البحث

عبارات مقترحة:

الشكور

كلمة (شكور) في اللغة صيغة مبالغة من الشُّكر، وهو الثناء، ويأتي...

الخلاق

كلمةُ (خَلَّاقٍ) في اللغة هي صيغةُ مبالغة من (الخَلْقِ)، وهو...

القدير

كلمة (القدير) في اللغة صيغة مبالغة من القدرة، أو من التقدير،...

الوتر

كلمة (الوِتر) في اللغة صفة مشبهة باسم الفاعل، ومعناها الفرد، واسم الله (الوتر) هو من أسماء الله الحسنى، ويدل على وحدانية الله عز وجل في ذاته وصفاته. وهو اسم ثابت لله تعالى في السنة، والعقل يدل عليه.

التعريف

التعريف لغة

الوتر في اللغة صفة مشبهة باسم الفاعل، ومعناها الفرد، وهل الواو فيها مفتوحة أم مكسورة؟ كلاهما صحيح فصيح. قال اللحياني: «أهل الحجاز يسمّون الفرد: الوَتر، وأهل نجدٍ يكسرون الواو...، وأوتر الرجل: صلى الوتر، وهي ركعة تكون بعد صلاته مثنى مثنى من الليل». انظر "اللسان" لابن منظور (6/4757) و"الصحاح" (2/842).

التعريف اصطلاحًا

هو اسم من أسماء الله الحسنى يدل على ثبوت وحدانية الله عز وجل، وهي ثابتة له سبحانه في ذاته وصفاته، فأما في ذاته فلأنه لا إله بحق إلا هو، وأما في صفاته فلأن صفاته جميعها صفات كمال، وليس ذلك إلا له، فهو المنفرد الذي لا نظير له، ولا وزير، ولا نديد، ولا شبيه، ولا عديل، وكل من سواه يجوز عليه المشابهة والمعادلة والمماثلة. قال أبو سليمان الخطابي: «الوتر: الفرد، ومعنى الوتر في صفة الله جل وعلا: الواحد الذي لا شريك له، ولا نظير له، المتفرد عن خلقه، البائن منهم بصفاته، فهو سبحانه وِتْر، وجميع خلقه شفع، خُلقوا أزواجًا». "شأن الدعاء" (ص29 - 30).

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

العلاقة بينهما المطابقة لأن المعنى الثابت في الشرع هو ذاته الثابت في أصل اللغة، ولا اختلاف.

الصفة التي يدل عليها الاسم

يدل هذا الاسم على إثبات وحدانية الله تعالى.

الأدلة

السنة النبوية

الوتر في السنة النبوية
جاء اسم الله تعالى (الوتر) في الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي : «لله تسعة وتسعون اسمًا من حفظها دخل الجنة، وإنّ الله وِتْر يحب الوِتْر». البخاري (6410) ومسلم (2677). وورد أيضًا في حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه: «إنّ الله وِتْر يحب الوتر؛ فأوتروا يا أهل القرآن». أبو داود (1416)، والترمذي (453).

العقل

العقل يثبت وحدانية الله تعالى بأدنى تفكير؛ فقيام ملِكَين على مدينة واحدة مثلًا يفسدها، فكيف بمقام الألوهية؟! فوجود أكثر من إله واحد مستحيل عقلًا، لأنهم إما أن يخلقوا ويحكموا معًا فينفرد كل إله بما خلق، وينعدم انتظام الوجود، وهذا ليس كائنًا لأن المشاهَد أن الوجود منتظم كما قال تعالى: ﴿مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ ﴾ [ الملك: 2]، وإما أن يعمل ويحكم واحد دون غيره وهذا لا يكون أيضًا؛ لأن المتعطّل لا يستحق الألوهية. فكان انتظام العالم وعدمُ فساده، وعدم أحقيّة المتعطِّل بالألوهيّة: دليلًا على أنه ليس هناك إلا إله واحد لا شريك له. انظر "المنهاج الأسنى" لزين شحاتة (1/101).

