البحث

عبارات مقترحة:

الأعلى

كلمة (الأعلى) اسمُ تفضيل من العُلُوِّ، وهو الارتفاع، وهو اسمٌ من...

الشاكر

كلمة (شاكر) في اللغة اسم فاعل من الشُّكر، وهو الثناء، ويأتي...

المحسن

كلمة (المحسن) في اللغة اسم فاعل من الإحسان، وهو إما بمعنى إحسان...

المسعر-جل جلاله-

العربية

المؤلف د عبدالله بن مشبب القحطاني
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات التوحيد
عناصر الخطبة
  1. في ظلال اسم الله المسعر سبحانه وتعالى. .

اقتباس

وَهُوَ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- الَّذِي يَزِيدُ الشَّيْءَ وَيَرْفَعُ مِنْ قِيمَتِهِ، أَوْ تَأْثِيرِهِ وَمَكَانَتِهِ؛ فَيَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَفْقَ مَشِيئَتِهِ وَحِكْمَتِهِ، وَهُوَ -عَزَّ وَجَلَّ- يُسَعِّرُ بِعَدْلِهِ الْعَذَابَ عَلَى أَعْدَائِهِ فِي النَّارِ، قَالَ...

الخطبة الأولى:

إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آلِ عِمْرَانَ: 102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)[النِّسَاءِ: 1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الْأَحْزَابِ: 70-71]، أَمَّا بَعْدُ:

النَّفْسُ تَجْزَعُ أَنْ تَكُونَ فَقِيرَةً

وَالْفَقْرُ خَيْرٌ مِنْ غِنًى يُطْغِيهَا

وَغِنَى النُّفُوسِ هُوَ الْكَفَافُ وَإِنْ أَبَتْ

فَجَمِيعُ مَا فِي الْأَرْضِ لَا يَكْفِيهَا

يَا عَبْدَ اللَّهِ: فَرِّغْ خَاطِرَكَ لِلْهَمِّ الَّذِي أُمِرْتَ بِهِ، وَلَا تَشْغَلْهُ بِمَا ضُمِنَ لَكَ؛ فَإِنَّ الرِّزْقَ وَالْأَجْلَ قَرِينَانِ مَضْمُونَانِ، فَمَا دَامَ الْأَجَلُ بَاقِيًا كَانَ الرِّزْقُ آتِيًا، وَإِذَا سَدَّ عَلَيْكَ بِحِكْمَتِهِ طَرِيقًا مِنْ طُرُقِهِ؛ فَتَحَ لَكَ بِرَحْمَتِهِ طَرِيقًا لَكَ مِنْهُ، لَمَّا ارْتَفَعَتِ الْأَسْعَارُ فِي عَهْدِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ النَّاسُ: "يَا رَسُولَ اللَّهِ! غَلَا السِّعْرُ؛ فَسَعِّرْ لَنَا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمُسَعِّرُ الْقَابِضُ الْبَاسِطُ الرَّازِقُ"(حَدِيثٌ صَحِيحٌ، رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ).

وَمِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ: "الْمُسَعِّرُ" -عَزَّ وَجَلَّ-، فَرَبُّنَا -عَزَّ وَجَلَّ- هُوَ الَّذِي يُرْخِصُ الْأَشْيَاءَ وَيُغْلِيهَا؛ وَفْقَ تَدْبِيرِهِ الْكَوْنِيِّ، أَوْ مَا أَمَرَ بِهِ الْعِبَادَ فِي تَدْبِيرِهِ الشَّرْعِيِّ.

وَهُوَ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- الَّذِي يَزِيدُ الشَّيْءَ وَيَرْفَعُ مِنْ قِيمَتِهِ، أَوْ تَأْثِيرِهِ وَمَكَانَتِهِ؛ فَيَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَفْقَ مَشِيئَتِهِ وَحِكْمَتِهِ.

