الجبار
الجَبْرُ في اللغة عكسُ الكسرِ، وهو التسويةُ، والإجبار القهر،...
العربية
المؤلف | حسان أحمد العماري |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | التربية والسلوك |
1/ تكريم الإنسان بالعقل والرسالات ليسلك المسار الصحيح 2/ التقليد الأعمى والإمعية من أهم أسباب الانحراف 3/ صفات الشخص الإمّعة 4/ أمْر الإسلام بتوطين النفس بالاستقلال وعدم التبعية 5/ أثر إفساد الرعاع لحياتنا المعاصرة بالتقليد الأعمى 6/ تبرُّؤ الذين اتَّبعوا من الذين اتُّبِعوا يوم القيامة 7/ وجوب السعي في الإصلاح والدوران مع الحق
الحمد لله الذي أنشأ وبَرَا، وخلق الماء والثَّرى، وأبدع كل شيء وذَرَا، لا يغيب عن بصره دبيب النمل في الليل إذا سرى، ولا يعزب عن علمه ما عَنَّ وما طَرَا، اصطفى آدم ثم عفا عمَّا جرى، وابتعث نوحًا فبنى الفُلْك وسرى، ونجَّى الخليل من النار... ثم ابتلاه بذبح الولد فأدهش بصبره الورى: (يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي المَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى) [الصافات: 102].
أحمده ما قُطِع نهارٌ بسيرٍ وليلٌ بسُرى، وأصلي على رسوله محمد المبعوث في أمِّ القُرى، وعلى أبي بكر صاحبه في الدار والغار بلا مِرَا، وعلى عمر المحدَّث عن سرِّه فهو بنور الله يرى، وعلى عثمان زوج ابنته ما كان حديثًا يُفترى، وعلى عليٍّ بحر العلوم وأَسَد الشَّرى، وعلى آله وأصحابه مصابيح الدجى، وسلم تسليماً كثيراً.
وبعد: عبــــــاد الله: لقد ميز الله الإنسان بالعقل، وجعله مناط التكليف، وبه يدرك الأشياء، ويفرق بين الخير والشر، والحلال والحرام، والحق والباطل، والمصلحة والمفسدة.
وكرمه على سائر المخلوقات بإعمال هذا العقل في سائر شؤون حياته ليقوم بما أمره الله في هذه الأرض، قال -تعالى-: (وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) [النحل:7].
ورفع الله سبحانه وتعالى الإنسان بهذا العقل، ومنحة حرية الاختيار واتخاذ القرار، قال تعالى (إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا) [الإنسان:3]، وقال تعالى: (أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ * وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ *وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ ) [البلد:10].
حتى في أهم شيء في حياة الإنسان وهو الإيمان والدين والعقيدة جعل الإسلام الحرية لهذا الإنسان ليختار؛ لأن لديه عقلا يميز به، وحين يستخدمه استخداماً صحيحاً فلن يختار إلا الحق، قال تعالى: (لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ) [البقرة:256].
ولم يكتف سبحانه وتعالى بتزويد هذا الإنسان بهذا العقل ليتوصل إلى جميع الحقائق والتصورات؛ بل أرسل الرسل وأنزل الكتب وأقام الأدلة والبراهين والمعجزات ليهديه إلى الحق والخير، ويحذره من طرق الضلال وسبل الغي، قال تعالى: (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ) [النحل:36].
من هذا كله يتبين أن المسلم شخصية مستقلة يستطيع أن يحدد مساره ويضبط سلوكه وأفعاله، ويحسن اختياره، وله القدرة على التفريق بين الخير والشر والحق والباطل والمصلحة والمفسدة؛ لأنه يمتلك نعمة العقل، إلى جانب نعمة الكتاب والسنة؛ ففيهما الصلاح والفلاح، قال تعالى: (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ) [النحل:89]، وقال تعالى: (قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ) [المائدة:15-16].
أيها المؤمنون عبـاد الله: إنه عندما لا يستخدم الإنسان عقله، ويحكِّم شرع الله في سائر حياته، ولا يأخذ بقيم الخير والإنسانية التي فطر الله الناس عليها، ولا يبحث عن ما ينفعه في دنياه وآخرته؛ فإنه يضِل بأفعاله، ويفسد بأخلاقه، ويكون وبالاً على أمته ومجتمعه والناس من حوله، ولن يجني لنفسه إلا التعاسة والشقاء.
وقد يصل أي إنسان إلى هذه النتيجة بأحد أمرين: إما باتباعه الهوى، أو تقليده لغيره؛ فلا هو حكم عقله، ولا هو اتبع شرعه. قال تعالى: (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ) [الجاثية:23].
وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ثلاث مهلكات"، وذكرها فقال: "فأما المهلكات: فشح مطاع، وهوى متبع، وإعجاب المرء بنفسه" حسنه الألباني.
وقال الإمام علي -رضي الله عنه-: "إنَّ أخوف ما أتخوف عليكم اثنتان: طول الأمل، واتباع الهوى؛ فأما طول الأمل فيُنسِي الآخرة، وأما اتباع الهوى فيصد عن الحق" البداية والنهاية.
وبين القرآن الكريم أن من أسباب الفساد والانحراف في مسيرة حياة الأفراد والمجتمعات والشعوب التقليد الأعمى، قال تعالى: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ) [البقرة:170].
وكم نجد هذا التقليد الأعمى في حياة كثير من المسلمين اليوم في الأقوال والأعمال، وحتى في الاعتقاد والدين والعبادات؛ تقليداً لفلان وعلان من الناس، أو لحزب أو لطائفة أو لمذهب، بغير علم أو هدى من الله.
لقد أصبح هناك من الناس من يمارس سلوكيات خاطئة ويعتقد في قرارة نفسه أنها خاطئة لكنه يقوم بها تعصباً وتقليداً لغيره! قال تعالى: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتبِعُوا مَا أَنزَلَ اللهُ قَالُوا بَلْ نَتبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ الشيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السعِيرِ) [لقمان:21].
ليس له شخصية ولا رأي ولا موقف واضح، ولا غاية سامية ولا مبدأ، إن أحسن الناس أحسن، وإن أساؤوا تجده مسارعاً إلى الإساءة، لا يحتكم لشرع، ولا يهتدي بدين؛ وهذا هو الإمعة الذي لا رأي له، وليس له شخصية مستقلة في قرارها، يتبع كل ناعق؛ (وَقَالُوا رَبنَا إِنا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلونَا السبِيلَا) [الأحزاب:67].
قال علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- لكميل بن زياد النخعي: يا كميل، إن هذه القلوب أوعية؛ فخيرها أوعاها للخير، والناس ثلاثة: فعالم رباني، ومتعلم على سبيل نجاة، وهمج رعاع أتباع كل ناعق؛ لم يستضيئوا بنور العلم، ولم يلجؤوا إلى ركن وثيق.
وقال الإمام أحمد رحمه الله: ليوطنن المرء نفسه على أنه إن كفر مَن في الأرض جميعاً لم يكفر ولا يكونن أحدكم إمعة. قيل: وما الإمعة؟، قال: الذي يقول: أنا مع الناس، إنه لا أُسوة في الشر.
عبــاد الله: لقد أصبحت طائفة عريضة من جماهير أمتنا وشريحة ليست بالقليلة من شرائح مجتمعاتنا تعيش هذه السلبية، شخصيات ليس لها مبدأ ولا رأي، أتباع كل ناعق، لا يفكرون إلا بمصالحهم وشهواتهم، لا يجهرون بكلمة الحق، ولا يأمرون بمعروف ولا ينهون عن المنكر، سبيلهم الفوضى، يقلدون غيرهم بالباطل، تنحدر أخلاقهم، ويستخف بهم غيرهم، ويعطلون عقولهم، رضوا بأن يكونوا إمعات، يحمل أحدهم وجوها متعددة: (وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكْمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُونَ) [البقرة:14].
وقال -صلى الله عليه وسلم-: "تَجِدُ مِنْ شَر الناسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ اللهِ ذَا الْوَجْهَيْنِ: الذِي يَأْتِي هَؤُلَاءِ بِوَجْهٍ وَهَؤُلَاءِ بِوَجْهٍ" رواه البخاري.
هذا مسيلمة الكذاب الذي ادعى النبوة، وعلِم قومه أنه كذاب، حتى قال أحدهم: والله إني لأعلم أنك كذاب! ولكنك خير من محمد.
بل قاتلوا مع مسيلمة وقتل منهم الآلاف، حتى قالوا له إن محمدا قد أنزلت عليه آيات في الفيل، فماذا أنزل عليك في شأنه، قال نعم: الفيل. وما أدراكم ما الفيل. له خرطوم طويل. وذيل أثيل!. قالوا: قبحك الله! ذكرت الفيل فما تعديت ذيله وخرطومه، ومحمد ذكر الفيل وذكر تاريخ أمة، وحوادث عجيبة، وسننا خالدة؛ لكنك أفضل من محمد! فأين كانت العقول والبصائر؟ لكنه التقليد الأعمى الذي يلغي العقول ويدمر الحياة.
وفرعون من قبلُ جعل شعباً من الشعوب وأمة من الأمم تطيعه إل درجة أن أمر بذبح أبنائهم وفلذات أكبادهم، فأطاعوه وقال لهم: أنا ربكم الأعلى فأطاعوه! فأين كانت عقولهم؟ قال تعالى: (فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ) [الزخرف:54].
