السبوح
كلمة (سُبُّوح) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فُعُّول) من التسبيح،...
العربية
المؤلف | ملتقى الخطباء - الفريق العلمي |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | التربية والسلوك - المنجيات |
معظم الناس يحبون الخير ويقدرون فاعليه، وهم على استعداد للمشاركة في مشاريعه؛ لكن المشكلة الكبرى أن المستعدين فيهم لخطو الخطوة الأولى ووضع أول لبنة قلة قليلة، وهذه القلة هي ملح المجتمع وبركته، إنهم أناس يحبون الخير ويثقون في أنفسهم ويحبون خدمة الآخرين, وهم إلى ذلك مستعدون لتحمل نتائج مبادراتهم وما قد تجره عليهم من مشكلات ومتاعب...
الخطبة الأولى:
الحمد لله الذي أمر بالتطوع والمبادرة، وحث على الحركة والايجابية، ونهى عن التقاعس والتخاذل والسلبية، والصلاة والسلام على من تكفل الله بحمايته ورعايته، وأنزل عليه الكتاب تبياناً لكل شيء، وتفصيلاً لكل عبادة ومعاملة, صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
أما بعد:
عباد الله: لقد خلق الله الناس أجناساً شتى، وطبائع مختلفة، وخير الناس هم الذين يبادرون من تلقاء أنفسهم، ويتحركون من داخلهم، ويسعون إلى خدمة الأمة دون انتظار للأوامر ودون إملاءات أو توجيهات.
إن المخلوق البديع المنتج هو الذي يقوم بحمل هموم الآخرين، ويسعى إلى إصلاح الأمة، ويضحي من أجلها، ويدفع عنها الشدائد اللأواء بروح ايجابية وتحركات ذاتية، يبتغي بذلك الأجر من الله، ويعيش حياته كلها في سبيل الله. يقول الله -سبحانه وتعالى- وهو يحث الأمة على المعاونة والتناصر وتفعيل الروح الايجابية: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ) [المائدة : 2].
وروى الطبراني عَن عبد الله بْنِ عُمَرَ -رضي الله عنهما- أَنَّ رَجُلاً جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-, فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ, أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ؟ وَأَيُّ الأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللهِ تَعَالَى أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ، وَأَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلَى اللهِ تَعَالَى سُرُورٌ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ, أَوْ تَكَشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً, أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دَيْنًا, أَوْ تَطْرُدُ عَنْهُ جُوعًا, وَلأَنْ أَمْشِيَ مَعَ أَخِي فِي حَاجَةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتَكِفَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ -يَعْنِي مَسْجِدَ الْمَدِينَةِ شَهْرًا- وَمَنَ كَفَّ غَضَبَهُ سَتَرَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ, وَمَنْ كَظَمَ غَيْظَهُ, وَلَوْ شَاءَ أَنْ يُمْضِيَهُ أَمْضَاهُ مَلأَ اللَّهُ قَلْبَهُ رَجَاءً يَوْمَ الْقِيَامَةِ, وَمَنْ مَشَى مَعَ أَخِيهِ فِي حَاجَةٍ حَتَّى يَتَهَيَّأَ لَهُ أَثْبَتَ اللَّهُ قَدَمَهُ يَوْمَ تَزُولُ الأَقْدَامِ". [معجم الطبراني الكبير (13646 )].
يقول الإمام الماوردي -رحمه الله تعالى-: "تنقسم أحوال من دخل في عداد الإخوان أربعة أقسام: منهم من يعين ويستعين، ومنهم من لا يعين ولا يستعين، ومنهم من يستعين ولا يعين، ومنهم من يعين ولا يستعين.
فأما المعين والمستعين فهو معاوض منصف يؤدي ما عليه ويستوفي ماله، فهو كالمقرض يسعف عند الحاجة ويسترد عند الاستغناء، وهو مشكور في معونته، ومعذور في استعانته، فهذا أعدل الإخوان.
وأما من لا يعين ولا يستعين فهو متروك قد منع خيره وقمع شره فهو لا صديق يرجى، ولا عدو يخشى، وإذا كان الأمر كذلك فهو كالصورة الممثلة، يروقك حسنها، ويخونك نفعها، فلا هو مذموم لقمع شره، ولا هو مشكور لمنع خيره، وإن كان باللوم أجدر.
وأما من يستعين ولا يعين فهو لئيم ومهين مستذل قد قطع عنه الرغبة وبسط فيه الرهبة، فلا خيـره يرجى ولا شره يؤمن، وحسبك مهانة من رجل مستثقل عند إقلاله، ويستقل عند استقلاله فليس لمثله في الإخاء حظ، ولا في الوداد نصيب.
وأما من يعين ولا يستعين فهو كريم الطبع، مشكور الصنع، وقد حاز فضيلتي الابتداء والاكتفاء، فلا يرى ثقيلا في نائبة، ولا يقعد عن نهضة في معونة.
