البصير
(البصير): اسمٌ من أسماء الله الحسنى، يدل على إثباتِ صفة...
العربية
المؤلف | حسان أحمد العماري |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | المنجيات |
إن في تقلب الدهر عجائب، وفي تغير الأحوال مواعظ، توالت العقبات، وتكاثرت النكبات، وطغت الماديات على كثير من الخلق فتنكروا لربهم ووهنت صلتهم به، حتى تعلقَ الناسُ بالناسِ، واعتمد الناس على الناس، وذل بعضهم لبعض، وأرضى يعضهم بعضًا، ولو سخط الله وذهبت القيم والأخلاق فكان الطغيان في الأرض ونسي الكثير من الخلق أن لهم رباً وأن بيده كل شيء وأنه لا يعتمد إلا عليه وأنهم فقراء إليه؛ قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ).
الخطبة الأولى:
الحمدُ لله فاطرِ الأرض والسموات، عالم الأسرار والخفيات، المطلع على الضمائر والنيات، أحاط بكل شيء علماً، ووسع كل شيء رحمة وحلماً، وقهر كل مخلوق عزة وحكماً، يعلم ما بين أيديهم وما خلفَهم ولا يحيطون به علماً، لا تدركه الأبصار، ولا تغيره الدهور والأعصار، ولا تتوهّمه الظنون والأفكار، وكل شيء عنده بمقدار، خلق الإنسان فكرمه وحذره من الطغيان وفهمه:
يـا عامـراً لخراب الدهر مجتهداً | بالله هل لخـراب الدار عمرانُ |
ويا حريصاً على الأمـوال يجمعها | أقصر فإن سـرور المال أحزانُ |
من يتق الله يُحـمد في عـواقبه | ويكفه شـر من عزوا ومن هانوا |
فالزم يديك بحبـل الله معتصـماً | فـإنه الركن إن خانتك أركانُ |
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة من عرف الحق والتزامه، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أفضل من صدع بالحق وأسمعه، اللهم صل على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه وسائر من نصره وكرمه، وسلم تسليماً كثيراً.
أمَّا بَعْد:
عباد الله: يروى أن رجلاً في الدهر الغابر كان جباراً في الأرض عنده الأموال والقصور والأتباع والجند والحرس، والناس من حوله كلٌ منهم يتقرب إليه، ويتوسل إليه، ويريد منه القربى والزلفى وأموراً من الدنيا خوفاً من ظلمه وطمعاً فيما عنده، وكان فيهم شاب وقف ينظر إلى هذا الموقف، فإذا ذبابة تطير حول ذلك الجبار كلما اقتربت ووقفت على وجهه هشها من حوله، فذهبت ثم رجعت والناس يتعجبون، كلما أراد إزالتها ذهبت الذبابة ثم رجعت على وجهه والناس يستغربون، ذبابة ما استطاع دفعها! فتذكر الشاب آية من كتاب الله وقرأها بصوت سمعه الجميع وهي قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ) [الحج:73]، كل الناس يستمعون، فالله يضرب مثلاً ويقول للناس: استمعوا لهذا المثل، واسمع إلى هذا المثل: (إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَاباً) الله أكبر! أرأيت هذا المثل في هذا الموقف؟! أرأيت هذا الجبار وأتباعه وأمواله وذكاءه هل يستطيعون أن يخلقوا ذبابة واحدة، تحدٍّ من الله: (إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ) [الحج:73]، هذا التحدي الأول، والتحدي الثاني: (وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئاً) [الحج:73] فإذا أخذ الذباب شيئاً من طعامهم أو شيئاً من شرابهم فإن كل أهل الأرض لن يسترجعوه؛ لأن الذباب حشرة إذا دخل الطعام مباشرة في جوفها يتحلل الطعام ويتغير مباشرة ويتفكك، فأين قوتهم وأين جبروتهم وأين الأتباع؟! (وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئاً لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ * مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) [الحج:73-74].