وَهُوَ -عَزَّ وَجَلَّ- يُسَعِّرُ بِعَدْلِهِ الْعَذَابَ عَلَى أَعْدَائِهِ فِي النَّارِ، قَالَ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى-: (وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَعِيرًا)[الْفَتْحِ: 13].

حَارَتِ الْأَفْكَارُ فِي قُدْرَتِهِ، وَاضْطَرَبَتِ الْأَفْهَامُ فِي عَظَمَتِهِ، وَذَهَلَتِ الْأَذْهَانُ فِي حِكْمَتِهِ؛ أَعْطَى قَارُونَ حَتَّى نَاءَتِ الْعُصْبَةُ بِمَفَاتِيحِ كَنْزِهِ، وَصَبَّ الْمَالَ عَلَى أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ فِي الدِّيبَاجِ وَالْحَرِيرِ، وَجَوَّعَ رَسُولَهُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَتَّى رَبَطَ الْحَجَرَ عَلَى بَطْنِهِ وَأَكَلَ وَرَقَ الشَّجَرِ!

لِلَّهِ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- حِكْمَةٌ فِي خَلْقِهِ، وَمَقَالِيدُ الْأُمُورِ بِيَدِهِ، وَمَقَادِيرُ الْأَشْيَاءِ عِنْدَهُ، وَمَفَاتِيحُ الْأُمُورِ لَدَيْهِ، وَمَصِيرُ الْعِبَادِ إِلَيْهِ.

وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَقُّ، وَرَبُّ الْخَلْقِ، وَصَاحِبُ الْأَمْرِ، وَإِلَيْهِ الْمَآبُ، وَإِلَيْهِ الْمُشْتَكَى، وَبِهِ الْمُسْتَغَاثُ وَعَلَيْهِ التُّكْلَانُ؛ (لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ)[الْأَنْبِيَاءِ: 23].

تَتَقَطَّعُ النَّفْسُ أَسَفًا، وَيَمْتَلِئُ الصَّدْرُ كَرْبًا؛ فَيَأْتِي اللَّهُ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- بِالْفَرَجِ، وَتَغْزُرُ الدُّمُوعُ فِي الْمَحَاجِرِ، وَتَبْلُغُ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ؛ فَيَأْتِي اللَّهُ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- بِالْفَرَجِ، وَتَرْتَفِعُ الْأَسْعَارُ، وَتَتَلَوَّى الْبُطُونُ مِنَ الْجُوعِ، وَتُفْرَمُ الْأَكْبَادُ مِنَ الظَّمَأِ، وَيَكْثُرُ الدَّيْنُ وَيَزِيدُ الْفَقْرُ؛ فَيَأْتِي اللَّهُ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- بِالْفَرَجِ؛ (وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ)[الرَّعْدِ: 8]؛ فَهُوَ أَعْلَمُ بِحَالِ الْعِبَادِ وَمَا يُصْلِحُهُمْ؛ (وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ)[الشُّورَى: 27].

وَارْتِفَاعُ السِّعْرِ سَبَبٌ لِنُدْرَةِ السِّلَعِ وَارْتِفَاعِ أَسْعَارِهَا؛ رُبَّمَا كَانَ بِسَبَبِ مَا أَحْدَثَهُ النَّاسُ مِنْ ظُلْمٍ لِأَنْفُسِهِمْ أَوْ لِغَيْرِهِمْ، قَالَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ ابْنُ تَيْمِيَةَ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: "فَالْغَلَاءُ بِارْتِفَاعِ الْأَسْعَارِ وَالرُّخْصُ بِانْخِفَاضِهَا، وَهُمَا مِنْ جُمْلَةِ الْحَوَادِثِ الَّتِي لَا خَالِقَ لَهَا إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ، وَلَا يَكُونُ شَيْءٌ مِنْهَا إِلَّا بِمَشِيئَتِهِ وَقُدْرَتِهِ".

