البحث

عبارات مقترحة:

المحسن

كلمة (المحسن) في اللغة اسم فاعل من الإحسان، وهو إما بمعنى إحسان...

المؤمن

كلمة (المؤمن) في اللغة اسم فاعل من الفعل (آمَنَ) الذي بمعنى...

القاهر

كلمة (القاهر) في اللغة اسم فاعل من القهر، ومعناه الإجبار،...

أصول لا بد منها للثبات في الفتن

العربية

المؤلف صالح بن عبد الله الهذلول
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات فقه النوازل - أهل السنة والجماعة
عناصر الخطبة
  1. أصول خمسة مؤنسة للمؤمن وقت الفتن .
  2. حقيقة الحملة الصليبية اليهودية التي نعيشها .
  3. من ملامح وإفرازات تلك الحملة الشرسة .

اقتباس

وحقيقة المعركة التي يشنها اليهود والنصارى في كل أرض وكل زمان ضد المسلمين هي أنها معركة العقيدة، مهما أُلبست من قناع، أو لُونت بلون، أو رفعت لها أعلامٌ وشعارات، هي معركة العقيدة في صميمها وحقيقتها، والثمن الوحيد الذي يرتضونه ويقبلونه هو اتباع ملتهم، وما سواه فمرفوض ومردود عندهم.

الخطبة الأولى:

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

أما بعد: أيها المسلمون، أخبرنا نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-، وهو الصادق المصدوق، أن في آخر الزمان فتناً كقطع الليل المظلم، فتنٌ يفتتن بها العالم والصالح والحليم، فما بالك بمن دونهم؟ فتن لا عاصم منها - بعد الله عز وجل- إلا النظر في سنن الله -عز وجل- الكونية، ومعرفةُ أصول ثابتة لا تتغير ولا تتبدل.

وإليكم خمسة أصول ينبغي أن لا تغيب عن ذهن المؤمن ولا عن قلبه، لعله يتسلى بها، وتكونُ عونا له على الثبات في الفتن والمحن. عصمنا الله وإياكم جميعاً من شرور الفتن ما ظهر منها وما بطن.

الأصل الأول: إن الله -عز وجل- إنما أرسل محمداً -صلى الله عليه وسلم- بهذا الدين، الإسلام، ليظهره على كل الأديان، قال الله -عز وجل-: (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) [التوبة:33]، ولن يقبل أحداً يوم القيامة أو ينجيه من العذاب إلا إذا جاءه مسلماً.

فأول ما يجب عليك أن تعلمه ويتيقنه قلبك -أيها المسلم- أن هذا الدين سيظهره الله على كل دين، وأن الله -تبارك وتعالى- أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، وليبلغ ما بلغ الليل والنهار، كما في صحيح مسلم من حديث ثوبان -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن الله قد زوى لي الأرض -أي: جمعها- فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن ملك أمتي سيبلغ ما زوى لي منها".

وفي حديث آخر يقول: "ليبلغن هذا الأمر -أي: دين الإسلام- ما بلغ الليل والنهار". وهل هناك مكان في الأرض لا يبلغه الليل والنهار؟ "ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر -أي: بادية وحاضرة- إلا أدخله الله هذا الدين، بعز عزيز، أو بذل ذليل، عزاً يعز الله به الإسلام، وذلاً يذل الله به الكفر". والمعنى: إن هذا الدين سيبلغ وينتشر، ويدخل كل بيت في المدن وغيرها وفي الحاضرة والبادية بأحد خيارين: إما بعزٍ فيُسْلم أهل ذلك البلد ويؤمنون بالله واليوم الآخر فيعزهم الله -سبحانه-، وإما بذل يُعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون أذلاء.

يقول تميم الداري -رضي الله عنه- وهو من صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقد كان نصرانياً، يقول: "قد عرفت ذلك في أهل بيتي، لقد أصاب من أسلم منهم الخير والشرف والعز، ولقد أصاب من كان منهم كافراً الذل والصغار والجزية".

