القدير
كلمة (القدير) في اللغة صيغة مبالغة من القدرة، أو من التقدير،...
التَّثاؤُبُ: انْفِتاحُ الفَمِ بِسَبَبِ كَسَلٍ ونَـحْوِهِ، يُقالُ: تَثاءَبَ الرَّجُلُ، يَتَثاءبُ، تَثاؤُباً، أيْ: فَتَحَ فَمَهُ دون قَصْدٍ؛ بِسَبَبِ نُعاسٍ ونـحْوِهِ. ويأْتي التَّثاؤُبُ بِـمعنى: أنْ يَأْكُلَ الإنسانُ شَيْئاً أو يَشْرَبَ شَيْئاً فَيُصِيبُهُ فُتورٌ كالنُّعاسِ. وأَصْلُه مِنَ الثَّأْبِ، وهو: الكَسَلُ والاسْتِرْخاءُ، يُقالُ: ثُئِبَ الرَّجُلُ، ثَأْباً، وتَثأَّبَ، وتَثاءَبَ: إذا أَصابَهُ كَسَلٌ.
يَرِد مُصْطلَح (تَثاؤُب) في كتابِ الصَّلاةِ، باب: آداب الـمَسْجِدِ، وفي كتاب الجامِعِ لِلْآدابِ، باب: آداب الـمَجْلِسِ، وفي باب: خَصائِص النَّبِيِّ صلّى اللهُ عليه وسلّم.
ثأب
فَتْحُ الِإنْسانِ فَمَهُ دون قَصْدٍ؛ بِسَبَبِ نُعاسٍ، أو كَسَلٍ، ونَـحْوِ ذلك.
التَّثاؤُبُ: حَرَكَةٌ طَبِيعِيَّةٌ يقومُ بها الإِنْسانِ بدونِ قَصْدٍ ولا اخْتِيارٍ؛ لِيَدْفَعَ الأَبْـخِرَةَ الـمُتَصاعِدَةَ من الـمَعِدَةِ، ويكون غالباً بِسبَبِ الكَسَلِ أو النُّعاسِ أو امْتِلاءِ البَطْنِ وثِقَلِ البَدَنِ.
التَّثاؤُبُ: انْفِتاحُ الفَمِ بِسَبَبِ كَسَلٍ ونُعاسٍ ونَـحْوِهِ، وأَصْلُه مِنَ الثَّأْبِ، وهو: الكَسَلُ والاسْتِرْخاءُ.
* تهذيب اللغة : (5/116)
* المحيط في اللغة : (2/423)
* تاج العروس : (2/81)
* بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع : (1/215)
* شرح مختصر خليل للخرشي : (1/324)
* مغني الـمحتاج فـي شرح الـمنهاج : (1/422)
* مطالب أولي النهى : (1/521)
* التوقيف على مهمات التعاريف : (ص 91)
* معجم لغة الفقهاء : (ص 121) -
التَّعْرِيفُ:
1 - التَّثَاؤُبُ: (بِالْمَدِّ) : فَتْرَةٌ تَعْتَرِي الشَّخْصَ فَيَفْتَحُ عِنْدَهَا فَمَهُ. (1)
وَالْمَعْنَى الاِصْطِلاَحِيُّ فِي هَذَا لاَ يَخْرُجُ عَنِ الْمَعْنَى اللُّغَوِيِّ.
حُكْمُهُ التَّكْلِيفِيُّ:
2 - صَرَّحَ الْعُلَمَاءُ بِكَرَاهَةِ التَّثَاؤُبِ. فَمَنِ اعْتَرَاهُ ذَلِكَ، فَلْيَكْظِمْهُ، وَلْيَرُدَّهُ قَدْرَ الطَّاقَةِ. لِقَوْلِهِ ﷺ: فَلْيَرُدَّهُ مَا اسْتَطَاعَ (2) كَأَنْ يُطْبِقَ شَفَتَيْهِ أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ. فَإِذَا لَمْ يَسْتَطِعْ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى فَمِهِ، لِقَوْلِهِ ﷺ: إِذَا تَثَاءَبَ أَحَدُكُمْ فَلْيُمْسِكْ بِيَدِهِ عَلَى فَمِهِ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَدْخُل (3) وَيَقُومُ مَقَامَ الْيَدِ كُل مَا يَسْتُرُ الْفَمَ كَخِرْقَةٍ أَوْ ثَوْبٍ مِمَّا يَحْصُل بِهِ الْمَقْصُودُ. ثُمَّ يَخْفِضُ صَوْتَهُ وَلاَ يَعْوِي، لِمَا رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ رَسُول اللَّهِ ﷺ أَنَّهُ قَال: إِذَا تَثَاءَبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَضَعْ يَدَهُ عَلَى فِيهِ، وَلاَ يَعْوِي، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَضْحَكُ مِنْهُ (4) ثُمَّ يُمْسِكُ عَنِ التَّمَطِّي وَالتَّلَوِّي الَّذِي يُصَاحِبُ بَعْضَ النَّاسِ، لأَِنَّهُ مِنَ الشَّيْطَانِ. (5) وَقَدْ رُوِيَ: أَنَّهُ ﷺ كَانَ لاَ يَتَمَطَّى، لأَِنَّهُ مِنَ الشَّيْطَانِ (6) . .