فتذكر الناس قوة الله وعظمته وسلطانه وأن كل شيء بيده؛ الموت والحياة والرزق والسعادة والشقاء فقالوا: الله أكبر!! وانفض الناس عن ذلك الجبار.
عباد الله: إن في تقلب الدهر عجائب، وفي تغير الأحوال مواعظ، توالت العقبات، وتكاثرت النكبات، وطغت الماديات على كثير من الخلق فتنكروا لربهم ووهنت صلتهم به، حتى تعلقَ الناسُ بالناسِ، واعتمد الناس على الناس، وذل بعضهم لبعض، وأرضى يعضهم بعضًا، ولو سخط الله وذهبت القيم الأخلاق فكان الطغيان في الأرض ونسي الكثير من الخلق أن لهم رباً وأن بيده كل شيء وأنه لا يعتمد إلا عليه وأنهم فقراء إليه؛ قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ) [فاطر:15].
فقيراً جئـتُ بابك يا إلهي | ولستُ إلى عبادك بالفقيرِ |
عنـياً عنهمُ بيقـينِ قلبي | وأطمعُ منك في الفضلِ الكبيرِ |
إلهي ما سألتُ سواك عونًا | فحسبي العونُ من ربٍ قديرِ |
إلهي ما سألتُ سواك عفوًا | فحسبي العفوُ من ربٍ غفورِ |
إلهي ما سألتُ سواك هديًا | فحسبي الهديُ من ربٍ بصيرِ |
إذا لم أسـتعن بك يا إلهي | فمن عونيِ سواك ومن مجيرِ |
أيها المؤمنون عباد الله: لقد دعانا الله -سبحانه وتعالى- إلى التفكر في قوته وعظمته حتى لا نطغى في الأرض فيكون هذا الطغيان سببًا للفساد والظلم والانحراف عن منهجه فقال: (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) [الزمر:67].
وبيّن -سبحانه وتعالى- أن سوط عذابه مسلط على من بغى في الأرض بغير الحق فقال تعالى: (فَكُلّاً أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِباً وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) [العنكبوت: 40].
كم من حروب وصراعات وزلازل وبراكين وسيول وأمطار دمرت مدنًا وأبادت حضارات وأزهقت أرواحًا في لحظات معدودة!! وكم من أناس عاشوا حياتهم ذنوبًا ومعاصي وكبرًا وعجبًا وظلمًا وإفسادًا في الأرض، فكيف كانت نهايتهم؟! قال تعالى: (فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) [النمل:52]، وإنها لرسالة للأمم والدول والشعوب والأفراد أن لا يأمن أحدهم مكر الله وإمهاله، فما بين لحظة وأخرى يغار الله على حرماته وحدوده التي تنتهك، فيرسل جنوده ويحل عليهم عقابه؛ قال تعالى: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ * أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ * أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ * أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ) [الأعراف: 96 – 99].
وهذا قارون أنعم الله عليه بالمال والجاه وكثرة الأتباع فتكبر على الله واغتر بقوته وسلطانه؛ قال تعالى: (إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ * وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ) [القصص: 76، 77]، فكان رد قارون جملة واحد تحمل شتى معاني الفساد: (قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي). فماذا كانت نتيجة هذا البغي والظلم والاغترار بالقوة والسلطان؟! قال تعالى: (فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ المُنتَصِرِينَ) [القصص:81].
فمن أسباب هلاك الأمم والأفراد الكفر بنعم الله -عز وجل- وعدم القيام بواجب شكرها؛ قال الله -تعالى-: (لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ ? جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ ? كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ ? بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ * فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ * ذَلِكَ جَزَيْنَاهُم بِمَا كَفَرُوا ? وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ * وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ ? سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ * فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ ? إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ) [سبأ: 15-19].
فلنشكر الله على نعمة الأمن والإيمان والسلامة في الأبدان والأوطان، فإنها إن ذهبت هذه النعمة بتقصيرنا بنشر ثقافة الخوف وسفك الدماء وقطع الطرقات والاعتداء على المنشآت العامة من طرقات وكهرباء وبترول وغاز ومعسكرات، فإن ذلك يعود أثره على المجتمع، ولن تحلو الحياة ولن يسعد الناس ولن تقوم حضارة أبدًا، وانظروا إلى من حولكم كيف كانت حياتهم وكيف أصبحت عبرة ومثلاً.
