الإنترنت وتطبيقاتها الدعوية : أراد المؤلف - حفظه الله - من هذا الكتاب وضع قواعد وأسس استخدام هذه الوسيلة للدعاة المبتدئين في الشبكة، والتطرق لجوانب متعددة من تطبيقاتها المختلفة، وكذلك بعض المهارات الحاسوبية موضحة بالصور؛ ليسهل على الداعية إلى الله الرجوع إلى هذا المرجع والإطلاع عليه والتعرف على أبرز تطبيقات الإنترنت؛ وكيفية تسخيرها في مجال الدعوة. ملاحظة: الكتاب أنتج عام 2005 ولم يُحدث، وفي وقته كانت خدمات وتطبيقات الإنترنت المذكورة في الكتاب غير معروفة للدعاة وغير مألوفة، فبرزت الحاجة للحديث عنها في ذلك الحين.
التفاصيل
بسم الله الرحمن الرحيم المقدمة:- إن الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين... أما بعد: فإن الدعوة إلى الله تعالى على بصيرة هي أشرف ما قضى الإنسان به وقته، و هي وظيفة الأنبياء و المرسلين - عليهم السلام -، قال الله تعالى: ﴿ ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين ﴾ (فصلت:33) و قال النبي - صلى الله عليه و سلم -: { لئن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم } فمن هذا المنطلق القرآني الكريم وهدي سيد المرسلين وجب على المسلم إتباع سبيل الأنبياء و المصلحين و الدعاة الصادقين، و مع تغير أسلوب الحياة و تطورها في مجالات عديدة اختلف أسلوب الاحتكاك المباشر بالناس عما مضى، فقد كان في السابق ينزل المصلحون إلى الناس في منتدياتهم و مساجدهم و أسواقهم لدعوتهم إلى الله تعالى و قد اختلف هذا الأمر اليوم بتطور الوسائل الحديثة (التكنولوجية) فصار الداعية يتكلم إلى الملايين عبر المذياع أو التلفاز أو عبر طباعة الكتب و المجلات و الأشرطة و غيرها، وهذا الأمر نفسه ينطبق على شبكة المعلومات العالمية " الإنترنت " فهي وسيلة رائعة جداً للدعوة إلى الله تعالى لأسباب عديدة منها: 1- إقبال الناس المتزايد على هذا الاكتشاف المذهل: فقد أصبح الإنترنت اليوم مرجعاً لكل باحث عن معلومة معينة وملاذاً لكل طالب علم ديني أو دنيوي، لقد كان من الصعوبة في ما مضى الحصول على معلومات صحيحة و شاملة عن الإسلام في كثير من بلدان العالم أما اليوم فقد اختلف الوضع تماماً و صار الإسلام يقتحم بيوت الناس و معاهدهم بل و غرفهم الخاصة ! . 2- قلة تكلفة هذه الوسيلة الدعوية: لو فكر إنسان بطباعة كتيب صغير لينشره بين الناس لكلفه ذلك مبلغاً يتجاوز الألف ريال مثلاً ! بينما لو قام نفس هذا الشخص و نشره في الإنترنت فلن يكلفه شيئاً يذكر، إن كثيراً من الخدمات التي تقدمها الشركات العالمية أصبحت مجانية وفي متناول الجميع. 3- سهولة استخدام هذه الوسيلة: إن ممارسة الدعوة إلى الله تعالى من خلال الإنترنت لا تحتاج لشهادات أو دورات معقدة، فلقد تعلم الكثيرون من الدعاة أصحاب الشهادات الشرعية الكثير من وسائل وأساليب استغلال هذه الشبكة في الدعوة إلى الله في أيام قليلة، واهتدى على أيديهم خلق كثير لا يعلمهم إلا الله، فخصوصية التعامل مع الشبكة في أناس متخصصين قد اضمحلت لما تتمتع هذه الشبكة من المرونة في التعامل لدى جميع شرائح المثقفين. 4- بما أن الإنترنت في أحيان كثيرة ليست وسيلة احتكاك مباشر بالناس فإن هذا الأمر يعطي مرونة كثيرة للدعاة فمن ذلك مثلاً: في حال نومك أو سفرك أو انشغالك فإن الناس أيضاً سيستفيدون من موقعك الدعوي و المعلومات المتوفرة فيه، و هذا أمر يختلف عن الشيخ الذي يجلس في المسجد و يعلم الناس فإنه في حال سفره أو مرضه فقد انتفت الاستفادة من علمه - ولا نقصد هنا التقليل من شأنهم - ثم أيضاً لو سألك إنسان بطريقة مباشرة عن حكم من أحكام الإسلام و لا تعرفه فأنت تقول له لا أعلم أما عبر الإنترنت و الاحتكاك غير المباشر فإنه ينفع في إعطائك وقتا كافياً للبحث أو سؤال العلماء ثم