يتحدث هذا البحث عن صلة الرحم الكافرة، ويقصد بالكافرة غير المسلمة، كتابية كانت أو وثنية، وكان من دواعي الكتابة فيه دخول أعداد في الإسلام من أسرٍ غير مسلمة، وإنجاب المسلمين من غير المسلمات، فهو يظهر صورة الإسلام المشرقة حيث إن الرحم توصل وإن كانت كافرة، ومن صور صلتها الوصيةُ لها من التركة، والتلطف معها رجاءَ إسلامها، ويجب بر الوالدين المشركين وإن كانا مجاهرين بالكفر، ولا يتعارض بِرُّهما من الآيات والأحاديث التي تجعل الولاية في الدين فقط; وذلك لأن الموالاة غير الصلة، فالصلة تكون للكافر وغيره، أما الموالاة فلا تكون إلا في الدين، وتبين من البحث أن صلة الكافر رحمه تنفعه وتنفع ذريته في الدنيا، إذ تقيهم مصارع السوء، ولا يخزون في الدنيا، أما في الآخرة فلا تغني عنهم الصلة شيئاً.