المقتدر
كلمة (المقتدر) في اللغة اسم فاعل من الفعل اقْتَدَر ومضارعه...
عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ أتَاه جبريل ﷺ وهو يَلْعَب مع الغِلمان، فأخَذَه فصَرَعه، فشقَّ عن قلبه، فاستَخْرَج القلب، فاستخرج منه عَلَقة، فقال: هذا حَظُّ الشيطان منك، ثم غَسَله في طَسْت مِن ذَهَب بماء زمزم، ثم لَأَمَهُ، ثم أعاده في مكانه، وجاء الغِلْمان يَسْعَون إلى أُمِّه -يعني ظِئْرِه- فقالوا: إن محمدًا قد قُتِل، فاستَقْبَلُوه وهو مُنْتَقِعُ اللَّوْن، قال أنس: «وقد كنتُ أَرَى أثر ذلك المِخيط في صدره».
[صحيح.] - [رواه مسلم.]
جاء جبريل إلى النبي ﷺ وهو طفل صغير وكان يلعب مع الصبيان، فأخذه، وطرحه وألقاه على قفاه فشق قلبه فاستخرج منه دمًا غليظًا، وهو أم المفاسد والمعاصي في القلب، فقال: هذا نصيب الشيطان منك لو دام معك، ثم غسل قلبه في إناء من ذهب بماء زمزم، ثم أصلح موضع شقه وجمعه وألزقه، وأعاد القلب في مكانه، وجاء الصبيان الذين كانوا يلعبون معه يسرعون إلى مرضعته حليمة، فقالوا: إن محمدا قد قُتل، فذهبوا إليه فرأوه متغير اللون. قال أنس راوي الحديث ولم يكن حضر القصة لكن بلغته بالتواتر والشهرة أو عن ثقة بلا ريب: كنت أرى أثر الإبرة في صدره، وهذا دليل آخر على أن أمر الشق كان حسيًّا لا معنويًّا. وهذا الحديث وأمثاله مما يجب فيه التسليم، ولا يتعرض له بتأويل من طريق المجاز، إذ لا ضرورة في ذلك، فهو هو خبر صادق مصدوق عن قدرة القادر -سبحانه-.
الغِلمان | الصبيان. |
صَرَعه | طرحه وألقاه على قفاه. |
عَلَقة | دم غليظ. |
حظُّ الشيطان منك | نصيبه لو دام معك. |
طَسْت | إناء كبير مستدير من نحاس أو نحوه يستعمل للغسيل. |
لَأَمَه | جمعه وألزقه، وضم بعضه إلى بعض حتى التأم. |
ظِئْره | مرضعته حليمة. |
المِخيط | الإبرة. |
مُنْتَقِع | متغير. |
رمضانُ شهرُ الانتصاراتِ الإسلاميةِ العظيمةِ، والفتوحاتِ الخالدةِ في قديمِ التاريخِ وحديثِهِ.
ومنْ أعظمِ تلكَ الفتوحاتِ: فتحُ مكةَ، وكان في العشرينَ من شهرِ رمضانَ في العامِ الثامنِ منَ الهجرةِ المُشَرّفةِ.
فِي هذهِ الغزوةِ دخلَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلمَ مكةَ في جيشٍ قِوامُه عشرةُ آلافِ مقاتلٍ، على إثْرِ نقضِ قريشٍ للعهدِ الذي أُبرمَ بينها وبينَهُ في صُلحِ الحُدَيْبِيَةِ، وبعدَ دخولِهِ مكةَ أخذَ صلىَ اللهُ عليهِ وسلمَ يطوفُ بالكعبةِ المُشرفةِ، ويَطعنُ الأصنامَ التي كانتْ حولَها بقَوسٍ في يدِهِ، وهوَ يُرددُ: «جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا» (81)الإسراء، وأمرَ بتلكَ الأصنامِ فكُسِرَتْ، ولما رأى الرسولُ صناديدَ قريشٍ وقدْ طأطأوا رؤوسَهمْ ذُلاً وانكساراً سألهُم " ما تظنونَ أني فاعلٌ بكُم؟" قالوا: "خيراً، أخٌ كريمٌ وابنُ أخٍ كريمٍ"، فأعلنَ جوهرَ الرسالةِ المحمديةِ، رسالةِ الرأفةِ والرحمةِ، والعفوِ عندَ المَقدُرَةِ، بقولِه:" اليومَ أقولُ لكمْ ما قالَ أخِي يوسفُ من قبلُ: "لا تثريبَ عليكمْ اليومَ يغفرُ اللهُ لكمْ، وهو أرحمُ الراحمينْ، اذهبوا فأنتمُ الطُلَقَاءُ".