البحث

عبارات مقترحة:

الكبير

كلمة (كبير) في اللغة صفة مشبهة باسم الفاعل، وهي من الكِبَر الذي...

الله

أسماء الله الحسنى وصفاته أصل الإيمان، وهي نوع من أنواع التوحيد...

الخالق

كلمة (خالق) في اللغة هي اسمُ فاعلٍ من (الخَلْقِ)، وهو يَرجِع إلى...

النصير

كلمة (النصير) في اللغة (فعيل) بمعنى (فاعل) أي الناصر، ومعناه العون والمساعد، واسم (النصير) من أسماء الله الحسنى التي تدل على إثبات إعانة الله عز وجل لعباده وعنايته بهم. وهو اسم ثابت لله تعالى بالقرآن والسنة، وعليه إجماع الأمة.

التعريف

التعريف لغة

النصير في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعيل) بمعنى (فاعل) أي: ناصر مع المبالغة في الفعل والزيادة فيه، والمصدر منه: النصر والنُّصرة، ومعناه كما قال الراغب الأصبهاني: «النصر والنصرة: العون» "المفردات" (ص495)، وقال ابن فارس: «ونصر الله المسلمين: آتاهم الظفر على عدوهم، يَنْصُرُهُمْ نَصْرًا. وانتصر: انتقم» "المقاييس" (5/435).

التعريف اصطلاحًا

هو اسم من أسماء الله الحسنى، يدل على إثبات إعانة الله عز وجل لعباده، ونصره وتأييده لهم، وقال الإمام القرطبي في معناه: «فهذا الاسم في معنى المولى والمغيث والمجيب على ما تقدّم، إلا أن النصر في الأغلب لا يكون إلا على الأكفاء أو ما يكون فوق الأكفاء، وفيما يحتاج إلى الاستعداد والمناجزة بالمجاهدة والمرابطة والمصابرة، وأما الغياث والغوث فعند الشدائد». والنصر قد يكون في الأمور الظاهرة أو في الأمور الباطنة، فمن النصر الظاهر تأييد الله أولياءه المؤمنين في الحرب، كفعله تعالى في بدر مثلًا؛ بإرسال الملائكة لنصرة المؤمنين، ومن النصر الباطن عونه تعالى عبده على عبادته وطاعته، فإذا نصره الله على إبليس والهوى كان ذلك عونًا له على الطاعة. انظر للاستزادة "الأسنى" للقرطبي (1 /317 – 320).

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

العلاقة بين المعنيين واضحة، فمعنى النصر في اللغة يتفق مع ما جاء في الاصطلاح، إلا أن المعنى المنسوب لله تعالى من النصر إنما هو على غاية الكمال، فهو الذي لا غالب له، ولا لمن يكون له نصيرًا، وليس ذلك إلا لله تعالى وأوليائه.

الصفة التي يدل عليها الاسم

يدل على إثبات صفة النصر لله سبحانه وتعالى

الأدلة

القرآن الكريم

النصير في القرآن الكريم
ورد اسم الله تعالى (النصير) في القرآن الكريم في مواضع أربعة هي: قوله تعالى: ﴿ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَلِيًّا وَكَفَىٰ بِاللَّهِ نَصِيرًا ﴾ [النساء: 45] وقوله تعالى: ﴿ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَوْلَاكُمْ نِعْمَ الْمَوْلَىٰ وَنِعْمَ النَّصِيرُ ﴾ [الأنفال: 40] وقوله: ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَىٰ وَنِعْمَ النَّصِيرُ ﴾ [الحج: 78] وقيل أن الولاية والنصر بمعنى واحد، وردَّ ابن العربي المالكي رحمه الله ذلك فقال: «قال بعض العلماء: المولى الناصر، وهذا ضعيف من وجهين؛ أحدهما أن أصل مولى وهو (و ل ي) ليس بمعنى (ن ص ر) بحال، الثاني: أن الله فرق بينهما فقال ﴿نِعْمَ الْمَوْلَىٰ وَنِعْمَ النَّصِيرُ﴾ [الأنفال: 40]، ولو كان بمعنى واحد ما فرّق بينهما؛ لأن ذلك لا يَرِد في الكلام الجزل الفصيح». انظر "الأسنى" للقرطبي (1/306). وقوله جل جلاله : ﴿ وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا ﴾ [الفرقان: 31].

