الجبار
الجَبْرُ في اللغة عكسُ الكسرِ، وهو التسويةُ، والإجبار القهر،...
الكَذِبُ، وَالجَمْعُ: فِرًى، يُقالُ: افْتَرَى يَفْتَرِي افْتِراءً أيْ كَذَبَ، وقِيلَ الاِفْتِراءُ: الكَذِبُ العَظِيمُ، وَقِيلَ: الكَذِبُ المتَعَلِّقُ بِالأَعْرَاضِ، وَيَأْتِي الافْتِراءُ بِمَعْنَى البُهْتانِ وَالظُّلْمِ، وَأَصْلُهُ مِنَ الفَرْيِ وَهُوَ: القَطْعُ والشَّقُّ، يُقالُ: أَفْرَى الذِّئْبُ بَطْنَ الشَّاةِ يُفْرِي فَرْيًا أي: شَقَّهُ، وَمِنْهُ الفِرَاءُ وَهُوَ الجِلْدُ؛ لِأَنَّهُ يُقْطَعُ، وَيَأْتِي الفَرْيُ بِمَعْنَى الصُّنْعِ وَالاِخْتِلاقِ، وَسُمِّيَ الكَذِبُ فِرْيَةً وافْتِراءً؛ لِأَنَّ المفتَرِي يَقْتَطِعُ الكَلَامَ اِقْتِطَاعًا مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِهِ، وَيَقْطَعُ وَيُفْسِدُ فِي عِرْضِ غَيْرِهِ.
يَذْكُرُ الفُقَهاءُ مُصْطَلَحَ (الافْتِراءِ) فِي كِتابِ الصِّيامِ فِي بَابِ مُفَطِّراتِ الصَّائِمِ، وَكِتابِ الأَشْرِبَةِ فِي بَابِ الأَشْرِبةِ المُحَرَّمَةِ.
فرى
* لسان العرب : 153/15 - المحكم والمحيط الأعظم : 306/10 - الكليات : 449/1 - معجم مقاليد العلوم في التعريفات والرسوم : 207/1 - لسان العرب : 153/5 - معجم الفروق اللغوية : 449/1 -
التَّعْرِيفُ:
1 - الاِفْتِرَاءُ فِي اللُّغَةِ، وَفِي الشَّرِيعَةِ: الْكَذِبُ وَالاِخْتِلاَقُ (1) ، قَال تَعَالَى: {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ} (2) أَيِ اخْتَلَقَهُ وَكَذَبَ بِهِ عَلَى اللَّهِ، قَال جَل شَأْنُهُ: {وَلاَ يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ} (3) وَقَال أَيْضًا: {إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ} (4) .
وَيُطْلِقُ بَعْضُ الْفُقَهَاءِ الْفِرْيَةَ وَالاِفْتِرَاءَ عَلَى الْقَذْفِ، وَهُوَ رَمْيُ الْمُحْصَنِ بِالزِّنَى مِنْ غَيْرِ دَلِيلٍ. وَقَدْ جَاءَ فِي كَلاَمِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ حِينَ اسْتَشَارَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فِي حَدِّ السُّكْرِ: أَنَّهُ إِذَا سَكِرَ هَذَى، وَإِذَا هَذَى افْتَرَى (أَيْ قَذَفَ كَاذِبًا) وَحَدُّ الْمُفْتَرِي - أَيِ الْقَاذِفِ - ثَمَانُونَ جَلْدَةً (5) . الْفَرْقُ بَيْنَ الْكَذِبِ وَالاِفْتِرَاءِ:
الْكَذِبُ قَدْ يَقَعُ عَلَى سَبِيل الإِْفْسَادِ، وَقَدْ يَكُونُ عَلَى سَبِيل الإِْصْلاَحِ، كَالْكَذِبِ لِلإِْصْلاَحِ بَيْنَ الْمُتَخَاصِمَيْنِ، أَمَّا الاِفْتِرَاءُ: فَإِنَّ اسْتِعْمَالَهُ لاَ يَكُونُ إِلاَّ فِي الإِْفْسَادِ (6) .
الْحُكْمُ الإِْجْمَالِيُّ:
2 - ذَهَبَ جُمْهُورُ الْفُقَهَاءِ إِلَى أَنَّهُ لاَ يُفْطِرُ الصَّائِمُ بِشَيْءٍ مِنْ مَعَاصِي الْكَلاَمِ، وَمِنْهَا الاِفْتِرَاءُ، وَلَكِنَّهُ يَنْقُصُ أَجْرُهُ، وَتَفْصِيل ذَلِكَ تَجِدُهُ فِي بَحْثِ الصِّيَامِ عِنْدَ كَلاَمِهِمْ عَلَى مَا يُفْطِرُ الصَّائِمَ وَمَا لاَ يُفْطِرُهُ (7) .
3 - الاِفْتِرَاءُ إِذَا اسْتُعْمِل وَأُرِيدَ بِهِ الْقَذْفُ، فَإِنَّ أَحْكَامَهُ هِيَ أَحْكَامُ الْقَذْفِ الْمُفَصَّلَةِ فِي بَابِ الْقَذْفِ، أَمَّا إِذَا أُرِيدَ بِهِ غَيْرُ الْقَذْفِ، فَفِيهِ التَّعْزِيرُ، لأَِنَّهُ لاَ حَدَّ فِيهِ، وَكُل إِسَاءَةٍ لاَ حَدَّ فِيهَا فَفِيهَا التَّعْزِيرُ (8) .
__________
(1) المصباح المنير، ولسان العرب، والنهاية في غريب الحديث، وتحفة الأديب بما في القرآن من الغريب لأبي حيان ص 212 ط العاني بغداد.
(2) سورة يونس / 38.
(3) سورة الممتحنة / 12.
(4) سورة يونس / 69.
(5) المغني 8 / 307. والأثر في استشارة عمر ﵁ علي بن أبي طالب ﵁ في حد السكر. أخرجه مالك والشافعي عن ثور بن زيد الدبلي، ولفظ الموطأ: أن عمر بن الخطاب استشار في الخمر يشربها الرجل فقال له علي بن أبي طالب: نرى أن تجلده ثمانين، فإنه إذا شرب سكر وإذا سكر هذى، وإذا هذى افترى أو كما قال. فجلد عمر في الخمر ثمانين. قال الحافظ ابن حجر: إسناده منقطع لأن ثورا لم يلحق عمر بلا وتلخيص الحبير 4 / 75 ط شركة الطباعة الفنية، وسنن الدارقطني 3 / 166، 167 ط دار المحاسن، ونيل الأوطار 7 / 152، 153 ط مصطفى الحلبي) .
(6) مفردات الراغب الأصبهاني.
(7) المحلى 6 / 177، وما بعدها.
(8) الفتاوى الهندية 2 / 167، والمغني 8 / 324، وقليوبي 4 / 205.
الموسوعة الفقهية الكويتية: 276/ 5