، اللهم وفِّقه لهُداك، واجعَل عملَه في رِضاك، وأعِنه على كل خيرٍ، وانصُر به دينَك يا ذا الجلال والإكرام، اللهم انصُر به دينَك. اللهم احفَظ جُنودَنا المُرابِطين يا رب العالمين، اللهم احفَظهم من شرِّ الأعداء، وانصُرهم على الأعداء يا رب العالمين، إنك على كل شيء قدير.   اللهم آمنَّا في أوطاننا، وأصلِح اللهم وُلاةَ أمورنا، اللهم آمنَّا في دُورنا، وأصلِح وُلاةَ أمورنا يا أرحم الراحمين.   اللهم اغفر للمُسلمين والمُسلمات، والمُؤمنين والمُؤمنات، الأحياء منهم والأموات، يا رب العالمين. ﴿رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾ [البقرة: 201].   عباد الله: ﴿إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90) وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلاَ تَنقُضُواْ الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ(91)﴾ [النحل: 90- 91]، واذكُروا الله العظيم الجليل يذكُركم، واشكُروه على نعمِه يزِدكم، ولذِكرُ الله أكبر، والله يعلمُ ما تصنَعون.