البحث

عبارات مقترحة:

الظاهر

هو اسمُ فاعل من (الظهور)، وهو اسمٌ ذاتي من أسماء الربِّ تبارك...

السلام

كلمة (السلام) في اللغة مصدر من الفعل (سَلِمَ يَسْلَمُ) وهي...

السبوح

كلمة ( سُبُّوح ) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فُعُّول) من التسبيح، أي: التنزيه، واسم (السبوح) هو من أسماء الله الحسنى، يدل على أن الله تعالى مستحق للتنزيه لكمال ذاته وصفاته كمالًا لا يشاركه فيه أحد.

التعريف

التعريف لغة

لفظة (سُبُّوح) صيغة مبالغة على وزن (فُعُّول) من التسبيح، وهو التنزيه، قال ابن فارس: «وفي صفات الله جل وعز: سبوح. واشتقاقه من الذي ذكرناه أنه تنزه من كل شيء لا ينبغي له» "المقاييس" (3/125)، وأما بالنسبة لبِنيته على هذا الوزن فجاء في الصحاح للجوهري: «قال ثعلب: كل اسم على «فعُّول» فهو مفتوح الأول، إلا السُّبُّوح والقُدُّوس، فإن الضم فيهما أكثر». "الصحاح" (1/372).

التعريف اصطلاحًا

هو اسم من أسماء الله تعالى يدل على تنزيه الله عز وجل عن كل شيء لا يليق به جل جلاله، وكأن المعنى فيه: المُسبَّح، وهو المبرّأ من النقائص والشريك، وكل ما لا يليق بالإلهية. انظر "شرح مسلم" للنووي (4/404). وقال ابن القيم رحمه الله: «والسبوح: هو الذي يسبحه ويقدسه وينزهه كل من في السماوات والأرض، كما قال تبارك وتعالى: ﴿يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ﴾ [الجمعة: 1]، ويقول سبحانه: ﴿تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ ۚ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَٰكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا﴾ [الإسراء: 44]». "بدائع الفوائد" (2/366).

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

العلاقة بين المعنيين بيّنة، فإن الاصطلاح موافق لما في أصل اللغة بلا اختلاف، إلا أن يقال أن المعنى الذي في حق الله تعالى ثابت له على وجه الكمال، وليس ذلك إلا له جل جلاله.

الصفة التي يدل عليها الاسم

يدل على تنزيه الله سبحانه وتعالى إجمالًا.

الأدلة

القرآن الكريم

السبوح في القرآن الكريم
لم يرد اسم الله تعالى (السبوح) في كتاب الله، وإنما ثبت في السنة وورد في القرآن تسبيح الله تعالى بلفظ الفعل (سبح لله، ويسبح لله)، قال تعالى: ﴿سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِى اْلسَّمَٰوَٰتِ وَاْلْأَرْضِ﴾ [الحشر: 1، الصف: 1]، وجاء بلفظ: سبحان الله، قال تعالى: ﴿سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ﴾ [الصافات: 180].

السنة النبوية

السبوح في السنة النبوية
جاء اسم الله تعالى (السبّوح) في حديث عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها؛ أن النبي كان يقول في ركوعه وسجوده: «سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ المَلائِكةِ والرُّوحِ». مسلم (487).

العقل

يوجب العقل تنزيه الله عز وجل عن كل منقصة أو عيب؛ لأن التنزيه إنما يكون بقدر ما في المُنَزَّه من كمال، ومعلومٌ أن كل كمال لا نقص فيه يكون لبعض الموجودات المخلوقة الُمحدثة فالرب الخالق له هو أولى به، بل لله الكمال المطلق، وليس الكمال من كل وجه إلا له، فيكون تنزيهه عن العيب والنقص واجبًا مطلقًا.

الآثار والمظاهر

الآثار السلوكية

الإيمان باسم الله تعالى (السبُّوح) يؤدي إلى تحقيق تنزيه الله عز وجل وتعظيمه وإجلاله؛ لما اتصف به من صفات الكمال والجلال، قال ابن تيمية رحمه الله: «والأمر بتسبيحه يقتضي أيضًا تنزيهه عن كل عيب وسوء وإثبات صفات الكمال له، فإن التسبيح يقتضي التنزيه والتعظيم، والتعظيم يستلزم إثبات المحامد التي يُحمد عليها؛ فيقتضي ذلك تنزيهَه وتحميده وتكبيره وتوحيده». "مجموع الفتاوى" (16/125). ومن ذلك أنه ينزّه الله تعالى في ذاته، وأسمائه، وصفاته، وأفعاله، وأقواله، عن كل منقصة وعيب، كأن يكون له شركاء، وأنداد، أو صاحبة وولد، ومنه التحاكم إلى شرع الله سبحانه والرضى به، والتسليم له لأن رفض التحاكم إلى شرع الله انتقاص وعدم تنزيه، لأنه إما أنه اعتبر شرع غير الله خيرًا من شرعه، أو اعتبره مساويًا له وفي كلا الحالين انتقاص من تشريع الله، وتشريك لمن سواه في تدبير شؤون خلقه وملكه.

أقوال أهل العلم

«اسم الله يعظَّم به، ويُحاشى به من السوء» ابن تَيْمِيَّة "مجموع الفتاوى" (16/125)
«هو المعظم والمبرَّأ من كل ما لا يليق بالإلهية، مع إثبات المحامد وصفات الكمال لله سبحانه وتعالى على الوجه اللائق به» عبد الرزاق البدر "فقه الأسماء الحسنى" (ص195)