العزيز
كلمة (عزيز) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعيل) وهو من العزّة،...
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: أنَّ يهوديًّا جاء إلى النبي ﷺ، فقال: يا محمد، إنَّ اللهَ يُمسك السمواتِ على إصبع، والأرضين على إصبع، والجبالَ على إصبع، والشجرَ على إصبع، والخلائقَ على إصبع، ثم يقول: أنا المَلِكُ. «فضحك رسول الله ﷺ حتى بَدَتْ نواجِذُه»، ثم قرأ: ﴿وما قدروا اللهَ حقَّ قَدْرِه﴾.
[صحيح.] - [متفق عليه.]
هذا الحديث يدل على عظمة الله -تعالى- حيث يضع السموات كلها على إصبع من أصابع يده الكريمة العظيمة، وعدَّد المخلوقات المعروفة للخلق بالكبر والعظمة، وأخبر أن كل نوع منها يضعه -تعالى- على إصبع، لو أراد -تعالى- لوضع السماوات والأرضين ومن فيهن على إصبع واحدة من أصابع يده جل وعلا. وهذا من العلم الموروث عن الأنبياء المتلقَّى عن الوحي من الله -تعالى-، ولهذا صدَّق رسول الله ﷺ كلام اليهودي بل وأعجبه ذلك وسُرَّ به، ولهذا ضحك حتى بدت نواجذه، تصديقاً له، كما قال عبد الله بن مسعود في رواية أخرى عنه، وقرأ ﷺ قوله -تعالى-: ﴿وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ والتي فيها إثبات اليدين لله تعالى، تأكيدًا وتثبيتًا لما قاله اليهودي. ولا التفات إلى قول من تبنَّى التعطيل، ونفى صفة الأصابع لله، زاعمًا أن إثباتها لله تشبيه له بخلقه، ولا يعلم هذا المعطِّل أن إثبات هذه الصفة لله -تعالى- لا يقتضي التشبيه، كما أننا نثبت له -تعالى- حياة وقدرة وقوة وسمعًا وبصرًا، ولا يقتضي هذا تشبيهًا له بخلقه، إذ إنه سبحانه ﴿ليس كمثله شيء وهو السميع البصير﴾.
الأرضين | جمع الأرض. |
بدت | ظهرت. |
نواجِذه | جمع ناجذ، وهو من الأضراس. |
قَدَروا | عظَّموا الله حق تعظيمه. |