إذاً؛ فلتعلم أيها المؤمن أن الله ما أنزل هذا الدين ولا أرسل رسوله إلا ليظهره على الدين كله، وأنه بالغ ما بلغ الليل والنهار، فاحرص على أن تتشرف بالإسهام والمساهمة في ذلك المشروع الذي لا بد أن يتم ويقوم، (وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) [الروم:6]، (كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ) [المجادلة:21].

وأما الأصل الثاني: فلتعلم أيها المسلم أنه لا تزال طائفة على الحق منصورة مهما كثرت الفتن، ومهما قل الخير، ونعق النفاق وقام سوقه، فإن الله -عز وجل- قضى -وهو الحكيم الرحيم- أنه لا تزال طائفة على الحق منصورة، طائفة على ما كان عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه في العقيدة والشرع والسلوك؛ ومعرفة هذا الأصل كفيلة بأن تؤمّن للمؤمن انشراح صدره، وتدفعه إلى الحرص والسعي لأن يكون من هذه الطائفة، طائفة الغرباء الذين يُصلحون ما أفسد الناس، أو يصلحون إذا فسد الناس.

وأما الأصل الثالث فهو أن الله -عز وجل وهو الحكيم العليم-  قضى أن يعذب من يكذب أنبياءه ورسله، فما من نبي كذبه قومه وآذوه إلا عذبهم الله -عز وجل-، فأرسل على قوم ريحاً، وخسف بآخرين، وأمطر حجارة من السماء على أقوام، يعذب الله كل أمة تكذب رسله، إلا أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- فقد قضى -تبارك وتعالى- وشرع أن يكون هلاكُ أعدائنا بعد أن نقوم بما أوجب علينا -سبحانه- بقوله: (قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ) [التوبة:14]، فبين -جل وعز- أنه يتعين على أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- أن تقاتل أعداءها؛ فإن هي فعلت فإن الله يعذب أعداءها، ولكن بأيدي المؤمنين، وهذه سنة ينبغي للعبد أن يضعها نصب عينيه، فلا يمكن هلاك الأعداء ودحرهم وكف بأسهم دون جهد وعناء وتضحية من المؤمنين، ولا ينتظر المؤمنون صاعقة تنزل من السماء دون أن يأخذوا بالأسباب، ويُعدوا ما استطاعوا من قوة، ويقاتلوا أعداء الله -عز وجل-.

ولتتذكروا ما وقع في غزوة الأحزاب، إذ كان النبي وأصحابه في ضعف وعوز، وكان الرجل منهم يربط الحجر على بطنه من الجوع، فتآلبت عليه الأحزاب، وجاءته قريش بعشرة آلاف مقاتل يريدون أن يقاتلوا تلك العصابة المؤمنة، فلما أخذ المؤمنون بالأسباب وحفروا الخندق وحصنوا المدينة وأعدوا السلاح نصرهم الله -عز وجل-، وسلط على أعدائهم ريحاً لا يستقر معها قِدْر على نار، ولا يستضيئون بنار، حتى قال قائد المشركين لمن معه: لا مقام لكم! فأخزاهم الله -عز وجل- وردهم بعد أن قام المؤمنون بكل ما يستطيعونه من جهد.

وثمت ملمح مهم في الإعداد قد يغيب عن بال الكثيرين؛ ألا وهو: معرفة ما لدى العدو من قوة، وعزمه على المواجهة، ومدى إمكانية استخدام ما لديه من سلاح؟ وهل العدو على معرفة وعلم بما لدى المسلمين من قوة، إلى آخر ما هنالك مما هو داخل في هذا المعنى؛ وأيضاً الاستعداد النفسي والتربوي والعسكري لكافة الجنود المسلمين.