إنه ينبغي أن نوطن أنفسنا ونربيها على أن نحسن إذا أحسن الناس، ونجتنب الإساءة إذا أساء الناس، حتى لا ينتشر الشر ويكثر الهمج الرعاع، وتطمس الحقائق، وتختفي القيم، ويندثر المعروف بين الناس، ويُصدَّق الكاذب، ويُخوَّن الأمين، ويؤتمن الخائن، ويتصَدَّر الرويبضة ليتكلم في أهم قضايا الناس.
روى الإمام أحمد والبيهقي والحاكم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "سيأتي على الناس سنوات خدَّاعات، يُصدق فيها الكاذب، ويُكذَّب فيها الصادق، ويُؤتمن فيها الخائن، ويُخوَّن فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة"، قيل: وما الرويبضة؟ قال: "الرجل التافه يتكلم في أمر العامة" صحيح الجامع.
اللهم اهدنا إلى صراطك المستقيم، وفقهنا في الدين، وارزقنا اليقين.
قلت ما سمعتم، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه...
الخطبة الثانية:
عبـاد الله: إن القتل، وسفك الدماء، وإثارة النعرات والأحقاد، ومحاربة الفضائل، وافتعال المشاكل في حياتنا اليوم وفي كثير من بلاد المسلمين؛ إنما يأتي من هؤلاء الهمج الرعاع، أتباع كل ناعق، سواء كان ذلك في السياسة، أو الإعلام، وفي السلوك، أو المعاملات.
بل حتى في العبادات والمعتقدات، فقد ظهرت طوائف وجماعات وأحزاب يقلدون كبراءهم ومشايخهم وساداتهم، حتى في الدين والمعتقد، ولو كانوا على باطل، فظهرت طقوس وعبادات وحفلات ومراسيم ما أنزل الله بها من سلطان.
إنهم لا يستعملون عقولهم في اتباع الحق وإدراك المصالح والمفاسد والبحث عن الخطأ من الصواب، ولا يعنيهم مصلحة الوطن ولا وحدة الصف، ولا الانتصار للحق.
إن هذا الاتباع دون بصيرة لغيرهم لن ينفعهم في الدنيا والآخرة، فإذا كان الذي تكفل بإغواء بني آدم يتبرأ من أتباعه يوم القيامة، قال تعالى: (وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) [ابراهيم:22].
فكذلك الناس مع بعضهم، يتبرأ المتبوعون من الأتباع فتكون الحسرة والندامة؛ قال تعالى: (وَبَرَزُواْ لِلّهِ جَمِيعاً فَقَالَ الضُّعَفَاء لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللّهِ مِن شَيْءٍ قَالُواْ لَوْ هَدَانَا اللّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ سَوَاء عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِن مَّحِيصٍ) [ابراهيم:21].
عبـــــاد الله: لنتحكم بتصرفاتنا وأقوالنا وأفعالنا، ونعرضها على كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، ونجتهد في معرفة الحق من الباطل، والخير من الشر، ونوطن أنفسنا على فعل المعروف وتقديم النفع، ولنحكم عقولنا وننظر في مصالح البلاد والعباد، ولنحذر من دعوات الفتن والفرقة وشق الصف وإقلاق الأمن وترويع الناس، والاعتداء على الدماء المعصومة، والأعراض المصونة.
وعلينا السعي جميعاً إلى إصلاح ذات بيننا، وتأليف القلوب، ونبذ العنف ونشر الفوضى؛ فالله سبحانه وتعالى لكل ظالم ومعتد بالمرصاد.
ولنكن أتباعاً للحق في كل أمورنا، فالمسلم صاحب مبدأ يدور مع الحق حيث دار، يعيش مع الحق ولو كان وحده، يصلح ما أفسده الآخرون من حوله، لا يغريه الباطل ولا كثرة الأموال ولا تنوع الشبهات والشهوات؛ لأنه متصل بالله، مقتد برسوله -صلى الله عليه وسلم- في سائر حياته.
فاللهم خذ بنواصينا إلى كل خير، واهدنا سبلنا ووفقنا للسنن، واجعلنا من الراشدين.
هذا وصلوا وسلموا رحمكم الله على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة؛ نبينا وإمامنا وقدوتنا محمد بن عبد الله، فقد أمركم الله بالصلاة والسلام عليه بقوله: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) [الأحزاب:56].
اللهم صلِّ وسلم وبارك على نبينا محمد، وارضَ اللهم عن خلفائه الراشدين، وعن الصحابة أجمعين، وعن التابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بمنك ورحمتك يا أرحم الراحمين.