الرجوع على السائل و هكذا. ونحن في هذه الأبحاث أردنا من خلاله وضع قواعد وأسس استخدام هذه الوسيلة للدعاة المبتدئين في الشبكة، والتطرق لجوانب متعددة من تطبيقاتها المختلفة، وكذلك بعض المهارات الحاسوبية موضحة بالصور ليسهل على الداعية إلى الله الرجوع إلى هذا المرجع والإطلاع عليه والتعرف على أبرز تطبيقات الإنترنت وكيفية تسخيرها في مجال الدعوة، وإن كانت هناك تطبيقات أخرى وهي كثيرة لم نتطرق إليها وهي تناسب مراحل متقدمة لدى الداعية كأمور البرمجة ولغاتها وأمور التصاميم بأشكالها وصورها وغير ذلك فهذا يعود إلى جهد الشخص في تكوين خبراته من خلال عدة طرق ووسائل كالدخول في دورات متخصصة في هذه المجالات أو اكتساب الخبرة من برامج ومواقع ومنتديات وغيرها من التي تهتم بهذه التخصصات الدقيقة، وأما هذا البحث فقد وُضع من أجل المبتدئين لإكسابهم خبرات أساسية يستطيع من خلالها الانطلاق بقوة ومواكبة العصر وتقنياته واستغلالها الاستغلال الأمثل في الدعوة إلى الله تعالى. منهج البحث:- استخدمنا في كتابة هذا البحث منهجين هما: المنهج الوصفي ، والمنهج التحليلي مستفيدين بذلك من كثير من المواقع في الشبكة لجمع أكبر قدر من المعلومات والتي تخص البحث في الجملة، وبتركيز قدر الإمكان من أجل الاستيفاء والإلمام بجوانب كثيرة عن هذه الوسيلة والتي لا يستطيع رجل الدعوة أن يستغني عنها، إذ أن هذا البحث موجه لهم في المستوى الأول، وسنتطرق في ثنايا البحث إلى كيفية تسخير هذه التقنية في الدعوة إلى الله من خلال تطبيقات متعددة ومهارات حاسوبية لا يستغن عنها الداعية في دعوته في هذا العصر. خطة البحث:- اشتمل البحث على مقدمة وتمهيد وبابان والخاتمة ومراجع البحث والفهرس. المقدمة فيها الحديث عن أهمية الموضوع ومنهجه وخطته. التمهيد: وفيه ثلاثة مباحث: 1. المبحث الأول: التعريف بالدعوة لغة واصطلاحاً. 2. المبحث الثاني: فضل الدعوة إلى الله وأهميتها. 3. المبحث الثالث: حاجة الناس إلى الدعوة والدعاة. الباب الأول: الإنترنت ودورها في الدعوة إلى الله، ويتكون من فصلين: الفصل الأول: مدخل إلى الإنترنت، وفيه ستة مباحث: 1. المبحث الأول: تعريف الإنترنت ونشأتها. 2. المبحث الثاني: كيفية الحصول عليها. 3. المبحث الثالث: إيجابياتها وسلبياتها. 4. المبحث الرابع: ضوابط استخدامها. 5. المبحث الخامس: بعض العقبات في استخدامها. 6. المبحث السادس: بعض المسائل الشرعية المتعلقة باستخدامها. الفصل الثاني: أهم تطبيقات الإنترنت الدعوية، وفيه سبعة تطبيقات: 1. التطبيق الأول: تصفح شبكة الويب العالمية. 2. التطبيق الثاني: البريد الإلكتروني. 3. التطبيق الثالث: آليات البحث عبر الشبكة. 4. التطبيق الرابع: المحادثات الفورية. 5. التطبيق الخامس: البال توك Pal Talk (حديث الأصدقاء). 6. التطبيق السادس: المنتديات الحوارية . 7. التطبيق السابع: خدمة بروتوكول نقل الملفات (FTP) الباب الثاني: مهارات حاسوبية، وفيه أربع مهارات: 1. المهارة الأولى: تحويل المطبوعات الورقية إلى ملف إلكتروني ونشره في الشبكة. 2. المهارة الثانية: صنع الملفات الصوتية. 3. المهارة الثالثة: إرسال واستقبال الفاكسات عبر جهاز الحاسوب. 4. المهارة الرابعة: صنع الحواشي في الأبحاث. الخاتمة. مراجع البحث. الفهرس العام. وبعد: فهذا ما يسر الله - سبحانه وتعالى - به وأعان، فمنه التوفيق وعليه التكلان، ولا ندعي الاستقصاء والاستيفاء وإعطاء الموضوعات حقها من البحث والتنقيب، وإنما هو جهد المقل، وبضاعة المعترف بالتقصير، وحسبنا الاتكال والاعتماد على الله تعالى أولاً وآخراً، فهو المنعم والمتفضل، وله الشكر والحمد، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. والحمد لله رب العالمين ،،، الباحث: عبد الله ردمان 18/2/1425هـ