البحث

عبارات مقترحة:

الخالق

كلمة (خالق) في اللغة هي اسمُ فاعلٍ من (الخَلْقِ)، وهو يَرجِع إلى...

الظاهر

هو اسمُ فاعل من (الظهور)، وهو اسمٌ ذاتي من أسماء الربِّ تبارك...

السميع

كلمة السميع في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعيل) بمعنى (فاعل) أي:...

المليك

كلمة (المَليك) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فَعيل) بمعنى (فاعل) أي: مالك، وهي مشتقة من الملك وهو حيازة الشيء، واسم (المليك) من أسماء الله الحسنى، ويدل على أن الله تعالى له الملك التام لكل الموجودات على سبيل الإطلاق. وهو اسم ثابت لله تعالى بالقرآن والسنة، والعقل دالٌّ عليه.

التعريف

التعريف لغة

لفظ (المَليك) صيغة مبالغة على وزن (فَعيل) بمعنى (فاعل) أي: مالك، والمصدر منه (المُلك)، واسم الشيء المملوك: (المِلك)، ومعنى المُلك معروف، وهو احتواء الشيء والقدرة على الاستبدادية، ويُرجِع ابن فارس معنى الجذر اللغوي (مَلَكَ) إلى قوة الشيء وصحته، وذكر شواهد لهذا الأصل ثم قال: «والأصل هذا. ثم قيل مَلَكَ الإنْسانُ الشَّيْءَ يَمْلِكُهُ مَلْكًا. والاسم المِلْكُ؛ لأن يده فيه قوية صحيحة. فالمِلْكُ: ما مُلِكَ مِن مالٍ. والمَمْلُوكُ: العَبْدُ» "المقاييس" (5/351). ومنه (المَلَكوت) فهو مصدر من (ملَكَ) أدخلت فيه التاء نحو: جبروت ورهبوت ورحموت، قال تعالى: ﴿أَوَلَمْ يَنظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ [الأعراف: 185]. انظر للاستزادة "اللسان" لابن منظور (6/4266) و"المفردات" للراغب الأصبهاني (ص472). هو اسم من أسماء الله الحسنى، يدل على ثبوت صفة الملك لله عز وجل، على وجه الكمال المطلق الذي لا يخرج معه شيء من أفراد المملوكات، فهو بمعنى (مالك الملك)، وقد يكون بمعنى المَلِك، قال الخطابي رحمه الله: «المليك: هو المالك، وبناء فعيل للمبالغة في الوصف، وقد يكون المليك بمعنى الَمِلك كقوله جل جلاله: ﴿عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِر﴾ [القمر: 55].» "شأن الدعاء" (ص103).

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

العلاقة بين المعنيين واضحة بيّنة، لأن اللغة والاصطلاحان متفقان غير مختلفين، إلا أن معنى الملك الثابتَ لله عز وجل يثبت على وجه الكمال الذي لا نقص فيه، وليس هذا إلا لله تعالى.

الصفة التي يدل عليها الاسم

يدل على إثبات صفة المُلك لله تعالى.

الفروق

الفرق بين المليك و سورة الملك

ذُكر في الفرق بين اسم الملك والمليك أن الملك هو المتصرف بفعله وأمره، وأما المليك فهو المالك العظيم الملك، فهو اسم يدل على العلو المطلق للملك في ملكه وملكيته، فله علو الشأن والقهر والفوقية في وصف الملكية على الدوام أزلًا وأبدًا، فهذا الاسم يشمل معنى الملك والمالك، والله أعلم. انظر "موسوعة العقيدة والأديان" (5/2821). انظر: سورة الملك

الأدلة

القرآن الكريم

المليك في القرآن الكريم
· ورد اسم الله تعالى (المليك) في القرآن الكريم في موضع وهو قوله تعالى: ﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ﴾ [القمر: 54، 55]، قال ابن عاشور: «والمَلِيكُ: فَعِيلٌ بِمَعْنى المالِكِ مُبالَغَةً وهُوَ أبْلَغُ مِن مَلِكَ، ومُقْتَدِرٌ: أبْلَغُ مِن قادِرٍ، وتَنْكِيرُهُ وتَنْكِيرُ مُقْتَدِرٍ لِلتَّعْظِيمِ. . انظر "التحرير والتنوير" لابن عاشور (27/226).

