الخلاق
كلمةُ (خَلَّاقٍ) في اللغة هي صيغةُ مبالغة من (الخَلْقِ)، وهو...
العربية
المؤلف | مهران ماهر عثمان نوري |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | الصيام |
حقيقة الصيام: أن يكف الإنسان عن معصية الله، أن يترك الإنسان ما حرم عليه، أن ينأى بجلده عن المعاصي والمنكرات، بيّن الله -عز وجل- أن هذه هي حقيقة الصيام، قال ربنا: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ)، ما هي العلة يا ربنا؟! قال: (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [البقرة:183]، قال الإمام القرطبي المالكي: "(لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) أي تتركوا معصية الله بهذا الصيام". فهذه حقيقة الصيام؛ ليس الصيام أن تترك الطعام، وليس الصيام أن تترك الشراب، هذا من الصيام، لكن حقيقة الصيام أن يترك الإنسان ما حرم الله عليه، حقيقته أن...
الخطبة الأولى:
(الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَم يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلَّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا) [الإسراء:111].
الحمد لله رب العالمين، الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى وخيرهم سيدنا رسول الله -صلوات الله وتسليماته عليه-، اللهم صل على نبينا محمد وعلى أهل بيته وعلى أزواجه وذريته كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد، ربنا بارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى أهل بيته وعلى أزواجه وذريته كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران:102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء:1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب:70-71].
أما بعد:
أيها المؤمنون: أوجب علينا ربنا أن نكون من عباده الشاكرين، وإن من نعم الله التي تستوجب الشكر أن يدرك العبد رمضان، هذه نعمة حرمها كثيرون، انقضت أيامهم وجاءت آجالهم قبل إدراك هذا الشهر المبارك، من يدرك المسلم هذا الشهر المبارك فهذا يملي عليه أن يكون من الشاكرين أن يشكر ربه.
شهر يغفر الله سبحانه لعباده، شهر اصطفاه الله سبحانه وتعالى لإنزال كتابه: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ)، كان نبينا -صلى الله عليه وسلم- إذا جاء رمضان قام وقال: "إنّ هَذَا الشّهْرَ قَدْ حَضَرَكُمْ، وَفِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، مَنْ حُرِمَهَا فَقَدْ حُرِمَ الْخَيْرَ كُلَّهُ، وَلَا يُحْرَمُ خَيْرَهَا إِلَّا مَحْرُومٌ".
"إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتْ الشَّيَاطِينُ، وَمَرَدَةُ الْجِنِّ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ، فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ، وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ، وَيُنَادِي مُنَادٍ: يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ، وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنْ النَّارِ، وَذَلكَ كُلُّ لَيْلَةٍ".
افترض الله علينا -أيها المؤمنون- صيام هذا الشهر، ولست أريد أن أتحدث عن الصوم الذي عرفه فقهاؤنا بقولهم: الإمساك عن الطعام والشراب والشهوة من طلوع الفجر الصادق إلى غروب الشمس بنية التقرب إلى الله، هذا سمعتم عنه كثيرًا، لكني أريد أن أتحدث -أيها المؤمنون- عن "حقيقة الصيام".
حقيقة الصيام: أن يكف الإنسان عن معصية الله، أن يترك الإنسان ما حرم عليه، أن ينأى بجلده عن المعاصي والمنكرات، بيّن الله -عز وجل- أن هذه هي حقيقة الصيام، قال ربنا: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ)، ما هي العلة يا ربنا؟! قال: (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [البقرة:183]، قال الإمام القرطبي المالكي: "(لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) أي تتركوا معصية الله بهذا الصيام".
فهذه حقيقة الصيام؛ ليس الصيام أن تترك الطعام، وليس الصيام أن تترك الشراب، هذا من الصيام، لكن حقيقة الصيام أن يترك الإنسان ما حرم الله عليه، حقيقته أن ينقاد للنبي -صلى الله عليه وسلم- فيترك ما حرم النبي -صلى الله عليه وسلم- عليه.
هذا المعنى -أيها المباركون- أكد عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- في أحاديث كثيرة، في صحيح البخاري قال نبينا -صلى الله عليه وسلم-: "من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل..."، ذكر ثلاثة أشياء "من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل؛ فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه".
أما قول الزور: فكل منكر يكتسبه الإنسان بلسانه، الكذب من قول الزور، الغيبة من قول الزور، النميمة من قول الزور، أن تُسمع أخاك كلمة تجرحه، تسيء إليه من قول الزور: "من لم يدع قول الزور والعمل به...".
أما العمل بالزور فالعمل بالباطل؛ فكل من ارتكب حرامًا أو إثمًا أو ولج إلى باب معصية فقد وقع في عمل الزور الذي حرمه النبي -صلى الله عليه وسلم- علينا.
