البحث

عبارات مقترحة:

الجميل

كلمة (الجميل) في اللغة صفة على وزن (فعيل) من الجمال وهو الحُسن،...

الشكور

كلمة (شكور) في اللغة صيغة مبالغة من الشُّكر، وهو الثناء، ويأتي...

المعطي

كلمة (المعطي) في اللغة اسم فاعل من الإعطاء، الذي ينوّل غيره...

المنان

المنّان في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعّال) من المَنّ وهو على معنيين: الإحسان إلى الغير، والقطع، ومن الثاني المِنّة المعروفة؛ لأنها تقطع أجر الإحسان. واسم (المنّان) من أسماء الله الحسنى التي تدل على صفة الكرم، ومعناه أنه سبحانه شديد الإحسان كثير العطايا لخلقه.

التعريف

التعريف لغة

المنّان في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعّال) من المَنّ، وهو في اللغة على معنيين، الأول هو القطع، كما قال جل وعلا: ﴿إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ﴾ [التين: 6]، أي: غير مقطوع، والثاني هو الإحسان إلى الغير، ذكر ابن فارس المعنى الأول ثم قال: «تقول: مَنَّ يَمُنُّ مَنًّا، إذا صَنَعَ صُنْعًا جَمِيلًا. ومِنَ البابِ المُنَّةُ، وهِيَ القوة التي بِها قِوامُ الإنْسانِ، ورُبَّما قالوا: مَنَّ بِيَدٍ أسْداها، إذا قَرَّعَ بِها. وهَذا يَدُلُّ عَلى أنَّهُ قَطَعَ الإحْسانَ، فَهُوَ مِنَ الأوَّلِ». "المقاييس" (5/267).

التعريف اصطلاحًا

هو اسم من أسماء الله تعالى يدل على صفة الكرم الثابتة لله عز وجل، فهو سبحانه من يحسن إلى عباده ويعطيهم بلا مقابل، وبلا حدّ، ويمنُّ عليهم بإفضاله وإنعامه، وهو إما أن يكون راجعًا إلى معنى العطاء والإحسان - وهو المعنى اللغوي الأول - أو إلى معنى تعداد النعمة وذكرها والافتخار بفعلها - وهو المعنى الثاني -. انظر "الأسنى" (1/260). ويصح وصف الله تعالى بالمعنيين، أما الإنسان فالمعنى الأول يكون في حقه على سبيل المدح، وأما الثاني فيكون على سبيل الذم. قال ابن القيم رحمه الله في الرد على من منع اتصاف الله بالمعنى الثاني: «وهذا من أبطل الباطل؛ فإن المنة التي تكدّر النعمة هي منة المخلوق على المخلوق، وأما منة الخالق على المخلوق ففيها تمام النعمة ولذتها وطيبها، فإنها منة حقيقية، قال تعالى: ﴿يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾ [الحجرات: 17]». ثم قال: «وإنما قبحت منّة المخلوق؛ لأنها منة بما ليس منه، وهي منّة يتأذّى بها الممنون عليه، وأما منة المنّان بفضله، التي ما طاب العيش إلا بمنته، وكل نعمة منه في الدنيا والآخرة فهي منة يمنُّ بها على من أنعم عليه، فتلك لا يجوز نفيها». "بدائع التفسير" (5/272- 274).

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

العلاقة بينهما المطابقة؛ لأن كلا المعنيين الثابتان في الشرع موافقان لما في اللغة لا يخرجان عنه، إلا أن المعنى الثاني لا يطلق على سبيل المدح إلا لله تعالى.

الصفة التي يدل عليها الاسم

يدل هذا الاسم على إثبات صفة الكرم لله عز وجل.

الأدلة

السنة النبوية

المنان في السنة النبوية
ورد اسمه تعالى (المنّان) في حديث أنس رضي الله عنه: كنتُ جالِسًا معَ النَّبيِّ في المسجدِ ورجلٌ يصلِّي، فقالَ: اللَّهمَّ إنِّي أسألُك بأنَّ لَك الحمدَ، لا إلَه إلّا أنتَ، الحنّانُ، المنّانُ، بديعُ السَّماواتِ والأرضِ، يا ذا الجلالِ والإِكرامِ يا حيُّ يا قيُّومُ أسألُك، فقالَ النَّبيُّ : «دعا اللَّهَ باسمِه الأعظمِ الَّذي إذا دُعِيَ بِه أجابَ وإذا سُئلَ بِه أعطى». أبو داود (1495)، والنسائي (1300)، وابن ماجه (3858)، وأحمد (12205) باختلاف يسير.

