البحث

عبارات مقترحة:

العفو

كلمة (عفو) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعول) وتعني الاتصاف بصفة...

الرحمن

هذا تعريف باسم الله (الرحمن)، وفيه معناه في اللغة والاصطلاح،...

الفتاح

كلمة (الفتّاح) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعّال) من الفعل...

القابض

كلمة (القابض) في اللغة اسم فاعل من القَبْض، وهو أخذ الشيء، وهو ضد البسط، واسم (القابض) من أسماء الله الحسنى، يدل على إثبات صفة القبض له سبحانه، ويأتي مقترنًا مع اسمه تعالى (الباسط) ليدلّا معًا على كمال حكمة الله عز وجل وتدبيره.

التعريف

التعريف لغة

(القابض) في اللغة اسم فاعل من الفعل (قَبَضَ يَقْبِضُ) وهو جذر لغوي يدل على أخذ الشيء، قال ابن فارس: «القاف والباء والضاد أصل واحد صحيح يدل على شيء مأخوذٍ، وتَجَمُّعٍ في شيء» "المقاييس" (5/50)، والقبض عكس البسط، والانقباض عكس الانبساط، والقبض باليد إما أن يكون على الشيء، وإما أن يكون عنه، والفرق بينهما هو ما ذكره الراغب: «فقبض اليد على الشيء جمعها بعد تناوله، وقبضها عن الشيء: جمعها قبل تناوله، وذلك إمساكٌ عنه، قال تعالى: ﴿ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ﴾ [التوبة: 67]» "المفردات" (ص391)، وانظر "اللسان" لابن منظور (5/312).

التعريف اصطلاحًا

هو اسم من أسماء الله تعالى يدل على صفة القبض الثابتة لله تعالى، وهي من تدبير الله عز وجل وتصرفه الكامل بخلقه، وهذا القبض يكون للأرواح وللأرزاق، والمقصود بالرزق جميعُ أصنافه، من مال وولد وصحة وجاهٍ وأمنٍ وعلمٍ وغير ذلك. وهو قبض وفق العدل وعلى مقتضى الحكمة منه سبحانه وتعالى. انظر للاستزادة "توضيح الكافية الشافية" للشيخ السعدي (ص131). ولا بد في هذا الاسم من الاقتران مع اسمه تعالى (الباسط) إذ لا يتم معنى الكمال المقصود إلا بذكرهما معًا، وذكر ذلك جمع من العلماء، قال أبو سليمان الخطابي: «قد يحسُن في مثل هذين الاسمين أن يقرن أحدهما في الذكر بالآخر، وأن يوصل به فيكون ذلك أنبأ عن القدرة، وأدَلَّ على الحكمة، كقوله تعالى: ﴿ وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾ [البقرة: 245]. وإذا ذكرت القابض مفردًا عن الباسط كنت كأنك قد قصرت بالصفة على المنع والحرمان، وإذا أوصلت أحدهما بالآخر فقد جمعت بين الصفتين مُنبئًا عن وجه الحكمة فيهما فالقابض الباسط هو الذي يوسّع الرزق ويُقتِّره، ويبسطه بجوده ورحمته، ويقبضه بحكمته على النظر لعبده كقوله: ﴿ وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَٰكِن يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَّا يَشَاءُ﴾ [الشورى: 27] فإذا زاده لم يزده سرفًا وخرقًا، وإذا نقصه لم ينقصه عدمًا ولا بخلًا». "شأن الدعاء" (ص57).

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

الاصطلاح موافق للاستعمال العربي الفصيح، ولا خلاف بين المعنيين، إلا أن المعنى الاصطلاحي ثابت لله عز وجل على ما يليق به جل جلاله، دون تشبيهٍ، ولا تأويلٍ، ولا تعطيلٍ، ولا تكييف.

الصفة التي يدل عليها الاسم

يدل على إثبات صفة القبض لله تعالى.

الأدلة

السنة النبوية

القابض في السنة النبوية
جاء اسم الله تعالى (القابض) في حديث أنس بن مالك رضي الله عنه حيث قال: غلا السعرُ في المدينة على عهدِ النبي فقال الناس: يا رسولَ الله، غلا السعرُ فسَعِّرْ لنا، فقال: «إنَّ الله هو المسَعِّر القابضُ الباسط الرازق، وإني لأرجو أن ألقى الله عزَّ وجلَّ ولا يطلبُني أحدٌ بمظلمةٍ في دمٍ ولا مال». أبو داود (3451) والترمذي (1314) وابن ماجه (2200)، وأحمد (14057) باختلاف يسير.