قال: "والجهل"، الجهل: الطيش، والجهل السفه، والجهل أن يتصرف المسلم تصرفات غير مسئولة، هذا الذي يتكلم في الحرام ويقع في معصية الله ويتقحم المنكرات ويطيش بتصرفاته، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه".
والله -سبحانه وتعالى- أيها المؤمنون لا يحتاج إلى صيامنا، ولو كان صيامنا كصوم عبده داود -عليه السلام-، والله -سبحانه وتعالى- ليس محتاجًا إلى صيامنا ولو صمنا كصوم نبينا -صلوات الله وتسلمياته عليه-.
فإن ربنا لا تضره معصية العاصين ولا تنفعه طاعة الطائعين، وإنما الحاجة التي ذكرها النبي -صلى الله عليه وسلم- في هذا الحديث: "فليس لله حاجة..."، الحاجة هنا بمعنى الإرادة، أي هذا الصيام لا يريده الله منا.
أن يمتنع الإنسان عن الطعام والشراب ثم يقع في أعراض إخوانه، أن يمتنع الإنسان عن الطعام والشراب ثم يطلق بصره في المحرمات التي حرمت عليه، هل يمكن أن يشرع الله شيئًا كهذا!! هذا صيامه لا يريده الله، "فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه".
الصوم الحقيقي أن تترك اللغو، أن تترك الرفث، تترك هذه المحرمات كما بين رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
أكد النبي -صلى الله عليه وسلم- على هذا المعنى في الحديث المتفق على صحته الذي خرجه الشيخان في صحيحهما: "إذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ...". نهى النبي عن ثلاثة قال: "فَلَا يَرْفُثْ، وَلَا يَصْخَبْ، ولا يجهل"، لا يرفث: لا يتكلم بالكلام الفاحش، لا يتكلم بالكلام الذي يستحي من ذكره، لا يتكلم بما يكون بين الرجل والمرأة، لا يتكلم في شأن علاقته الخاصة، ينبغي أن لا يكون بذيئًا، البذاءة في النار كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-.
قال: "ولا يصخب"، يصخب -أيها المؤمنون- يعني ينبغي أن يكون وقورًا، ينبغي أن لا يعلي من صوته، ينبغي أن يكف عن الصراخ، ينبغي أن يتكلم بكلام بصوت خافت، تظهر عليه آثار الصيام، تظهر عليه أمارات الطاعة.
قال: "ولا يجهل"، لا يطيش بتصرفاته حتى إذا اعتدي عليك وكنت صائمًا ينبغي أن يكون هذا حالك، قال -عليه الصلاة والسلام-: "فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ..."، "سَابَّهُ أَحَدٌ": اعتدى عليه بلسانه، "أَوْ قَاتَلَهُ": اعتدى عليه بيده، حاول أن يقوم بضربه، حاول أن يعتدي عليه.
بيّن النبي -صلى الله عليه وسلم- أن الصائم لا يجاري أمثال هؤلاء السفهاء، قال: "فليقل: إِنِّي صَائِمٌ"، ينبغي أن يجهر بها لحكم ثلاثة: الحكمة الأولى: حتى يذكر نفسه بهذه العبادة التي تلبس بها، والحكمة الثانية: حتى يذكر غيره إنما كف عنه ليس عجزًا، ليس خوفًا، بل لأنه من الصائمين، الحكمة الثالثة: من أجل أن يذكر الناس حوله بأن الصائم لا ينبغي أن يستجر وراء مثل هذه الخصومات ولا مثل هذه الأفعال التي نهى عنها النبي -صلى الله عليه وسلم-.
هذا المعنى أكد عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الذي رواه الإمام أحمد في مسنده: "إِنَّ الصِّيَامَ جُنَّةٌ يَسْتَجِنُّ بِهَا الْعَبْدُ مِنَ النَّارِ"، "جُنة": وقاية، جنة: المانع يستجن به العبد من النار، كيف ذلك؟! كيف يمنع الصيام صاحبه من دخول النار؟!
قال العلماء: لأن الصيام يمنع من ارتكاب المعاصي، والمعاصي تقود أصحابها إلى النار، فإذا صام وقام بحق الصوم وابتعد عن معصية الله لم يدخله الله النار: (مَّا يَفْعَلُ اللّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ) [النساء:147]، هذا المعنى أكد عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- لما قال: "رُبَّ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ صِيَامِهِ إِلَّا الْجُوعُ، وَرُبَّ قَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ قِيَامِهِ إِلَّا السَّهَرُ".