العقل

يُثبت العقلُ صفة الكرمَ التي يدل عليها اسم الله (المنّان) بقياس الأولى؛ فالكرم صفة كمال، وخلافه صفة نقص، ومن المعلوم أن كل كمال لا نقص فيه يكون لبعض الموجودات المخلوقة الُمحدثة فالرب الخالق هو أولى به، وكل نقص أو عيب يجب أن ينزَّه عنه بعض المخلوقات المحدثة فالرب الخالق هو أولى أن ينزَّه عنه. انظر "شرح الأصفهانية" لابن تيمية (ص74).

الآثار والمظاهر

الآثار السلوكية

الإيمان باسم الله تعالى (المنّان) يورث آثارًا جليلة، منها: م حبة الله عز وجل محبةً تقتضي شُكرَه وحَمْدَه على الوجه الذي يُرضِيه، وهو ما رتَّب الله عليه مزيدًا من المنَن والعطايا، كما قال سبحانه: ﴿لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ﴾ [إبراهيم: 7]. ومن آمن باسم الله (المنّان) وأدرك مَدلوله من إحسان الله عليه، وإنعامه، وتفضّله عليه، حضر في قلبه وجوب مقابلة هذا الإحسان بالإحسان، كما قال سبحانه: ﴿هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلا الإِحْسَانُ﴾ [الرحمن: 60]، ومِن أجمَعِ ما يساعد العبد أن يتمثل هذا الأثر قوله تعالى: ﴿لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ﴾ [البقرة: 177]. ومِن مَنِّه وإحسانه جل وعلا أنه يُمهل المذنب ولا يُهمله، ويُنظِر العاصي أن يتوب مع أنه قادرٌ أن يأخذه بعصيانه في اللحظة، كما قال تعالى: ﴿لَوْ يُؤَاخِذُهُمْ بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ﴾ [الكهف: 58]. يقول ابن القيم في كلامه عن أسرار التوبة: «ومنها: أن يعرف برّه سبحانه في سَتره عليه حال ارتكاب المعصية، مع كمال رؤيته له، ولو شاء لَفَضحه بين خلقه فحَذِرُوه، وهذا من كمال برّه، ومن أسمائه البَرّ، وهذا البِرُّ من سيده كان به مع كمال غناه عنه، وكمال فقر العبد إليه، فيشتغل بمطالعة هذه المنَّة، ومشاهدة هذا البر والإحسان والكرم؛ فيذهل عن ذكر خطيئته؛ فيبقى مع الله سبحانه، وذلك أنفع له من الاشتغال بجنايته، وشهود ذل معصيته، فإن الاشتغال بالله والغفلة عما سواه هو المطلب الأعلى والمقصِد الأسنى. ولا يوجب هذا نسيان الخطيئة مطلقًا، بل في هذه الحال، فإذا فقدها فليرجع إلى مطالعة الخطيئة، وذكر الجناية، ولكل وقت ومقام عبودية تليق به». "المدارج" (1/206).

المظاهر في الكون والحياة

مظاهر اسم الله (المنّان) كثيرة عظيمة، تستعصي على التغطية والإنكار، ولو أراد الإنسان أن يتأمل إحسان الله عليه، لما وسعه ذلك عمرَه كله، كما قال تعالى: ﴿وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [النحل: 18]، فالله منَّ على الإنسان بالخلق والإيجاد من عَدَم، وبالرزق والإمداد من عُدْم، وبالإبانة والهداية بالقِيَم، قسم له من الصحة والمال والجاه والأولاد والأنصار ما يمتنع أن يُحصَر، ويشترك في ذلك المؤمن والكافر والبَرُّ والفاجر، ويزيد على ذلك خصوص إحسانه وبرّه سبحانه لأوليائه المقرَّبين.

أقوال أهل العلم

«والمنّان الذي يجود بالنوال قبل السؤال». ابن تَيْمِيَّة "النبوّات" (ص68)
«(المنّان) وهو عظيم المواهب، فإنه أعطى الحياة والعقل والنطق، وصور فأحسن الصور، وأنعم فأجزل، وأسنى النعم، وأكثر العطايا والمنح، قال وقوله الحق: ﴿وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا﴾ [إبراهيم: 34]». الحَلِيمي "المنهاج" (1/203)
«هو مانع معط فهذا فضله … والمنع عين العدل للمنّان» ابن قَيِّم الجَوْزِيَّة "النونية" (ص212)