البحث

عبارات مقترحة:

السبوح

كلمة (سُبُّوح) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فُعُّول) من التسبيح،...

الحفيظ

الحفظُ في اللغة هو مراعاةُ الشيء، والاعتناءُ به، و(الحفيظ) اسمٌ...

الرءوف

كلمةُ (الرَّؤُوف) في اللغة صيغةُ مبالغة من (الرأفةِ)، وهي أرَقُّ...

القوي

كلمة (قوي) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فعيل) من القرب، وهو خلاف البعد، واسم (القوي) اسم من أسماء الله الحسنى يدل على أنه تعالى ذو قوة تامّة قائمة فيه سبحانه، لا يدخلها عجز في حال من الأحوال. وهو اسم ثابت لله عز وجل في الكتاب والسنة، والعقل يدل عليه.

التعريف

التعريف لغة

القوي في اللغة صفة على وزن (فعيل)، لأن أصلَه الفعلُ: (قَوِيَ) فالتقت الياء الأصلية بياء (فعيل) فأُدغِمَتا، والقوّة هي خلاف الضعف. انظر "الصحاح" للجوهري (6/2469)، والقوة أبلغ من القدرة، قال الزجاج: «هو الكامل القدرة على الشيء، يقول: هو قادر على حمله، فإذا زدته وصفًا قلت: هو قوي على حمله» "تفسير الأسماء" (ص58)

التعريف اصطلاحًا

هو اسم من أسماء الله الحسنى، يدل على صفة القوة القائمة بالله سبحانه وتعالى، فهو سبحانه التامُّ القُوةِ الذي لا يستولي عليه العَجْز فِي حالٍ مِن الأحوال، والمخلوق وإن وُصِفَ بالقوة فإن قوّته متناهية، وعن بعض الأمور قاصرة. انظر "شأن الدعاء" للخطابي (ص77)، «وهو الذي لا يغلبه غالب ولا يردُّ قضاءه رادّ، ينفُذ أمره ويمضي قضاؤه في خلقه، شديدٌ عقابه لمن كفر بآياته وجحد حججه» "جامع البيان" (10/17).

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

العلاقة بين المعنيين واضحة وظاهرة، لأن ما دلت عليه اللغة موافق لما في الاصطلاح، إلا أن المعنى الثابت لله ثابت له على وجه الكمال الذي لا يشوبه نقص بحال من الأحوال، وهذا لا يكون إلا لله عز وجل.

الصفة التي يدل عليها الاسم

يدل على إثبات صفة القوة لله تعالى

الفروق

الفرق بين القوي و القدير

الفرق بين الاسمين هو الفرق بين صفتي القوة والقدرة، وجُعل التفريق بين الصفتين - لا بين الاسمين فحسب - حتى يشمل الأسماء التي تدل على صفة القدرة أيضًا كالقادر، والمقتدر، والفرق بين القدرة والقوة هو في نقطتين: الأولى : أن القدرة يوصف بها ذو الشعور فقط، والقوة يوصف بها ذو الشعور وغيره، فالقوة أعم من هذه الحيثية. و الثانية : أن القوة أخصُّ من القدرة من جانب آخر؛ وهو أن القوة هي تمام القدرة على الشيء، فيكون كل قوي قادرًا، وليس كل قادرٍ قويًّا. انظر "شرح الواسطية" لابن عثيمين (ص167). انظر: القدير

الأدلة

القرآن الكريم

القوي في القرآن الكريم
جاء اسم الله تعالى (القوي) في القرآن الكريم في (9) مواضع: جاء مقترنًا باسمه تعالى (العزيز) في سبعة منها، كما قال جل وعلا: ﴿وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ ۚ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾، وكما قال: ﴿مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ [الحج: 74]، وقال: ﴿كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ [المجادلة: 21]، ولعلَّ هذا الاقتران تأكيدٌ على أن العزة التي يتصف بها جل جلاله هي عزة القوة، بالإضافة إلى عزة الغلبة وعزة الامتناع. وجاء مقترنًا باسمه تعالى (شديد العقاب) في موضعين، هما قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ [الأنفال: 52] وقوله: ﴿ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانَت تَّأْتِيهِمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَكَفَرُوا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ ۚ إِنَّهُ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ [غافر: 22].

السنة النبوية

القوي في السنة النبوية
جاء هذا الاسم في عِداد أسماء الله التي وردت في حديث أبي هريرة رضي الله عنه. الترمذي (3507) وابن حبان (808) والبيهقي في "الاعتقاد" (56).

