السلام
كلمة (السلام) في اللغة مصدر من الفعل (سَلِمَ يَسْلَمُ) وهي...
«الشافي: هو الذي يرفع الأذى والألم والآفات عن الأبدان، وبرفع الشُّبَه والشكوك والشهوات عن الصدور، ولا يقدّر على ذلك غيره سبحانه». البَيْهَقِي "الأسماء والصفات" (1/219)
«فيجب على كل مكلف أن يعتقد أن لا شافي على الإطلاق إلا الله وحده، وقد بيّن ذلك رسول الله ﷺ بقوله: "لا شافي إلا أنت" فيعتقد أن الشفاء له وبه ومنه، وأن الأدوية المستعملة لا توجب شفاءً، وإنما هي أسباب وأوساط يخلق الله عندها فعله وهي الصحة التي لا يخلفها أحدٌ سواه». القُرْطُبي "الأسنى" (1/533)
«لا أعلم أن الطبيب من أسماء الله، لكن (الشافي) من أسماء الله، وهو أبلغ من (الطبيب)؛ لأن الطب قد يحصل به الشفاء وقد لا يحصل». ابن عُثَيْمِين "مجموع الفتاوى والرسائل" (17/15)
رمضانُ شهرُ الانتصاراتِ الإسلاميةِ العظيمةِ، والفتوحاتِ الخالدةِ في قديمِ التاريخِ وحديثِهِ.
ومنْ أعظمِ تلكَ الفتوحاتِ: فتحُ مكةَ، وكان في العشرينَ من شهرِ رمضانَ في العامِ الثامنِ منَ الهجرةِ المُشَرّفةِ.
فِي هذهِ الغزوةِ دخلَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلمَ مكةَ في جيشٍ قِوامُه عشرةُ آلافِ مقاتلٍ، على إثْرِ نقضِ قريشٍ للعهدِ الذي أُبرمَ بينها وبينَهُ في صُلحِ الحُدَيْبِيَةِ، وبعدَ دخولِهِ مكةَ أخذَ صلىَ اللهُ عليهِ وسلمَ يطوفُ بالكعبةِ المُشرفةِ، ويَطعنُ الأصنامَ التي كانتْ حولَها بقَوسٍ في يدِهِ، وهوَ يُرددُ: «جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا» (81)الإسراء، وأمرَ بتلكَ الأصنامِ فكُسِرَتْ، ولما رأى الرسولُ صناديدَ قريشٍ وقدْ طأطأوا رؤوسَهمْ ذُلاً وانكساراً سألهُم " ما تظنونَ أني فاعلٌ بكُم؟" قالوا: "خيراً، أخٌ كريمٌ وابنُ أخٍ كريمٍ"، فأعلنَ جوهرَ الرسالةِ المحمديةِ، رسالةِ الرأفةِ والرحمةِ، والعفوِ عندَ المَقدُرَةِ، بقولِه:" اليومَ أقولُ لكمْ ما قالَ أخِي يوسفُ من قبلُ: "لا تثريبَ عليكمْ اليومَ يغفرُ اللهُ لكمْ، وهو أرحمُ الراحمينْ، اذهبوا فأنتمُ الطُلَقَاءُ".