السنة النبوية

النصير في السنة النبوية
· جاء اسم الله (النصير) في حديث أنس بن مالك رضي الله عنه: كان رسولُ الله إذا غزا قال: «اللهمَّ أنت عَضُدي ونصيري، بك أحول وبك أصولُ، وبك أقاتلُ» أبو داود (2632) والترمذي (3584) والنسائي في «السنن الكبرى» (8630) وأحمد (12909) باختلاف يسير. · وورد في حديث أبي هريرة في أسماء الله الحسنى: «إنَّ لله تعالى تِسعةً وتِسعينَ اسمًا من أحصاها دَخَل الجَنَّةَ» فذكَرَها وَعَدَّ منها: «النصير» الاعتقاد للبيهقي (57).

الإجماع

اسم الله (النصير) ثابت بالإجماع، قال القرطبي في كلامه عن اسمي (الناصر) و(النصير): «وأجمعت عليهما الأمة» "الأسنى" (1/316)

الآثار والمظاهر

الآثار السلوكية

· للإيمان باسم الله النصير آثار عظيمة، فإن المؤمن باسم الله (النصير) يرزق ثقةً بالله عز وجل، يتخلص بها من رهبة عدو الله، وذلك إذا أخذ بالأسباب، وتوكل على الله وحده، بل إن الإيمان بهذا الاسم هو الذي يورث العبد حقيقة التوكل. انظر للاستزادة "ولله الأسماء الحسنى" للشيخ عبد العزيز الجليّل (12/401). · ومن آثار الإيمان باسم الله (النصير) أن يعمل العبد على استحقاق نيل نصر الله عز وجل، وهذا لا يكون إلا بالتزام أوامره، والأخذ بأسباب هذا النصر، يقول الشيخ عبد الرزاق البدر: «ولهذا فإن المؤمنين ما لم يجاهدوا أنفسهم على تحقيق الإيمان، والإتيان بمقومات النصر على الأعداء لا يتحقق لهم نصر، بل يتسلط عليهم أعداؤهم بسبب ذنوبهم وتقصيرهم». "فقه اﻷسماء الحسنى" (ص383)، والله جل جلاله يقول: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ﴾ [محمد: 7].

المظاهر في الكون والحياة

يظهر معنى اسم الله تعالى النصير في نصرته لرسله وأنبيائه، وكذا لأوليائه وعباده الصالحين، وذلك في كل زمان ومكان، ولا يُتَوَهَّم عدم نصر الله عز وجل لأهل الحق إذا غاب النصر لحين من الزمن، فإنما هو تأخير لحكمة من حِكَمه عز وجل، كأن يكون في تأخير النصر إقامة للحجة على أهل الباطل، أو أن يكون ذلك دفعًا للمؤمنين إلى مزيد من التمسك بالله والاستقامة على أمره، أو لغير ذلك من الحكم، ولكن نصر الله تعالى حاصلٌ لهم وإن تأخر، ولا ناصر أبدًا إلا الله سبحانه وتعالى، قال الخطابي رحمه الله: «فيجب على كل مكلف أن يعتقد أن النصر على الإطلاق إنما هو لله تعالى، كما قال: ﴿إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْۖ﴾ [آل عمران: 160] وأن الخِذلان منه، ولكن لا يجوز أن يقال منه: خاذل؛ لأنه لم يَرِدْ به إذن». "الأسنى" (1/319).

أقوال أهل العلم

«ومنها النصير : وهو الموثوق منه بأن لا يسلم وليه ولا يخذله» الحَلِيمي "المنهاج" (1/205)
«﴿وكَفى بِاللَّهِ نَصِيرًا﴾ ينصرهم على أعدائهم ويبين لهم ما يحذرون منهم ويعينهم عليهم. فولايته تعالى فيها حصول الخير، ونصره فيه زوال الشر» ابن سَعْدي "تيسير الكريم الرحمن (1/453)
«وقد يبطئ النصر لتزيد الأمة المؤمنة صلتها بالله، وهي تعاني وتتألم وتبذل؛ ولا تجد لها سندًا إلا الله، ولا متوَجَّهًا إلا إليه وحده في الضرّاء، وهذه الصلة هي الضمانة الأولى لاستقامتها على النهج بعد النصر عندما يتأذن به الله، فلا تطغى ولا تنحرف عن الحق والعدل والخير الذي نصرها به الله» سَيِّد قُطْب "في ظلال القرآن" (4/2427)