الْعُكُوْفُ عِنْدَ الْقَبْرِ وَالْمُجَاوَرَةُ عِنْدَهُ

الْعُكُوْفُ عِنْدَ الْقَبْرِ وَالْمُجَاوَرَةُ عِنْدَهُ


العقيدة
الإقامة عند قبر، والملازمة بنية العبادة، وطلبًا لبركة صاحب القبر . وهي وسيلة للشرك؛ لما يترتب فيها من المفاسد، والأضرار من التبرك الممنوع بالقبور، واتخاذها مزارات، ومشاهد، وأعياد متكررة، وهو سبب حدوث الشرك البشرية . قال تعالى :ﱫﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱﱪنوح :23. وعن عائشة -رَضِيَ اللهُ عَنْهَا - عن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - قال في مرضه الذي مات فيه : "لعن الله اليهود، والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مسجداً ." قالت : "ولولا ذلك، لأبرزوا قبره، غير أني أخشى أن يتخذ مسجداً ". البخاري :1330، عن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ : "اللهم لا تجعل قبري وثناً، لعن الله قوماً اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد " أحمد :7358. ومن يعكف عند القبر لا يخلو من أمرين؛ أحدهما أن يكون الغرض منه عبادة الله، فهذا لا يجوز؛ لما فيه من الجمع بين معصية العكوف، ومعصية عبادة الله عند القبر، وذلك من وسائل الشرك التي نهى عنها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ . أما بالنسبة لتحريم العكوف، فروى الترمذي في جامعه، وصححه، عن أبي واقد الليثي، قال : "خرجنا مع رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - إلى حنين، ونحن حدثاء عهد بكفر، وللمشركين سدرة يعكفون عندها، وينوطون بها أسلحتهم، يقال لها : ذات أنواط، فمررنا بسدرة، فقلنا : يا رسول الله، اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط، فقال رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - الله أكبر . إنها السنن، قلتم -والذي نفسي بيده - كما قالت بنو إسرائيل لموسى : اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة؛ قال : إنكم قوم تجهلون، لتركبن سنن من كان قبلكم ". وأما بالنسبة لعبادة الله عندها، فقد نهى عن ذلك النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - فروى البخاري، ومسلم عن أبي هريرة -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - أن رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - قال : "قاتل الله اليهود؛ اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ". والنهي عن اتخاذ القبور مساجد يشمل اتخاذها لعبادة الله، أو لعبادة غير الله سواء كانت في مسجد مبني، أو لا؟ وأما المجيء إلى صاحب هذا القبر، ودعاؤه، واعتقاد أنه يملك النفع، والضر، فهذا شرك أكبر، ومن فعل ذلك، فإما أن يكون جاهلاً، أو عالماً، فإن كان عالماً، فهو مشرك شركاً أكبر يخرجه عن الإسلام . وإن كان جاهلاً، فإنه يبين له، فإن رجع إلى الحق، فالحمد لله . وإن لم يرجع إلى الحق، فإنه كالعالم في الحكم .
انظر : اقتضاء الصراط المستقيم لابن تيمية، 2/267-674، التوحيد لمحمد بن عبد الوهاب، ص :58