السنة النبوية

المليك في السنة النبوية
جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه في أذكار اليوم والليلة؛ أن أبا بكر الصديق رضي الله قال: يا رسول الله مُرْني بكلمات أقولهن إذا أصبحت وإذا أمسيت، قال: قُلِ: اللَّهمَّ فاطرَ السَّمواتِ والأرضِ، عالِمَ الغيبِ والشَّهادةِ، رَبَّ كلِّ شيءٍ ومَلِيكَهُ، أشهَدُ أن لا إلهَ إلّا أنتَ، أعُوذُ بكَ مِن شرِّ نَفْسي، وشرِّ الشَّيطانِ وشِرْكِهِ، قال: قُلْها إذا أصبَحْتَ، وإذا أمسَيْتَ، وإذا أخَذْتَ مضجَعَكَ». أبو داود (5067) واللفظ له، والترمذي (3392)، والنسائي (7699)، وأحمد (7961). وورد في حديث أبي هريرة في أسماء الله الحسنى: «إنَّ لله تعالى تِسعةً وتِسعينَ اسمًا من أحصاها دَخَل الجَنَّةَ» فذكَرَها وَعَدَّ منها: «المليك» الاعتقاد للبيهقي (57).

العقل

اسم الله (المليك) ثابت لله جل وعلا بقياس الأولى؛ فالملك الكمال، وعدم الملك نقص، ومن المعلوم أن كل كمال لا نقص فيه يكون لبعض الموجودات المخلوقة الُمحدثة فالرب الخالق هو أولى به، وكل نقص أو عيب يجب أن ينزَّه عنه بعض المخلوقات المحدثة فالرب الخالق هو أولى أن ينزَّه عنه. انظر "شرح الأصفهانية" لابن تيمية (ص74).

الآثار والمظاهر

الآثار السلوكية

من آثار الإيمان باسم الله تعالى (المليك) ما يلي: أن يكون اعتصام العبد بالله عز وجل وحده، لأنه يعلم أن الله وحده هو المليك الذي له شأن الوجود كله، وإليه يرجع الأمر فيه، وهو الحاكم عليه بما شاء، فيتحقق له الاستعانة بالله عز وجل والاستكانة إليه وحده دون خلقه، فلا يعوذ ولا يلوذ إلا به سبحانه، والفرق بين العياذ واللياذ أن العوذ يكون من الخطر والخطب المَخوف، أما اللوذ فيكون في الأمر المطلوب والمرجوّ حصوله، ومما يظهر فيه هذا التفريق قول المتنبي في ممدوحه: يا من ألوذ به فيما أؤمله*****ومن أعوذ به مما أحاذره لا يجبر الناس عظمًا أنت كاسره*****ولا يهيضون عظمًا أنت جابرهخ فالعبد يتوجه إلى الله عز وجل في الحالين، وليس أحدٌ أحقُّ بهذا من رب العزة جل جلاله. انظر للاستزادة "شفاء العليل" لابن القيم (2/658). أن إيمان المسلم باسم الله (المليك) بمفهوم صحيح يقتضي أن يكون التحاكم لله عز وجل وحده، لأنه المليك على الإطلاق، المستحق لملكه تمام الاستحقاق، فيلزم أن يكون هو الحاكم فيه بما شاء، ويلزم من العبد حينئذٍ أن يسلّم لله تعالى، ويرضى بأحكامه ويعرض عن حكم غيره، كما قال جل وعلا: ﴿إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ ۚ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [يوسف: 40]

أقوال أهل العلم

«هذا وثان وقال أنت مليكنا*****وسواك لا نرضاه من سلطان إذ حزت أوصاف الكمال جميعها ***** ولأجل ذا دانت لك الثقلان» ابن قَيِّم الجَوْزِيَّة "النونية" (2/457)
وأما المليك فهو استحقاق السياسة، وذلك فيما بينّا قد يصغر ويكبر بحسب قدر المَسُوْسِ وقدرِ السَّائس في نفسه ومعانيه، وأما ملك الباري عز اسمه: فهو الذي لا يتوهم ملك يدانيه فضلًا على أن يفوته، لأنه إنما استحقه بإبداعه مما يسوسه، وإيجاده إياه بعد أن لم يكن، ولا يخشى أن يُنزع منه، أو يُدفع عنه، فهو الملك حقًّا ومُلك من سواه مجاز». الحَلِيمي "المنهاج في شعب الإيمان" (1/193)
«ومن أسمائه المليك، وهو المالك، وبناء (فعيل) للمبالغة في الوصف» قِوَام السُّنَّة "الحجة في بيان المحجة" (1/150)