لَكِنَّهُ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- قَدْ جَعَلَ بَعْضَ أَفْعَالِ الْعِبَادِ سَبَبًا فِي بَعْضِ الْحَوَادِثِ؛ كَمَا جَعَلَ قَتْلَ الْقَاتِلِ سَبَبًا فِي مَوْتِ الْمَقْتُولِ، وَجَعَلَ ارْتِفَاعَ الْأَسْعَارِ قَدْ يَكُونُ لِسَبَبِ ظُلْمِ بَعْضِ الْعِبَادِ، وَانْخِفَاضَهَا قَدْ يَكُونُ لِسَبَبِ إِحْسَانِ بَعْضِ النَّاسِ".

اللَّهُمَّ نَسْأَلُكَ التُّقَى وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ.

أَقُولُ قَوْلِي هَذَا، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ؛ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

الخطبة الثانية:

الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا طَيِّبًا كَثِيرًا مُبَارَكًا فِيهِ كَمَا يُحِبُّ رَبُّنَا وَيَرْضَى، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَمَنِ اهْتَدَى بِهُدَاهُمْ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

لَمَّا قِيلَ لِبَعْضِ السَّلَفِ: غَلَتِ الْأَسْعَارُ، قَالَ: أَخْفِضُوهَا بِالِاسْتِغْفَارِ، وَالْمُؤْمِنُ -وَإِنْ غَلَتِ الْأَسْعَارُ- وَاثِقٌ مِنْ رَبِّهِ، مُطْمَئِنٌّ إِلَيْهِ، مُتَوَكِّلٌ عَلَيْهِ؛ (إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ)[الْأَعْرَافِ: 196].

أَتَى النَّاسُ إِلَى سَلَمَةَ بْنِ دِينَارٍ؛ فَقَالُوا لَهُ: "يَا أَبَا حَازِمٍ! أَمَا تَرَى؟ قَدْ غَلَا السِّعْرُ! فَقَالَ: وَمَا يَغُمُّكُمْ مِنْ ذَلِكَ؟! إِنَّ الَّذِي يَرْزُقُنَا فِي الرُّخْصِ هُوَ الَّذِي يَرْزُقُنَا فِي الْغَلَاءِ".

وَلَمَّا قِيلَ لِأَعْرَابِيٍّ: لَقَدْ أَصْبَحَ رَغِيفُ الْخُبْزِ بِدِينَارٍ، فَأَجَابَ: وَاللَّهِ مَا هَمَّنِي ذَلِكَ؛ وَلَوْ أَصْبَحَتْ حَبَّةُ الْقَمْحِ بِدِينَارٍ! أَنَا أَعْبُدُ اللَّهَ كَمَا أَمَرَنِي وَهُوَ يَرْزُقُنِي كَمَا وَعَدَنِي!

وَالنَّاسُ إِذَا رَجَعُوا إِلَى اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ- فَتَحَ عَلَيْهِمْ بَرَكَاتِ الْأَرْضِ؛ فَتَرْخُصُ الْأَسْعَارُ، وَيَزِيدُ الرِّزْقُ؛ لِأَنَّ اللَّهَ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- قَالَ: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)[الْأَعْرَافِ: 27]، وَقَالَ: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ)[الطَّلَاقِ: 2-3].

وَالْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ كَمَا يُحِبُّ أَنَّ اللَّهَ -عَزَّ وَجَلَّ- يَرْزُقُهُ، وَيَرْغَبُ بِإِحْسَانِ اللَّهِ إِلَيْهِ؛ فَلْيَأْتِ بِمَا يُحِبُّ اللَّهُ؛ فَاللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ- قَالَ: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)[الْبَقَرَةِ: 195].

