التواب
التوبةُ هي الرجوع عن الذَّنب، و(التَّوَّاب) اسمٌ من أسماء الله...
العربية
المؤلف | ملتقى الخطباء - الفريق العلمي |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | المنجيات |
فالمتقون أولياء الله الذين تبشرهم الملائكة عند موتهم وفي آخرتهم، قال -سبحانه-: (أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفُ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمْ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا)؛ فأما عند موتهم...
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران:102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً)[النساء:1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً)[الأحزاب:70-71]، أما بعد:
أيها المؤمنون: كلما همَّ المرء أن يتكلم عن المتقين خاطبته نفسه: أتأمر الناس بالتقوى قبل أن تأتمر بها أنت؟! فدعوني اليوم آمر نفسي بها قبل أن آمركم، وحسبنا أن يسمع كلامنا رجل فيعمل بما نقول فننال أجره، وحسبنا أن نذكر الخير لينتشر، وننهى عن الشر فيندثر.
عباد الله: ما حقيقة التقوى، وما تعريفها؟ لقد عرَّفها طلق بن حبيب قائلًا: "أن تعمل بطاعة الله على نور من نور الله رجاء ثواب الله، والتقوى ترك معاصي الله على نور من الله خوف عقاب الله". وضرب لها أبو هريرة -رضي الله عنه- مثلا حين سأله رجل: ما التقوى؟ فأجابه أبو هريرة: هل أخذت طريقًا ذا شوك؟ قال الرجل: نعم، قال: فكيف صنعت؟ قال: إذا رأيت الشوك عدلت عنه، أو جاوزته، أو قصرت عنه، فقال: "ذاك التقوى"(البيهقي).
خلّ الذنوبَ صغيرها | وكبيرها فهو التُّقى |
واصنع كماشٍ فوق أر | ض الشوك يحذر ما يرى |
لا تحقرنّ صغيرةً | إن الجبال من الحصى |
وإذا سموت في درجات التقوى فإن التقوى أن تدع أشياء من الحلال مخافة أن يجرك فعلها إلى الحرام، قال ابن عمر -رضي الله عنه-: "لا يبلغ العبد حقيقة التقوى حتى يدع ما حاك في الصدر"(البخاري).
وقال الحسن البصرى -رحمه الله-: "ما زالت التقوى بالمتقين حتى تركوا كثيرًا من الحلال مخافة الحرام"(جامع العلوم والحكم).
وقال أبو الدرداء -رضي الله عنه-: "تمام التقوى أن يتقي الله العبد، حتى يتقيه من مثقال ذرة، وحتى يترك بعض ما يرى أنه حلال، خشية أن يكون حرام يكون بينه وبين الحرام"(الزهد لنعيم بن حماد)، واختصر أحمد ابن حنبل -رحمه الله- هذا الكلام قائلًا: "التقوى: ترك ما تهوى لما تخشى".
ونخلص من هذا كله أن أول درجات التقوى هي: فعل الواجبات، وترك المحرمات، وثانيها: التقرب بالنوافل والقربات واجتناب المكروهات، ثم ما يزال العبد يترقى في درجاتها حتى يجعل بينه وبين الحرام سترة من الحلال.
أيها المسلمون: ولأهمية التقوى ومنزلتها العظيمة كانت وصية الله -سبحانه-، ووصية جميع الأنبياء لأقوامهم، ووصية النبي-صلى الله عليه وسلم- لأمته، ووصية الصحابة والصالحين؛ فأما إنها وصية الله للأولين والأخرين فقد قال -سبحانه-: (وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ)[النساء:131]، وأكد -عز وجل- قائلًا: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آلعمران:102]، وفي القرآن أكثر من خمسين مرة يأمرنا -سبحانه- قائلًا: (اتَّقُوا اللَّهَ).
والتقوى وصية كل نبي لقومه؛ فهي وصية نوح -عليه السلام- قال -سبحانه-: (كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلَا تَتَّقُونَ)[الشعراء:106]، ووصية هود -عليه السلام- قال -عز من قائل-: (كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلَا تَتَّقُونَ)[الشعراء:124]، ووصية صالح -عليه السلام-: (كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلَا تَتَّقُونَ)[الشعراء:142]، ووصية لوط -عليه السلام-: (كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ)[الشعراء:161]، ووصية شعيب -عليه السلام-: (كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلَا تَتَّقُونَ)[الشعراء:177].
والتقوى وصية النبي -صلى الله عليه وسلم- لأمته؛ فعن العرباض بن سارية -رضي الله عنه-، قال: وعظنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يومًا بعد صلاة الغداة موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب، فقال رجل: إن هذه موعظة مودع فماذا تعهد إلينا يا رسول الله؟ قال: "أوصيكم بتقوى الله، والسمع والطاعة"(الترمذي)، وعن أنس -رضي الله عنه- قال: جاء رجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله، إني أريد سفرًا فزودني، قال: "زودك الله التقوى"(الترمذي).
والتقوى وصية الصحابة والتابعين؛ فعن عبد الله بن عكيم قال: خطبنا أبو بكر الصديق -رضي الله عنه-، فحمد الله وأثنى عليه بما هو له أهل قال: "أوصيكم بتقوى الله"(الحاكم)، ولما أراد أبو بكر -رضي الله عنه- أن يستخلف عمر -رضي الله عنه- بعث إليه فدعاه فأتاه، فقال: "إني أدعوك إلى أمر متعب لمن وليه، فاتق الله يا عمر بطاعته، وأطعه بتقواه، فإن المتقي آمن محفوظ"(الطبراني).