العقل

القوة صفة كمال، والضعف صفة نقص، فتثبت صفة القدرة لله تعالى بقياس الأولى؛ لأن كل كمال لا نقص فيه يكون لبعض الموجودات المخلوقة الُمحدثة فالرب الخالق هو أولى به، وكل نقص أو عيب يجب أن ينزَّه عنه بعض المخلوقات المحدثة فالرب الخالق هو أولى أن ينزَّه عنه. انظر "شرح الأصفهانية" لابن تيمية (ص74).

الآثار والمظاهر

الآثار السلوكية

من الآثار المترتبة على الإيمان باسم الله (القوي): · التعبد لله عز وجل باسمه (القوي)؛ وذلك من خلال التوكل والاعتماد عليه، والالتجاء إليه، والاستعاذة به. · الإيمان بأن ما أودعه الله تعالى من قدرة وقوةٍ في مخلوقاته إنما هو منه جل وعلا، وهو من إنعامه وتفضّله، وهذا يحمل العبد على أن يستعمل هذه القوة في طاعة الله شكرًا له على ما أنعم به وتفضّل، فيسخرها في فعل ما يرضي الله، ويصرفها عن أن تكون في ما لا يرضيه. · ومن ذلك أيضًا أن المؤمن باسم الله (القوي) لا يغترُّ بقوته، بل يكون تصرفه وسلوكه مِصداقًا لإيمانه بأنه لا حول ولا قوة إلا بالله إذ هو مدرك لذلك تمام الإدراك، مصدِّقٌ له تمام التصديق، فيتبرَّأ من حوله وقوته ويلتجئ إلى حول الله وقوته، كما هو الحال في من يستخير الله في أموره، فهو يقول في بداية دعائه: «اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم» أخرجه البخاري (6382). وانظر للاستزادة "ولله الأسماء الحسنى" للشيخ عبد العزيز الجليل (12/344).

المظاهر في الكون والحياة

إن الشواهد الدالّة على قوة الله عز وجل كثيرة جدًّا، ظاهرة في خلقه وأمره، من ذلك: · أنه سبحانه خَلَق الخلقَ وابتدأه على غبر سابق عهد، ولم يكن ذلك معجِزًا له، وهو خلقٌ عظيم كبير، السماوات والأرض وما فيهنّ من مخلوقات لها قدرة وشدّة، كلها جزء منه، فكان عِظم الخلق وقوته وشدته وكثرته دليلًا شاهدًا ومظهرًا بيّنًا على قوته جل جلاله. · أنه سبحانه وتعالى تكفّل بإيصال الرزق إلى جميع العالمين، ولا يستطيع ذلك أحدٌ سواه، بل لا يستطيع أحد أن يضيّق عطاء الله لأحد أو يمنع عنه ما أراد الله له، ولو اجتمع لذلك الخلق كله، فلا حول ولا قوة إلا بالله تعالى. انظر "تيسير الكريم الرحمن" للشيخ السعدي (ص113). · من مظاهر كمال قوته سبحانه وتعالى قهره لأعدائه، وللمستكبرين المتجبّرين من خلقه، كما في قصص الأقوام السابقة التي ذكرها الله في كتابه لتكون عبرةً وموعظة في قوة الله عز وجل وقدرته على خلقه، وقهره فوق عباده، كقوم عادٍ وثمودَ والفراعنة وغيرهم، يقول جل وعلا واصفًا حال قوم عاد: ﴿فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ ﴾ [فصلت: 15] يقول الشيخ السعدي رحمه الله في تفسير الآية: «﴿فَأمّا عادٌ﴾ فكانوا - مع كفرهم بالله، وجحدهم بآيات الله، وكفرهم برسله - مستكبرين في الأرض، قاهرين لمن حولهم من العباد، ظالمين لهم، قد أعجبتهم قوتهم. ﴿وقالُوا مَن أشَدُّ مِنّا قُوَّةً﴾ قال تعالى ردًا عليهم، بما يعرفه كل أحد: ﴿أوَلَمْ يَرَوْا أنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أشَدُّ مِنهُمْ قُوَّةً﴾ فلولا خلقه إياهم لم يوجَدوا، فلو نظروا إلى هذه الحال نظرًا صحيحًا، لم يغتروا بقوتهم، فعاقبهم الله عقوبة، تناسب قوتهم التي اغتروا بها.» "تيسير الكريم الرحمن" (ص746).

أقوال أهل العلم

«لا يغلبه غالب ولا يفوته هارب» ابن كَثِير "تفسير القرآن العظيم" (2/320)
«وهو القوي له القُوى جمعًا تعالى ربُّ ذي الأكوان والأزمان»
ابن قَيِّم الجَوْزِيَّة "النونية" (2/218).
«أثبت الله العزة والعظمة والقدرة والكبر والقوة لنفسه في كتابه» قِوَام السُّنَّة "الحجة في بيان المحجة" (2/196)