الأصل الرابع: أن تعلم -أيها المسلم- أن الثقة بنصر الله -عز وجل- لا تكون في وقت الرخاء، فهذا أمرٌ يستطيعه كل أحد. من السهولة بمكان والإنسان ينعم بأمن وأمان، ويسر وسهولة ورخاء أن يقول: (وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ) [آل عمران:127]، وأن يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ولكن المحك الحقيقي للإيمان بوعد الله أن تؤمن وتستشعر بأن النصر قادم لا محالة وأنت في الشدة، بل وفي قمة الشدة: (وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا) [الأحزاب:22].

ومن تأمل سيرة المصطفى -صلى الله عليه وسلم- وجد أمراً عجباً، فهذا سراقة بن مالك وهو يطارد النبي -صلى الله عليه وسلم-، والنبي -صلى الله عليه وسلم- طريد لا يملك شيئاً، يَعِدُ سراقة بسواري كسرى!.

ولما جاءه عدي بن حاتم قال له: "ما منعك أن تسلم؟"، أو قال له: "أما إني أعلم ما يمنعك من الإسلام، تقول: اتبعه ضعفة الناس، ومن لا قوة له، وقد رمتهم العرب"، أي: تخشى يا عدي أن تنضم إلى فئة ضعيفة، فبشره النبي -صلى الله عليه وسلم- وقال: "أتعرف الحيرة؟"، قال: سمعت بها وما رأيتها، فأخبره أن المرأة ستسافر من الحيرة إلى مكة تطوف بالبيت لا تخاف أحداً، وقال له: "تعرف كسرى بن هرمز؟ ستفتح مدائنه وينال أمتي كنوزه"، أو كما قال -صلى الله عليه وسلم-.

ويوم الأحزاب -معاشر المؤمنين- لما أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- أصحابه بحفر الخندق فعرض للصحابة -رضي الله عنهم- صخرة في أثناء الحفر، عجزت عنها معاولهم، قال البراء بن عازب: فشكونا إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وجاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثم هبط إلى الصخرة، فأخذ المعول، فقال: "بسم الله"، فضرب ضربة فكسر ثلث الحجر، وقال: "الله أكبر! أعطيت مفاتيح الشام، والله إني لأبصر قصورها الحمر من مكاني هذا، ثم قال: بسم الله، وضرب أخرى فكسر ثلث الحجر، فقال: "الله أكبر! أعطيت مفاتيح فارس، والله إني لأبصر المدائن، وأبصر قصرها الأبيض من مكاني هذا"، ثم قال: "بسم الله"، وضرب الثالثة فقلع بقية الحجر فقال: "الله أكبر أعطيت مفاتيح اليمن، والله إني لأبصر أبواب صنعاء من مكاني هذا". فبشر النبي -صلى الله عليه وسلم- أصحابه والأحزابُ يحيطون بهم، وهم ضعفاء مستضعفون، واليهود من حولهم، بشرهم بفتوحات ثلاثة.

ولما قال سحرة فرعون: (قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ * رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ * قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنتُم بِهِ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّ هَذَا لَمَكْرٌ مَّكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُوا مِنْهَا أَهْلَهَا  فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ * لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ ثُمَّ لَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ) [الأعراف:121-124].

وأوذي بنو اسرائيل واضطهد من اتبع موسى وآمن بالله رب العالمين، (قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ  وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) [الأعراف:128]، ففي ذروة الشدة وغاية الضعف المادي لوح لهم موسى بوراثَة الأرض.

وهذا هدى المؤمن ينبغي أن يثق بنصر الله -عز وجل- وفتحه، وأنه آت لا محالة وقت الشدة ووقت العسرة، لا وقت الرخاء واليسر والأمن، (وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) [يوسف:21].

اللهم بارك لنا في القرآن العظيم...