وهذا عمر -رضي الله عنه- يكتب إلى ابنه عبد الله: "أما بعد: فإنه من اتقى الله وقاه، ومن توكل عليه كفاه، ومن أقرضه جزاه، ومن شكره زاده؛ فليكن التقوى عماد عملك، وجلاء قلبك"(شذور الأمالي للقالي).
ولذا فإنه يسنُّ لكل خطيب وكل مودع لمسافر وكل موصٍ... أن يأمر بتقوى الله تعالى.
أخي المسلم: لعلك تتساءل: ولمَ كل هذا الاهتمام بالتقوى والإكثار من التواصي بها؟ والجواب: لما لها من فضائل جمة، وإليك بعضاً منها:
أولًا: التقوى أفضل لباس وخير زاد، قال -سبحانه-: (يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ)[الأعراف:26]، وقال -سبحانه-: (وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ)[البقرة:197]؛ فاللباس نوعان: لباس للجسد من الأقمشة والجلود؛ ليحميها من الحر والبرد، ولباس التقوى؛ ليقي النفس من المعاصي وعذاب جهنم، ولا شك أن الثاني خير من الأول.
وما لِبسَ الإنسانُ أبهى من التقى | وإن هو غالي في حِسانِ الملابسِ |
ثانيًا: التقوى مفتاح لقبول الأعمال الصالحة، قال -سبحانه-: (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ)[المائدة:27].
ثالثًا: معية الله ومحبته للمتقين، قال -سبحانه-: (وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ)[البقرة:194]، وقال تعالى: (فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ)[آل عمران: 76]، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إنَّ الله يحب التقي الغني الخفي"(مسلم).
رابعاً: ولاية الله للمتقين، قال تعالى: (وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ)[الجاثية:19]؛ فالمتقون أولياء الله الذين تبشرهم الملائكة عند موتهم وفي آخرتهم، قال -سبحانه-: (أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفُ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمْ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا)[يونس: 62-63]؛ فأما عند موتهم (تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمْ الْمَلائِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ)[فصلت: 30]، وفي يوم القيامة (لا يَحْزُنُهُمْ الْفَزَعُ الأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمْ الْمَلائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمْ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ)[الأنبياء: 103].
عباد الله: قد يحدث نفسه؛ أتقيٌّ أنا أم لا؟! وهنا ينبغي أن ينظر في صفات المتقين وأن يعرض نفسه عليها؛ فإن وجدها في نفسه فهو في عداد الأتقياء بإذن الله، وإلا فليراجع نفسه، ومن تلك العلامات والصفات:
أولًا: الإيمان بالغيب والعمل الصالح، قال -سبحانه-: (ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ)[البقرة:2-3].
ثانيًا: المسارعة إلى التوبة إن بدر منه ذنب، قال -سبحانه-: (إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ)[الأعراف:201].
ثالثًا: تعظيم شعائر الله، قال -سبحانه-: (وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ)[الحج:32].
رابعًا: العدل حتى مع من يبغض، قال -سبحانه-: (وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى)[المائدة:8].
خامسًا: أن تتحقق فيه الصفات المذكورة في قوله -سبحانه-: (وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ)[البقرة:177]، وقد تضمنت هذه الآية عدة صفات للمتقين منها: الإيمان بالله وباليوم الآخرة وبالملائكة وبكتبه وبالأنبياء، وبذل المال للأقارب والأيتام والمساكين وابن السبيل والسائلين، وفك الرقاب، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والوفاء بالعهد، والصبر في مواقفه.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:
أيها المؤمنون: وإن للتقوى فضائل وثمار دنيوية وأخروية، أكرم الله بها عباده المتقين جزاء تقواهم، ومن ذلك:
الثمرة الأولى: تفريج الكربات؛ فالتقي يفرج الله عنه كل كرب في دنياه وآخراه، قال -سبحانه-: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا)[الطلاق:2]، وينجيه الله إذ يهلك الفاسقين، قال -سبحانه-: (وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ)[فصلت:18].
الثمرة الثانية: تيسير المصالح، قال -سبحانه-: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا)[الطلاق:4].
الثمرة الثالثة: تيسير العلم النافع، قال -تعالى-: (وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ)[البقرة:182].
الثمرة الرابعة: حصول البصيرة ومغفرة الذنوب (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ)[الأنفال:29].
الثمرة الخامسة: توسعة الارزاق ونزول البركات، قال -سبحانه-: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ)[الطلاق:2-3]، وقال -عز وجل-: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ)[الأعراف:96].
الثمرة السادسة: للمتقين الدرجات العليا من الجنة؛ فقد كررها القرآن مرارًا: (تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا)[مريم:63]، وثانية: (إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا)[النبأ:31]، وثالثة: (وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ)[آل عمران:133]، وأخرى: (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ * فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ)[القمر:54-55]، ولما سئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن أكثر ما يدخل الناس الجنة، فقال: "تقوى الله وحسن الخلق"(الترمذي).
عليكَ بتَقوى اللّه في كل أمرِه | تجد غبَّها يوم الحسابِ المطَّولِ |
ألا إِن تقوى اللّه خيرُ مغبةٍ | وأفضلُ زادِ الظاعنِ المتحملِ |
ولا خيرَ في طول الحياةِ وعيشِها | إِذا أنتَ منها بالتقى لم ترحلِ |
اللهم اجعلنا من عبادك المتقين، ووفقنا إلى كل خير في الدنيا والآخرة.
ألا صلوا وسلموا على الحبيب المصطفى؛ فقد أمركم الله تعالى بذلك في كتابه فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا).