البحث

عبارات مقترحة:

الباسط

كلمة (الباسط) في اللغة اسم فاعل من البسط، وهو النشر والمدّ، وهو...

الحفي

كلمةُ (الحَفِيِّ) في اللغة هي صفةٌ من الحفاوة، وهي الاهتمامُ...

العظيم

كلمة (عظيم) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعيل) وتعني اتصاف الشيء...

القراءة بقلب قلب النجاح في الحياة

العربية

المؤلف خالد بن عبد الكريم اللاحم
القسم كتب وأبحاث
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات التعليم والمدارس - الإدارة
يبين هذا الكتاب أن القراءة بقلب من المهارات الضرورية للنجاح في الحياة ، وعليها يتوقف جميع أمور حياتنا الدينية والدنيوية بلا استثناء . وقد احتوى الكتاب على بيان مفهوم القراءة بقلب ، وأهميتها ، وتوضيح الطرق والكيفيات التي تحقق هذه المهارة والاستفادة منها في الحياة .

التفاصيل

القراءة بقلب قلب النجاح في الحياةقيادة القلبقوة التركيزمفاتيح و تدريبات لزيادة قوة القلب والنفسكيف تتحكم بتفكيرك وتسيطر على مشاعرك؟الطريق إلى: قوة الإرادة ، و قوة الذاكرةإعدادد. خالد بن عبد الكريم اللاحمأستاذ القرآن وعلومه المساعدجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلاميةv    مقدمة البحثإن الحمد لله ، نحمده ونستعينه ، ونستغفره ، ونتوب إليه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ،صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا . أما بعد فإن القراءة بقلب من المهارات الضرورية للنجاح في الحياة ، وعليها يتوقف جميع أمور حياتنا الدينية والدنيوية بلا استثناء . وقد احتوى الكتاب على بيان مفهوم القراءة بقلب ، وأهميتها ، وتوضيح الطرق والكيفيات التي تحقق هذه المهارة والاستفادة منها في الحياة . والله أسأل أن يسهم الكتاب في تحقيق المقصود ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .v    المبحث الأول : مفاهيم القراءة بقلب·        المسألة الأولى: تعريفاتo         أولا : تعريف القراءة :القراءة هي كل نشاط لغوي يقوم به الإنسان بقلبه أو بجوارحه .فتشمل : القراءة بالقلب والعين واللسان والأذن واللمس . وفي ذكر أنواع القراءة في المسألة التالية مزيد إيضاح للتعريف .o         ثانيا: تعريف القراءة بقلب :التعريف الأول :هي القراءة النقية الخالصة من أي هواجيس من بداية القراءة إلى نهايتها ، بحيث يحصل الربط التام المستمر بين القلب والعين واللسان ، وألا يوجد في القلب غير ما يتم قراءته .التعريف الثاني :هي تركيز القلب على ما يقرأ لفظا ومعنى ومنع أي قراءة أخرى غيرها .التعريف الثالث:هي ربط القلب باللسان والعين حين القراءة ، وألا يوجد في القلب كلام أو صورة غير الذي ينطق به اللسان أو تراه العين.وقد ذكر معنى القراءة بقلب في القرآن الكريم بألفاظ ومصطلحات متعددة منها:1- العلم. 2- العقل.3- التدبر.4- التفكر.5- النظر.6- الإنصات.7- المواطأة.8- السمع.9- الشهود.فهذه كلها معان وألفاظ جاءت في القرآن الكريم تطلب أن تكون القراءة واعية مركزة ينتج عنها ما ذكر من علم وعقل وتفكر .القراءة بقلب هي انتباه القلب حين القراءة ، ووجود أي سهو أو وساوس أو هواجيس حين القراءة يعتبر قراءة بغير قلب ، وهي تتفاوت بحسب حال القلب قوة وضعفا صحة ومرضا رغبة ورهبة ، حبا وكرها.وتتفاوت أيضا بحسب ما يقوم به القارئ من جهد لتحقيق الانتباه والتركيز .والقراءة بقلب مهارة يتفاوت الناس في أصلها قوة وضعفا كما يتفاوتون في أمور حياتهم الأخرى ، ويمكن تنميتها وزيادتها بالتدريب والرياضة والمجاهدة ، وقد يسبق الضعيف القوي إذا واظب الأول على التدريب.·        المسألة الثانية : أنواع وأقسام القراءةتنقسم القراءة باعتبار عمل القلب واللسان إلى ثلاثة أقسام :الأول : القراءة جهرا ، وتكون بتحريك اللسان والحلق والشفتين ، وبصوت يسمعه الآخرون . الثاني : القراءة سرا ، وتكون بتحريك اللسان والشفتين بصوت يسمعه صاحبه دون غيره ، مثل القراءة في الصلوات السرية. الثالث : القراءة الصامتة ، وتكون بالقلب وحده . وتنقسم باعتبار عمل القلب والعين إلى ثلاثة أقسام :الأول : القراءة نظرا ، وتكون بالقلب والعين إما قراءة في كتاب أو نظر إلى شيء . الثاني : القراءة حفظا ، وتكون بالقلب لكلام تم حفظه سابقا. الثالث : قراءة التفكير ، وتكون بالقلب وحده دون العين. وتكون باعتبار القلب والأذن قسما واحدا هو : قراءة استماع . وبتركيب هذه الأقسام الثلاثة تكون أنواع القراءة عشرة كما يلي :الأول : القراءة جهرا نظرا  . الثاني : القراءة جهرا حفظا . الثالث : القراءة جهرا تفكيرا . الرابع : القراءة سرا نظرا . الخامس : القراءة سرا حفظا . السادس : القراءة سرا تفكير ا. السابع : القراءة الصامتة نظرا. الثامن : القراءة الصامتة حفظا . التاسع : القراءة الصامتة تفكيرا. العاشر : قراءة استماع .ويمكن تقسيمها بطريقة أخرى إلى أربعة أقسام :الأول : القراءة نظرا ، وتكون جهرا ، أو سرا ، أو صامتة .الثاني : القراءة حفظا ، وتكون جهرا ، أو سرا ، أو صامتة .الثالث : قراءة التفكير ، وتكون جهرا ، أو سرا ، أو صامتة .الرابع : قراءة استماع . البعض يقصر مصطلح القراءة على قراءة الحروف المكتوبة في الكتب والصحف ونحوها ، وهذا قصور شديد في فهم هذا المصطلح وتضمير له ، ويخرج أنواعا كثيرة ومهمة من أنواع القراءة ، بل ويخرج شريحة كبيرة من القراء ، ويعتبر من كان أميا لا يعرف قراءة الحروف وكتابتها غير قارئ ، وهذا بلا شك مفهوم خاطئ بكل المقاييس ، ذلك أن سيد القراء والعلماء هو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وكان أميا فكيف يصح مثل هذا المفهوم ؟ فالصحيح أن القراءة مفهوم واسع شامل حسب ما ذكرته من أنواعها ، وهذا المفهوم الواسع للقراءة هو مفهوم القراءة في القرآن والسنة ، مثل قول الله تعالى: ﮋ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮊ العلق: ١ ﮋ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮊ الأعلى: ١ ﮋﭼ  ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ  ﮁ  ﮊ المزمل: ٨ ، هذه الثلاثة معناها واحد وهي تعني قراءة اسم الله تعالى في أحوال متعددة جاء تفصيلها في القرآن والسنة .·        المسألة الثالثة: كلام القلبالإنسان إما أن يتكلم بقلبه فقط ، وإما أن يتكلم بلسانه وقلبه معا وإما أن يتكلم لسانه بكلام وقلبه بكلام آخر ، فيوجد كلامان في وقت واحد ، ومن النوع الأخير النفاق حين يتكلم اللسان بالإسلام والقلب يتكلم بضده كما قال الله تعالى: ﮋ ﭸ ﭹ  ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﮊ الفتح: ١١ ، أو العكس في حال المكره على الكفر ، ، كما في قول الله تعالى : ﮋ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮊ النحل: ١٠٦. يوجد في القلب ثلاثة مصادر للقراءة أو الكلام :الأول : حديث النفس .الثاني : إلهام الملك .الثالث : وسوسة الشيطان . فما يوجد من كلام في القلب إما أن يكون ابتداء من النفس وليس من مصدر خارجي ، أو يكون أصله من الملك ثم النفس تقبله وتسلم له ، أو يكون من الشيطان يلقيه ويمليه ثم النفس ترويه وتحكيه ،  دل على هذا عدد من النصوص ليس هذا مكان بحثها([1]).·        المسألة الرابعة : موقع القراءة بقلب من خريطة النجاحفي بحث خريطة النجاح تم تقسيم خريطة النجاح في الحياة إلى عدد من المسارات والذي يهمنا هنا ونحتاجه هو المسار الأصلي الذي سمي بـ ( قلب خريطة النجاح ) ، وبيان هذا المسار كما يلي :النجاح---> العمل ، النشاط ، الجد ، الإنتاج ، الإنجاز الخ ---> قوة الإرادة ، شرح الصدر ، قوة العزيمة ، الرغبة ---> الذكر / العلم ، الإيمان ، القناعة ، الاعتقاد---> القراءة ---> القلب ---> مفاتيح القراءة بقلب .شرح الخريطة:النجاح هو تحقيق ما تريد، وهو يتوقف على العمل بجد ونشاط لحصول الإنجاز والإنتاج .وهذا يتطلب قوة الإرادة والعزيمة وشرح الصدر ، والحماس والرغبة .وقوة الإرادة تتوقف على الذكر والعلم والإيمان والاقتناع .والطريق إلى العلم والإيمان والذكر هو القراءة .والقراءة تحتاج إلى قلب .والقلب يحتاج إلى مفاتيح خاصة تجعله يعقل ويعي ما يقرأ ومن ثم يثبت فيه العلم والذكر ويؤدي إلى قوة الإرادة والعزيمة ومن ثم النشاط والعمل فيحصل الإنجاز والإنتاج فيتحقق النجاح . ما ذكرته هو الطريق إلى النجاح بصورة عامة حسب مفهوم كل إنسان للنجاح . ومفهوم النجاح في القرآن هو الإيمان بالله واليوم الآخر ، والطريق إليه هو قراءة القرآن والسنة بقلب . هذا هو النجاح المنشود الذي يجب أن يسعى إليه كل إنسان في هذه الحياة . إنه من الثابت ثبوتا لا ريب فيه ، ونتائجه أصدق من أن تحتاج إلى تجربة أن كثرة قراءة القرآن بقلب هي الطريق والسبيل إلى قوة القلب وإمكانية قيادته والتحكم فيه ، ومن ثم تحقيق أعلى معدلات النجاح والقوة في الحياة.·        المسألة الخامسة: الشيطان عدو القراءة بقلبيقول الله عز وجل : ﮋ ﭯ ﭰ ﭱ  ﭲ ﭳ ﭴ ﮊ فاطر: ٦. إن معركة الإنسان مع الشيطان محلها القلب ، وسلاح المعركة للطرفين هو القراءة ، فحين يقوم الإنسان بالقراءة يقوم الشيطان بقراءة أخرى معاكسة لما يريد الإنسان قراءته . يحاول الشيطان أن يحول بينك وبين القراءة بقلب ، لأنه يعلم أنك متى قرأت بقلب ستبصر وسترى النور ويتضح لك الصراط المستقيم ، فتحقق النجاح في الدنيا والآخرة. إن القراءة بقلب تعني منع أي وساوس أو أفكار أو خواطر أخرى غير ما يقرؤه اللسان أو تقرؤه العين وهذا يحتاج إلى مجاهدة ويحتاج إلى يقظة وانتباه مستمر ، وأي غفلة أو سهو فإن الشيطان يدخل القلب ويقوم بفكه عن اللسان أو العين ، وإشغاله بكلام آخر . إن مقاومة مثل هذه الخواطر الدخيلة المتطفلة أثناء القراءة هو جهاد الشيطان واتخاذه عدوا ، فعداوته تتمثل في هذه الوساوس التي يلقيها على مدار الثانية لا يفتر ولا يمل وله في ذلك حيل وطرق وأساليب. الشيطان مطلع على جميع تسجيلات قلبك ومخزون بياناته يذكرك بما يريد منها ، ويمكنه أن يلقي بخواطر وصور لم تكن موجودة ، كلما أغلقت عنه بابا جاء من باب آخر ، وكلما منعته من جهة جاء من الجهة الأخرى ، كل ذلك بقصد صرف قلبك عما تريد قراءته بقلب أي بتدبر وعقل وعلم. فحين القراءة بقلب يجب أن تتذكر هذا العدو وعداوته ، وأن تبصر هذه العداوة بعين فاحصة ونظرة ثاقبة وقلب منتبه ، فمثل هذا الانتباه بعون الله تعالى يكفيك شره ويقلل من تشويشه على قلبك ، ويمنحك قراءة بقلب عالية المستوى رفيعة المقدار عظيمة الأثر . ومع مرور الوقت في المجاهدة والتدريب فإنك تكتسب خبرة بحيل ومكائد هذا العدو الخبيث ، وتتعرف على طرقه وأساليبه فيضعف بذلك سلطانه على قلبك ، وبعون الله تعالى تسلم من كيده وضرره . إن الوقاية من كيد الشيطان وعداوته ، والنصر على وسوسته تكون بالاستعاذة بالله منه وقد أنزل الله سورة كاملة للاستعاذة من وسواس الشيطان، هي سورة الناس، وسن لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قراءتها في اليوم والليلة أكثر من عشر مرات، فقراءة هذه السورة بقلب من أهم وأعظم الأمور المعينة على دفع كيد الشيطان . إذا أردت أن ترى الشيطان وتبصر عداوته فابدأ القراءة مع محاولة أن تكون بقلب أي بتركيز تام وعدم حصول أي وساوس أو سهو ، وفي هذه الحالة فإن كل كلام يقاطع ويعاكس هذه القراءة ويشوش على قراءتك هو الشيطان، هو الوسواس الخناس الذي أمرنا الله عز وجل أن نستعيذ منه .·        المسألة السادسة: القراءة بقلب والحفظ التربويالقراءة بقلب هي آلة الحفظ التربوي والطريق إليه، والحفظ التربوي هو ثمرة ونتيجة القراءة بقلب.القراءة بقلب تزيد قوتها كلما زاد مخزون الحفظ التربوي، فكلما زادت الثروة اللغوية المثبتة في القلب ، المربوطة في أعماقه كلما زادت قوة القراءة بقلب، والحفظ التربوي يزيد ويقوى كلما قويت القراءة بقلب. هذه باختصار العلاقة بين القراءة بقلب ، والحفظ التربوي ، فكل واحد منهما معتمد على الآخر ، ومعزز له في الوقت نفسه .·        المسألة السابعة: القراءة بقلب وتدبر القرآنمهارة القراءة بقلب هي الطريق إلى تدبر القرآن ، وتدبر القرآن يزيد مهارة القراءة بقلب مع الزمن ، فمن يطبق مفاتح تدبر القرآن فإن قوة قلبه تزداد يوما بعد يوم ، ويمكنه بإذن الله من القراءة بقلب بيسر وسهولة ، فالعلاقة بين الأمرين علاقة مزدوجة كل واحد منهما يؤثر على الآخر .v    المبحث الثاني: أهمية القراءة بقلب وفوائدهاالقراءة بقلب تعني حياة القلب وصحته وقوته ، ولذا فإن فوائدها تشمل جميع جوانب حياة الإنسان ، وقد نوعت في ذكر فوائد القراءة بقلب ، وكررت بعض المعاني بألفاظ مختلفة ، ذلك أن الناس يتفاوتون في اهتماماتهم ، ويختلفون في التعبير عن الأمر الواحد فكل منهم يعبر عنه بمصطلح خاص يختلف عن الآخر ، فعبرت عن المعنى الواحد بعناوين مختلفة لئلا تفوت على القارئ بسبب عدم استخدامه لهذا المصطلح أو ذلك اللفظ ، لأنه لو اقتصر على تعبير دون آخر لظن القارئ أن الكتاب لم يتعرض لهذه القضية أو تلك المشكلة ، أو أن هذا المعنى لم يذكر فيه ، فحاولت في هذا المبحث خاصة أن أنوع العبارات وأكرر المعاني بألفاظ مختلفة . وما ذكرته من فوائد القراءة بقلب هي أمثلة ونماذج للتوضيح ، وإلا فالقراءة بقلب يتوقف عليها جميع أمور الحياة بلا استثناء ذلك أنها تعالج القلب الذي إذا صلح صلحت جميع أمور الحياة ، وإذا فسد فسدت جميع أمور الحياة .·        الفائدة 1: الربط على القلب وتثبيت الفؤادقال الله تعالى : ﮋ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞﮟ ﮠ  ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ   ﮪ ﮫ ﮊ القصص: ١٠  ، وقال تعالى : ﮋﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﮊ الكهف: ١٤  ، وقال تعالى : ﮋ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼﯽ ﯾ ﯿ ﮊ الفرقان: ٣٢ ، وقال تعالى : ﮋ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮊ ق: ٣٩. هذه الآيات وأمثالها في القرآن كثير كلها تؤكد على أمر واحد هو أن ثبات القلب وقوة النفس يكون بقوة ثبات العلم بالله في القلب ، وهو يكون بالقراءة بقلب كما سبق بيانه في خريطة النجاح . فالقراءة بقلب هي الطريق إلى الصبر والثبات ، وطمأنينة القلب ، وسكينة النفس وسعادتها. إن من يتربى ويتدرب على القراءة بقلب فبإذن الله تعالى لا يذهب قلبه لأدنى عارض بل يكون ثابتا متزنا مهما حصل له من التشويش بسبب مواقف الحياة اليومية ، فمن يتربى على القراءة بقلب فإن الشيطان لا يمكنه أن يشوش قلبه وأن يضيع عليه وقته في اجترار كلام لا فائدة فيه ، بل تراه يقلب القضية على وجوهها ثم يخرج فيها برأي ثم يغلق ملفها وينتهي ، ثم يتفرغ بعد ذلك لأمور حياته ومصالحه . أما من لم يتدرب على القراءة بقلب فالمشاهد أن مثل هذه المواقف ؛ الصغير منها والكبير يغطي على قلبه ويحجب عنه الرؤية وتغيبه عن الواقع وتشل تفكيره وحركة تدبيره ، ويتفاوت الناس في هذا الأمر تفاوتا كبيرا فمنهم من يمكث فيها ساعات ثم تسكن نفسه ويهدأ قلبه، ومنهم من تتعدى به الحالة إلى بضعة أيام إلى أن يعود إلى رشده ويرجع إلى صوابه ، وقد يؤدي ذلك في بعض الحالات إلى فقدان السيطرة على النفس مدى الحياة ، والسبب في هذا كله عدم التربية على القراءة بقلب منذ الصغر ، فينشأ الشخص فارغ القلب ضعيف النفس لا يتحمل أدنى هزة أو أقل نازلة .·        الفائدة 2: القراءة بقلب والخشوع في الصلاةالصلاة هي مصدر الطاقة ومصدر القوة والثبات في هذه الحياة . ولكي تحقق هذا المقصود لا بد أن تكون القراءة فيها بقلب . فإن لم تكن القراءة بقلب كما هو حال كثير من الناس فإن صلاتهم لا تحقق لهم القوة والثبات .يستغرب ويتعجب كثير من المصلين لماذا صلاتهم لا تنهاهم عن الفحشاء والمنكر، لماذا صلاتهم لا تعينهم على شدائد الحياة ، لماذا لا تحقق لهم القوة والعزة والرفعة كما وعد الله تعالى المصلين وهو سبحانه وتعالى أصدق القائلين ، وهو سبحانه لا يخلف الميعاد . والجواب عن هذا كله واضح جدا وبكلمة واحدة : لأنها صلاة بغير قلب . متى كانت القراءة في الصلاة بقلب فإن الصلاة تحقق مقاصدها وإلا فلا . عجيب ألا تؤدي الصلاة إلى رقة القلب وخشوعه ولينه وخضوعه وسكونه وذله بين يدي الله تعالى مع كل هذا التكرار وكثرته ومع هذه الكلمات العظيمة التي يكررها المسلم في الصلاة وبعد الصلاة ، لكنها الغفلة وعدم حضور القلب . العجب كيف نشكو من ضعف الإيمان ، والعجب كيف نبحث عن وسائل تقوية الإيمان وعندنا هذه الصلاة التي مهمتها وسر مشروعيتها ومقصودها هو صناعة الإيمان. إن البعض لما ضيع القراءة بقلب في الصلاة ، صار يضيع وقته  في البحث عن حلول مشكلاته في الدورات، والمنتديات، والقنوات، والجوالات ، وكتب تطوير الذات. إن كثيرا من المسلمين لم يستفيدوا من هذا العمل العظيم حيث تذهب صلاتهم هواجيس، وكذلك أذكارهم بعد الصلاة وفي الحياة، ولم يستغلوها بتزكية أنفسهم وقلوبهم بحيث تصبح صحيحة زكية ويمكنهم أن يتمتعوا بشخصية قوية فذة فريدة . إن من يتربى على التحكم في قلبه صباح مساء يصبح بعون الله قوي الإرادة بكل تأكيد ، يفعل ما يريد ويترك ما لا يريد ، يفعل ما يرفعه وينفعه ويترك ما يضره وينقصه ، يزيد علمه وإيمانه كل يوم ، ويقوى تفكيره ويسلم من أضرار الشهوات والشبهات،فما أعظم هذا الدين، وحقا إنه من عند الحكيم الخبير العليم. الكثير يشتكي من صعوبة جمع القلب في الصلاة والسبب أنهم لم يتدربوا ولم يتربوا على ذلك ولم يجاهدوا في الله حق جهاده . يقول الله تعالى : ﮋ ﮧ ﮨ ﮩ   ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﮊ مريم        لاحظ الربط الواضح بين فوضى الإرادة والسلوك وضعف الشخصية وبين تضييع الصلاة . وتضييع الصلاة إما تركها بالكلية أو تضييع إقامتها على الوجه المشروع . ويقول عز وجل : ﮋ ﭻ ﭼ    ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ          ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ   ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮊ المعارج القوة النفسية مصدرها الصلاة ، أي الصلاة التامة الكاملة أما من لا يصلي أو يصلي صلاة جوفاء فارغة فإنه يجزع في حال الشدة ، ويهمل وينسى في حال الرخاء ، ويعيش كثيرا من حياته في قلق وهم ، ويكون عرضة للسقوط أمام أدنى هزة أو نازلة تنزل به . لقد كانت الصلاة والقراءة المكثفة فيها أول عمل فرض على المسلمين في أول سنة من البعثة لتكسبهم القوة العالية والطاقة النفسية الروحية الهائلة التي يجابهون بها شدائد الحياة وخاصة مجابهة جيش الكفر والشرك من شياطين الجن وشياطين الإنس. لعل البعض يمضي الساعات الطويلة في صلاة ما بين فرض ونفل ، لكن لم ينتبه أنها قراءة بغير قلب حيث يذهب معظمها في هواجيس وفي ذكر خافت ضعيف وهذا يفسر العجب من حصول النقص مع وجود مثل هذه الصلاة . إن قصص السهو في الصلاة كثيرة وبعضها تجاوز الحد إلى أن وصل إلى السهو الكلي بحيث لا يشعر المصلي بمكانه ولا زمانه ، فبعضهم ينسى أنه في صلاة فيتكلم ، وبعضهم يخرج ورقة من جيبه ويقرأ وربما يكتب ، وبعضهم يمشي في صلاته ويذهب لشأنه ناسيا أنه في صلاة . أما ما دون ذلك من صور السهو في الصلاة فهو النسبة الغالبة من المصلين ، وقليل منهم من يعي ويعلم ما يقول ، وقليل منهم من يخشع قلبه في صلاته ، وقليل منهم يوجد في قلبه تعظيم الله وتقديسه وهيبته وخشيته حين يقف في الصلاة . يقول الشيخ ابن عثيمين في تفسير جزء عم ص 119 : " ولكن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم وغلب على كثير من الناس حتى إنه ليصرف الإنسان عن صلاته التي هي رأس ماله بعد الشهادتين ، فتجده إذا دخل في صلاته ذهب قلبه يمينا وشمالا حتى يخرج من صلاته ولم يعقل منها شيئا ، والناس يصيحون يقولون صلاتنا لا تنهانا عن الفحشاء والمنكر!! أين وعد الله ؟ فيقال : يا أخي هل صلاتك صلاة ؟ إذا كنت من حين تكبر تفتح لك باب الهواجيس التي لا نهاية لها فهل أنت مصل ؟ صليت بجسمك لكن لم تصل بقلبك "اهـأخرج البخاري ومسلم عن عثمان بن عفان رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من توضأ نحو وضوئي هذا ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه غفر له ما تقدم من ذنبه ، وأخرج مسلم عن عقبة بن عامر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ما من أحد يتوضأ فيحسن الوضوء ويصلي ركعتين يقبل بقلبه ووجهه عليهما إلا وجبت له الجنة ، وأخرج مسلم عن عمرو بن عبسة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال – بعد أن ذكر الوضوء - : ... فإن هو قام فصلى فحمد الله وأثنى عليه ومجده بالذي هو له أهل ، وفرغ قلبه لله تعالى إلا انصرف من خطيئته كهيئته يوم ولدته أمه، وأخرج أبو داود عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من توضأ فأحسن الوضوء ثم صلى ركعتين لا يسهو فيهما غفر له ما تقدم من ذنبه ، وأخرج الحاكم عن عقبة بن عامر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ما من مسلم يتوضأ فيسبغ الوضوء ثم يقوم في صلاته فيعلم ما يقول إلا انفتل وهو كيوم ولدته أمه. واحد من هذه الأحاديث يكفي لتحفيز المسلم أن يصلي مثل هذه الصلاة ليحصل على هذا الثواب العظيم ، وينجح هذا النجاح الكبير في الدنيا والآخرة . إن مهارة القراءة بقلب هي الطريق لتحقيق أعلى مستويات الخشوع في الصلاة . إن تحصيل مهارة القراءة بقلب في الصلاة بحيث لا يحدث فيها نفسه أي لا يسهو فيها لهو من أهم المطالب ، ومن أعظم الأهداف التي ينبغي للمسلم أن يسعى لتحقيقها ، ذلك لأنها أصل وأساس النجاح في هذه الحياة. إن تحصيل قوة القراءة بقلب لا تعقيد فيه بل هو سهل ميسر والله سبحانه وتعالى أرحم الراحمين لم يكلف الناس ما لا يطيقون ، فهذه الصلاة يعرفها العامي والمتعلم يعرفها الكبير والصغير ويعرفون أنه يشترط لها التركيز وحضور القلب ، هذا الشرط يدركه ويفهمه كل أحد ، لكن من يجاهد ويتدرب . قد يرى البعض أن ما ندعو إليه صعب وشديد ولا يمكن تعليمه للناس وخاصة الأطفال وغير المتعلمين ، البعض يصرح بأنه لا يستطيع السيطرة على الهواجيس والوساوس وقد استسلم في هذه الجبهة . فنقول إن الأمر بإذن الله سهل يسير لكن المشكلة أن كثيرا من الناس لم يعط هذه القضية الاهتمام الذي تستحقه والجهد الذي تحتاجه بل يمضي حياته كيفما اتفق وليس عنده استعداد للتعلم والتدريب في هذه القضية الكبرى من قضايا الحياة ، التي يتوقف عليها صلاح دينه ودنياه وآخرته. هل يمكن أن أصل إلى مرحلة لا أوسوس في صلاتي مطلقا ؟الجواب: نعم ،والبعض يعتبر هذا صعبا أو بعيدا بينما العكس صحيح عند أهل الإيمان حيث يستغربون جدا أن يفكر المصلي في غير صلاته ، جاء في كتاب إحياء علوم الدين - (ج 1 / ص 181) : قيل لعامر بن عبد الله ذات يوم هل تحدثك نفسك في الصلاة بشيء؟ قال: نعم بوقوفي بين يدي الله عز وجل ومنصرفي إحدى الدارين، قيل: فهل تجد شيئاً مما نجد من أمور الدنيا؟ فقال: لأن تختلف الأسنة فيَّ أحب إلي من أن أجد في صلاتي ما تجدون ، وكان الربيع بن خثيم يقول: ما دخلت في صلاة قط فأهمني فيها إلا ما أقول وما يقال لي"اهـهذا المستوى من قوة القراءة بقلب لا يأتي مجانا بل يحتاج إلى طول تدريب ومجاهدة حتى يصل القلب إلى هذه القوة العالية من التركيز والحضور والاجتماع على ما يراد. القراءة بقلب في الصلاة لا تعني خلو القلب من المشغلات لكنها القوة في إدارته فالذين يقرأون في الصلاة بقلب ، الخاشعون في الصلاة لا يعني هذا أنهم منقطعون عن الحياة عن المجتمع عن الناس ليس في قلوبهم ما يشغلهم ويقلقهم ، كلا بل هم من أقوى الناس اشتغالا بأمور الناس وتدبير أمور حياتهم وعندهم من الهموم والمشاكل الشيء الكثير لكنهم يتمتعون بقوة القلب التي تقوم بإدارة ساحته بقوة وفاعلية فلكل أمر وقت خاص به ، لا تزاحم ولا فوضى ولا تداخل فوقت الصلاة صلاة ويمنع غير كلماتها من دخول القلب ، ووقت القراءة قراءة ولا شيء غيرها ، وإذا كان في علاج أمر فإنه يركز عليه ومن أجل ذلك نجحوا في إدارة الحياة .·        الفائدة 3: القراءة بقلب وحسن الخلقإن حسن الخلق ، وفن التعامل مع الناس وكسب الأصدقاء ، وكسب محبة الناس يتوقف على قوة التحكم بالقلب كما قال الله تعالى : ﮋﮝ ﮞ ﮟ  ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ    ﮤ      ﮥ  ﮦ ﮧ ﮨ ﮊ فصلت، وهذا يحتاج إلى تربية وتدريب مكثف حتى يتمكن الإنسان من الوصول إلى هذه القمة العالية ، وتدريبات القراءة بقلب بعون الله تعالى تحقق هذا الأمر بشكل سهل ومتدرج يصعد معها المتدرب درجة بعد درجة ، ويرتفع مستوى بعد آخر ، ويترقى مرتبة مرتبة حتى يصل إلى مراتب عليا في هذا الأمر المهم من أمور الحياة الذي يضبط للمسلم تعامله اليومي مع الآخرين بدءا بأهل بيته وقرابته وانتهاء بأبعد الناس منه قرابة أو دينا ، فإتقان فن التعامل مع الناس ، ونيل المراتب العالية في حسن الخلق من ضرورات الحياة لا تستقيم بدونه ، وقبل هذا هو من أكثر ما يدخل الناس الجنة كما جاء في سنن الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : (سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة فقال تقوى الله وحسن الخلق وسئل عن أكثر ما يدخل الناس النار فقال الفم والفرج )  ([2])، وهو أثقل شيء في ميزان العبد يوم القيامة([3]) ، ويحقق للإنسان السلام والأمن النفسي بالسلامة من المشاكل اليومية التي تحدث بين الناس نظرا لفقدهم هذه المهارة العظيمة مهارة القراءة بقلب.·        الفائدة 4: القراءة بقلب وقوة الإرادةسبب ضعف الإرادة وضعف السلوك هو ضعف القلب أي لا يوجد قلب يعقل ، ليس هناك لب يتذكر . وسبب ضعف القلب أن قدرته على التركيز والانتباه متدنية جدا ، أو أن مخزونه من الكلمات الحية اللازمة لإدارة الحياة قليل جدا ، أي ليس فيه ذكر أي ليس فيه علم ، ليس فيه حفظ تربوي حفظ عميق راسخ ثابت في القلب . القلب الذي لم يتم تخزين كلمات فيه بقوة وكثرة فإنه يكون ضعيفا سريع النسيان كثير الشرود لا يمكن جمعه والتحكم فيه ، تجده يتشتت ويتفرق لأدنى عارض فضلا عن العوارض القوية التي يتعرض للإصابة بها ، وبالتالي يكون صاحبه ضعيف الإرادة ضعيف النفس ، ضعيف الشخصية. تسمع من بعض المستشارين والأطباء النفسيين من يقول للشخص قل لنفسك كذا فكر بكذا لا تفكر بهذا الأمر ، أبعد هذا الأمر من ذهنك . نعم هذه نصائح جيدة لكن هذه هي المشكلة التي جاء لعلاجها وهي ضعف الإرادة ، وفقد السيطرة على التفكير والخواطر ، وتسلط أفكار مزعجة ومقلقة ، أو فاسدة ومنحرفة . إن التدريب على القراءة بقلب يربي في الإنسان على مهل ومنذ الطفولة ملكة التحكم بالقلب بالخواطر بحديث القلب ، وإدارته للجهة التي يريدها بدل أن يديره ويتحكم فيه غيره . فالقراءة بقلب مهارة ضرورية ليعيش الإنسان سويا قويا . الكثير من الشباب يبحث ويفتش هنا وهناك يريد الحصول على حلول لكثير من مشكلاته ، حيث يحس بأنه ضعيف الإرادة وأن هذا الضعف يوقعه في الكثير من الاحراجات ويحرمه الكثير من الملذات الحقيقية والمكاسب التي يطمح إلى تحقيقها في الحياة، لكن الكثير لا يوفق في الوصول إلى الحل الصحيح لهذه المشكلة ، بل يبتلى بحلول سطحية هشة قشة لا تغني عنه شيئا ولا تصلح من حاله أمرا بينما الحل الحقيقي هو باختصار في التربية على القراءة بقلب وعلى مهل وحسب مواصفات ومقاييس محددة . من المعلوم والمقرر أن مبدأ السلوك هو القلب أي الخواطر والأفكار ثم ينتقل بعد ذلك إلى الجوارح ، فضبط الخواطر هو الطريق إلى ضبط السلوك ، وهذا أمر واضح يدركه كل أحد من نفسه ، قال ابن القيم في الجواب الكافي [ جزء 1 - صفحة 107 ] : " فمن راعى خطراته ملك زمام نفسه وقهر هواه ومن غلبته خطراته فهواه ونفسه له أغلب ومن استهان بالخطرات قادته قهرا إلى الهلكات "اهـمن استطاع السيطرة على قلبه ، إدارة أفكاره وخواطره أمكنه التحكم بجوارحه : لسانه ، عينه ، يده ، رجله ، وأهم من ذلك مشاعر قلبه التي تنتج بسبب الكلمات التي تدور فيه ولا يفصل بين الكلمات والمشاعر ثم السلوك إلا فاصل رقيق جدا فمثلا : الغضب يسبقه كلمات تلقى في القلب ثم تنتقل للتنفيذ بواسطة اللسان نطقا أو اليد ضربا أو الرجل تحركا وانتقالا ، وكذلك اليأس يسبقه كلمات تدور في القلب ثم يحصل الشعور باليأس ثم يتبعه الجوارح بالاستسلام والقعود ، وكذا الحلم وضبط النفس، أو السماحة والكرم ، أوالحماس والنشاط فإنه وليد كلمات تدور في القلب يتبعها مشاعر ثم يعقب المشاعر قرارات تنفيذية تظهر على الجوارح . والسيطرة على الأفكار والخواطر تحتاج إلى أمرين :الأول : علم راسخ ثابت مستقر في القلب ، أي كلمات مخزنة فيه بقوة.الثاني: التدريب على إدارة القلب وتوجيهه للوجهة المطلوبة . من أخطر وأقوى فوائد التدريب على قوة القراءة بقلب هو تحصيل وتحقيق قوة الإرادة ، تلك القوة التي ينشدها ويبحث عنها الجميع ، وهي القوة اللازمة للنجاح في جميع مجالات الحياة ، وبدونها أو بضعفها يتعاقب على الإنسان الفشل في كثير من أمور حياته .لقد سبق في خريطة النجاح تقرير العلاقة بين قوة القراءة بقلب وقوة الإرادة ، وسبق توضيح ترابط هذه العلاقة وبيان كيفية تأثير إحداهما على الأخرى .فمن يكثر التدريب على القراءة بقلب فإن من أول وأهم الجوائز التي يحصدها ثمرة لجهده هو زيادة قوة إرادته ومن ثم يسعد بها في حياته ، ويتخلص بعون الله تعالى من كثير من مشاكله المعنوية والمادية ، في ذاته ، ومع الآخرين .يشتكي الكثير - من الشباب خاصة - من ضعف الإرادة ، وهو جوابهم الأول حين يناصحون ويطلب منهم ترك العادات السيئة التي تسبب لهم الشقاء والقلق ، ويتمنون لو أن هذه القوة تباع فيشترونها بأغلى الأثمان ، فنقول لهم إنها تباع بالمجان ، أي أنها تحتاج إلى شيء من بذل الجهد دون بذل شيء من المال ، فهي في متناول الجميع الغني والفقير ، والكبير والصغير ، والقوي والضعيف ، وهذا من رحمة الله تعالى ولطفه بعباده أنه لم يجعل وسطاء بينهم وبين ما يحقق لهم الرفاهية والحياة الطيبة بل جعله سهلا ميسورا ، ولكن بعض الناس لجهله وقلة علمه يتخبط في هذا الطريق ويحرم نفسه الوصول إلى الكنز الذي يحقق له السعادة مدى الحياة .يلاحظ أن عددا من مدربي البرمجة يعتمد في تنشيطه للنفس وتقوية الإرادة وحفز الهمم على مجموعة من قصص النجاح التي تمت في أماكن وبيئات مختلفة ، وتحققت في مراحل زمنية متفاوته ، ومرت بظروف متنوعة يتفاوت الناس فيها تفاوتا كبيرا ، وهذا بلا شك يؤدي بعض المقصود ، لكنه ليس الصراط المستقيم في علاج النفس ، وإنما الطريق الصحيح هو ما ذكرته في تدريبات القراءة بقلب وهذا الكلام موجه للمسلم الذي لديه رصيد وثروة الإيمان بالله ورسوله ، وعنده كنوز القرآن والسنة ، أما من ليس لديه هذه الثروة فله أن يسلك في هذا الأمر ما يريد لأنه فقير في هذا الجانب وهذا مبلغ علمه .·        الفائدة 5: القراءة بقلب والتربيةمن أهم فوائد القراءة بقلب أنها تحقق للمربي الرفق والحلم وطيب الكلام وطلاقة الوجه ، وهذا هو سياج التربية الذي يحميها من الفشل ، وهو الجسر الذي تعبر من خلاله التعليمات والتوجيهات ، وتصل به الكلمات إلى قلوب المتربين بدل أن تقف عند آذانهم بسبب العنف وسوء اختيار الكلمات التي يتم من خلالها التوجيه والتعليم والتدريب .فحين يمتلك المربي مهارة القراءة بقلب فإنه بعون الله تعالى يتمتع بهذا المكسب الكبير ، ويحقق من خلاله نجاحات تربوية متتابعة ، ويحقق أهدافه التربوية والإصلاحية بانتظام وبمستويات قوية وعالية .أما من لم يتمكن من تربية نفسه على هذه المهارة فإنه يفوته الكثير من المكاسب والأرباح ، ويتتابع عليه الفشل والإخفاق بسبب الأسلوب الذي يتبعه في إيصال كلماته وتوجيهاته ومشاريعه التربوية ، وبسبب ضعف صبره وبصيرته لأنه لم يقرأ بقلب وإنما يأخذ الأمور بعفوية وسطحية لا تتناسب مع متطلبات التربية التي تتطلب عمقا ووعيا وتركيزا عاليا لكي يدرك المربي والمصلح من يخاطب وكيف يخاطبه وماذا يقول له وما الجرعة المناسبة لكل موقف .·        الفائدة 6: القراءة بقلب وتنمية الموارد البشريةحين يتربى الموظف على القراءة بقلب فإنه ينجز ويبدع ويطور عمله ويصبح يعادل ثلاثة موظفين أو أكثر ممن لم يتدرب عليها.حين يتربى أفراد أي مجتمع أو دولة على القراءة بقلب فإن شعبها يكون شعبا منتجا ، شعبا جادا مبدعا ، ويصبح أفرادها فاعلين منتجين ، وبذلك تكون دولة قوية لها هيبتها واحترامها بدل أن تكون عرضة لأطماع الطامعين ، وفي أي لحظة تصبح لقمة سائغة للدول القوية المتنفذة في العالم .إن تربية المجتمع على القراءة بقلب يجب أن يأخذ حظه الأوفر من الوقت والجهد والمال ، ذلك أنه الطريق إلى تحقيق القوة للدولة ، إن القوة المعنوية النفسية يجب أن نهتم ببنائها قبل الاهتمام بالتسليح والتصنيع ونحوها ، ذلك أنه متى وجد أفراد جادون منتجون فإنهم تلقائيا يحققون ما سبق ذكره وباعتماد ذاتي داخلي غير متوقف على جهة خارجية تتحكم فيه وتستعمله للضغط على الدولة لتحقيق مآربها ومقاصدها والتدخل في شؤونها الداخلية فضلا عن مواقفها الخارجية.·        الفائدة 7: القراءة بقلب والتعلمالطالب الذي يتقن مهارة القراءة بقلب من خلال رياضاتها وتدريباتها ، فإنه يكون قوي الإرادة والرغبة ، وبهذا يقوى انتباهه للمعلم حين الشرح ، ويمكنه الاستغراق في مذاكرة دروسه ، ومن ثم يتفوق في دراسته ويختصر المسافات والأوقات .فإذا كانت التربية على القراءة بقلب من الصغر فإن الشاب يستثمر وقته ، ويستغل فرص النجاح التي تتاح له في الحياة .·        الفائدة 8: مهارة القراءة بقلب هي قلب إدارة الوقتيشكو الكثير من ضيق الوقت وكثرة الأعمال المتأخرة وزحمة المشاغل ، فهل تريد أن تضاعف ساعات يومك ثلاث مرات مضاعفة حقيقية ، هل تريد أن تنجز أعمالا كثيرة في وقت قليل ، إذا عليك بهذه المهارة ، مهارة القراءة بقلب . القراءة بقلب تقوي الذاكرة وبالتالي ينشرح الصدر ويوجد الحماس واليقظة والانتباه لكل دقيقة ، وهذا الأمر بلا شك يؤدي إلى سرعة إنجاز الأعمال وتوفير ساعات كثيرة . إن كنت حريصا على توفير الوقت ،إن كنت تطمع وتحلم في ثروة عالية من الدقائق والساعات الصافية فاعلم أن الطريق إليها هو القراءة بقلب لا غير ، من يركز يكسب ، ومن يشرد قلبه ويفتح على نفسه أبواب الهواجيس تذهب دقائق حياته هباء منثورا ، فالهواجيس تأكل الدقائق والثواني كما تأكل النار الحطب.إن ضعف التركيز هو أكبر مضيع للوقت. إن اكتساب مهارة القراءة بقلب يحقق قوة فائقة في إدارة الأعمال ، وإنجاز المهمات ، وتحقيق الأهداف ، وهذا أمر أوضح من أن يوضح ، وهو أحد المكاسب الإضافية للقراءة بقلب .·        الفائدة 9: القراءة بقلب تحرر القلب من الأماني الفارغةيقول الله تعالى : ﮋ ﯨ ﯩﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ     ﯯ ﯰ ﮊ النساء  ، إن كثيرا من الناس تذهب دقائق حياته وثواني عمره في أحاديث نفس فارغة لا فائدة فيها ، مهمتها فقط تضييع الوقت وحجب القلب عما يصلحه ويحقق له التزكية والتنمية والارتقاء . إن مثل هذه الأماني تشكل حجابا حاجزا بين الإنسان وبين رؤية ما يحقق له السعادة والحياة الطيبة ، والمتأمل فيها يجد أنها تدور بشكل يومي كما تدور الغسالة الفارغة لا ثمرة من ورائها إطلاقا . ولا يصح لعاقل أن يرضى بهذا الواقع بل عليه أن يقاوم هذه الأماني ويخرجها من قلبه حتى يستطيع الرؤية بشكل جيد ، ويمكنه التفكير في مصالحه وفي تغيير واقعه نحو الأفضل والأكمل . يجب أن تفكر بإيجابية وبطريقة موجهة ، ولا يصح أن تدع قلبك مفلوتا تلعب به مثل هذه الأحاديث المعسولة ، والخواطر الفارغة . فكن حازما وابدأ التدريب على القراءة بقلب لتحرر مساحة كبيرة من قلبك تستخدمها فيما يحقق لك الخير والفائدة .·        الفائدة 10: القراءة بقلب والنومالنوم هو نوم القلب ، نوم النفس ، نوم الروح وليس نوم البدن([4])، وهذا يؤكد الصلة القوية بين القراءة بقلب وبين النوم ، ويبين العلاقة بين صحة القلب والنفس وبين النوم الصحيح وتحقيقه لصحة الجسد . إن القراءة بقلب علاج فعال وأكيد للأرق الناشئ عن الوساوس المقلقة .يبحث الناس كثيرا عن وصفات تجلب لهم النوم , وأن يكون نومهم مريحا يعيد للجسم نشاطه وحيويته بدل أن ينهض الشخص من نومه متعبا مكدودا يحتاج معه إلى نوم آخر .إن امتلاك مهارة القراءة بقلب يوجد قوة التحكم بالقلب ، وهو الأمر اللازم لتحصيل النوم المريح  وذلك بقطع الوساوس المزعجة، تلك الوساوس التي تجعل النائم ليس نائما بل هو في سعي وركض وصراع طول نومه، ، وأيضا فالقراءة بقلب علاج للأرق وتأخر النوم. النجاح في هذا الأمر لا يتوقع أن يوجد من أول مرة ، أو أول شهر ، بل لا بد من تكرار التدريب ، وهذا من ثمرات مهارة القراءة بقلب الإضافية ، أما ثمرتها الأساسية فهي تحقيق الإيمان بالله تعالى واليوم الآخر من خلال تدبر القرآن والسنة . يستغرب البعض فقد يقرأ آية الكرسي والمعوذات قبل النوم ولا يحصل له الحفظ من الشيطان كما جاء الوعد بذلك على لسان الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم ، والسبب أن القراءة ليست بقلب فلذلك لم تصل إلى القلب ، أي إلى النفس فلم يحصل حفظ النفس من الشيطان ، أما إذا كانت القراءة بقلب فبعون الله تصل كلمات الله التامات إلى القلب ، أي إلى النفس فيحصل الحفظ والتحصين بكل تأكيد ، هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله ، نسأل الله تعالى أن يزيدنا إيمانا وتسليما .·        الفائدة 11: القراءة بقلب والوسواس القهريكثرت في الآونة الأخيرة الشكوى مما عرف بالوسواس القهري ، وشمل معظم فئات المجتمع فلم يقتصر على فئة دون أخرى ، فهو في الذكور والإناث ، وفي الصغار والكبار ، وفي المتدينين وغير المتدينين ، بل في صفوف طلبة العلم والدعاة . ومن الواضح جدا من خلال شكوى من أصيبوا به أن محل الشكوى يتركز على وسواس يجدونه في صدورهم ، أي كلام يصدر رغما عنهم ، يأمرهم وينهاهم ويملي عليهم المعتقدات والتصرفات ، ويتحكم في قراراتهم ، ويسيرهم رغما عنهم في بعض الأحيان . وما دام الأمر بهذا التشخيص فيجب أن يكون علاجه مطابقا لتشخيصه ، وأقرب وأقوى علاج للوسواس القهري هو القراءة بقلب لمن أخذ بمفاتيحها وتدريباتها . فمن يتدرب على القراءة بقلب فإنه يركز العلاج على محل المرض تحديدا دون استطراد لأمور أخرى ، ودون إرهاق المريض بمطالب وأوامر ونواهي لا تنتهي ، افعل كذا ، قل كذا ، لا تقل ، لا تفعل . والشفاء بإذن الله تعالى مضمون إذا تناول المريض الدواء ، وواظب على العلاج ، أما إذا لم يستطع ذلك أو رفضه ، فهنا يكون التركيز على كيفية إقناع المريض بهذا العلاج ، وهو أمر ممكن لكن يحتاج إلى صبر ، وإلى حكمة وموعظة حسنة ، يحتاج إلى رفق وإلى بيان مبين ، واستغلال للفرص حتى يتمكن المريض من فهم المراد ويقتنع أن شفاءه فيما ذكر فيسهل عليه تطبيقه والعمل به . الوسواس القهري هو حالة ونوع من الوسواس الذي أمرنا الله أن نتعوذ من شره أكثر من عشر مرات في اليوم والليلة ، وذلك في سورة الناس ﮋ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮊ .هذا الوسواس له مع النفس ثلاث حالات :1- أن تكون النفس أقوى منه فتسيطر عليه . 2- أن تكون النفس أضعف منه فيسيطر عليها . 3- أن تكون النفس مساوية له في القوة فيحصل التصادم بينهما . وفي الحالة الأخيرة يظهر هذا الوسواس في صورة مرض وإلا فكل الناس (المسلمون وغير المسلمين ) حاملون لهذا الوسواس وهو مصاحب لهم مصاحبة الأنفاس. وهذا جواب لسؤال : لماذا يظهر هذا الوسواس في صورة مرضية في أناس دون آخرين ؟ فهذا الوسواس يتفاوت من شخص لآخر قوة وضعفا ، وألوانه وأشكاله كثيرة جدا ، وكذلك الناس يتفاوتون في قوة وضعف قلوبهم ، وهذا الأمر يتفاوت من وقت إلى آخر ، وبناء عليه فإن البعض من الناس يظهر لديه هذا الوسواس في صورة توصف بأنها مرضية ويعاني منه معاناة شديدة بينما آخرون لا يجدون مثل هذه المعاناة. وهذا ابتلاء واختبار من الله لعباده كما فاوت بينهم في الغنى والفقر ، وفي صحة ومرض الجسد ، وفي الطول والعرض ، وصورة الوجه واللون ، وفي الذكاء وقوة الحفظ وغيرها من أمور كثيرة ، الإنسان أمامها في امتحان واختبار ، ينظر الله إلى ما يصنع ، وليبشر من أصيبوا بالوسواس القهري من المسلمين بشهادة النبي صلى الله عليه وسلم لهم بالإيمان حين قال ذاك صريح الإيمان ، حين أخبره الصحابة بوجود الوسواس في صدورهم وأنه يلقي فيها كلاما يتعاظمون أن ينطقوا به أو يحكوه لغيرهم ، لما يتضمنه من الكفر والشرك أو من الفحشاء والمنكر . وليعلم هؤلاء أنهم في جهاد ، وأن هذه الدنيا دار ابتلاء وامتحان وليست دار إقامة واستقرار وأن ما هم فيه هو الإيمان إن صبروا واحتسبوا وجاهدوا ، ولا يظنوا أن من سلم من هذا البلاء هم أحسن حالا منهم ، أو أنهم أعلى منزلة ومكانة بل هذه الدنيا دار ابتلاء وامتحان وليست دار إقامة واستقرار . الصراع بين النفس والشيطان مستمر حتى تفارق النفس الجسد ، وحين ابتلانا أرحم الراحمين بهذا البلاء لم يتركنا عزلا في هذه المعركة وهذه الحرب بل أنزل إلينا الهدى الذي من اتبعه فإنه لا يضل ولا يشقى ، فعلاج هذا الوسواس يكون بالقراءة بقلب التي توجد العلم والإيمان ، وتقوي التوحيد في القلب ، فيضعف بذلك الشيطان كما قال الله تعالى : ﮋ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮊ النحل. ما من إنسان إلا ومعه هذا الوسواس ، لكن تختلف درجاته وألوانه وأساليبه وموضوعاته وطريقته من شخص إلى آخر ، ومصدر هذا الوسواس هو الشيطان . الكل حامل لهذا الوسواس حتى الأطفال ، ويجب أن ندرج هذا الاعتقاد في قواعد تربيتهم ، وننتبه له ونحن نوجه سلوكهم ، أي أن الشيطان يمكنه الوصول إلى قلوبهم وإملاء بعض التصرفات والسلوكيات عليهم ، فيجب تعويذهم ، وتلقينهم التحصينات الشرعية وتربيتهم عليها وتفقيههم هذه المسألة بصورة مناسبة ليكونوا على بصيرة من أمرهم وليعرفوا عدوهم المتربص بهم فلا يغفلوا عن مجاهدته وصد عدوانه وكيده. لا أظن مسلما يقرأ القرآن والسنة ينكر الصراع بين النفس والشيطان فالأدلة على ثبوت هذا الأمر كثيرة وصريحة ، لكن يبقى فقه هذا الوسواس ، ومعرفة أنواعه ودرجاته ومراتبه وأشكاله وأعراضه والتفريق بينها ، والأهم من ذلك كله فقه التعامل معه.·        الفائدة 12: القراءة بقلب وسرعة القراءةيطمح بعض الناس إلى زيادة سرعة قراءته ، ويبحث ويفتش عن حلول لتحقيق هذا الطموح . سرعة القراءة ترتكز على أمر واحد لا ثاني له هو : قوة القلب بأنواعها الأربعة . والمتكلمون في هذا المجال يحاولون تلمس الطرق والأساليب التي تقوي الانتباه وتزيد التركيز حين القراءة ليحصل مضاعفة سرعة القراءة مع المحافظة على الفهم والاستيعاب . وتدريبات القراءة بقلب هي الطريق الصحيح والقوي لتحقيق أعلى معدلات سرعة القراءة ، وكلما ضاعفت التدريب كلما زادت سرعة قراءتك تلقائيا .·        الفائدة 13: القراءة بقلب وقوة الجسمإن من الفوائد المهمة للقراءة بقلب أنها تحقق قوة الجسم والنشاط ، دل على هذا وصية النبي صلى الله عليه وسلم لابنته فاطمة وزوجها علي بن أبي طالب رضي الله عنهما حين أوصاهما بالتسبيح والتحميد والتكبير عند النوم ثم قال : إن ذلك خير لكما من خادم . واضح من مفهوم هذه الوصية أن المواظبة على هذه القراءة تحقق النشاط والقوة البدنية ، مما يقوى به المرأة أو الرجل على إنجاز مهام حياتهما واستغنائهما عن الخدم . وهذا وعد من الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم ، وهو لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ، وتفسير هذا التأثير وهذه العلاقة واضح ظاهر يدركه كل ذي بصيرة ، ذلك أن القراءة بقلب تحقق القوة النفسية ، ومن المعلوم أن القوة البدنية في معظم الأحوال تتوقف على القوة النفسية ، فكلما قويت النفس قوي البدن ، وكلما وهنت النفس أصيب الجسم بالوهن وإن لم يكن به من علة . وواقعنا اليوم يشهد لصحة ما ذكرت من خلال مقارنة سريعة بينه وبين واقعنا قبل ثلاثين سنة أو تزيد حيث كانت الإنتاجية أعلى بكثير سواء في ذلك الرجل أو المرأة ، حتى إن بعض النساء اليوم إذا نظرت إلى الوراء تتعجب كيف كانت تنجز كل تلك الأعمال التي لا تستطيع اليوم إنجازها إلا بمساعدة خادمة أو خادمتين ، وفي مجال الإدارة يتعجب بعض الإداريين كيف كان كثير من المهام والمسؤوليات ينجزها شخص واحد بينما اليوم تحتاج إلى إدارة أو فريق عمل . إن سر تأثير القراءة بقلب في تحقيق القوة والإنجاز ما زال متاحا لمن أراد أو أرادت الاستفادة منه في توفير الوقت والمال والجهد ، ومضاعفة الإنتاجية ، وأهم من ذلك وقبله تحقيق الصحة النفسية والبدنية .·        الفائدة14: القراءة بقلب وقاية وشفاء من الأمراض النفسيةانظر فائدة (11) : القراءة بقلب والوسواس القهري·        الفائدة 15: القراءة بقلب وقوة الشخصيةانظر : فائدة (4) : القراءة بقلب وقوة الإرادة·        الفائدة 16 : القراءة بقلب والسعادة والسكينة والطمأنينةانظر فائدة (1): الربط على القلب وتثبيت الفؤاد.v    المبحث الثالث: مجالات القراءة بقلبكل نشاط يتوقف أو يعتمد على القلب فإنه يتوقف صلاحه ونجاحه على مهارة القراءة بقلب ، وهذا يشمل كل حياة الإنسان . فمجالات القراءة بقلب هي كل مجالات الحياة وكل ألوان نشاط الإنسان ومن ذلك : الصلاة، وقراءة القرآن، الحج والعمرة، أذكار الصباح والمساء، أذكار اليوم والليلة، أذكار النوم، متابعة المؤذن، سماع الخطب والمحاضرات والمواعظ، قراءة الكتب والمقالات والمواقع والمجلات، البحث العلمي، الدراسة والاختبارات، المقابلات، الإدارة بكافة فروعها ومجالاتها.v    المبحث الرابع: قوة القراءة بقلب·        المسألة الأولى: قوى القلب الأربعقوى القلب أربع هي :الأولى : قوة الحفظ ، أي التخزين وتثبيت الكلمات أو الصور في القلب .الثانية : قوة التذكر ، أي الاسترجاع واستعادة ما تم تخزينه .الثالثة : قوة التركيز ، أي حضور القلب وقوة انتباهه على الأمر الحاضر .الرابعة : قوة الذكاء أي الفهم والاستنباط ، أي الفقه والتفكير والتأمل والاستنتاج ، وفهم الروابط بين الأشياء والأمور .هذا البحث يختص بالحديث عن القوة الثالثة : قوة التركيز .وهذه القوى في الغالب تكون متساوية ، ومتلازمة ، فمتى كانت إحداها قوية كانت الأخرى مثلها .ولا يتصور وجود شخص ضعيف الفهم أي قليل الذكاء يكون قوي الذاكرة ، أو قوي الانتباه ، أو سريع الحفظ .هذه القوى الأربع للقلب قد فاوت الله تعالى بين خلقه في نصيب كل مخلوق منها - ابتلاء واختبارا لعباده - ويمكن تنميتها ومضاعفتها بكثرة التدريب والتمرين .لأنه كما قلنا يؤثر بعضها في بعض ، ومن الملاحظ أن الإنسان مع بذل الجهد وكثرة التكرار يمكنه أن يزيد مقدار حفظه وهذا بلا شك يزيد من مستوى القوى الأخرى بقدر يختلف من شخص لآخر .وأيضا فكثرة تدريب القلب على أمر معين يسهل من تكراره وتنفيذه بمستوى أداء أفضل وأعلى .·        المسألة الثانية: قوة القلب تدريب أو حفظهل قوة القلب تزيد بكثرة التدريب والتمرين ، أو أنها تزيد بكثرة ما يتم تخزينه من مفردات وألفاظ أو بهما معا ؟ بلا شك أن قوة القلب تقوم على الأمرين:الأول : كثرة وكثافة التدريب والتمرين والرياضة.الثاني : كثرة وعمق الكلمات المخزونة في القلب وحسب قوة هذا التخزين وعمقه تكون قوة القلب. هذان أمران لا بد منهما لزيادة قوة القلب ولا يغني أحدهما عن الآخر .·        المسألةالثالثة:القراءة بقلب مهارة وعادة يمكن زراعتها وتنميتهاقال ابن مسعود رضي الله عنه : " عودوهم الخير فإن الخير عادة " ([5]) لا تتصور أنك ستغير من عاداتك فجأة ، تذكر وتأكد أنه لا بد لك من اكتساب عادات الجد بالتدريج وإلا ستظل في الفشل إلى الأبد. «إن قوة التركيز ، قوة التحكم بالخواطر وحديث النفس من أهم مهارات الحياة ، فمن تدرب على هذه المهارة حتى يتقنها فإنه يستفيد منها ومن كان مهملا لها قد ترك العنان لنفسه تفكر كيف شاءت ومتى شاءت فإنه يكون مثل الطفل الذي تربى على الفوضى فهو معرض للخطر والهلاك في أي وقت ويصعب قيادته وتوجيهه الوجهة المطلوبة عند الحاجة»اهـ([6]) . يجب التدريب على هذه المهارة حتى الإتقان من أجل زيادة الفاعلية وتحصيل ملكات مهمة كثيرة .الكثير من الناس يشكو من ضعف القلب وكثرة النسيان ويرى أن النجاح متوقف على قوته سواء في إدارة الوقت والمواعيد والأعمال أو إدارة المعلومات أو تزكية النفس وتطوير الذات ؟ إن الطريق إلى تحصيل هذه المهارة هو التدريب والتمرين والرياضة . ابدأ وسترى التقدم يوما بعد يوم ، وسنة بعد السنة، وعليك بالأناة والصبر ، وإياك والاستعجال ثم اليأس .·        المسألة الرابعة: تدريب الأطفال على القراءة بقلبيكون تدريب الأطفال على القراءة بقلب بالتدريج وعلى مهل وبرفق وبالترغيب والتشجيع وتكرار المحاولة إلى أن يتم النجاح بإذن الله تعالى. وهكذا سيجد المربي أن أمامه شغلا كثيرا وعملا كبيرا ومشروعا بحاجة إلى تخطيط ومتابعة . التربية بحمد الله تعالى سهلة وميسرة لكنها تحتاج إلى مبادرة وتبكير وتحتاج إلى طول نفس وسعة صدر وحضور قلب ويقظة مستمرة،أما حين تفقد التربية هذه الأمور فإن المربي يقع في ضدها وحينها يفسد أكثر مما يصلح . إن بعض المربين قد أخذ التربية على أنها أمر ونهي دون وعظ أو توجيه أو تعليم ، وبلا شك أن مثل هذا المنهج قاصر جدا في تحقيق التربية الكاملة التامة . التربية هي التعليم الميسر المستمر على مراحل متتابعة كل مرحلة تؤدي لما بعدها تلقائيا . إن من يخطط لتربية من تحت يده فإنه يكسب الوقت ويجد متسعا لتحقيق أهدافه ، أما من يأخذ الأمور بفوضى وعفوية فهذا مفرط مهما حقق من مكاسب تربوية ومهما توصل إليه من نتائج إيجابية ، ولعل حصول مثل هذه المكاسب والنتائج كان بأسباب خارجية أثرت في العملية التربوية . التربية هي القراءة بقلب ، والواقع أن أطفالنا وشبابنا يصبحون ويمسون على قراءة البلوتوث ، والبلايستيشن والانترنت والقنوات الفضائية ، ثم الجرائد والمجلات ، ثم مجالس القيل والقال ، هذه قراءتهم في الحياة ، فكيف نرجو لمن كانت هذه حاله ذكرا وحفظا ، وكيف نرجو له نجاحا وفلاحا.·        المسألة الخامسة: قيادة القلبإن قيادة القلب والتحكم في النفس تتحقق بقيادة اللسان ، حقيقة أطلقها المربى الأعظم ، وعالم النفس الأكبر ، نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، إنها حقيقة يعجز عن فقهها البشر لولا أن الله مَنَّ عليهم بها من طريق الوحي ، هذه الحقيقة لخصها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : (لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله) ،فعن عبد الله بن بسر رضي الله عنه أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن شرائع الإسلام قد كثرت علي فأخبرني بشيء أتشبث به قال لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله ([7]) هذه القاعدة العظيمة الضخمة الجليلة أهداها لنا المصطفى صلى الله عليه وسلم مجانا ووصلت إلينا دون كد أو تعب ، إنها قاعدة يتوقف عليها بناء القلب وصناعة الإنسان .وهذا التوجيه من النبي صلى الله عليه وسلم هو المفهوم من قول الله تعالى : ﮋﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﮊ الأنفال   هذه الآية لخصت ونصت على منصة النجاح والفلاح في الحياة ، النجاح يكون بهذا الترتيب ، إنه يبدأ وينطلق من قيادة القلب بذكر الله ، كثرة ذكر الله تعالى ، تماما كما نصت عليه الآية ، وسبق توضيح هذا المعنى في خريطة النجاح.ثم بعد ذلك تتابع مراحل النجاح في الحياة بعد تأسيس القاعدة والأساس الذي تعتمد عليه وتنطلق منه . إن المنطلق للنجاح في الحياة لياقة اللسان ، أقصد لياقة اللسان الموجهة التي تصدر عن عقل ووعي وانتباه وبقصد ، وإلا فإن اللسان يتحرك كثيرا وحركته خفيفة ، إنها كثرة تدريب اللسان على ذكر الله ، على قراءة اسم الله كثيرا . يقول الله تعالى   ﮋ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮊ الأحزاب، لاحظ الربط بين صلاح الأعمال أي النجاح في الحياة وبين القول واشتراط أن يكون سديدا . وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله فإن كثرة الكلام بغير ذكر الله قسوة للقلب وإن أبعد الناس من الله القلب القاسي)([8]) ، وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له : (ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟ قلت بلى يا نبي الله ، فأخذ بلسانه قال كف عليك هذا)([9])  ،وعن سفيان بن عبد الله الثقفي رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله حدثني بأمر أعتصم به قال قل ربي الله ثم استقم ، قلت يا رسول الله ما أخوف ما تخاف علي ؟ فأخذ بلسان نفسه ثم قال هذا ([10]) ، وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : قال إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان([11]) ، فتقول اتق الله فينا فإنما نحن بك فإن استقمت استقمنا وإن اعوججت اعوججنا([12]).إن الإحالة في هذه القضية على أمر ظاهر يدركه كل أحد مهما كان ، وهو خال من الفلسفة والتعقيد والتقعيد إنه بكل سهولة : لسانك ، نعم لسانك لابد أن يكون رطبا بذكر الله إن كنت تريد النجاح في الحياة ، إنه توجيه بيِّنٌ واضح ومقياس دقيق عميق . لقد كانت هذه القاعدة أول ما أطلقت موجهة إلى أعرابي لا يقرأ ولا يكتب ولا يحفظ ، جاء يريد أمرا مختصرا سهلا ملخصا في تربية النفس والاستقامة على شريعة الله فأهدى إليه النبي صلى الله عليه وسلم وللناس كلهم هذه القاعدة الواضحة الكبيرة التي يفهمها الطفل الصغير قبل العالم الكبير ، والعامي الأمي قبل العالم الألمعي ، ويستطيعها العاجز الضعيف قبل الجلد القوي . هل معقول أن المنطلق في تربية الإنسان تربية اللسان ، نعم وإن كنت في شك فجرب . فيا من تعبت في البحث عن الحق والصراط المستقيم في هذه القضية ، ويا من أرهقتك كثرة التجارب والنصائح والمشورات ، يا من كلَّت أناملك من البحث في القنوات والمنتديات ، يا من كثرت عليك شرائع الإسلام وعجزت عن الوفاء بها عليك بهذه القاعدة الذهبية ، والنصيحة الذكية إنها فقط: لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله ، تحقق لك كل ما تريد ، تحقق لك جميع أمنياتك وأهدافك في الحياة بفضل الله ومنته. لقد لخص النبي صلى الله عليه وسلم قيادة القلب والنفس في أربع كلمات :الأولى : ( لا يزال ) أي الدوام والاستمرار ومسك الزمام.الثانية : ( لسانك ) نص على اللسان مع أن المدار على القلب لأنه لا يمكن قيادة القلب إلا باللسان ، ولأنه الأمر الظاهر الذي يمكن رؤيته وسماعه ، ومن ثم تركيز التوجيه والتدريب عليه .الثالثة : ( رطبا ) أي كثرة القراءة ، أي الحركة الدائمة للسان وعدم توقفه بحيث يستمر رطبا .الرابعة : ( ذكر) معناه أن تكون القراءة بقلب، أي بوعي وانتباه ، أما إن كانت بدون انتباه ،بلا ذكر فلا تفيد شيئا .الخامسة : ( الله ) المعنى : أن محتوى ومضمون القراءة يجب أن يكون قراءة اسم الله تبارك وتعالى ، وأن يكون خالصا لوجه الله ، لا تريد به أحدا سواه .إن القلب أشبه ما يكون بمذياع قناة تلفزيونية أو صوتيه ، يعمل على مدار الساعة فإن كنت أنت المتكلم أمسكت به ، وإن سكت وغفلت ولو لحظة تكلم به غيرك أعني الشيطان المتربص بك يريد اقتناص فرصة يدخل منها إلى القلب ويعيث فيه فسادا.أيها الإنسان إنما أنت كلام ، النفس لا تسكت أبدا ، بل تتكلم على مدار الساعة بل الدقيقة والثانية ، ولا يمكن تسكيتها ، بل كلامها يجري مع نفسها ، أنت تتكلم وإن كان لسانك صامتا ، لا يوجد إنسان يمكنه أن يسكت عن الكلام لحظة واحدة ، إن القلب يتكلم على مدار الساعة لا يسكت أبدا ، فإما أن يتكلم بخير أو بشر.إن قيادة النفس تكون من خلال قيادة اللسان بذكر الله تعالى . إن محاولة قيادة القلب دون أي مساعدة من جهة أخرى صعب جدا ، واستخدام اللسان للتحكم في قيادة القلب يسهل عملية ضبطه والتحكم به سبعين بالمائة مقارنة مع عدم استخدامه ، هذا هو السر . الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم نص بهذه القاعدة على أن صناعة الإنسان كلام ، بناء كلمات ، تكرار عبارات بكثرة وباستمرار . بهذه الطريقة يمكن بناء وصناعة الإنسان ، أي إنسان وأي صناعة ، الأمر يتوقف على الكلمات التي يتم تكرارها وطريقة تكرارها . فيمكن صبغ الإنسان وتشكيله بأي لون وأي منهج وأي فكر وأي عقيدة بحسب الكلمات التي يطلب منه تكرارها ثم يلتزم بذلك ، وكلما كان التكرار أكثر وأعمق كان البناء أقوى وأرسخ . إن قيادة القلب تقوم على مبدأ المبادرة ومسك الزمام ، وليس مبدأ الدفاع والمقاومة. وقد لخص بعضهم هذا المبدأ بقوله : ونفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل. من يتربى على هذا المبدأ يجد أن قيادة القلب والنفس بعون الله سهلة سلسة ، يمكن توجيهها إلى أي اتجاه في جميع الأحوال ، حال الصفاء أو حال الشتات . أما من يتربى على مبدأ الدفاع والمقاومة فسيجد صعوبة في قيادة النفس في معظم الأحوال . الفرق بين المبدأين في التطبيق والتربية يسير ، والفرق بينهما في النتائج والثمرات كبير. أما من لم يكن هذا ولا ذاك ، فذاك الذي عرض نفسه للخطر وأسلم قلبه ونفسه لعدوه وترك له الباب مفتوحا يدخل ويخرج ويفسد في أي وقت . إن مقود القلب هو اللسان ، ومن يتعود على قيادة قلبه بلسانه يمكنه الاستغراق في أي مكان وأي ظرف ، حتى لا يشعر بما حوله مهما كان الإزعاج . قد يرى البعض أن ما أدعو إليه ضرب من الخيال ومثالية حالمة ، وأن قيادة القلب بمثل هذه الصورة وهذا المستوى لا تمكن إلا للنوادر وهم قلة في كل أمة . ولا جواب لمثل هذا الاعتراض إلا الميدان ، مختبر ومعمل الحياة ، فهو الذي يبين إن كان ما ذكرت صحيحا أو لا ، والنماذج عبر التاريخ يصعب حصرها . واستغفر الله من مثل هذا الجواب ، لأن الأمر أعظم من أن يخضع للتجربة والبحث ، أو يحتاج إلى شهادة التاريخ والمختبر ، أو يتطرق إليه الشك والريب عند من يؤمن بالله ورسوله ، ويتدبر القرآن والسنة. فالوعد جاء من قبل الله وهو لا يخلف الميعاد ﮋ ﭲ ﭳ ﭴ     ﭵ ﭶ ﭷ ﮊ الجمعة  ، و(لعل) هنا بمعنى ( كي ) أي لكي تفلحوا ، وليس معناها الاحتمال ؛  لأن ( لعل ) و ( عسى ) إذا ذكرت في القرآن منسوبة لله فمعناها التحقيق والتأكيد كما ذكر ذلك أهل العلم ، فمعنى الآية : من يذكر الله كثيرا فإنه حتما وقطعا سيفلح وينجح دون أدنى شك أو ريب . وجاء التفسير العملي لهذه الآية في قول النبي صلى الله عليه وسلم : لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله . ومن أعاجيب التأكيد على هذه القضية في القرآن الكريم قول الله تعالى : ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ    ﭟ ﭠ ﮊ المؤمنون  فلاحظ الربط بين الخشوع في الصلاة وبين تدريب اللسان على الكلام الطيب وبعده عن اللغو ، إن كثرة اللغو ، وكثرة سماعه هو الذي يفسد القلب ويذهب الخشوع في الصلاة . تذكر أن هذه الهواجيس التي تملأ قلبك آناء الليل والنهار تدمر حياتك وتقضي على طموحاتك وتحول بينك وبين تحقيق أهدافك ، وتؤدي إلى نقصك عن أقرانك في الدين والدنيا والآخرة . كم ضيعت من أوقات ، وكم أهدرت من أموال ، وكم تسببت في علل نفسية و بدنية ، وكم كانت سببا في فشل أفراد وأسر ومجتمعات . تذكر أن فتح باب القلب لهذه الهواجيس هو الذي يحرمك من عمق القراءة ، ويؤدي إلى ضياع الوقت في قراءة سطحية وهمية ، تظن أنك تقرأ بينما دقائق حياتك الثمينة الغالية النفيسة تذهب في هواجيس دون أن تحس أو تشعر ، فيضيع وقتك دون إنجاز أعمالك وتحقيق طموحاتك . إنك بتدريبات القراءة بقلب تسقي قلبك بذكر الله الذي هو ماء الحياة ، وربيع القلوب ، وتضيئه بنور الله هذا النور الذي يحرق كل شيطان في القلب ويقتل جميع وساوسه ولا يبقي لها أثرا ولا يتمكن بإذن الله تعالى من إيقافك عن أي أمر تريده ، ولا يستطيع أن يدخل فيه أي صورة أو صوت ممنوع بل يبقى القلب محروسا محفوظا بحفظ الله ، يصبح القلب طاهرا نقيا محلقا في آفاق المعالي ، ولن ترى بإذن الله أي صدود أو ثقل عن طاعة الله وذكره ، أو تكاسل عن إنجاز واجب من واجباتك . إن تدريبات قيادة القلب تمكن الإنسان من انتقاء العبارات الإيجابية التي توصله بعون الله إلى النجاح ، وتعينه على التخلص من العبارات السلبية التي تقوده للفشل . من يتقن قيادة القلب يمكنه تحصيل علم غزير ، وإيمان عميق ، وعمل صالح كثير في وقت قصير ، وجهد يسير ، يمكنه تحقيق الاستثمار الأمثل للوقت والحياة ، وتحقيق أعلى المستويات ، وبلوغ أعلى الدرجات ، وأرفع الرتب والمستويات . إن قيادة اللسان وتربيته تحفظ من الحماقات والزلات والمواقف المحرجة ، فيكون اللسان من وراء القلب من غير عكس ، فيسهل التحكم فيه وهذا يعتمد عليه كثير من مواقف الحياة اليومية التي نمر بها ، وكم من أزمة أصلها كلمة ، وكم من مشكلة انحلت بكلمة ، والحرب أولها كلام ، وفي حديثنا اليومي نلاحظ الفرق بين عبارة وعبارة كلها تؤدي المعنى لكن كل واحدة تختلف عن الأخرى فيما وراء النص من خفايا الصدور . إذا الخلاصة أتقن كلامك تحقق أحلامك ، لا  بل : لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله إن كنت تريد العزة والرفعة والنصر والسعادة والحياة الطيبة في الدنيا والآخرة . إن من أهم مقاصد قيادة القلب تحقيق البصيرة بالوسواس الخناس الذي يضعف القلب ويحدث النسيان والسهو عن القراءة ، ويقلل من تأثيرها في القلب ، أو يصد عنها بالكلية ، فإذا أمكن قيادة القلب تحققت القراءة ، وتحقق كونها بقلب ، ولم يتمكن الوسواس الخناس من تعطيل القلب أو إضعافه فيتحقق بذلك قوة القلب بأنواعها ومن ثم تحقيق الأهداف في الحياة . إن قيادة القلب هي جهاد الشيطان وبها تظهر عداوته وتتضح جليا ، والنصر في قيادة القلب هو النصر على الشيطان .·        المسألة السادسة: قوة القلب بين التوكل والتدريبإن تحصيل قوة القلب يلزمه أمران لا بد منهما:الأول : التوكل على الله تعالى والتضرع إليه ، وأن يكون العبد بين الخوف والرجاء مع كل خفقة قلب : يرجو الثبات ويخاف الزيغ والهلاك في أي لحظة .ويمثل هذا الجانب أدعية كثيرة بعضها أوجب علينا سبحانه وتعالى أن ندعوه بها ، وبعضها أثنى على عباده الذين يدعون بها ، وبعضها ورد في السنة الحث عليها والترغيب فيها وكلها تدور على معنى واحد هو أن القلوب بيد الله تعالى يقلبها كيف يشاء .الثاني : فعل الأسباب التي أمرنا الله تعالى بفعلها ، التي تؤدي إلى حياة القلب وقوته ، والاعتقاد أن فعل هذه الأسباب له أثر في تحقيق هذه القوة .ويمثل هذا الجانب كثرة التدريب على تطبيق مفاتيح القراءة بقلب باستمرار . ولا يصح أبدا إغفال أو إهمال أحد الجانبين ، أو التركيز على جانب دون الآخر ، فكلاهما مطلوب والقاعدة في هذا : اعقلها وتوكل .·        المسألة السابعة: القراءة بقلب في جوف الليلإن قراءة القرآن في جوف الليل الآخر لا يعدلها أي قراءة ، إنها الوقود لصحة القلب وحياته ، فهي المنطلق والأساس في كل ما يقال في القراءة بقلب ، بدونها يصبح القلب ضعيفا ولا يمكنه القيام بما تم توصيفه وتوضيحه في هذا البحث. إن ترك قراءة القرآن في صلاة في جوف الليل هو السبب فيما أصاب الناس من وهن وضعف وأمراض نفسية وتسلط الشياطين عليهم وضعفهم وانحرافهم وكل ما يعاني منه المجتمع من صور النقص والضعف والمشاكل ، لماذا ؟ لأنهم بهذا أضعفوا قلوبهم وتبعها كل ضعف . إن قناعة الناس وإيمانهم بأهمية هذا العلاج ضعيفة لذلك يحصل التهاون به حتى من بعض طلاب العلم والدعاة والصالحين . إن هذا العلاج يستحق مهما أخذ من وقت ومهما كان صعبا مادام الثمن قوة القلب ، قوة الإرادة وشرح الصدر واستثمار أعلى للوقت والحياة . فلا تبخل على نفسك وتذكر هذا جيدا إنه الطريق إلى قوة البدن ، وقوة الذاكرة ، وقوة الإرادة ، وقوة المال ، وقوة العمل ، جميع أنواع القوة دون استثناء . تذكر أن هذا سر النجاح في الحياة فلم تكسل ، ولم تتردد وتشكك ولم تضعف.القراءة في جوف الليل سر من أسرار الحياة ، سهل ميسر بعون الله ، فاستفد منه قبل فوات الأوان وحينها لا يمكن الاستدارك ولا ينفع الندم. واظب على تنفيذ هذا التدريب المهم وتابع وعقب حتى تصل بإذن الله وتصعد بعون الباري جل وعلا . جوف الليل الآخر من أهم أوقات القراءة بقلب لذلك فإن الشيطان يحرص أشد الحرص على تفويت هذه الفرصة كل ليلة على الإنسان ليتمكن منه وينتصر عليه كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك حين قال : يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد يضرب على كل عقدة عليك ليل طويل فارقد (البخاري ومسلم عن أبي هريرة)، وقال  عن رجل نام حتى أصبح : ذاك رجل بال الشيطان في أذنيه (البخاري ومسلم عن ابن مسعود) ، فاحذر أن يبول الشيطان في إذنيك ويسيطر على قلبك بل احرص كل الحرص على الاستيقاظ قبل الفجر والوضوء والصلاة والقراءة بقلب لتحصل بإذن الله على قوة قلبك وتنتصر على الشيطان ولا ينتصر عليك ويؤذيك خلال يومك وليلتك ، أنت في معركة فاحذر أن تنسى ذلك وتضع سلاحك وتترك الجهاد فتهزم وتخسر. إن من أسوأ العادات التي ابتلي بها مجتمعنا اليوم عادة السهر بعد صلاة العشاء والتأخر في النوم إلى منتصف الليل ومن ثم تضييع أهم وأثمن وأغلى موارد قوة القلب والنفس ، ومع وضوح الأدلة وكثرتها في هذه المسألة وقوتها إلا أنك ترى الكثير غير مستعد لتغيير هذه العادة والالتزام بالنوم المبكر والاستيقاظ المبكر وقراءة القرآن في صلاة في جوف الليل ، وهذا شيء عجيب تقول له هذا هو العلاج ، وهو يعاني من المرض ويتألم ثم لا تمتد يده لأخذ العلاج ؟.v    المبحث الخامس: مفاتيح القراءة بقلبمفاتيح القراءة بقلب تنقسم إلى ثلاثة أقسام:الأول : مفاتيح عامة ، ومهمتها تهيئة القلب والنفس للقراءة .الثاني : مفاتيح التدبر ، ووظيفتها تحقيق جودة القراءة .الثالث : مفاتيح الإنجاز ، ومهمتها التخطيط والتنظيم، وتحقيق الإنجاز.·        أولا : مفاتيح عامةهناك مفاتيح عامة للقراءة وغيرها ، وهي أمور لا تختص بطريقة القراءة ولا كيفيتها وإنما شأنها تهيئة القلب والنفس للقراءة ، فهي قبل القراءة ومعها ، بل في كل وقت .o          المفتاح الأول : الاستعانة بالله وهذا الأمر لازم للعبد في كل شأنه ولا ينفك عنه طرفة عين ، ومن ذلك القراءة فهو مفتقر إلى ربه أولا أن يشرح صدره للقراءة ، وتوجد لديه الرغبة والإرادة ، وثانيا : أن ييسر له أسباب القراءة ، وثالثا : أن ييسر له الفهم والذكر ، ورابعا : أن ييسر له الانتفاع بما قرأ واستدامة ذلك . فكل هذه الأمور إن لم ييسرها الله لعبده لم تتيسر فعليه أن يكون دائما بين الخوف والرجاء دون الميل لأي من الطرفين فلا يأس ولا أمن بل سويا على صراط مستقيم ، يسير بقلب ملؤه الرجاء وعظيم الأمل بالله تعالى مهما كانت الأحوال ، وبقلب ملؤه الخوف والحذر من القواطع والصوارف مهما كان التيسير  والأمان.o          المفتاح الثاني : الاستعاذةأي الاستعاذة بالله تعالى من الشيطان الرجيم ، ودليل هذا المفتاح قول الله تعالى ﮋ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮊ النحل ، فأعظم عمل يشتد فيه الشيطان على العبد هو القراءة ، أيُّ قراءةٍ متى كانت باسم الله ولتحقيق العلم بالله تعالى ، فهو يجلب بخيله ورجله حين يرى إنسانا يهم بمثل هذه القراءة ، ثم يحاول مقاطعته وإشغاله حين يقرأ ، ثم يحاول نسيانه لما قرأ وصرفه عن الانتفاع به في الحياة . ولا سبيل إلى الخلاص من شره وكيده إلا بالاستعاذة بالله القوي القدير في أن يصرف كيده وشره . عليك أن تتذكر هذا المعنى جيدا حين القراءة وكلما أحسست بمن يصرفك عن قراءتك فاعلم أنه الشيطان فاستعذ بالله منه ، ولو تكرر الأمر . وقد ورد الأمر أيضا مع الاستعاذة بالنفث يسارا وأن يكون ذلك ثلاثا ومتى كانت هذه الاستعاذة بقلب فإن كيد الشيطان يزول ويصفو القلب تماما .o          المفتاح الثالث :الطهارة أولا:الوضوءورد عدد من النصوص تبين العلاقة بين قوة النفس وبين الوضوء ، من ذلك حديث العُقَد الذي بيَّن فيه النبي صلى الله عليه وسلم أن مَنْ ذكر الله تعالى وتوضأ وصلى فإنه يصبح نشيطا طيب النفس  ، فالوضوء يحفظ ويحمي النفس من الشياطين ، فكثير من الوهن والخمول والكسل سببه الشيطان ، والوضوء يحفظ النفس من الأرواح الخبيثة فيحصل بذلك النشاط والقوة البدنية والنفسية فيكون هذا عونا على القراءة بقلب . ومن ذلك الاستنثار في الوضوء فقد ثبت في  صحيح مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ مِنْ مَنَامِهِ فَلْيَسْتَنْثِرْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَبِيتُ عَلَى خَيَاشِيمِه.والوضوء مع الذكر سبب لإجابة الدعاء وتحقيق المطالب فقد أخرج أبو داود والنسائي عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَبِيتُ عَلَى ذِكْرٍ طَاهِرًا فَيَتَعَارُّ مِنْ اللَّيْلِ فَيَسْأَلُ اللَّهَ خَيْرًا مِنْ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ ومشروعية الوضوء عند تكرار الجماع  دليل على أن الوضوء يزيد من قوة النفس والبدن .وأيضا وضوء النبي صلى الله عليه وسلم حين يريد النوم بعد الجماع دليل على أهميته للمسلم حتى وإن كان جنبا فهو يعينه على ذكر الله ويقوي قلبه على الطاعة .ولو لم يكن في الوضوء فضيلة إلا حديث عمرو بن عبسة السلمي وحديث بلال لكان كافيا في تحفيز المؤمن على دوام الوضوء وصلاة ركعتين بعده.ثانيا: السواكإن الذي يتأمل في هدي النبي صلى الله عليه وسلم في السواك يرى شدة حرصه عليه الصلاة والسلام على هذا الأمر، ولعله يتساءل: لماذا كل هذا الحرص ؟والجواب عن هذا السؤال: أن الفم واللسان هو موضع ذكر الله ، موضع قراءة اسم الله تعالى وقراءة كلامه، فلا بد أن يكون طاهرا نظيفا ، وذلك تعظيما لكلام الله تعالى، وتكريما وتقديسا لاسمه عز وجل، ومن أجل ذلك كان السواك: مرضاة للرب جل جلاله.فالسواك إذا من المفاتيح المهمة لقراءة اسم الله تعالى، فكلما كان المحل نظيفا طاهرا كلما كانت القراءة أعلى وأكمل.o          المفتاح الرابع : الصيام لا يشك أحد بالعلاقة المتينة بين القلب والبدن ، والتأثير المتبادل بينهما ، فهما لحمة واحدة ، ما يؤثر في أحدهما يسري الأثر للآخر ، ومما لا شك فيه أن الصيام يجعل الدم نظيفا نقيا ويؤدي إلى قلة كثافته وحجمه وهذا يؤدي إلى خفة الروح والنفس وصفائها واستعدادها لتقبل الأمور الفكرية المعنوية ، فالروح أي النفس مستقرها القلب وهي سارية في الجسم كله ، وهي محل الإدراك والوعي وهي ذات الإنسان وحقيقته وأما الجسد فهو حامل لها ووسيط بينها وبين العالم الخارجي([13]) ، وعليه فإن الصيام من أهم الأمور التي تؤدي إلى قوة القراءة بقلب ، وهذا أمر مقرر وسبق الحديث عنه في كتاب مفاتح تدبر القرآن ، وأسأل الله أن ييسر إتمام الحديث عنه في كتاب مفاتيح الصحة والنشاط ، حيث إن الصيام أول هذه المفاتيح والله المستعان .o          المفتاح الخامس : مراعاة حاجات البدنومن ذلك النهي عن الصلاة حاقنا أو حاقبا أو بحضرة طعام يشتهيه أو يغالبه النوم ، ويقاس عليها ما كان في معناها ، مثل انتظار مكالمة أو انتظار قدوم شخص ، أو وجوده في مكان فيه تشويش . وطلب التخلص من مثل هذه الأمور لتحصيل الكمال في القراءة ، ولا يمنع حصولها ، بل قد تقرأ في مثل هذه الأحوال مع الانتباه أن درجة التركيز ناقصة بسبب انشغال القلب بأمر آخر . ولا يفهم من النهي عن القراءة في مثل هذه الأحوال تعطيل القراءة أو تضييق أوقاتها المناسبة لها ، وإنما يعني الحث على إزالة هذه العوارض قدر الاستطاعة وتهيئة النفس والقلب للقراءة.·        ثانيا : مفاتيح التدبرمفاتيح التدبر هي مفاتيح الجودة والنوعية ، التي تجعل القراءة أكثر عمقا ووعيا وفقها وحفظا ، وهي عشرة مفاتيح :المفتاح الأول : الإرادة أو الحب .المفتاح الثاني : استحضار الأهداف أو المقاصد.المفتاح الثالث : الحفظ.المفتاح الرابع : التركيزالمفتاح الخامس : الوقت.المفتاح السادس : الترتيل.المفتاح السابع : الجهر والتغني.المفتاح الثامن : التكرار.المفتاح التاسع : التحزيب.المفتاح العاشر : الربط.وهذه المفاتيح تم بيانها في كتاب مفاتح تدبر القرآن والنجاح في الحياة ، وفي كتاب مفاتح تدبر السنة والقوة في الحياة ، وسيتم تضمين هذه المفاتيح في تدريبات القراءة بقلب .·        ثالثا: مفاتيح الإنجازمفاتيح الإنجاز هي مفاتيح الإرادة و الإدارة ،  هي مفاتيح (حور عين) السبعة ، ومهمتها تحويل القول إلى فعل ، والعلم إلى عمل ، والنظر إلى تطبيق ، والتخطيط إلى تنفيذ ، هذه المفاتيح هي :المفتاح الأول : التحديد ، وله ست أدوات :الأولى : ماذا .الثانية : لماذا .الثالثة : كم .الرابعة : كيف .الخامسة : أين .السادسة : متى .المفتاح الثاني : التحديث أو التذكير .المفتاح الثالث : التوكل .المفتاح الرابع : التركيز.المفتاح الخامس : التعقيب والمتابعة .المفتاح السادس : التيسير .المفتاح السابع : التنفيذ .هذه المفاتيح  تم بيانها في كتاب مستقل وهو : مفاتيح إنجاز الأهداف وبرنامج مواعيد.هذه المفاتيح السبعة مهمتها التخطيط والتنظيم الذي يكفل حصول القراءة بمقادير كافية.v    المبحث السادس: مقاصد القراءة بقلبتم بيان مقاصد القراءة بقلب في المفتاح الثاني من مفاتيح التدبر ضمن كتاب مفاتح تدبر القرآن والنجاح في الحياة ، وكتاب مفاتح تدبر السنة والقوة في الحياة، وقد تضمنت تدريبات القراءة بقلب التذكير بهذه المقاصد والتأكيد عليها وتحويلها إلى التطبيق والتنفيذ .v    المبحث السابع: تدريبات القراءة بقلبمعنى التدريب أي التعويد والتربية والترسيخ والتثبيت لمثل هذه الأعمال وأن تكون بأعلى المقاييس والمواصفات المطلوبة.هذه تدريبات يتم تطبيقها على عدد من مجالات القراءة لتكون قراءة بقلب ، وهي:الأول : ذكر الله.الثاني : الصلاة .الثالث : قراءة القرآن .الرابع : القراءة قبل النوم .الخامس : القراءة العامة.وأهم مجالين عليهما مدار النجاح في القراءة بقلب ومضاعفة قوة النفس والقلب ، وعليهما مدار النجاح في الحياة الدنيا والآخرة هما الأول والثاني. وقد اقترن ذكرهما في القرآن في عدد من المواضع منها :الأول : في سورة النساء : ﮋ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡﮢ ﮣ  ﮤ   ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ          ﮩ ﮪ ﮊالثاني: في سورة الحجر ﮋ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮊالثالث : في سورة النور ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ    ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ   ﭜ ﭝﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﮊالرابع : في سورة العنكبوت ﮋ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ    ﯠ ﯡﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ   ﯨﯩ ﯪ ﯫ ﯬﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﮊالخامس : في سورة الجمعة ﮋ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ    ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ     ﭵ ﭶ ﭷ ﮊالسادس : في سورة المزمل ﮋ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﮊ  ،   ﮋ ﭼ  ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ  ﮁ  ﮂ ﮊ. السابع: في سورة هل أتى ﮋ ﰖ ﰗ ﰘ ﰙ ﰚ ﰛ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﮊالثامن: في سورة الأعلى ﮋ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ    ﰃ ﰄ  ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﮊالتاسع : في سورة العلق ﮋ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮊ  ،ﮋ ﮦ ﮧ   ﮨ ﮩ ﮊ ، ﮋ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﮊوغير ذلك من المواضع ، وهذا التلازم يؤكد أهمية التركيز على هذين الأمرين ، وحقيقتهما واحدة هي ترسيخ العلم والإيمان بالله في القلب .كل تدريب تضمن ثلاثة أقسام:-أهداف التدريب.-نظام التدريب.-شرح التدريب .والمراد بأهداف التدريب أي المقاصد والنيات والحوافز التي من أجلها نقوم بهذا التدريب ، وهي الفوائد والمنافع ،وأما نظام التدريب فهو بيان لكيفية تطبيق التدريب من جميع جوانبه العملية،وأما شرح التدريب فهو لشرح بعض النصوص الواردة في أهداف التدريب أو نظامه ، ولبيان بعض الأمور المتعلقة بالتدريب مما لم يدخل في القسمين الأولين،وطريقة التدريب تكون بالحفظ التربوي لأهداف التدريب ، و نظامه ، وبذلك يكون حاضرا في كل وقت فيحصل بذلك النجاح في التدريب،وأما الشرح فيقرأ حسب الحاجة ، مرة كل أسبوع أو كل شهر .تضمنت هذه التدريبات عددا من النصوص تحتاج إلى شرح وتفسير وتوضيح، وهو أمر يطول ، وقد يحتاج إلى مذكرة خاصة بكل تدريب .v    تدريب 1 : الدعاء بقلب·        أهداف التدريب1- ﮋ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﮊ غافر: ٦٠.2- ﮋ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﮊ البقرة3- ﮋ ﯘ ﯙ ﯚ     ﯛ ﯜ   ﯝ ﯞ ﮊ النمل: ٦٢.4- ﮋ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪﮫ ﮬ ﮭ ﮮ   ﮯ ﮊ الأنبياء5- أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا دعاني (البخاري ومسلم عن أبي هريرة)6- الدعاء هو العبادة (أبو داود والنسائي والترمذي وقال حسن صحيح عن النعمان بن بشير)7- من سره أن يستجيب الله له في الشدة فليكثر الدعاء في الرخاء (الترمذي عن أبي هريرة والحاكم وصححه )8- ما على الأرض مسلم يدعو الله بدعوة إلا آتاه الله تعالى إياها أو صرف عنه من السوء مثلها ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم فقال رجل من القوم إذا نكثر قال الله أكثر (الترمذي عن عباده وقال حسن صحيح )9- إن الله حيي كريم يستحيي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صفرا خائبتين (الترمذي عن سلمان وحسنه والحاكم وقال صحيح على شرط الشيخين)10- من نزلت به فاقة فأنزلها بالناس لم تسد فاقته ومن نزلت به فاقة فأنزلها بالله فيوشك الله له برزق عاجل أو آجل (الترمذي عن ابن مسعود وقال حسن صحيح )·        نظام التدريب1- يستجاب لأحدكم ما لم يعجل يقول دعوت فلم يستجب لي (البخاري ومسلم عن أبي هريرة)2- الطهارة حسب الإمكان وقدر المستطاع ، ولا تشترط .3 - استقبال القبلة .4 - رفع اليدين وهو من أعظم صور العبودية والتذلل لله سبحانه وتعالى .5- تطبيق مفتاح التركيز ( المنع ) بفروعه الأربعة فيمنع أي تفكير أو نظر أو كلام أو حركة حتى ينتهي الدعاء .6- تطبيق مفاتيح : التكرار ، والجهر ، والترتيل .7- تطبيق مفتاح الربط ( المعاني ) ، ويكون بحفظ معاني كلمات الأدعية التي يدعو بها .8- أن تقوم بهذا العمل على الأقل مرة في اليوم عددا من الدقائق ثلاث إلى سبع .9- الحفظ التربوي لأهداف التدريب ونظامه ضروري جدا لا يصح إهماله أو التسويف فيه .·        شرح التدريب:1- الدعاء هو العباده ، ويكون في كل وقت وفي كل العبادات في الصلاة والحج والأذكار، والمقصود هنا هو الجلوس للدعاء مع رفع اليدين مستقبل القبلة .2- وهذا الأمر ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم الإكثار منه في مواضع كثيرة ، وخاصة في الأزمات والشدائد .3 - اكتساب مهارة الدعاء بقلب تشتد الحاجة إليها في كل وقت وخاصة في الأزمات ، وفي العمرة والحج وخاصة عرفة ومزدلفة ، حيث يتفرغ الحاج للتضرع والدعاء .4- هدف التدريب هو تحصيل التركيز والعمق حين أداء هذه العبادة العظيمة بدل أن تكون سطحية أو تذهب في هواجيس.v    تدريب 2 : الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم·        أهداف التدريب1- إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما.2- مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاةً ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْراً (مسلم عن عبدالله بن عمرو)3- أَوْلَى النَّاسِ بِي يَومَ القِيَامَةِ أكْثَرُهُمْ عَلَيَّ صَلاَةً (الترمذي عن ابن مسعود وقال حديث حسن)4- إذا تكفى همك ويغفر ذنبك  (الترمذي وقال حديث حسن صحيح )·        نظام التدريب1- تذكر فضائل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم باستمرار .2- الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عند كل دخول للمسجد أو خروج منه .3- الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد كل أذان.4- الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في كل صباح ومساء .5- في كل فرصة يتم تحديد عدد معين من المرات أو الدقائق للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم تنفيذ هذا التحديد مع تطبيق مفاتيح القراءة بقلب كاملة .v    تدريب 3: لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله·        أهداف التدريب1- ﮋ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﮊ البقرة: ٣٠ .2- ﮋ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ  ﯮ ﯯ ﮊ البقرة3- ﮋ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ    ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ   ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ     ﮪ ﮊ آل عمران4- ﮋ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﮊ الأنفال5- ﮋ ﯗ ﯘ ﯙ              ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﮊ الأحزاب6- ﮋ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﮊ الزمر7- ﮋ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ  ﯰ ﯱ ﯲ  ﯳ ﯴ   ﯵ ﯶ   ﯷ ﯸ ﯹ ﮊ فصلت8- ﮋ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﮊ الذاريات9- ﮋ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂﮃ ﮄ    ﮅ ﮆ ﮇ ﮊ النصر10- لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله ( الترمذي وحسنه،عن عبد الله بن بسر )11-  حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر  (البخاري ومسلم عن أبي هريرة )12- غرست له نخلة في الجنة . (الترمذي وحسنه،عن جابر)14- وأنا معه إذا ذكرني (البخاري ومسلم عن أبي هريرة)15- مثل الحي والميت . (البخاري ومسلم عن أبي موسى)16- هذا جمدان سبق المفردون .( مسلم عن أبي هريرة)17- إن الله يباهي بكم الملائكة . (مسلم عن معاوية)18- حبيبتان إلى الرحمن ثقيلتان في الميزان  . (البخاري ومسلم عن أبي هريرة)19- كذلك العبد لا يحرز نفسه من الشيطان إلا بذكر الله. (الترمذي وصححه عن الحارث الأشعري والنسائي وابن خزيمة)20- وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي (البخاري ومسلم عن أبي هريرة)21- خير لكما من خادم (البخاري ومسلم عن علي)·        نظام التدريب:1- تكرار كلمات محددة والثبات عليها حتى ترسخ ويحصل تذكرها تلقائيا.2- كلما حصل التذكر فاحرص على كثرة التكرار لأنه يؤدي إلى التذكر التلقائي لهذه الكلمات فيستمر الذكر، ويحصل المقصود.3- الكلمة المختارة هي : ( ....................................... )4- أي فكرة تريد التفكير فيها فتكون بعد إذن وبوقت محدد، وبعدها يعود الذكر تلقائيا.5- وضع ملصق يحمل شعار التدريب وهو : لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله .6- عند قراءة الملصق يجب أن يذكرك بأهداف التدريب ونظامه.7- التضرع إلى الله تعالى دائما أن ييسر لك هذا التدريب ومن ذلك : اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك دبر كل صلاة وفي كل ساعات الحياة .8- أي توقف للسان عن ذكر الله دون اشتغاله بمصلحة يعتبر مخالفة .9- تحسر على كل فراغ يفوت كان من الممكن استغلاله ، واعزم على عدم تكراره .10- في كل فرصة يتم تحديد عدد من الدقائق لها بداية ونهاية لشغلها بذكر معين مع تطبيق مفتاح التركيز بفروعه الأربعة.11- الأذكار التي جاء تحديدها بعدد تنفذ بعددها،ويكون التدريب عليها بالتدريج بأن تبدأ بالأول منها لمدة سنة حتى يرسخ ثم تنتقل للثاني ولا تستعجل .12- حين تدخل في ذكر محدد بنهاية عددية أو زمنية أو مكانية فيجب اعتبار أن هذا الذكر  صلاة لا يجوز قطعها إلا لضرورة ، فما تقطع الصلاة لأجله تقطع الذكر من أجله.·        شرح التدريب:1- حين كثرة القراءة واتصالها يجتمع الريق في الفم فيحصل ترطيب اللسان بذكر الله .2- اعلم أن ريقا مزاجه ذكر الله ، خلط باسم الله ، امتزج بذكر الله لهو أعظم دواء وأعظم شفاء للنفس والقلب والبدن.3- سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته : انظر إلى عظيم الثواب بقراءتك هذه الكلمات.4- ﮋ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ    ﮚ ﮛ ﮊ آل عمران: ١٩١ هؤلاء هم أولو الألباب فإن أردت أن تكون منهم فأكثر من ذكر الله .5- ﮋ ﭲ ﭳ ﭴ     ﭵ ﭶ ﭷ ﮊ الجمعة وعد من الله وهو سبحانه لا يخلف الميعاد .6- هذا التدريب مهمته تكوين عادة القراءة المستمرة لاسم الله دون توقف .7- هذا التدريب يقوم على شغل القلب بذكر الله تعالى بدل أن يشغله الشيطان بالهواجيس فتضيع عليك دقائق حياتك.8- ما خلق القلب واللسان إلا لذكر الله ، لقراءة اسم الله فهذا عمله وتلك وظيفته في هذه الدنيا .9-هذا التدريب يساعد جدا على تحقيق مهارة قيادة القلب والاستفادة منها في تعميق القراءة بقلب ، ذلك لأنه يشمل الأربع وعشرين ساعة كاملة فليس له وقت محدد ، فهو يستثمر كل ثانية في الحياة يمكن استغلالها في التدريب والتربية والتعويد والتعليم ، وهو أكبر تمرين لتقوية الذاكرة.10- عند تربية النفس على مثل هذا التدريب فإنه بعون الله تعالى يحقق مستويات أعلى في ضبط النفس ومن ثم الاستفادة من ذلك في كل مجالات الحياة وأولها التربية.11- هذا التدريب هو حراسة القلب على مدار الثانية ، أما ترك القلب فوضى مفتوحا دون حراسة بحيث تدخل الخواطر والأفكار دون نظام فهذا غلط .12- قد يقول بعضهم هذا التدريب صعب ، فيقال له : ما يترتب من الضرر والخسارة على تركه أصعب ، وما يحصل من الفوائد والمنافع والمتعة يهون العمل به .13- هذا التدريب سهل إنه فقط حركة لسان ليس فيها تعب ، وهي لا تمنع أداء أي أمر تريده فيه مصلحة ، إنما يكون بعد إذن الحارس ، حارس القلب ، ودوام الذكر لا يعني أبدا تعطيل المصالح وإهمالها ، إنما يعني أولا شغل القلب بما خلق له وهو ذكر الله ، قراءة اسم الله ، ثم منع الشيطان أن يدخل إلى القلب ويعيث فيه فسادا .14- الهواجيس هي الوسواس الخناس ، وهي تكون من الشيطان ، ومن الناس (كتب ، جرائد ، مجلات ، قنوات ، منتديات ، مجالس ، مكالمات الخ ) ، فكل كلام يدخل إلى قلبك من الخارج أو من الداخل فإنه يزاحم ما فيه من ذكر ، فإذا كان مخزون القلب اللغوي ضعيفا فإنه يزيده ضعفا ، ولأجل ذلك كان من أهم صفات المؤمنين أنهم عن اللغو معرضون لأنه يضعف القراءة بقلب .15- هذا التدريب أعلى استثمار للوقت ، وأقوى مستوى في إدارة الدقيقة ، يحفظ دقائق حياتك من الضياع.16- إن اللسان الذي يختلط باسم الله يكون لسانا شريفا عظيما بعظمة من يذكره ، وبقدر ما يتحرك اللسان ويختلط باسم الله تكون قيمته وعظمته.17- تدريب لا يزال لسانك رطبا يساعد جدا على التحكم بالكلمات فيمكن اختيار الكلمات الطيبة الإيجابية ومنع الكلمات السلبية التي تدمر وتهلك وتسبب الخسائر والمشاكل .18- ذكر الله هو صاحب الحق في دخول القلب وسكناه ، أما الهواجيس وهي الأفكار التي لا فائدة فيها ، أو في غير وقتها فيجب منعها وعدم السماح لها بالدخول مطلقا لأنها تضييع للوقت والحياة.19- لا تنس أنك حين تقوم بهذا التدريب أنك تقوي قلبك وترفع من مستوى لياقته والقدرة على قيادته خاصة إذا كان بتطبيق مفتاح التركيز فأكثر منه قدر استطاعتك.20- التحديد العام والقرار والهدف هو : لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله أي دوام تحريك اللسان بقراءة اسم الله وعدم توقفه إلا لمصحلة ثم يعود بعد انقضائها فورا، وعليه فيمنع أي تفكير ( خواطر / هواجيس ) دون موعد مسبق وأن تلزم نفسك بألا تفكر في أي أمر إلا باستخدام ورقة وقلم، يستثنى من ذلك صيد الخواطر.21- تذكر أن كل ثانية يتوقف فيها اللسان عن ذكر الله أنها خسارة وضياع للوقت والحياة فاجتهد في كسب الثواني قبل الدقائق واقتناص فرص البناء والتزكية .22- تذكر أنك في كل ثانية إما منتصر أو مهزوم، إن كنت لا تقرأ أو تقرأ وتوسوس وتهوجس؛ أي تفكر بغير ما تقرأ فأنت مهزوم ضائع ، وإن كنت تقرأ منتبها متيقظا فأنت والحمد لله وحده منتصر تزيد من قوة قلبك في كل ثانية تمر عليك وأنت على هذه الحال .v    تدريب 4: الفاتحة مفتاح النجاح في الحياة·        أهداف التدريب :1- النجاح في الحياة يتوقف على قراءة القرآن بقلب ، والفاتحة أم القرآن قد تضمنت كل ما في القرآن من العلم بإيجاز أي أنها متن القرآن وخلاصته .2- الفاتحة  ملخص القرآن ، وبقية القرآن شرح لهذا الملخص.3- قال صلى الله عليه وسلم : أعظم سورة في القرآن الحمد لله رب العالمين هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته  (رواه البخاري عن أبي سعيد بن المعلى )4- الفاتحة قد تضمنت أعظم دعاء بأعظم مطلوب وهو سؤال الله تعالى تحقيق الهدف الذي وجدت من أجله في هذه الحياة وهو ﮋ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﮊ الذاريات5- أنواع التوحيد الثلاثة تضمنتها الآية  الأولى  من  الفاتحة : ﮋ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙﮊ ، وموجودة في بقية آيات السورة .6- المعركة بينك وبين الشيطان هي الفاتحة في الصلاة فإن انتصرت عليه فيها انتصرت فيما سواها ، وإن هزمت وضاعت هواجيس هزمت فيما عداها.7- الفاتحة دعاء بحصول العلم ونيل أعظم النصيب منه وهو أحد ركني الهداية إلى الصراط المستقيم .8- تضمنت الفاتحة طلب الهداية إلى العمل الصالح المقبول عند الله تعالى.9- قراءة الفاتحة بقلب هي أعظم عمل يقوم به العبد في هذه الحياة لأنه المنطلق لما يريده الله تعالى من عبده.10- ثواب قراءة الفاتحة عظيم فهي أعظم سورة في القرآن ، الحرف بحسنة والحسنة بعشر أمثالها .11-الفاتحة أعظم دعاء والدعاء هو العبادة والداعي ينال أعظم الثواب.12- ثلاث آيات يقرأ بهن أحدكم في صلاته خير له من ثلاث خلفات عظام سمان (مسلم عن أبي هريرة) والفاتحة سبع آيات.13- اسم الله الأعظم موجود قطعا وجزما في الفاتحة.14- الفاتحة تضمنت كل ما ورد في أحاديث إجابة الدعاء بلفظ موجز .15- الفاتحة دعاء بحب القرآن فمن استجيب له هذا الدعاء سعد في الدنيا والآخرة.16- الفاتحة تضمنت أعظم الشفاء وأعظم رقية ، فهي شفاء النفس وشفاء البدن وهذا حاصل فقط لمن قرأها بقلب .17- قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ..... هذا لعبدي ولعبدي ما سأل ( مسلم عن أبي هريرة )18- وما يدريك أنها رقية (البخاري عن أبي سعيد الخدري )19- أم القرآن هي السبع المثاني والقرآن العظيم ( البخاري عن أبي هريرة)20- الحمد لله رب العالمين أم القرآن وأم الكتاب وهي السبع المثاني (أبو داود والترمذي وصححه عن أبي هريرة)21- فإن هو قام فصلى فحمد الله وأثنى عليه ومجده بالذي هو له أهل وفرغ قلبه لله إلا انصرف من خطيئته كهيئته يوم ولدته أمه ( مسلم عن عمرو بن عبسة )·        نظام التدريب1- تذكر وأنت تقرأ الفاتحة أن الله يجيبك عند قراءة كل آية من آياتها وأنه يعطيك ما سألت وما طلبت من العلم والعمل وقد وعد سبحانه وتعالى بذلك وهو لا يخلف الميعاد.2-أن تكرر آيات الفاتحة لتتمكن من فقه معانيها .3- التدريب على مفتاح الربط ( المعاني ) لكلمات الفاتحة .4- إعادة قراءة الفاتحة حين يحصل الإخلال بمفاتيح القراءة بقلب الثلاثة ( الربط ، التكرار ، التركيز )5- تذكر أن الشيطان يحاول أن يصدك عن قراءة الفاتحة بقلب فاستعن بالله على جهاده .شرح التدريب :1- لا يصح أن تسرع في قراءة الفاتحة بل يجب أن تقطع القراءة آية آية بل جملة جملة وأن تكون القراءة مدا لتمنح الفرصة والوقت لتذكر معانيها ، والتأمل في كلماتها.2- قد فرض علينا قراءة الفاتحة وأن نكررها كل يوم سبع عشرة مرة ، وندبنا إلى الزيادة من ذلك ما استطعنا .فلا بد أن نتفقه في معاني كلمات الفاتحة كتابة وحفظا وأن نقوم بربط هذه المعاني بألفاظ الفاتحة بحيث ترد على القلب كلما تمت قراءتها  فتكون كلمات الفاتحة كبيرة وعظيمة ومؤثرة جدا في تحقيق حياة القلب .3- قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب : (فإذا تأمل العبد هذا وعلم أنها نصفان نصف لله ونصف دعاء يدعو به لنفسه ، وتأمل أن الذي علمه هذا الدعاء هو الله تبارك وتعالى ، وأمره أن يدعوا به ويكرره في كل ركعة وأنه سبحانه من فضله وكرمه ضمن إجابة هذا الدعاء إذا دعاه بإخلاص وحضور قلب تبين ماذا أضاع كثير من الناس)اهـ .·        معاني الفاتحةلتكون قراءة الفاتحة بقلب يحسن حفظ هذه المعاني وربطها بألفاظ الفاتحة، بحيث يحصل تذكرها كلما حصلت القراءة، وليكن الحفظ تربويا، بمعنى أن يكون بتدريج وعلى مهل، ففي كل يوم أو كل أسبوع تضيف إلى رصيدك عددا من المعاني، بعد أن تكون حفظت ما سبق ورسخ حفظه.أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم1- السميع يسمع كلامي ، العليم يعلم حالي.2- أعوذ: أي أحتمي وأستجير ،أي أطلب الحماية والنصرة والنجدة والعون والمدد.3-    ﮋ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡﮢ ﮣ    ﮤ ﮥ     ﮦ  ﮧ ﮊ يوسف4-ﮋ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮊ النحل5-ﮋ ﯔ ﯕ  ﯖ  ﯗ ﯘﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﮊ البقرة6-ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘﭙ ﭚ ﭛ   ﭜ ﭝ  ﭞ ﭟ ﭠ ﭡﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ  ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﮊ النور7-ﮋ ﭯ ﭰ ﭱ  ﭲ ﭳ ﭴﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ  ﭺ ﭻ ﭼ  ﭽ ﮊ فاطر.8- ﮋ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ  ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ   ﮡ ﮢ ﮊ الإسراء9-ﮋ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ   ﭻ ﭼﭽ ﭾ ﭿ  ﮀ ﮁ ﮂ ﮊ يسبسم الله الرحمن الرحيم1- بسم الله لا بحولي ولا قوتي .2- أتبرك واستعين بالله .3- الله / الرحمن / الرحيم ، أسماء عظمى .4- بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء.1- الحمد لله رب العالمين1- أشهد أن الحمد كله ، لله وحده لا شريك له، خالصا لوجهه.2-حمدني عبدي.3- الحمد لله الذي هدانا للصراط المستقيم .4- آخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين .5- الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله .6- أنت المنان ، المنة لله وحده، الفضل منه سبحانه.7- وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها.8- لئن شكرتم لأزيدنكم9- اللهم لك الحمد على ما قضيت .10- الحمد لله على نعمة القرآن .11- الحمد على كل عافية وأمن وعفو في المال والأهل والوطن.12- المنة لله وحده فكيف يصح العجب والفخر من العبد.13- الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا فكم ممن لا كافي له ولا مؤي.14- رب العالمين: أي ملك العالم كلهم ، ملك الدنيا كلها لا شريك له في الملك.15 - حينما تتذكر أن الله رب العالمين يصغر في عينك جميع الناس وتعلم أنهم مجرد عبيد لا تصرف لهم ، ويتعلق قلبك بالله وحده.2- الرحمن الرحيم1-أشهد أن الله هو الرحمن ، وهو الرحيم.2-أثنى عليَّ عبدي .3- ﮋ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ   ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ   ﯪ ﯫﯬ ﯭ ﯮ        ﯯ    ﯰ ﮊ فاطر4 - ﮋ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ  ﰄﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉﰊ ﰋ ﰌ ﰍ       ﰎ ﰏ ﰐ ﮊ الروم.5- ﮋ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﮊ الحجر6- ﮋ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﮊ آل عمران7- ﮋ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ   ﭤ ﭥ    ﭦ ﮊ يوسف.8- رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما ارحمنا رحمة من عندك تغننا بها عن رحمة من سواك.9 - أترون هذه طارحة ولدها في النار؟ الله أرحم بعبده من الوالدة بولدها(البخاري عن عمر)10- برحمتك يا رب لا بعملي لا بعلمي لا بخبرتي.11- اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين.12- يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث.3-مالك يوم الدين1- أشهد أن الله مالك يوم الدين.2- مجدني عبدي.3- ﮋ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮊ الانفطار4- ﮋ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﮊ الواقعة5- آمنا بيوم الدين ، ونعوذ بالله أن نكون من ﮋ ﭤ ﭥ ﭦ     ﭧ   ﭨ ﮊ المطففين6- ﮋ ﭾ ﭿ ﮀ        ﮁ ﮂ ﮃ ﮊ الواقعة7- تذكر طريق اليوم الآخر يوم الدين بدءا من سكرات الموت ومعاينة الملائكة إلى نهاية المصير إما إلى جنة أو نار .4-إياك نعبد وإياك نستعين1- هذا بيني وبين عبدي ،أي تأتيني بالعبودية آتيك بالإعانة.2- قال شيخ الإسلام ابن تيمية : " إياك نعبد تدفع الرياء ، وإياك نستعين تدفع الكبرياء "اهـ3- وقال أيضا : " تأملت أنفع الدعاء فوجدته طلب العون من الله على طاعته ثم وجدته في الفاتحة في إياك نعبد وإياك نستعين "اهـ أي أنك تسأل الله العون على ذكره وشكره وحسن عبادته، والطريق إلى تحقيق ذلك هو قوة الحفظ التربوي للقرآن والسنة.4- إياك نعبد = اللهم اغفر لي ، لأنها تجديد للعهد والولاء والطاعة لله سبحانه ، فلا يصح لعبد أن يعصي سيده فإن فعل فعليه التوبة والإنابة وتجديد العبودية لمولاه.5- العبودية هي الخضوع والذل والطاعة وهي لله وحده .6- اللهم اجعلني عبدا شكورا .7- اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.8- العبد نفسه وماله ملك سيده فبماذا العجب والفخر ولماذا البخل.9- ﮋ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﮊ الفاتحة: ٥  ،ﮋ ﮘ ﮙ ﮚ ﮊ هود:١٢٣  ﮋ ﭾ ﭿ   ﮀ       ﮁ     ﮂﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮊ التغابن: ١٣ ،ﮋ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﮊ الملك: ٢٩   ﮋ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ   ﮉ ﮊ ﮋ ﮊ المزمل: ٩10-التوكل = الاستعانة = اعتماد القلب على الله وهو ثمرة صدق العبودية.11- من حط ثقل حموله بباب مالكه استراح *** إن السعادة حصلت لمن ألقى السلاحأي ترك التدبير لله وحده واقتصر على فعل السبب مع اعتقاده بوجوب فعل السبب وتأثير الأسباب لكن القلب يطمئن إلى تدبير الله ورحمته.12- اللهم إنا عبيدك فأعنا لا مولى ولا نصير لنا سواك.13- ﮋ ﮃ ﮄ     ﮅ   ﮆ ﮇ  ﮈ ﮉ  ﮊ ﮋ ﮊ القصص.14-إياك نستعين هي التوكل ، هي  لا حول ولا قوة إلا بالله عند كل مطلوب  ، كما قال صلى الله عليه وسلم لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير (الترمذي وصححه عن أبي هريرة).5- إهدنا الصراط المستقيم1- هذا لعبدي ، ولعبدي ما سأل .2- أي دلنا وأرشدنا ويسر لنا الصواب في كل تصرف وكل كلمة نقولها.3- من يهده الله إلى الصراط المستقيم فلا يضل ولا يشقى بل يهتدي ويسعد وينجح في أموره كلها ، يوفق في قراراته وتصرفاته اليومية مع أهله والناس وتدبير أمور حياته.4- إن من أعظم أساليب الشيطان في الصد عن الصراط المستقيم أن ينسيك العلم النافع ومن أهمه العلم بما تضمنته الفاتحة من معان عظيمة وينسيك العمل بها بحيث لا تتذكر ما ورد في فضلها وخاصة في الصلاة عندما تقوم لمناجاة الله تعالى .5- قد افلح من زكاها ، وكيف أزكي نفسي وأسمو بها في مراتب الصلاح ، وكيف أثبت على الهداية بعد أن من الله علي بها ؟ تحقيق ذلك كله يكون بهذه السورة العظيمة أعظم سورة في القرآن ، إنه دوام وشدة التضرع إلى الله تعالى أن يحقق ذلك .6- الهداية إلى الصراط المستقيم ليست على درجة واحدة أو مرتبة واحدة فمن يدعو الله تعالى يوميا بهذا الدعاء العظيم ويسأله أن يحقق له هذا الهدف الكبير فإنه بإذن الله تعالى يترقى كل يوم مستوى ومرتبة ويعلو يوما بعد يوم ،وكل يوم يحصل على هداية تزيده درجة في الصديقية .7- يقول ابن القيم : " لما كان سؤال الهداية إلى الصراط المستقيم أجل المطالب ، ونيله أشرف المواهب علم الله عباده كيفية سؤاله فأمرهم أن يقدموا بين يديه حمده والثناء عليه وتمجيده ، ثم ذكر عبوديتهم وتوحيدهم ، فهاتان وسيلتان إلى مطلبهم توسل إليه بأسمائه وصفاته وتوسل إليه بعبوديته وهاتان الوسيلتان لا يكاد يرد معهما الدعاء"اهـ8- الهداية إلى الصراط المستقيم هي الهداية إلى القرآن ، والهداية إليه تكون  بكثرة قراءته في صلاة وهذا هو صراط الذين أنعم الله عليهم فأحبوا القرآن فتنعموا بمناجاة الله به في الليل والنهار .9- دعاء اللهم إني عبدك تفسير للفاتحة .10- تذكر قول الله تعلى في الحديث القدسي : " (يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم) ( مسلم عن أبي ذر ) فأنت تسأل الله تعالى أن يجمع لك بين العلم النافع والعمل الصالح الذي تنجوا به من جميع أنواع الانحراف .11- لكي تمر على الصراط يوم القيامة ولا تزل عنه فعليك بإدامة دعاء الفاتحة مع حضور القلب وخوف وتضرع.12- ﮋ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﮊ الفاتحة  فيها طلب المتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم.13- إهدنا الصراط المستقيم يتضمن معرفة الحق وتطبيقه ،أي العلم الصحيح ، وصواب العمل ، أي معرفة الحق وحبه ومعرفة الشر وكرهه .14- إهدنا الصراط المستقيم = زدنا هدى = زدنا علما = زدنا ذكرا = زدنا حفظا .15- إهدنا الصراط= يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك.16- ينبغي أن نعلم أن القلب يتقلب في كل لحظة وأن ما فيه من الإيمان يزيد وينقص يرتفع وينخفض فقد يصل نقص الهداية في أي لحظة إلى الانحراف وقد يصل به زيادة الهدى إلى أن يصل إلى مرتبة الصديقية.6-صراط الذين أنعمت عليهم1- الذين أنعم الله عليهم كان القرآن ربيع قلوبهم ونور صدورهم وأنت تسأل الله أن تكون مثلهم.2- الذين أنعم الله عليهم هم النبيون والصديقون والشهداء والصالحون ، فأنت تسأل الله تعالى أن يهديك كما هداهم.3- تذكر من النبيين محمدا صلى الله عليه وسلم، ومن الصديقين أبا بكر رضي الله عنه، ومن الشهداء عمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم أجمعين،وهدنا صراطهم المستقيم، وتذكر الصالحين من بعدهم إلى يومنا هذا.7-غير المغضوب عليهم ولا الضالين1- المغضوب عليهم من عرف الحق ولم يتبعه.2- الضالون من وجدت عندهم إرادة الحق لكنهم جهلوه فاتبعوا الباطل .3- المنعم عليهم من علموا الحق واتبعوه ، فحصلوا الأمرين. -آمين- اللهم استجب دعاءنا، وحقق رجاءنا، وأسعفنا بمطلوبنا.v    تدريب 5: قراءة القرآن في الصلاة هدفي في الحياة·        أهداف التدريب1- ﮋ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ    ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﮊ طه2- ﮋ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﮊ البقرة3- ﮋ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﮊ الفاتحة4- ﮋ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﮊ المزمل5- ﮋ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ   ﮢ               ﮣ ﮤ ﮥ ﮊ القمر6- ﮋ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ الإسراء7- ﮋ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﮊ الفرقان8- ﮋ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺﯻ  ﮊ الزمر: ٩9- ﮋ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﮊ ص10- ﮋ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﮊ طه11- ﮋ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ   ﮭ ﮮ     ﮯﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕﯖ ﯗ ﯘ ﯙ      ﯚ ﮊ هود .12- ﮋ ﮰ ﮱ   ﯓ   ﯔ ﯕﯖ ﯗ ﯘ ﯙﯚ ﯛ ﯜﯝ ﯞ ﯟ    ﯠ ﮊ طه13- ﮋ ﮂ  ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ  ﮈ    ﮉ ﮊﮋ ﮌ ﮍ  ﮎ ﮏ ﮊ الجمعة14- ﮋ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ      ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧﮨ ﮩ ﮪ      ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮊ المنافقون15- ﮋ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﮊ الفاتحة16- ﮋ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﮊ طه17- ﮋ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﮊ الشرح18- ﮋ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﮊ المؤمنون19- ﮋ ﭻ ﭼ    ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ          ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ   ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮊ المعارج20- ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ  ﮐ ﮑ ﮒ ﮊ الذاريات21- ﮋ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ  ﭫ ﮊ الفتح: ٢٩22- ﮋ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﮊ الزمر23- ﮋ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﮊ الذاريات24- ﮋ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ    ﰃ ﰄ  ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﮊ الأعلى25- ﮋ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﮊ الشمس26- ﮋ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮊ العلق27- ﮋ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﮊ قريش28- ﮋ ﮊ ﮋ ﮌ   ﮍ ﮊ الكوثر29- ﮋ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ    ﯠ ﯡﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ   ﯨ ﮊ العنكبوت: ٤٥30- بيني وبين عبدي .31- فزع إلى الصلاة ( أبو دواد عن حذيفة )32- إذا قام صاحب القرآن فقرأه بالليل والنهار ذكره وإن لم يقم به نسيه ( مسلم عن ابن عمر )33- لاحسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله القرآن ( البخاري ومسلم عن ابن مسعود)أقرب ما يكون العبد من ربه عز وجل وهو ساجد فأكثروا الدعاء (مسلم عن أبي هريرة)34- من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة ( الترمذي وصححه عن ابن مسعود)35- ثلاث آيات يقرأ بهن أحدكم في صلاته خير له من ثلاث خلفات عظام سمان (مسلم عن أبي هريرة).36- إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواما ويضع به آخرين (مسلم عن عمر ابن الخطاب)37- وجعلت قرة عيني في الصلاة (النسائي عن أنس)38- كابدت القرآن عشرين سنة ثم تنعمت به عشرين سنة (ثابت البناني)·        نظام التدريب1- أن يكون الحزب اليومي مناسبا للقدرة غير مسبب للاستعجال ﮋ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮊ المزمل: ٢٠   هذا هو مفتاح القدرة،وهو مفتاح يسر أحد مفاتيح الإنجاز وهو مفتاح مهم جدا.2- الحزب اليومي الآن (       ) وجه  كل ليلة  ، يمنع الاستعجال والزيادة قبل ثبات المقدار ورسوخه .3- توزيع الحزب اليومي على مواعيد يومية ، بعد العشاء ، وقبل الفجر ، فمثلا للمبتدئ يكون بعد العشاء وجه في ركعتين ، وقبل الفجر وجه في ركعتين .4- الحزب الكلي ( ؟ وجها ) من سورة ؟  إلى سورة الناس ، يمنع الاستعجال والزيادة قبل ثبات المقدار ورسوخه .5- يتم قراءة الحزب الكلي كل سبعة أيام .6- سرعة القراءة عشر دقائق لكل وجه فقط لا غير ، مع التذكير بأن المسألة ليست حسابية ، بل يجب الأناة والمرونة والرفق عند كل تحديد .7- مقدار القراءة في الركعة يجب أن يكون مناسبا للقدرة لأن التطويل يؤدي إلى الاستعجال والملل وضعف التركيز، ويؤدي إلى الاستعجال في قراءة الفاتحة وتضييع مفاتيح القراءة بقلب.8- لا تقرأ أبدا من أجل أن تنهي حزبك ، عدم إنهاء الحزب أهون من قراءة بنية إنهاء الحزب لأن القراءة مع استعجال وانشغال أو تعب وخمول لا تحقق قوة القلب (ليصل أحدكم نشاطه)  (البخاري ومسلم عن أنس ) .9- مع أذان المغرب كل ليلة يتم تحديد عدد الأوجه التي يجب قراءتها ، وتحديد بداية القراءة ونهايتها.10- متابعة إنجاز المطلوب وكم وجه بقي على إنهاء الحزب باستمرار.11- يصمم جدول يبين فيه تاريخ الحفظ التربوي ومدى تقدمه .12- تصميم جدول يتم من خلاله متابعة تنفيذ الحزب اليومي .13- صلاة ركعتين بطمأنينة وبتكرار آيات الفاتحة ثلاثا والتسبيح عشرا تستغرق من خمس إلى ثمان دقائق .14- قبل أن تشرع في الصلاة عليك بتحديد بداية الوقت ونهايته ومقدار القراءة.15- توظيف صفحات إدارة الوقت لتحديد مواعيد كافية لقراءة القرآن في صلاة .16- قياس قراءة القرآن في صلاة يكون بالوجه لكل يوم ، لكل وجه عشر دقائق ، وهو قياس قوة القلب .17- الحفظ التربوي للقرآن: هو ما تقرؤه من القرآن حفظا كل سبعة أيام في صلاة في ليل بترتيل وتكرار وربط الخ18- الفك التام بين حفظ القرآن والحفظ التربوي للقرآن ولا يجوز الإخلال بالأخير من أجل الأول.19- لا يصح أبدا التطلع للزيادة المؤدية للإخلال بمفاتيح القراءة بقلب وخاصة مفاتيح: الربط ، التكرار ، يسر (القدرة).20- الأصل أن قراءة الحزب تكون ليلا ، لكن (من نام عن حزبه أو عن شيء منه فقرأه فيما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر كتب له كأنما قرأه من الليل) ( مسلم عن عمر)21- تطبيق مفتاح الترتيل في كل قراءة ، ﮋ ﭢ ﭣ  ﭤ ﮊ ، يقرأ مترسلا  إذا مر بآية فيها تسبيح سبح ، وإذا مر بسؤال سال ، وإذا مر بتعوذ تعوذ (مسلم عن حذيفة) ، يقرأ السورة فيرتلها حتى تكون أطول من أطول منها (مسلم عن عائشة ) ، كان يقطع قراءته آية آية (أحمد وأبو داود عن أم سلمة) ، كانت مدا ، يمد بسم الله ، ويمد الرحمن ، ويمد الرحيم (البخاري عن أنس)22- تطبيق مفتاح الجهر مهم جدا ( ليس منا من لم يتغن بالقرآن يجهر به ) (البخاري عن أبي هريرة )23- (إنما الأعمال بالنيات) (البخاري ومسلم عن عمر ) ، فاحفظ أهداف التدريب واستحضرها حين القراءة.24- تشغيل مفتاح التركيز ( المنع ) بفروعه الأربعة مع كل قراءة .25- قراءة الفاتحة بقلب هي سر حياة القلب وهي مفتاح النجاح في الحياة ، وهي أول ما يجب تدبره من القرآن.26- التأكيد على تكرار آيات الفاتحة ثلاث مرات فأكثر.27- يجب إعادة الفاتحة حين نسيان تطبيق المفاتيح.28- تكرار التسبيح والتحميد والاستغفار خمس مرات أو عشر في بعض الأحيان ، وضرورة تشغيل مفتاح الربط مع كل تكرار .29- ضرورة تطبيق مفتاح التركيز حين قراءة التشهد الأول والثاني خاصة تركيز العين على اليد، والعد.30- تشغيل مفتاح الربط (المعاني) وأول المعاني حديث قسمت الصلاة.31- ضرورة تشغيل مفتاح الربط ( المعاني ) حين قراءة كلمات الانتقال بين أركان الصلاة ، ومن ذلك: كلما قلت في الصلاة الله أكبر فتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم: أيها الناس إن أحدكم إذا كان في صلاة فإنه مناج ربه وربه فيما بينه وبين القبلة  (البخاري عن أبي موسى ) .32- احذر التكرار الأجوف أي التكرار بدون ربط .·        شرح التدريب1- الحفظ التربوي للقرآن قد يمتد عشرات السنين فلا استعجال بل يجب أن يسير على مكث منجما لا جملة ﮋﯹ ﯺ ﯻ ﯼﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﮊ الفرقان2- يمنع منعا باتا الاستعجال في الحفظ التربوي للقرآن مهما كانت الحجة.3- اعتبر هذا اليوم (  /   /       هـ) هو البداية الفعلية لمشروع الحفظ التربوي للقرآن ، وتدريب هدفي في الحياة قراءة القرآن في الصلاة .4- التأكيد على تدريب النوم المبكر والقراءة في جوف الليل.5- إذا قيل : إلى متى تسير بهذه السرعة البطيئة ؟ فقل : إلى أن يصح القلب ويشتد ويقوى بإذن الله تعالى على سرعات أعلى كما كان السلف ، وهذا جواب لمن يقول إن قراءة السلف كانت أسرع مما حددت .6-حفظ هذا النظام حفظا تربويا حتى يثبت ولا يطير.7- الإكثار من دعاء ﮋ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﮊ آل عمران8- مما يسبب الانتكاس في هذا التدريب نسيان مفاتيح القراءة بقلب ومنها : التركيز (المنع)، الربط (المعاني)، والتكرار ، وسبب ذلك الاستعجال واتخاذ قرارات خاطئة بسبب نسيان قواعد هذا النظام.9- الأصل أن الحياة كلها صلاة ، فقد فرضت خمسين صلاة ثم خففت إلى خمس صلوات ، ﮋ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﮊ الشرح10- دوام الوضوء حتى للجنب حفظ للنفس من الأنفس الخبيثة، وتنشيط لها على القراءة.11- الترتيل وتكرار الآيات والربط لأجل الفهم والتدبر،والتكرار كل سبعة أيام لأجل حفظ هذا التدبر وتذكره  .12- معادلة النجاح في الحياة في ثلاث كلمات :الله ---> القرآن --- -> الصلاة ﮋ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﮊ طه13-خلقت لتقرأ القرآن في صلاة،وحين تفعل  فقد نجحت في الحياة ﮋ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮊ العلق ﮋ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﮊ الشرح14- الفشل في الحياة سببه نقص العبودية لله ،  وقراءة القرآن في الصلاة هي الطريق إلى تحقيق العبودية ، وهي التوبة وهي الاستغفار ، وهي الفزع إلى الله.15- الهواجيس التي تضعف القراءة بقلب سببها الشيطان وكثرة قراءة القرآن في الصلاة تزيد قوة التحكم بالقلب .16- قراءة القرآن في الصلاة شكر لله على نعمه وسبب للخير الكثير ﮋ ﮊ ﮋ ﮌ   ﮍ ﮊ الكوثر 17- كل ما تريد بيد الله وحده لا شريك له؛ وقراءة القرآن في الصلاة أعظم استكانة وذل بين يدي الله تعالى ، ﮋ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﮊ المؤمنون ( فزع إلى الصلاة ).18- ما من إنسان يتدبر القرآن إلا اهتدى للحق ولو كان  يهوديا أو نصرانيا أو رافضيا ، لكنهم لا يتدبرون.19- الشفاء وحياة القلب بأمرين : الأول : القراءة ، الثاني : بقلب ، الأول يحققه مفاتيح الإنجاز ، والثاني يحققه مفاتيح التدبر ، فكثرة القراءة بلا قلب لا حياة بل موت محقق ، وكلما كانت القراءة بقلب أكثر كانت الحياة أكبر ، وإن من أهم مفاتيح القلب القدرة فأي كثرة زائدة عن القدرة فهي بلا قلب . 20- ومما يعيق تطبيق مفتاح القدرة المقارنة بالآخرين ، والمقارنة بالنماذج العالية من السلف ، والمقارنة بأيامك أو أحوالك التي سبقت والإصرار على تحقيق ما سبق دون مراعاة القدرة . 21- ﮋ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﮊ المزمل: ٢٠   إلى أن تصلوا إلى ﮋ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﮊ المزمل ، الأول ناسخ والثاني منسوخ ، ولا يصح تقديم المنسوخ على الناسخ ، المنسوخ لبيان القمة ، والناسخ لبيان الطريق إليها .22- ﮋ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ    ﰃ ﰄ  ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﮊ الأعلى هذه خريطة النجاح .23- بعون الله تعالى لا يمكن أن يوجد سهو مع تكرار وربط أبدا.24- قلة أو عدم قراءة القرآن في الصلاة أكبر أسباب هجره .25- استفد من هذا التدريب قبل أن تضيع سنوات عمرك في تجارب ومحاولات.26- العلاج في أمرين : إنه التكرار مع الربط ، إنه الأناة والانتباه، إنه الحفظ التربوي ، وهذا النظام يضبط هذا الكلام ويفصل طريقة التطبيق .27- تكرار الحزب الكلي كل سبعة أيام من أجل حفظ العلم بالله ، لأنه لا طريق لحفظ المعاني غير تقارب القراءة وتكرارها.28-الطريق إلى التربية هو قراءة القرآن في الصلاة لأنه يحقق الذكر والحفظ بقوة ، يحقق الحلم والأناة ، يربي على النظام والتنظيم .v    تدريب 6: النوم المبكر وقراءة القرآن في جوف الليل·        أهداف التدريب1- ﮋ ﭡ ﭢ ﭣ ﮊ آل عمران2- ﮋ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮊ الإسراء: ٧٩3- ﮋ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﮊ الزمر: ٩4- ﮋ ﮓ ﮔ ﮕ    ﮖ ﮊ الذاريات5- ﮋ ﭬ ﭭ ﭮ  ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﮊ المزمل6- فأصبح نشيطا طيب النفس (البخاري ومسلم عن أبي هريرة)7- فإن صلى قبلت صلاته (البخاري عن عبادة)8- إن في الليل ساعة (مسلم عن جابر)9- ينزل ربنا كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له (البخاري ومسلم عن أبي هريرة)10- أقرب ما يكون العبد من الرب في جوف الليل فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن (أبو داود والترمذي وصححه عن عمرو بن عبسة)11- ذاك رجل بال الشيطان في أذنيه (البخاري ومسلم عن ابن مسعود)12- حديث العُقَد أصل هذا التدريب وهو الطريق إلى تحقيق : نشيطا طيب النفس.·        نظام التدريب:1- النوم بعد صلاة العشاء مباشرة .2- الاستيقاظ قبل أذان الفجر .3- فاقرأوا ما تيسر منه.4- القراءة في هذا التدريب تابعة لتدريب قراءة القرآن في الصلاة.v    تدريب 7 : القراءة قبل النوم·        أهداف التدريب1- فإن مت فأنت على الفطرة وإن أصبحت أصبت خيرا (البخاري عن البراء)2- لا يزال عليك من الله حافظ (البخاري عن أبي هريرة)3-خير لكما من خادم (البخاري ومسلم عن علي)4- ما من مسلم يبيت على ذكر طاهرا فيتعار من الليل فيسأل الله خيرا من الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه (أبو داود والنسائي عن معاذ)5- حسن الخاتمة.6- ما ظننت أحدا يعقل ينام قبل أن يقرأ الآيتين من آخر سورة البقرة (علي بن أبي طالب)·        نظام التدريب1- إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ( البخاري عن البراء).2- كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما فقرأ فيهما قل هو الله أحد و قل أعوذ برب الفلق و قل أعوذ برب الناس ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده يفعل ذلك ثلاث مرات (البخاري عن عائشة ).3- صفة الرقية: أولا: النفث، ثانيا: القراءة، ثالثا: المسح، يكرر ذلك ثلاث مرات.4- قراءة خواتيم البقرة . (البخاري ومسلم عن أبي مسعود)5- قراءة آية الكرسي .6- دعاء : اللهم عالم الغيب والشهادة .7- سبحان الله ثلاثا وثلاثين ، الحمد لله ثلاثا وثلاثين ، الله أكبر أربعا وثلاثين.8- تكرار سبحان الله ، سبحان ربي حتى النوم ، ومنع القلب من الاشتغال بأي قراءة أخرى .9- الاستمرار في التسبيح حتى تبدأ نوبات النعاس، وفي تلك اللحظة تأتي الخطوة التالية. 10- دعاء : اللهم أسلمت نفسي ، واجعلهن آخر ما تتكلم به.·        شرح التدريب1- لحظات ما قبل النوم من أخطر الأوقات في الحياة ، ما قبل النوم يشبه الوفاة.2- من تعود على القراءة بقلب في هذا الوقت يرجى له حسن الخاتمة والثبات عند الممات. 3- من يقرأ بقلب ما ورد كل ليلة فإنه ينام نقيا طاهرا، وينام نوما كاملا يعيد للجسم نشاطه وحيوته. 4- لذلك كانت القراءة في مثل هذا الوقت سببا للقوة والنشاط النفسي والبدني .5- النوم من الأمور المهمة والخطيرة في الحياة، ويجب أن يعطى ما يستحقه من الأهمية، ولا يصح أبدا إهمال النوم والتفريط فيه، بل لا بد من العلم بأحكامه وأسراره وآدابه، وأن نعلم أنه فن يجب إتقانه، وتطبيقه على أصوله الصحيحة، ونعلم أنه مهارة مهمة يجب تعلم أصولها، والتدريب على  تلك الأصول حتى الإتقان، النوم يستغرق ثلث حياتنا على الأقل؛ ألا يستحق هذا الثلث من حياتنا بذل الجهد لإتقانه واستثماره، ثم لنعلم أن إتقان وإحكام هذا الثلث مفيد جدا للانتفاع بالثلثين الآخرين، وإلا ضاع الجميع.v    تدريب 8: ( ركعتان لا يحدث فيهما نفسه)·        أهداف التدريب1- فإن هو قام فصلى فحمد الله وأثنى عليه ومجده بالذي هو له أهل وفرغ قلبه لله إلا انصرف من خطيئته كهيئته يوم ولدته أمه (مسلم عن عمرو بن عبسة)2- من توضأ نحو وضوئي هذا ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه إلا غفر له ما تقدم من ذنبه (البخاري ومسلم عن عثمان )3- ما من أحد يتوضأ فيحسن الوضوء ثم يصلي ركعتين يقبل بقلبه ووجهه  عليها  إلا وجبت له الجنة ( مسلم عن عقبة بن عامر )·        نظام التدريب1- ضرورة الطمأنينة في كل أركان الصلاة.2- الوقت الكافي لتحقيق ركن الطمأنينة في جميع أركان الصلاة هو خمس دقائق .3- حدد بداية الوقت ونهايته منعا للاستعجال وتحقيقا للطمأنينة.4- لا تصل وأنت مستعجل أبدا.5- أن تكون القراءة في جميع أركان الصلاة بترتيل وأناة.6- أن تكون القراءة جهرا ومدا.7- تطبيق مفاتيح : التكرار والربط والتركيز.8- مشارطة ومعاهدة النفس قبل كل صلاة بأن تكون كما وصف النبي صلى الله عليه وسلم .9- قراءة أهداف ونظام التدريب كاملة قبل كل تدريب.10- معاقبة النفس إن حصل نقص .·        شرح التدريب1- هذا التدريب ليس بالأمر السهل كما أنه ليس صعبا ، إنما هو يعتمد على الرياضة والتدريب والمجاهدة .2- هذا التدريب سهل بإذن الله لمن استعان بالله تعالى وأخذ بالأسباب ، وهي مفاتيح القراءة بقلب ، كما أنه صعب بل عسير ومستحيل لمن فرط وأهمل ثم يتمنى على الله الأماني.3- هذا التدريب ليس خاصا بالأقوياء أو بالنخبة ، ولا يحتاج إلى متطلبات معينة ، إنما يحتاج إلى شيء واحد هو رغبة صادقة في التغيير للأفضل ، والانتقال للأعلى ، ثم بعد هذا مهما كان مستوى الشخص ، ومهما كانت مداركه فإنه بإذن الله يمكنه استيعاب ما ذكر وتطبيقه ، نعم يتفاوت الناس في سرعة استفادتهم مما ذكر ، وسرعة ظهور النتائج ، وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء .4- هذا التدريب يصل بالمسلم أن يفوز بما وعد به النبي صلى الله عليه وسلم أمته  من المغفرة ووجوب الجنة، أي أنه يحقق النجاح في الدنيا والآخرة.5- هذا التدريب يحقق أمنية كل مسلم وهي أن يصلي صلاة خاشعة ، ويتخلص من الفشل في هذا الأمر فيستثمر حياته ويربح صلاته ، بدل أن تمضي الأيام وهو يتمنى على الله الأماني .6- استغل كل فرصة ممكنة لتطبيق هذا التدريب .v    تدريب 9 : قراءة القرآن بقلب·        أهداف التدريب1- ﮋ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ      ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﮊ ق2- ﮋ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﮊ ص: ٢٩3- ﮋ ﭻ ﭼ ﭽ ﮊ النساء: ٨٢ ﮋ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮊ محمد4- ﮋ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﮊ الإسراء: ٩  .5- ﮋ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ   ﯨ   ﯩ ﮊ التغابن: ٨  .·        نظام التدريب1- يمكن أن تكون القراءة حفظا أو نظرا .2- تحديد عدد من الدقائق ثلاث أو خمس وتحديد البداية والنهاية (يمكن استخدام ساعة توقيف أو ساعة العد التنازلي)2- إذا بدأت بالقراءة فيجب تطبيق مفتاح التركيز أي منع الكلام أو النظر أو التفكير في غير ما تقرأ حتى ينتهي المحدد ( تحريمها التكبير وتحليلها التسليم) .3- إذا حصل أي سهو أو نسيان قبل نهاية الوقت المحدد يبدأ حساب الوقت من جديد إلى أن تصل إلى النهاية المحددة بنجاح .4- يجب التمهل والترتيل حين القراءة وعدم السرعة بحجة مقاومة الهواجيس .5- أهمية تطبيق مفتاح الجهر ومفتاح التكرار.6- في البداية يكون عدد الدقائق المحددة قليلة.7- ثم تكرر التدريب مرة بعد مرة حتى ينتهي الوقت المخصص للتدريب والقراءة.·        شرح التدريب1- لا يصح أبدا أن تسمح لنفسك بقراءة القرآن بأي كيفية وأي وقت بل يجب أن تتعود على قراءة القرآن وفق نظام قوي يتم فيه تطبيق تام لمفاتيح القراءة بقلب .2- قد يعتبر البعض أن تطبيق مفاتيح القراءة بقلب على قراءة القرآن فيه تضييق وتقييد وتقليل لفرص قراءة القرآن ، فنقول: نعم ربما حصل ما ذكر، لكن ما يقابل هذا من الفوائد والمكاسب في تحقيق الجودة ، ثم في اكتساب مهارة القراءة بقلب يفوق أضعافا مضاعفة ما فات من زيادة في كمية القراءة ، فيجب أن نركز على الفقه والتدبر ، وأن نركز على اكتساب عادات النجاح ومهارات البناء ، وأن نتخلص من الفوضى والتضييع مهما كانت المبررات.v    تدريب 10: التفكر في آيات الله·        أهداف التدريب1- ﮋ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﮊ سبأ: ٤٦2- ﮋ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ   ﮍ ﮊ يونس: ١٠١3- تكوين عادة التفكر والتأمل ، فالتفكير الإيجابي في نفسك وفي الناس والكون من حولك عادة يمكن زراعتها وغرسها .4- زيادة العلم والإيمان بالله .5- امتثال أمر الله بالتفكر والنظر .6- استغلال الوقت والحياة بما يحقق النجاح .7- إشغال القلب بمثل هذا التفكير الإيجابي يحفظه من التفكير السلبي الذي يسبب له المشكلات .·        نظام التدريب1- تعود دائما أن تسأل عما حولك بطريقة إيجابية .2- أن يكون التفكر من خلال تكرار كلمات محددة ، آيات من القرآن أو من السنة أو من كلامك ، المهم لا بد من كلمات يتم تكرارها .3- يمكن أن يكون التفكر جهرا وهذا أقوى في التركيز.4- تحديد عدد من الدقائق لهذا التدريب لها بداية ونهاية .5- استخدام مفتاح تركيز الجوارح : العين ، اليد ، اللسان.6- كلما كان علمك بما تفكر فيه أكثر كان التفكر أقوى .7- ورد في القرآن الدعوة إلى التفكر في أمور كثيرة فتكون هي موضوع التفكر مثل :  ﮋ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﮊ الطارق، ﮋ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﮊ عبس، ﮋ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮊ الغاشية ، ﮋ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ      ﭱ ﭲ ﭳ ﮊ الأنعام، ﮋ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ  ﰄﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉﰊ ﰋ ﰌ ﰍ       ﰎ ﰏ ﰐ ﮊ الروم ، ﮋ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ   ﮍ ﮊ يونس: ١٠١v    تدريب 11 : التفكير·        أهداف التدريب1- اكتساب مهارة التفكير في حل قضايا ومشكلات الحياة.2-زيادة قوة القلب والنفس في تحمل ضغوط الحياة ، ومواجهة ما يعترض الإنسان من صعوبات ، والتغلب عليها بعون الله وتأييده.·        نظام التدريب1- تحديد فكرة أو قضية أو مشكلة يراد التفكير فيها.2- تحديد عدد الدقائق المخصصة للتفكير .3- تحدد بداية الوقت ونهايته .4- مسك القلم باليد اليمنى وورقة باليد اليسرى .5- كتابة ما يرد من خواطر .6- تنظيم هذه الخواطر قدر المستطاع ، ولو بإعادة كتابتها على ورقة جديدة .7- المقصود هنا التدريب على التفكير وليس حل المشكلة أو القضية التي يتم التفكير فيها .8- تطبيق هذا التدريب مرة واحدة على الأقل كل يوم .9 - عدم التطبيق اليومي للتدريب يقلل من فرصة النجاح فيه .10- من المفيد توثيق جميع بياناتك ومعلوماتك التي تتوصل إليها في (برنامج بحث) وهو أحد (برامج إدارتي)، وقد خصص لشرحه كتاب مستقل بعنوان: مفاتيح البحث العلمي ومعالجة مشكلات الحياة.·        شرح التدريب:1- حين يعبر الإنسان عما في نفسه بطريقة كتابية ومنظمة فإنه يزيح عن صدره ثقل المشكلة ويستطيع بإذن الله تعالى أن يبصر ويرى ،وأن يفكر بوضوح ، وأن يعرف أبعاد القضية أو المشكلة التي يفكر فيها فيركز على قلب القضية ، ويتوصل بفضل الله ومنته إلى الحلول الصحيحة السديدة التي تسهم في حل المشكلة إن شاء الله ذلك وقدره ، أو التعايش معها بطريقة إيجابية تحقق المصالح وتدرأ المفاسد.2- مثل هذا المستوى من التفكير مهارة تحتاج إلى تدريب وتمرين مستمر حتى يتم اكتسابها ثم ترقيتها وتقويتها بحيث يستفيد منها وقت الحاجة إليها.v    تدريب 12: القراءة بتركيز·        أهداف التدريب1- زيادة قدرة القلب على التركيز .2- زيادة سرعة القراءة توفيرا للوقت وزيادة للإنتاجية.·        نظام التدريب1- أن تكون القراءة تحت ضغط الوقت ، أي تحديد عدد من الدقائق لقراءة عدد من الصفحات بسرعة معينة.2- تحديد بداية الوقت ونهايته.3- معرفة كم بقي من دقيقة على النهاية.4- حين القراءة يجب ربط العين بالقلب من خلال مسك القلم وتمريره على ما يتم قراءته.5- يمكن التحكم بسرعة تمرير القلم حسب قوة القلب وقدرته على المتابعة .6- يجب أن تزيد هذه السرعة مع التقدم في التدريب ، وبحسب طبيعة المادة المقروءة.·        شرح التدريبقد يرى البعض أن مسك القلم وتمريره يعيق القراءة ويقلل من سرعتها ، نقول نعم هذا في البداية لمن لم يتعود على ذلك ، ثم تصبح عادة تلقائية تستطيع من خلالها رفع سرعتك في القراءة إلى أعلى مما كنت عليه .v    تدريب 13 : الاستماع والإنصات·        أهداف التدريب1- اكتساب مهارة الاستماع والإنصات والاستفادة منها في الحياة2- حلت له شفاعتي (البخاري عن جابر)3- غفر الله له ذنبه (مسلم عن سعد ).4- من توضأ فأحسن الوضوء ثم أتى الجمعة فاستمع وأنصت غفر له ما بينه وبين الجمعة وزيادة ثلاثة أيام ، ومن مس الحصى فقد لغا "  ( مسلم عن أبي هريرة )·        نظام التدريبأولا: متابعة المؤذن1- إذا سمعت الأذان فأغلق عينيك وتوقف عن الكلام .2- قم بتشغيل مفتاح الربط (المعاني) لتحقيق عمق كلمات الأذان في قلبك فتزيد إيمانك .3- متابعة المؤذن تدريب في اليوم خمس مرات على الطاعة والإنصات . ثانيا : الإنصات للخطيب يوم الجمعة1- ركز نظرك على الخطيب ولا تنظر إلى أي شيء آخر .2- حين يتعذر النظر للخطيب ركز نظرك إلى مكان محدد.3- امنع أي نظر أو كلام أو تفكير في غير ما تسمع .4- حين يوجد سهو عاتب نفسك وأعدها للإنصات مرة أخرى إلى أن تستقيم .ثالثا : الاستماع إلى مادة صوتية مسجلة 1- حدد عددا من الدقائق لتشغيل المادة الصوتية . 2- حين الاستماع يجب تشغيل مفتاح التركيز بفروعه الثلاثة أي منع النظر أو الكلام أو التفكير . 3- أوقف الاستماع إذا حصل سهو أو مقاطعة وأعده من البداية. 4- كرر العملية حتى تنتهي المادة المراد سماعها بنجاح ، أو ينتهي الوقت المخصص للتدريب . 5- في بداية التدريب يحسن أن تكون المدة قصيرة ثم تزيد بالتدريج.رابعا : تدريب الإنصات في المحاورات1- الحوار انتباه وأناة .2- أنصت لمن تحاوره.3- كرر في قلبك ما يقول وأمنع أي كلام في القلب غير كلامه الذي تسمعه . 4- ركز عينك على من تحدثه . 5- قم بإعادة ما قال ثم اعرض ما فهمته من كلامه عليه حتى تحصل منه على الموافقة على أن فهمك صحيح .6- قم بالجواب عن قوله إن تبين لك الجواب السديد ، أو اطلب المهلة للتفكير فيه ثم الجواب عنه. 7- لا تستعجل بالجواب مهما كان حتى لو كان الجواب هو الصمت والسكوت.·        شرح التدريب1- حين حضور درس أو مقابلة أو مجلس شارط نفسك على الإنصات والتركيز لما يقال2- استخدم ما يمكنك من مفاتيح القراءة بقلب وتقنياتها .3- النجاح في تدريب قراءة القرآن في صلاة ، وتدريب لا يزال لسانك رطبا بذكر الله متطلب سابق للنجاح في هذا التدريب.v    تدريب 14: لياقة القلب·        أهداف التدريب1- زيادة قوة القلب .2- قياس قوة القلب.3- التحفيز والتنشيط لتدريب على القراءة بقلب.·        نظام التدريب1- تحديد خمس دقائق لتكرر كلمة محددة دون السماح لأي خاطرة أو فكرة أو كلمة أخرى غيرها .2- أن يكون التكرار جهرا أي بتحريك اللسان والشفتين وصدور صوت ولو كان خافتا.3- إذا حصل سهو قبل انتهاء الوقت تعيد الحساب من جديد إلى أن يحصل النجاح في التنفيذ.4- كلما زاد الوقت كلما دل على قوة اللياقة .5- ستلاحظ محاولات لطلب تغيير الكلمات ومقاطعات بالتذكير بأمور كثيرة ومتنوعة كلها تحاول قطعك عن الاستمرار لا تلتفت إليها وواصل سيرك ولا تقف ولا تصغ إليها بل استمر ، وكلما زاد الوقت أكثر كلما تقدمت مراحل أعلى .6- يمكن أن يكون القياس بعدد التكرار ، فتحدد خمسين أو مئة مرة تكرر كلمة محددة دون أي هواجيس ، فإن حصل تعيد من البداية حتى تتمكن من الوصول للتحديد المطلوب بنجاح دون أي هواجيس ، وكلما زاد العدد دل على قوة لياقة القلب.v    المبحث الثامن: قياس القراءة بقلب·        المسألة الأولى : بدون قياس لا يوجد حماسبدون قياس لا يوجد حماس، في كل أمر نقوم ببنائه وتطويره حين لا يوجد قياس يبين أثر الجهد المبذول ويوضح الفرق بين الأمس واليوم فإنه لا يوجد حماس وهمة ونشاط للمضي فيه والاستمرار في عمله . ومن ذلك القراءة بقلب فهي مهارة لها مقاييس ويتفاوت الناس في مقدار قوتهم فيها. وكذلك عند التوجه لتدريبها وبنائها فإنها تزيد ، وعند إهمالها وتركها فإنها تنقص وهذا هو الهدف من كتابة البحث وإلا أصبح كل ما يقال في هذا الباب لا معنى له ولا قيمة؛ أي لو كانت مهارة القراءة بقلب ثابتة لا تتغير لا تتقدم ولا تتأخر لما كان للكلام عن تدريبها ورياضتها قيمة . إذا لا بد من الوضوح العملي الرقمي لهذه المهارة وأن يعرف كل إنسان مقدار قوة القراءة بقلب لديه مثل ما يعرف مقدار وزنه.القراءة بقلب تزيد وتنقص ونقصها وزيادتها يرجع إلى أمرين:الأول : التدريب والرياضة .الثاني: الحفظ التربوي ، فكلما زاد مقدار الثروة اللغوية كلما زادت قوة القراءة بقلب.قد يقول بعضهم قمت بالتدريب والرياضة ولم أر أثرا ؟فالجواب عن ذلك أحد أمور:الأول: أنه لم يستطع القياس بطريقة صحيحة.الثاني: أنه لم يطبق التدريب واستخدام المفاتيح بشكل صحيح.الثالث: أنه مستعجل يريد أن يرى الفرق الكبير في الوقت القصير.كل هؤلاء لا مكان لهم في تطوير مهارة القراءة بقلب ، وإنما هي تكون لمن :1- تمهل وتأني وصبر وجاهد ولم يبخل على نفسه بل يكثر من القراءة بقلب قدر طاقته واستطاعته . 2- طبق المفاتيح بكل دقة . 3- تمكن من القياس الصحيح .·        المسألة الثانية: قياس قوة القراءة بقلبمن المعلوم أن قوة القراءة بقلب تتأثر بالمؤثرات الخارجية ، وقياسها مثل قياس درجة حرارة الجو تماما فقياس حرارة الجو يختلف من مكان إلى آخر ويتأثر بعوامل التبريد أو التسخين، وكون القياس داخل الغرفة أو خارجها في الظل أو في الشمس داخل المدينة أو خارجها في مكان مرتفع أو منخفض كل هذه تؤثر على قياس درجة الحرارة فكذلك قياس قوة القراءة بقلب تتأثر بكل ما يشغل القلب ولذلك فإن قوة التركيز متغيرة باستمرار لكن المقياس المعتبر هو الذي يؤخذ في مواصفات محددة مثل:1- أن يكون في مكان معزول عن أي صوت أو صورة .2- أن تكون الحالة النفسية عادية غير متأثرة برغبة أو تثاقل .3- أن تكون الكلمات المكررة غير جديدة بل معتاد عليها . والقياس يكون باستخدام ساعة توقيت يتم تشغيلها عند بداية القراءة وإيقافها متى شئت أو حين يحصل سهو وشرود للقلب عما تم تحديد قراءته .والرقم الذي يظهر على شاشة الساعة بالدقائق والثواني هو مقياس قوة القراءة بقلب في تلك اللحظة .وبهذا يمكن قياس قوة القراءة بقلب في أوقات وأحوال مختلفة وتسجيل القياسات مقرونة بالوقت والتاريخ ومن خلال تسجيل هذه القراءات في برنامج مواعيد يمكنك متابعة مدى التقدم أو التأخر في قوة القراءة بقلب . ومن خلال ذلك يمكن دراسة الأسباب والعوامل التي تؤدي إلى زيادة قوة القراءة بقلب أو نقصها .وأيضا فإن تدريبات القراءة بقلب يمكن استخدامها لقياس القراءة بقلب. فكلما حصل تقدم في تحقيق ما ذكر في هذه التدريبات دل هذا على زيادة مستوى القراءة بقلب ، والعكس صحيح . فمن أهم مقاييس مدى التقدم في تحقيق مهارة القراءة بقلب هو تدريب قراءة القرآن في صلاة ، وتقاس قوة التدريب بعدد الأوجه التي يتم قراءتها يوميا بشرط أن تكون مستوفية للشروط والمواصفات المذكورة في التدريب .·        المسألة الثالثة: قياس ربط العلم بالعمل ( الحفظ التربوي )يمكن اختبار قوة القراءة بقلب بعلامات وأعراض وصفات النفس، وهي اختبارات وصفية يمكن تحويلها إلى أرقام بالتقدير والتحكيم ومن ذلك ما يلي:1- قوة التحكم بالانفعالات والمشاعر في المواقف اليومية .2- نشاط البدن وانخفاض الحاجة للراحة أو النوم .3- القدرة على ترك عادات عميقة وقديمة والإقلاع عنها .4- قوة الإرادة في ترك طعام ترى المصلحة في تركه .5- قوة التحكم بالخواطر ، أي منع أي خواطر مزعجة لا تريدها .6- الانضباط والتقيد بالمواعيد .7- نقص حالات النسيان .8- نقص حالات الغضب أو الاستعجال .9- قوة الانتباه للكلمات التي تسمعها من الآخرين والتحكم فيها .10- الهدوء والرفق في مخاطبة الآخرين وانتقاء العبارات .قد يتساءل البعض ما علاقة هذه المقاييس الوصفية بقياس قوة القراءة القلب ؟ الجواب سبق تقريره في أكثر من موضع في هذا البحث وبحوث أخرى وخلاصته أن قوة الإرادة مبنية على قوة الذكر وقوة الذكر مبنية على قوة القراءة بقلب وعليه فمتى كانت الإرادة قوية علمنا تلقائيا أن القراءة بقلب قوية وفعالة ، والعكس صحيح .v    خاتمة البحثمهما فعلت ومهما وصلت إليه من مستويات قوة القراءة بقلب فلا تأمن في أي لحظة أن تنسى أو يتشتت قلبك أو يفرغ قلبك من كل ما تم ربطه وتثبيته ، فيا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ، ليكن اعتمادك التام على رحمة الله وحفظه وليس على جهدك ورياضتك وهذا هو عين التوكل أن تجتهد وتجاهد قدر وسعك وطاقتك ثم تتوكل على من بيده ملكوت كل شيء . وكان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم : يا مقلب القلوب ، ومن دعاء المؤمنين : ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب ، وفي كل ركعة من صلاتنا ندعو : إهدنا الصراط المستقيم ، أي ثبت قلوبنا على طاعتك وعلى الإيمان بك ، وأوصى النبي صلى الله عليه وسلم حبيبه معاذ بن جبل أن لا يدع هذا الدعاء : اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك في آخر كل صلاة يصليها . إنه كلما زادت قوة القلب كلما زاد خوف المؤمن على إيمانه فيزداد تضرعه إلى الله تعالى أن يثبته وألا يزيغ قلبه .إن نسيان هذا المعنى هو قاصمة الظهر وحالقة الدين ، حين ينسى العبد أنه عبد وأنه لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا ، وأن ما به من نعمة فمن ربه وسيده ومولاه ، حين يغتر بما هو فيه من قوة حتى وإن كانت قوة في الدين فقد يحصل مثل هذا العجب في لحظات يقتنصها الشيطان من العبد على حين غرة.إن تذكر هذا المعنى وقراءته بقلب هو قلب القراءة بقلب .وإن من سنة الله في خلقه أن يبلوهم بالشر والخير فتنة وابتلاء واختبارا ، فتارة تجد أن قلبك صاف وصدرك منشرح ، وقدرتك على توجيه وإدارة أفكارك بمنتهى المرونة والسهولة ، وذكرك لله بمنتهى السهولة والتلقائية ، ثم فجأة لا تدري وإلا قد صعب عليك التركيز وكثر منك النسيان والذهول ، وتسلط عليك الشيطان ، وصعب عليك ذكر الله وصعب عليك القيام بكثير من الأعمال حتى تنكر نفسك وتخشى على قلبك من الزيغ والضلال وتنسى كثيرا مما قرأت ، ويصعب عليك التركيز في الصلاة وقراءة القرآن وتتوقع السقوط في أي لحظة بل ربما وقع منك شيء من التقصير فلا تقلق في مثل هذه الحالة وتضرع إلى ربك والجأ إليه وتمسك بمناجاته إلى أن تهدأ العاصفة وتزول الشدة والكربة ، وهكذا أنت في حياتك بين عسر ويسر وشدة ورخاء ، ابتلاء وامتحانا لئلا تغفل لئلا تنسى فقرك وشدة حاجتك إلى ربك .إن المؤمن كما شبهه النبي صلى الله عليه وسلم كالزرع تفيئه الريح ثم يعود إلى استقامته ورخائه ويسره ، أما الكافر فإنه صلب يقاوم الرياح إلى أن تأتيه ريح تكسره كسرا لا يعود بعدها أبدا ، المعنى أن المؤمن قد يصاب بما يقلقه ويزعجه ويعوقه عن القيام بما يريد من أمور دينه ودنياه ، وقد يزداد تسلط الشيطان عليه ، وتضعف قواه لا لهوانه على ربه ، ولكن تذكيرا وتنبيها وتربية له لئلا يعجب بنفسه وينسى أنه عبد ضعيف مفتقر إلى ربه في كل لحظة ومع كل طرفة عين ، وفي فقه هذا المعنى عزاء للمؤمنين الذين قد يصابون بالضعف أحيانا بينما يشاهدون غيرهم من الكفار والمنافقين أو الغافلين ذوي جلد وصبر وقوة لا يصيبهم ما يوهن قواهم وما يفت من عضدهم ، فهذا هو السر وهذا هو الدرس الذي يجب أن يفقهه كل مؤمن ولا ينساه أبدا فإذا أصابته ضرا ء صبر فكان خيرا له ، وإذا أصابته سرا ء شكر فكان خيرا له .ينبغي ألا يدخلنك الشك بفاعلية هذه المفاتيح والتدريبات بسبب وقوعك في بعض التصرفات المنافية للانضباط والاتزان في بعض الأحيان ، بل ينبغي أن نتذكر أن حصول لحظات غفلة وسهو يتبعها نقص أو تصرفات خاطئة ممكن حدوثه تماما ، ولا يؤدي هذا إلى ضعف اليقين بأهمية القراءة بقلب وأنها الطريق المستقيم إلى رب العالمين .تذكر أنك حين تبدأ تدريبات القراءة بقلب أنه ربما وقعت في نقائص وبعضها قد يكون كبيرا ، فهذه هجمات تشكيك من الشيطان ، وهو في مثل هذه الحالة ليس قصده الأمر الذي وقع بقدر ما يريد تشكيك في فاعلية هذه التدريبات لتزهد فيها وتتركها ، فيجب الحذر والانتباه ، ولتعلم أن وقوع مثل هذه الأمور سواء مع نفسك أو من تربيهم وتدربهم لا يعني عدم فاعلية التدريبات ، ووجود مثل هذه النواقص ليست دليلا على الخطأ في الطريق أو صحته ، بل الدليل هو كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم ، والأدلة صحيحة صريحة كما تم تقريره وتأصيله ، فسر على بركة الله ولا تهن ولا تحزن وأنت الأعلى باتباع صراط ربك الأعلى الذي له ملك السموات والأرض وهو على كل شيء قدير . ثم ليكن الحكم مرنا وشاملا لا يؤاخذ بالمرة ، وبالزلة وباللقطة ، بل عليك أن ترى الجانب الآخر المشرق ، من الفضاء الفسيح الجميل الذي لم تلتقطه آلة التصوير ، وهو أكثر وأغزر فيزيد يقينك بما أنت عليه ولا يوقعنك الشيطان في الشك والريب بسبب مثل هذه المواقف ، فالمتتبع لسير الصالحين يجد أنهم مهما بلغوا من مراتب عالية في القوة فلم تخل حياتهم من مواقف ضعف أحيانا، كذلك حين النظرة للآخرين يجب استحضار هذا المعنى ، الإنسان يجنح إلى التعميم من خلال موقف أو اثنين ، أو من خلال كلمة أو كلمتين بينما يغفل عن عشرات المواقف الحسنة ، وعشرات الكلمات الإيجابية ، المقصود الذي أريد تأكيده في هذا التنبيه أن لا يكون وجود بعض التصرفات والسلوكيات القاصرة أحيانا منك أو من غيرك مدخلا للشك في المنهج أوفي الطريق . والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .v    ملحق : كيف تنجح في تحقيق مضمون الكتابإن الاستفادة المثلى من هذا الكتاب تكون كما يلي :أولا : حفظ فهرس الكتاب حفظا متقنا، ويعد الفهرس متنا للكتاب. ثانيا : ربط كل عنوان في الفهرس بمضمونه من الكتاب ،أي شرح المتن . ثالثا : قراءة الفهرس قراءة تربوية يطبق فيها ما يمكن من مفاتيح التدبر.فالقاعدة أن أي كتاب تريد تطبيقه؛ عليك بتلخيصه ثم حفظ الملخص ثم ربط الملخص بالشرح ، ثم تطبيق بقية مفاتيح القراءة التربوية العشرة على الملخص ، هذه ثلاث خطوات بل قل ثلاثة أركان للنجاح في أي قراءة عملية فيها امتحان وسؤال .إن تكرار القراءة دون تلخيص تستهلك الوقت ، والاقتصار على قراءة الملخص دون ربط يحصل الفك ونسيان المعاني وضياعها ، والقراءة مرة واحدة نظرا ، أو تكرار القراءة في أوقات متباعد أيضا يؤدي للنسيان .إن مجرد قراءة الكتاب نظرا ثم نسيانه فكأنك لم تقرأ الكتاب ، فهذا كتاب عملي تطبيقي وليس كتابا ثقافيا تقرؤه مرة وتعرف مضمونه ثم تتركه .لا تضع حياتك وتضع وقتك بالقراءة نظرا ثم النسيان .إن استثمار الوقت والجهد والنجاح في الحياة يكون بالقراءة التربوية بمفاتيحها العشرة لكل ما تحتاجه عمليا ومن ذلك التدريب على القراءة بقلب .ليس فيه حل عملي نافع بعون الله تعالى إلا ما ذكرته ، وهذا ما تثبته التجربة ، والأمر بين يديك فانظر في أمرك واختر لنفسك .أرجو لك أيها الأخ المبارك كل خير ، وأن يشرح صدرك لكل عمل نافع ، وأن ييسر لك مهارة القراءة بقلب تحقق بها كل أمنياتك وتطلعاتك وطموحاتك في الحياة ، إنه سميع مجيب وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.([1]) انظر كتاب : فهم الذات بداية النجاح في الحياة .([2])  ج 7 / ص 286 ، وقال الترمذي هذا حديث صحيح غريب([3])جاء في سنن أبي داود - (ج 12 / ص 421) عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَا مِنْ شَيْءٍ أَثْقَلُ فِي الْمِيزَانِ مِنْ حُسْنِ الْخُلُقِ([4])  شرح هذه المسألة في بحث : فهم الذات([5])شعب الإيمان: 9 - 236([6])  الحفظ التربوي للقرآن وصناعة الإنسان: ص 65([7])  في سنن الترمذي - (ج 11 / ص 226) ، قال الترمذي حديث حسن([8])  سنن الترمذي - (ج 8 / ص 433)([9])  سنن الترمذي - (ج 9 / ص 202) قال الترمذي حسن صحيح([10])  سنن الترمذي - (ج 8 / ص 431) قال الترمذي هذا حديث حسن صحيح([11])  أي تذل وتخضع له([12])  سنن الترمذي - (ج 8 / ص 428)([13])  تفصيل الحديث عن هذه المسألة في كتاب : فهم الذات