التَّثَاؤُبُ فِي الصَّلاَةِ:
3 - التَّثَاؤُبُ فِي الصَّلاَةِ مَكْرُوهٌ، لِخَبَرِ مُسْلِمٍ: إِذَا تَثَاءَبَ أَحَدُكُمْ فِي الصَّلاَةِ فَلْيَكْظِمْهُ مَا اسْتَطَاعَ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَدْخُل مِنْهُ، (7) وَهَذَا إِذَا أَمْكَنَ دَفْعُهُ، فَإِذَا لَمْ يُمْكِنْ دَفْعُهُ فَلاَ كَرَاهَةَ، وَيُغَطِّي فَمَه بِيَدِهِ الْيُسْرَى، وَقِيل: بِإِحْدَى يَدَيْهِ. وَهُوَ رَأْيُ الْحَنَفِيَّةِ وَالشَّافِعِيَّةِ. وَلاَ شَيْءَ فِيهِ عِنْدَ الْمَالِكِيَّةِ وَالْحَنَابِلَةِ، وَيُنْدَبُ كَظْمُ التَّثَاؤُبِ فِي الصَّلاَةِ مَا اسْتَطَاعَ، فَإِذَا لَمْ يَسْتَطِعْ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى فَمِهِ لِلْحَدِيثِ. (8)
التَّثَاؤُبُ فِي قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ:
4 - ذَكَرَ الْفُقَهَاءُ مِنْ آدَابِ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ أَلاَّ يَقْرَأَ الْقُرْآنَ فِي حَال شُغْل قَلْبِهِ وَعَطَشِهِ وَنُعَاسِهِ، وَأَنْ يَغْتَنِمَ أَوْقَاتَ نَشَاطِهِ، وَإِذَا تَثَاءَبَ يَنْبَغِي أَنْ يُمْسِكَ عَنِ الْقِرَاءَةِ حَتَّى يَنْقَضِيَ التَّثَاؤُبُ، ثُمَّ يَقْرَأُ، لِئَلاَّ يَتَغَيَّرَ نَظْمُ قِرَاءَتِهِ، قَال مُجَاهِدٌ: وَهُوَ حَسَنٌ (9) وَيَدُل عَلَيْهِ مَا ثَبَتَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ﵁ قَال: قَال رَسُول اللَّهِ ﷺ: إِذَا تَثَاءَبَ أَحَدُكُمْ فَلْيُمْسِكْ بِيَدِهِ عَلَى فَمِهِ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَدْخُل. (10)
__________
(1) المصباح المنير مادة: " ثوب ".
(2) حديث: " فليرده ما استطاع " أخرجه البخاري (الفتح 10 / 611 - ط السلفية) .
(3) حديث: " إذا تثاءب أحدكم. . . " أخرجه مسلم (4 / 2293 - ط الحلبي) .
(4) حديث: " إذا تثاءب. . . " أخرجه ابن ماجه (1 / 310 ط لحلبي) وفي الزوائد: في إسناده عبد لله بن سعيد، اتفقوا على ضعفه.
(5) ابن عابدين 1 / 433، ونهاية المحتاج 2 / 56، والآداب الشرعية 2 / 345.
(6) حديث: " كان لا يتمطى لأنه من الشيطان " عزاه ابن حجر في الفتح (10 / 613 ط السلفية) إلى الشفاء لابن سبع.
(7) حديث: إذا تثاءب أحدكم في الصلاة. . . " أخرجه مسلم (4 / 2293 ط الحلبي)
(8) ابن عابدين 1 / 433، ونهاية المحتاج 2 / 56، والمغني 2 / 12 ط الرياض، وكشاف القناع 1 / 373، ومواهب الجليل 2 / 82، والدسوقي 1 / 281.
(9) التبيان في آداب حملة القرآن للنووي ص 25، 67، 68، وفتح الباري 10 / 112.
(10) حديث: " إذا تثاءب أحدكم. . . " سبق تخريجه ف: 2.
الموسوعة الفقهية الكويتية: 140/ 10
رمضانُ شهرُ الانتصاراتِ الإسلاميةِ العظيمةِ، والفتوحاتِ الخالدةِ في قديمِ التاريخِ وحديثِهِ.
ومنْ أعظمِ تلكَ الفتوحاتِ: فتحُ مكةَ، وكان في العشرينَ من شهرِ رمضانَ في العامِ الثامنِ منَ الهجرةِ المُشَرّفةِ.
فِي هذهِ الغزوةِ دخلَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلمَ مكةَ في جيشٍ قِوامُه عشرةُ آلافِ مقاتلٍ، على إثْرِ نقضِ قريشٍ للعهدِ الذي أُبرمَ بينها وبينَهُ في صُلحِ الحُدَيْبِيَةِ، وبعدَ دخولِهِ مكةَ أخذَ صلىَ اللهُ عليهِ وسلمَ يطوفُ بالكعبةِ المُشرفةِ، ويَطعنُ الأصنامَ التي كانتْ حولَها بقَوسٍ في يدِهِ، وهوَ يُرددُ: «جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا» (81)الإسراء، وأمرَ بتلكَ الأصنامِ فكُسِرَتْ، ولما رأى الرسولُ صناديدَ قريشٍ وقدْ طأطأوا رؤوسَهمْ ذُلاً وانكساراً سألهُم " ما تظنونَ أني فاعلٌ بكُم؟" قالوا: "خيراً، أخٌ كريمٌ وابنُ أخٍ كريمٍ"، فأعلنَ جوهرَ الرسالةِ المحمديةِ، رسالةِ الرأفةِ والرحمةِ، والعفوِ عندَ المَقدُرَةِ، بقولِه:" اليومَ أقولُ لكمْ ما قالَ أخِي يوسفُ من قبلُ: "لا تثريبَ عليكمْ اليومَ يغفرُ اللهُ لكمْ، وهو أرحمُ الراحمينْ، اذهبوا فأنتمُ الطُلَقَاءُ".