الإجماع

اسم الله تعالى (القابض) ثابت بالإجماع، قال القرطبي في كلامه عن اسمي (القابض والباسط): «وأجمعت عليهما الأمة» "الأسنى" (1/358). ونقل ابن العربي الإجماع على صفتي القبض والبسط اللتين يدل عليهما اسما (القابض والباسط)، قال: «وأجمعت الأمة على أنه يقبِض ويبسُط» "الأمد الأقصى" (ص416).

الآثار والمظاهر

الآثار السلوكية

من آثار الإيمان باسمه تعالى (القابض) ما يأتي: · تحقيق التوكل على الله عز وجل بتمامه، وذلك عندما يكتمل الإيمان باسم الله (القابض) بقَرنِه بالإيمان باسمه (الباسط) فالذي يؤمن بهذين الاسمين مقترنين يعلم أن لا قابض ولا باسط إلا الله، ولا باسط لما قبض ولا قابض لما بسط، فيتعلق قلبه بالله لا بالأسباب، ويستعين به ويستكين إليه وحده. · الرضا بقسمة الله تعالى من رزق وغيره، سواء كان قبضًا أو بسطًا، لأن حكمة الله عز وجل في خلقه وأمره هي التي اقتضته، وهو جل جلاله لا يفعل ما يفعل من قبض وبسط، وإعسار وإيسار، وتضييق وتوسيع إنما هو عن تمام حكمة وخبرة وتدبير، فلله الحمد. انظر للاستزادة "ولله الأسماء الحسنى" للجليّل (12/602).

المظاهر في الكون والحياة

إن هذا الاسم يتعلق بالأرواح والأرزاق، فكل ما يجري فيها من ذهاب وبقاء، وقلة وكثرة, وإيسار وإعسار، هو من آثار اسمه تعالى (القابض) واسمه (الباسط)، وهو حسن تدبير الله عز وجل في خلقه، قال ابن الحصّار: «وهذان الاسمان يختصان بمصالح الدنيا والآخرة، وذلك يتضمن قوام الخلق باللطف والخبرة، وحسنَ التدبير والتقدير، والعلم بمصالح العباد في الجملة والتفاصيل، وبحسب ذلك يرسل الله الرياح، ويسخر السحاب فيمطر بلدًا ويمنع غيرَه، ويُقلُّ ويُكثِر، وكذلك يصرف جملة العوالم لجملة العالمين». "النهج الأسمى" للنجدي (3/129)

أقوال أهل العلم

«هو قابض هو باسط هو خافضهو رافع بالعدل والميزان»
ابن قَيِّم الجَوْزِيَّة النونية (2 /236)
«اعلم أنه غير ممتنع إطلاق القبض عليه سبحانه، وإضافتها إلى الصفة التي هي اليد التي خلق بها آدم؛ لأنه مخلوق باليد من هذه القبضة، فدلَّ على أنها قبضةٌ باليد، وفي جواز إطلاق ذلك أنه ليس في ذلك ما يُحيل صفاته ولا يُخرجها عما تستحقه» القُرْطُبي أبو يعلى الفراء
«فيجب على كل مكلف أن يعتقد أن لا قابض ولا باسط إلا الله سبحانه، هو الذي يقبض الجميع ويبسطه، وهو الذي يبسط القلوب والألسنة والأيدي وسائر الأسباب، فإن كنت مبسوط القلب بالمعارف والحقيقة والعلوم الدينية، فابسط بساطك وابسط وجهك، واجلس للناس حتى يقتبسوا من ذلك النبراس، وإن كنت ذا بسط في الجسم فابسطه في العبادة التي تفضي بك إلى السعادة، وفي الصَّولة على الأعداء بما خولت من المنة والشدة، وإن كنت ذا بسط في المال فابسط يدك بالعطاء، وأزل ما على مالك من الغطاء ولا توكِ فَيوكي الله عليك، ولا تحصِ فيحصي الله عليك». "الأسنى" (1/363)