السيد
كلمة (السيد) في اللغة صيغة مبالغة من السيادة أو السُّؤْدَد،...
العربية
المؤلف | عبدالرحمن بن عبدالله آل فريان |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | نوازل الأحوال الشخصية وقضايا المرأة |
خذوا على أيدي سفهائكم، يبارك لكم في أعمالكم، وتستقيم أحوالكم، ولعلكم ترحمون. واحموهم عن المحرمات، وما يبعدهم عن ذكر الله، وعن الصلاة، كالملاهي، وصور النساء الفاتنات، في مجلات، أو تلفازات، أو بارزات في بعض البضائع والمحلات..
الحمد لله المتفرد بالوحدانية، والخلق والإيجاد، والمتنزه عن النقائص، والعيوب، والشركاء، والأنداد، الذي ارتضى لنا الإسلام دينا،ً وجعلنا من خير العباد، وجنبنا بفضله، وكرمه، طريق أهل الكفر، والإلحاد.
أحمده سبحانه على نعمه التي لا يحصى لها تعداد، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، شهادة أرجو بها النجاة يوم المعاد.
وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله، الذي أقام علم الجهاد، ونادى بأعلى صوته: إني أدعوكم إلى شهادة أن لا إله إلا الله، وإلى السعادة والرشاد.
اللهم صل على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وأصحابه، أهل الصدق والجهاد، وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم التناد.
أما بعد:
فيا أيها الناس، اتقوا الله تعالى؛ فإن تقوى الله أنفع الذخائر والوسائل، واحذروا معصيته؛ فإنها تمحق الذراري، وتفسد المجتمعات والقبائل.
عباد الله انتبهوا من غفلتكم، وارجعوا إلى طاعة ربكم، واهجروا الفواحش والشهوات المحرمة، المنسية لآخرتكم، واجعلوا الآخرة نصب أعينكم، فإنكم بالقيامة قد قامت وعرضتم على ربكم، ووضع الميزان، ونصب الصراط على متن جهنم؛ لجوازكم وممركم، فأهل الصدق والعمل الصالح ناجون مسلَّمون برحمة ربهم، وأهل الكذب والشكوك والعمل السيئ في جهنم مكردسون، ويقال: هذا جزاء ما كنتم تعملون.
فاتقوا الله عباد الله، وأمروا بالمعروف، وتناهوا عن المنكر؛ لعلكم تفلحون، وتنصرون: (وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) [الحشر:19].
خذوا على أيدي سفهائكم، يبارك لكم في أعمالكم، وتستقيم أحوالكم، ولعلكم ترحمون. واحموهم عن المحرمات، وما يبعدهم عن ذكر الله، وعن الصلاة، كالملاهي، وصور النساء الفاتنات، في مجلات، أو تلفازات، أو بارزات في بعض البضائع والمحلات.
عباد الله، جنّبوا أنفسكم، وأهليكم المفاسد، واحموهم عن جلساء السوء، وصحبة الأشرار، لا سيما في أوقات الفراغ والإجازات؛ فإنهم أمانة في أعناقكم، مسؤولون عنهم يوم تبلى السرائر، وتظهر مخبآت الصدور والضمائر.
عباد الله، إن أعداءكم يعملون جهدهم في إضلال أولادكم؛ لأنهم يحسدونكم على ما عندكم من الخير والرحمة، ويودون أن يوقعوكم في الشر والفتنة، فهل أنتم سالمون من الفتنة: (إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ) [التغابن: 15]. فعالجوا الشر قبل استفحاله، وأخرجوا أنفسكم، وأهليكم من وباله.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) [التحريم:6].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.