وعند ابن حبان قال نبينا -عليه الصلاة والسلام-: "ليس الصيام من الطعام والشراب"، ليس الصيام أن يترك الطعام والشراب كما يفعله كل منا، الطفل الصغير يفعل هذا، قالت الرُبَيِّع بنت معوذ: "لما أوجب الله علينا صوم عاشوراء..."، كان واجب في بداية الإسلام، قالت: "كنا نصوم صبياننا ونجعل لهم اللعبة من العهن -أي من الصوف-، فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذاك حتى يكون عند الإفطار".
أن يترك الإنسان الطعام أو أن يترك شرب الماء، هذا يفعله الكافر، هذا يفعله البر والفاجر، هذا يفعله الصغير والكبير، تفعله المرأة ويفعله الرجال: "ليس الصيام من الطعام والشراب..."، هكذا يقول سيدنا رسول الله -صلوات الله وتسليماته عليه- قال: "إنما الصيام من اللغو والرفث".
إنما الصيام أن تحبس نفسك عما يسخط الله –عز وجل-، أن تمنعها اقتراف المعصية، أن تمنعها عما حرم عليها، هذا هو الصيام الذي أراده الله منا وأراده منا نبينا -صلى الله عليه وسلم-.
بارك الله لي ولكم في القرآن الكريم، ونفعنا بما فيه من آيات وذكر حكيم، أقول ما تسمعون وأستغفر الله العظيم لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين، سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين.
أما بعد:
لأثر الصيام -أيها المؤمنون- في الانتهاء عما حرم علينا قال النبي -صلى الله عليه وسلم- يخاطب شباب المسلمين: "يا معشر الشباب: من استطاع منكم البَاءَةَ فليتزوج؛ فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع..."، قال: "فعليه بالصوم"؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- يعلم أن الشاب إذا كان من الصائمين فلا يمكن أن تأنس نفسه بمعصية الله، لا يمكن أن يزج بنفسه في أوحال الخطيئة، إذا استطاع أن يترك الطعام والشراب الذي أباحه الله فلابد أن يترك المحرمات بأصلها، لابد أن يبتعد عنها ولهذا أرشد إليه النبي -صلى الله عليه وسلم- هؤلاء الشباب.
الصيام -أيها المؤمنون- إنما كان مانعًا من ارتكاب المعاصي لسببين اثنين:
السبب الأول: لأنه يعلّم الإنسان مراقبة الله، تجد الإنسان إذا كان صائمًا يكون في حرٍّ عظيم ساعات طويلة وهو تحت الشمس يمشي لحاجته ومصالحه، فإذا رجع إلى بيته رجع متعبًا أحاط به الظمأ يكون كأس ماء أحب إليه من الدنيا وما فيها، ثم يتوضأ لصلاة الظهر أو العصر ويتمضمض يجعل الماء في فمه ولو أنه ابتلع جزءًا يسيرًا يطفئ به ظمأ العطش لما اطلع أحد عليه ومع ذلك يخرجه ولا يبتلع منه شيئًا لأنه يراقب الله رب العالمين.
ولهذا كان له أثر كبير في البعد عما حرم علينا لأنه يعلم العبد مراقبة الله، الصيام يعلم العبد الانقياد لله، يقول له الله: اترك الطعام والشراب، فلا يسأل لماذا يترك الطعام، لا يسأل عن الحكمة من ذلك والشخص إذا كان قادرًا على أن يترك الحلال يبتغي بتركه وجه الله فهو على ترك الحرام أقدر، ولهذا قال الله –عز وجل-: (عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [البقرة:183].
أثر لجابر بن عبد الله أورده الإمام ابن حزم في كتاب "المحلى" قال سيدنا جابر: "إذا صمت عن الطعام والشراب فليصم سمعك"، لا تستمع إلى غيبة، لا تستمع إلى أغانٍ، لا تستمع إلى برنامج يسخط الله، لا تستمع إلى مسلسلات: "فليصم سمعك وليصم بصرك"، لا تقع دائرة بصرك على ما يسخط ربك عليك، "وليصم لسانك ودع عنك أذية الخادم"، لا تؤذ الخادم إذا كنت صائمًا أو كنت مفطرًا، لكن هذا يتأكد عليك كما قال جابر حال صومك.
قال: "دع عنك أذية الخادم، ولا يكن يوم فطرك ويوم صومك سواء"، ينبغي أن تكون مجتهدًا في طاعة الله في حال صومك تأسيًا بنبيك -عليه الصلاة والسلام-.
قالت عائشة تصف حالة النبي -صلى الله عليه وسلم- قالت: "كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يجتهد في رمضان ما لا يجتهد في غيره، فإذا جاءت العشر الأخيرة من رمضان كان يجتهد فيها ما لا يجتهد في رمضان".
فنسأل الله بأسمائه وصفاته في هذا الشهر المبارك أن يجعلنا من عباده المقبولين، اللهم تقبل منا الصيام والقيام...