الخطبة الثانية:

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين، وعلى أزواجه أمهات المؤمنين، وعلى الصحابة أجمعين، والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد: عباد الله، فالأصل الخامس الذي يستأنس به العبد المؤمن في زمن الفتن والمحن أن يتذكر دائماً أمراً نصّ عليه المولى -جل وعلا- وهو أنه مهما فعل المؤمن ومهما قدم من تنازلات فإنها لا يمكن أن ترضي أعداء الله -عز وجل- إلا في حالة واحدة بيّنها ربنا لنبيه -صلى الله عليه وسلم- بقوله: (وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى  وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ) [البقرة:120]، فتلك هي العلة الأصلية، ليس الذي ينقص اليهود والنصارى هو البرهان، وليس الذي ينقصهم هو الاقتناع بأن دين الإسلام هو الحق، فلو قدمت إليهم يا محمد، ويا أيها المسلمون من بعده، لو قدمتم إليهم ما قدمتم، ولو توددتم إليهم ما توددتم، فلن يرضيهم من هذا كله شيء إلا أن تتبعوا ملتهم وتتركوا ما معكم من الحق!.

وحقيقة المعركة التي يشنها اليهود والنصارى في كل أرض وكل زمان ضد المسلمين هي أنها معركة العقيدة، مهما أُلبست من قناع، أو لُونت بلون، أو رفعت لها أعلامٌ وشعارات، هي معركة العقيدة في صميمها وحقيقتها، والثمن الوحيد الذي يرتضونه ويقبلونه هو اتباع ملتهم، وما سواه فمرفوض ومردود عندهم.

ولكن؛ هل يتم لهم ذلك؟ والجواب: قد ينجرف معهم من ينجرف وينحرف من ينحرف، ويسارع فيهم من يسارع، ولكن دين محمد -صلى الله عليه وسلم- سيبقى ويعلو، (يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) [التوبة:32-33].

سيتم هذا النور، وسيبلغ هذا الدين ما بلغ الليل والنهار، وافق مجلس الأمن وهيئة الأمم أم لم يوافقوا، رضيت أمريكا وأوربا أم غضبوا، سيبلغ دين محمد -صلى الله عليه وسلم- كل مكان في الأرض، وسيصل إلى كل بيت، فيدخل فيه من سبقت لهم السعادة، ويعرض عنه من قُدرِّ عليه الشقاء.

إن الدافع -معاشر المؤمنين- إلى تذكيركم بما سبق هو حالة العالم اليوم، وتعالي الحملة الصليبية اليهودية على المسلمين، واشتداد وطأتها تحت مسمى محاربة الإرهاب، وغطرسةُ النصارى واليهود، فأمريكا تسرح وتمرح في العالم براً وبحراً وجواً كيف تشاء، وبدون إذن مسبق ولا تنسيق مع البلد الذي تريد أن تتعقب فيه ما يسمى بالإرهابيين.

لقد أعلنوا في بداية حملتهم النصرانية اليهودية أن ستين بلداً في العالم مستهدفون بحملتهم، ثم بين كل فترة وأخرى يعلنون عن اسم جمعية من الجمعيات الخيرية الإغاثية أو الدعوية أنها تدعم الإرهاب لِتُجمد أرصدتها، وتغلق مكاتبها في كل مكان، بل ربما سعوا في القبض على أفرادها أو بعضهم للتحقيق معهم!.

يريد اليهود والنصارى أن لا يدعو أحد إلى دين الإسلام، أو يعمل في هيئات الإغاثة والجمعيات الخيرية، أو يغيث مناطق المسلمين المنكوبة، إلا بعد إذن رسمي منهم، والحصول على ترخيص منهم! فإن كان لا بد داعياً فلتكن دعوته دعوةً إلى إسلام على الطريقة الأمريكية! هكذا يظنون، ولهذا العِوَج يخططون، (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) [الأنفال:30]، (وَانتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ * وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ ?وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) [هود:122-123].

اللهم يا حي يا قيوم برحمتك نستغيث، لا إله إلا الله العظيم الحليم ...