اللهم عاملنا بلطفك ورحمتك، واهدنا بهداك، ولا تولنا أحدًا سواك.
قلت قولي هَذا، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه.
الخطبة الثانية:
عباد الله: إن الله تعالى يرسل الآيات والنذر ويدعو الناس للاعتبار، وما الحوادث من حولنا من زلازل وفتن وحروب ومجاعات وصراعات إلا رسل من عند الله ليعود الإنسان إلى ربه ويتبع الحق ويبتعد عن البغي والطغيان في الأرض؛ ذلك أن الله يُملي للظالمين وأعوانهم ويُمهلهم إلى أجل مسمى؛ قال تعالى: (وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ) [إبراهيم:42]. قال ميمون بن مهران -رحمه الله-: "هذه الآية وعيدٌ للظالم وتعزيةٌ للمظلوم؛ فالظالم ينتظر العقوبة، والمظلوم ينتظر الفرج".
ويقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إن الله ليُملي للظالم حتى إذا أخذهُ لم يفلته". ثم قرأ قوله تعال: (وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ) [هود:102].
فلنتذكر قوة الله وشدة سطوته حتى لا نكون ممن يبغون في الأرض ويعيثون فيها فساداً. ورحم الله من قال:
لا تظلمنَّ إذا ما كنت مقتدراً | فالظلم ترجع عقباهُ إلى الندم |
تنـامُ عـيناك والمظلوم منتبه | يدعو عليك وعينُ الله لم تنم |
مرَّ أسد بن عبد الله القسري -وكان على خراسان أميراً كريماً- على السجن، فإذا رجل يقول له: "إن كنت تعطي من ترحم فارحم من تظلم، إن السماوات تنفرج لدعوة المظلوم، فاحذر من ليس له ناصر إلا الله، ولا جنة له إلا الثقة بنزول التغيير، ولا سلاح له إلا الابتهال إلى من لا يعجزه شيء، يا أسد: إن البغي يصرع أهله، والبغي مصرعه وخيم، فلا تغتر بإبطاء الغياث من ناصرٍ متى شاء أن يغيث أغاث، وقد أملى القوم كي يزدادوا إثمًا". ذم البغي لابن أبي الدنيا ص79.
أيها المؤمنون عباد الله: لو أدرك كل إنسان منا أنه ضعيف مهما بلغت قوته وكثرت أمواله وزاد أتباعه هل يمكن أن يتجرأ على سفك الدماء وهتك الأعراض وأخذ الأموال؟! إنه لا يمكن أن يفعل ذلك لأن سنة الله له بالمرصاد ولن ينفعه ما في الأرض جميعاً بين يدي الله يوم القيامة؛ قال -عز وجل-: (وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ مِن سُوءِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ) [الزمر:47]، وقال تعالى: (لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ وَلا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيّاً وَلا نَصِيراً * وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ نَقِيراً) [النساء: 123، 124]، ولنتذكر الآخرة ولقاء الله بالتوبة والعمل الصالح ورد الحقوق والمظالم إلى أهلها، ولنأمر بالمعروف وننهى عن المنكر، ولنحافظ على أخوتنا وأخلاقنا وقيمنا لنكون أهلاً لرحمة الله وعفوه ومغفرته.
اللهم أصلح ما فسد من أحوالنا، واهدنا سبلنا، وألف بين قلوبنا.
هذا؛ وصلوا وسلموا -رحمكم الله- على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة؛ نبينا وإمامنا وقدوتنا محمد بن عبد الله، فقد أمركم الله بالصلاة والسلام عليه بقوله: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) [الأحزاب:56].
اللهم صلِّ وسلم وبارك على نبينا محمد، وارضَ اللهم عن خلفائه الراشدين، وعن الصحابة أجمعين، وعن التابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بمنك ورحمتك يا أرحم الراحمين.