الآثار والمظاهر

الآثار السلوكية

الإيمان بهذا الاسم الجليل هو من أصول العقيدة، لأنه يتضمن توحيد الألوهية؛ بأن يعلم المؤمن أن الله تعالى هو وحده الوتر في ذاته وصفاته المستحق للعبادة لكماله وجلاله، ولأنه المتفرد بالخلق، كما قال عندما سأله ابن مسعود رضي الله عنه: أي الذنب أكبر عند الله؟ قال : «أن تدعو لله ندًّا وهو خلَقك» البخاري (4207) ومسلم (86). وليس سواه رازقًا ومعينًا أوحدَ، لا يستحقُّ التعلق والاستعانة والتوكل إلا هو جل جلاله، قال الله تعالى: ﴿ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَّجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِّرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا ۚ الْحَمْدُ لِلَّهِ ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [الزمر: 29] قال سيد قطب رحمه الله: «يضرب الله المثل للعبد الموحد والعبد المشرك بعبد يملكه شركاء يخاصم بعضهم بعضاً فيه، وهو بينهم موزع؛ ولكل منهم فيه توجيه، ولكل منهم عليه تكليف؛ وهو بينهم حائر لا يستقر على نهج ولا يستقيم على طريق؛ ولا يملك أن يرضي أهواءهم المتنازعة المتشاكسة المتعارضة التي تمزق اتجاهاته وقواه‏!‏ وعبدٍ يملكه سيد واحد، وهو يعلم ما يطلبه منه، ويكلفه به، فهو مستريح مستقر على منهج واحد صريح‏.‏‏.‏ ‏﴿‏هل يستويان مثلاً‏؟‏‏﴾ إنهما لا يستويان‏.‏ فالذي يخضع لسيد واحد ينعم براحة الاستقامة والمعرفة واليقين‏.‏ وتجمع الطاقة ووحدة الاتجاه، ووضوح الطريق‏.‏ والذي يخضع لسادة متشاكسين معذب مقلقل لا يستقر على حال ولا يرضي واحداً منهم فضلاً على أن يرضي الجميع‏!‏ وهذا المثل يصور حقيقة التوحيد وحقيقة الشرك في جميع الأحوال‏؛ ‏فالقلب المؤمن بحقيقة التوحيد هو القلب الذي يقطع الرحلة على هذه الأرض على هدى، لأن بصره أبدًا مُعلَّقٌ بنجم واحد على الأفق فلا يلتوي به الطريق‏.‏ ولأنه يعرف مصدرًا واحدًا للحياة والقوة والرزق، ومصدرًا واحدًا للنفع والضر، ومصدراً واحداً للمنح والمنع، فتستقيم خطاه إلى هذا المصدر الواحد، يستمد منه وحده، ويعلق يديه بحبل واحد يشد عروته‏.‏ ويطمئن اتجاهه إلى هدف واحد لا يزوغ عنه بصره‏.‏ ويخدم سيداً واحداً يعرف ماذا يرضيه فيفعله وماذا يغضبه فيتقيه‏.‏‏.‏ وبذلك تتجمع طاقته وتتوحد، فينتج بكل طاقته وجهده وهو ثابت القدمين على الأرض متطلع إلى إله واحد في السماء‏.‏‏.‏ ويعقب على هذا المثل الناطق الموحي بالحمد لله الذي اختار لعباده الراحة والأمن والطمأنينة والاستقامة والاستقرار». "في ظلال القرآن" (5/3049).

المظاهر في الكون والحياة

من مظاهر وحدانيّة الله عز وجل، وحدانيّة خلقه، فالمتأمل في الكون يرى أنه خُلِق بإرادة واحدة لا بإرادتين، وربطت أجزاءَه حكمةُ خالق واحد، فهو تامُّ الانتظام لا يخرج شيء منه عمّا وضع عليه، وهذا ينطبق على الوجود بأسره من أكبر الكواكب والنجوم والمجرات إلى أصغر الموجودات كالذرة ومكوناتها، كلها تظهر إتقان الخالق ووحدانيته وانفراده في الخلق والأمر، كما قال سبحانه: ﴿أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ﴾ [الأعراف: 54]

أقوال أهل العلم

«الوتر : هو الفرد الذي لا شريك له ولا نظير، وهذه صفة يستحقها بذاته». البَيْهَقِي "الاعتقاد" (ص68)
«والرب تعالى يحب أسماءه وصفاتِه، ويحب مقتضى صفاتِه، وظهور آثارها في العبد، فإنه جميل يحب الجمال، عفو يحب أهل العفو، كريم يحب أهل الكرم، عليم يحب أهل العلم، وتر يحب أهل الوتر، فإذا كان سبحانه يحب المتصفين بآثار صفاته، فهو معهم بحسب نصيبهم من هذا الاتصاف» ابن قَيِّم الجَوْزِيَّة "عدة الصابرين" (ص85)
«الوتر: الفرد، ومعناه في حق الله أنه الواحد الذي لا نظير له في ذاته ولا انقسام» ابن حَجَر العَسْقَلَاني "فتح الباري" (11/227)