فهذا أشرف الإخوان نفسا وأكرمهم طبعا فينبغي لمن أوجد له الزمان مثله، وقل أن يكون له مثل؛ لأنه البر الكريم والدر اليتيم، أن يثني عليه خنصره، ويعض عليه بناجذه ويكون به أشد ضنا منه بنفائس أمواله، وسني ذخائره؛ لأن نفع الإخوان عام، ونفع المال خاص، ومن كان أعم نفعا فهو بالادخار أحق، ثم لا ينبغي أن يزهد فيه لخلق أو خلقين ينكرهما منه إذا رضي سائر أخلاقه، وحمد أكثر شيمه؛ لأن اليسير مغفور والكمال معوز" [أدب الدنيا والدين للماوردي (211- 213) بتصرف].
إن المبادرة تعني أن يسابق المرء إلى الأمور التي يظهر له فيها خير ديني أو أخروي أو فائدة دنيوية، فإذا رأى شيئاً من ذلك ربما يتحقق فعليه أن يُقدم وينافس دون انتظار تقدم الآخرين وإقدامهم، ويأخذ زمام المبادرة دونهم، ويُقْدِم على الأمر بنفسه بعد دراسة وتخطيط، فإن نجح في مسيره, فهو مأجور من طريقين : طريق الاجتهاد، وطريق الإصابة؛ إذ هو مجتهد مصيب، وإن أخطأ ولم يصب فهو مأجور كذلك له أجر الاجتهاد ولو لم ينل أجر الإصابة.
هكذا كان أنبياء الله وسلف الأمة ورجالها وصالحوها ينافسون غيرهم في الخير، ويكونون أول الخلق في الأخذ بزمام المبادرة في ما ينفعهم في دينهم ودنياهم، ولهذا كان سيدنا إبراهيم خليل الرحمن –عليه الصلاة والسلام– يطلب من ربه أن يجعل له من ذريته أئمة يُقتدى بهم، ويمسكون زمام المبادرة كما وهبها الله له فقال: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) [البقرة : 124]. وذكر الله -سبحانه وتعالى- عن الأنبياء والصالحين أنهم كانوا يقولون في دعائهم لربهم: (رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا) [الفرقان : 74].
هكذا شأن المسلم الصادق يدعوا ربه أن يجعله قدوة يحتذى بفعاله، ويسأل الله أن يكون مفتاحاً للخير، مغلاقاً للشر، مبادراً إلى فعل الخير والمنفعة، داعياً إلى الإصلاح والفضيلة، مبادراً لكل ما هو نافع ومفيد.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم. أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب؛ فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله الذي خلق فسوَّى، والذي قدَّر فهدى، والذي أخرج المرعى فجعله غثاءً أحوى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ نبينا محمداً عبده ورسوله -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-.
أما بعد:
أيها المسلمون: إن المسلم ينبغي له أن يقتدي بأنبياء الله وسله -عليهم الصلاة والسلام- في المبادرة نحو الخير، وأن يكون مبادراً في فعل ما ينفع ودفع ما يضر عن نفسه وعن المجتمع والأمة من حوله.
يقول أَنَس بْن مَالِك -رضي الله عنه-: "كَانَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَحْسَنَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَشْجَعَ النَّاسِ وَلَقَدْ فَزِعَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَانْطَلَقَ نَاسٌ قِبَلَ الصَّوْتِ، فَتَلَقَّاهُمْ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَاجِعًا، وَقَدْ سَبَقَهُمْ إِلَى الصَّوْتِ، وَهُوَ عَلَى فَرَسٍ لِأَبِي طَلْحَةَ عُرْيٍ، فِي عُنُقِهِ السَّيْفُ وَهُوَ يَقُولُ: لَمْ تُرَاعُوا، لَمْ تُرَاعُوا" [البخاري (2908) مسلم (2307)]، أي روعاً مستقراً فلا تخافوا.
وقد أثنى النبي -صلى الله عليه وسلم- على ذلك الصحابي الذي بادر بالصدقة, كما في حديث الْمُنْذِر بْنِ جَرِير، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي صَدْرِ النَّهَارِ، قَالَ: فَجَاءَهُ قَوْمٌ حُفَاةٌ عُرَاةٌ مُجْتَابِي النِّمَارِ أَوِ الْعَبَاءِ، مُتَقَلِّدِي السُّيُوفِ، عَامَّتُهُمْ مِنْ مُضَرَ، بَلْ كُلُّهُمْ مِنْ مُضَرَ فَتَمَعَّرَ وَجْهُ رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِمَا رَأَى بِهِمْ مِنَ الْفَاقَةِ، فَدَخَلَ ثُمَّ خَرَجَ، فَأَمَرَ بِلَالًا فَأَذَّنَ وَأَقَامَ، فَصَلَّى ثُمَّ خَطَبَ فَقَالَ: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ) [النساء: 1] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ، (إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء: 1] وَالْآيَةَ الَّتِي فِي الْحَشْرِ: (اتَّقُوا اللهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللهَ) [الحشر: 18].