فَالتَّاجِرُ الْمُؤْمِنُ يُرَاقِبُ اللَّهَ -عَزَّ وَجَلَّ- فِي مُعَامَلَاتِهِ كُلِّهَا، وَيُرَاقِبُ اللَّهَ -عَزَّ وَجَلَّ- فِي تَعَامُلِهِ مَعَ خَلْقِهِ؛ فَلَا يَسْتَغِلُّ النَّاسَ فِي زِيَادَةِ الْأَسْعَارِ، أَوْ يُخْفِي قُوتًا أَوْ سِلْعَةً سَعْيًا لِلتَّفَرُّدِ وَالِاحْتِكَارِ، فَإِنَّ اللَّهَ الرَّزَّاقَ الْقَوِيَّ الْمَتِينَ مُطَّلِعٌ عَلَيْهِ وَعَلَى نِيَّتِهِ، فَإِنْ كَانَ صَادِقًا بَارَكَ اللَّهُ فِي رِزْقِهِ؛ كَمَا صَحَّ عَنْهُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ: "فَإِنْ صَدَقَا وَبَيَّنَا بُورِكَ لَهُمَا فِي بَيْعِهِمَا"، وَإِنْ كَانَ غَاشًّا لِلْمُسْلِمِينَ مُحِقَتْ بَرَكَةُ بَيْعِهِ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "وَإِنْ كَتَمَا وَكَذَبَا مُحِقَتْ بَرَكَةُ بَيْعِهِمَا"(أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ)، وَصَحَّ عَنْهُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ: "كُلُّ لَحْمٍ نَبَتَ مِنْ سُحْتٍ؛ النَّارُ أَوْلَى بِهِ"(حَدِيثٌ صَحِيحٌ، رَوَاهُ أَحْمَدُ فِي الْمُسْنَدِ).

ثُمَّ إِنَّ الْمُؤْمِنَ أُمِرَ بِالسَّمَاحَةِ فِي الْبَيْعِ وَالشِّرَاءِ؛ صَحَّ عَنْهُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ: "رَحِمَ اللَّهُ رَجُلًا سَمْحًا إِذَا بَاعَ، وَإِذَا اشْتَرَى، وَإِذَا اقْتَضَى"(أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ).

اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْمُسَعِّرِ أَنْ تَرْفَعَ عَنَّا وَعَنِ الْمُسْلِمِينَ الْغَلَاءَ وَالْبَلَاءَ وَالْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ؛ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ.

اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالسَّدَادَ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالْعِفَّةَ وَالْغِنَى، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ، وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ، وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ.

اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ مِنَ الْخَيْرِ كُلِّهِ؛ عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ، مَا عَلِمْنَا مِنْهُ وَمَا لَمْ نَعْلَمْ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ كُلِّهِ؛ عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ، مَا عَلِمْنَا مِنْهُ وَمَا لَمْ نَعْلَمْ، وَأَنْ تَجْعَلَ كُلَّ قَضَاءٍ قَضَيْتَهُ لَنَا خَيْرًا.

اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لَنَا دِينَنَا الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِنَا، وَأَصْلِحْ لَنَا دُنْيَانَا الَّتِي فِيهَا مَعَاشُنَا، وَأَصْلِحْ لَنَا آخِرَتَنَا الَّتِي فِيهَا مَعَادُنَا، وَاجْعَلِ الْحَيَاةَ زِيَادَةً لَنَا فِي كُلِّ خَيْرٍ، وَالْمَوْتَ رَاحَةً لَنَا مِنْ كُلِّ شَرٍّ.

اللَّهُمَّ أَصْلِحْ ذَاتَ بَيْنِنَا، وَأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِنَا، وَاهْدِنَا سُبُلَ السَّلَامِ، وَأَخْرِجْنَا مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ، وَبَارِكْ لَنَا فِي أَسْمَاعِنَا وَأَبْصَارِنَا وَقُوَّاتِنَا، وَأَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّتِنَا وَأَمْوَالِنَا، وَاجْعَلْنَا مُبَارَكِينَ أَيْنَمَا كُنَّا.

وَآخِرُ دَعْوَانَا أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.