أصبحت المأساة والمعاناة اليوم هي القاسم المشترك بين أحوال المسلمين، فهم ما بين جائع يبيت لياليه طاوياً، وبين خائف لا يعرف أن هناك في الوجود شيئاً يسمى الأمن والطمأنينة، وبين مَنْ يصبح ويمسي على أزيز الرصاص ودوي القنابل، قد أصبح اللون المعهود لديه هو لون الدم، وغدت مناظر الأشلاء والجثث المتطايرة مشاهد معتادة لديه لا تثير استغرابه أو دهشته، كل يوم يشيعون ضحية بل ضحايا. حين تلفظ بكلمة المأساة؛ يقفز إلى الذهن أنك تعني المسلمين الذين ما أن يفيقوا من مصيبة إلا ويصبحون على أخرى. وإزاء هذا الواقع نسمع حديث الغيورين والناصحين، فنبكي وننتحب، ثم نبكي وننتحب، ثم يعود الأمر برداً وسلاماً. إننا ومع تعدد المآسي التي تواجه الأمة بحاجة إلى ترسم معالم منهج في التعامل معها والنظر إليها، لذا كانت هذه الخطبة التي بينت بعض هذه المعالم.