"تَصَدَّقَ رَجُلٌ مِنْ دِينَارِهِ، مِنْ دِرْهَمِهِ، مِنْ ثَوْبِهِ، مِنْ صَاعِ بُرِّهِ، مِنْ صَاعِ تَمْرِهِ - حَتَّى قَالَ - وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ" قَالَ: فَجَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ بِصُرَّةٍ كَادَتْ كَفُّهُ تَعْجزُ عَنْهَا، بَلْ قَدْ عَجَزَتْ، قَالَ: ثُمَّ تَتَابَعَ النَّاسُ، حَتَّى رَأَيْتُ كَوْمَيْنِ مِنْ طَعَامٍ وَثِيَابٍ، حَتَّى رَأَيْتُ وَجْهَ رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَتَهَلَّلُ، كَأَنَّهُ مُذْهَبَةٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً، فَلَهُ أَجْرُهَا، وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا بَعْدَهُ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ، وَمَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً سَيِّئَةً، كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ" [ مسلم (1017)].
وفي الحديث تصريح بأجر المبادر للخير، وكونه ينال أجره وأجر كل من سلك طريقه واقتفى أثره الذي بادر إليه، وهذا من أعظم الدواعي للمبادرة للخير؛ إذ يستشعر المبادر أن أجور السائرين من بعده على هذا الطريق ستكون في موازين أعماله.
أيها الناس: إن المبادرة الفردية تعد سفينة النجاة في حالة انحطاط الأمة، وقد علمتنا التجربة أن معظم الناس يحبون الخير ويقدرون فاعليه، وهم على استعداد للمشاركة في مشاريعه؛ لكن المشكلة الكبرى أن المستعدين فيهم لخطو الخطوة الأولى ووضع أول لبنة قلة قليلة، وهذه القلة هي ملح المجتمع وبركته، إنهم أناس يحبون الخير ويثقون في أنفسهم ويحبون خدمة الآخرين, وهم إلى ذلك مستعدون لتحمل نتائج مبادراتهم وما قد تجره عليهم من مشكلات ومتاعب.
كثير من الناس يملك الاستعداد للقيام ببعض الأدوار التي تملى عليه وفق خطوات محددة, لكنه يقف عند هذا الحد, ويطرح التساؤل في كل مناسبة وكل حين: ماذا يعمل؟ وما واجبه؟ ويعتذر عن القيام بأي دور بأنه لم يتلق توجيهاً وتكليفاً.. ولذا فإن من ثمار التربية الجادة : (المبادرة الذاتية).
إن من نتائج التربية السلبية السائدة في مجتمعاتنا الاتكالية وانعدام المبادرة, فأصبح الواحد ينتظر الأمر، ولا يعمل إلا من خلال توجيه محدد، فتعطلت طاقات فعّالة في الأمة، وصارت الناس تفكر من خلال عقول محددة, وكم هي الأفكار والأعمال والجهود التي لم تتجاوز نطاق تفكير صاحبها، والسبب أنه لم يعتد على المبادرة ولم يربّ عليها.
إن التربية الجادة تنتج فيما تنتجه تنمية المبادرة الذاتية، فيعمل صاحبها ابتداءً دون انتظار التكليف أو التوجيه، ويرى أن جدية الهدف وصدق العمل يتطلب منه ألا تكون الاستشارة والاستفادة من آراء الآخرين حاجزاً وهمياً وعائقاً دون أي عمل, فينطلق ويعمل ويبادر ويفكر محيطاً ذلك كله بأسوار الاستشارة جاعلاً إياه في دائرة الانضباط والالتزام.
إن علينا أن نبتعد عن السلبية والخمول ونترك العجز والكسل فقد استعاذ منه النبي -صلى الله عليه وسلم- وإياكم والتواني والضعف وترك المبادرة أو إلقاء اللوم على الآخرين أو ربط الحركة بحركة الآخرين فإذا قيل له: اعمل كذا؛ قال: لا نعمل حتى يعمل فلان ولن نتحرك إلا إذا تحرك فلان, أو الجماعة الفلانية, ولا ابدأ في الشيء حتى يبدأ غيري.
علينا أن نكون سعاة مبادرين من أنفسنا متحركين من ذواتنا, مبادرين إلى فعل كل ما هو خير, ومجتنبين كل ما هو شر, منطلقين من مبادرة ذاتية، ورقابة حية، وضمير حساس نابع من النفس والذات. يقول الله -تبارك وتعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ) [الحج 77: 78].
صلوا وسلموا وأكثروا من الصلاة والسلام على من أمركم ربكم بالصلاة والسلام عليه، فقال عز من قائل كريم: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب : 56].
اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد.