فإنّ المتأمل المتدبر الناظر في تاريخ الإسلام منذ بعثة النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى يومنا هذا ليجد أمامه حقيقة واضحة، لا مجادلة فيها ولا ارتياب، وهي: أن أهل الشرك - الذين هم حزب الشيطان وجنوده - يتواصون ويتتابعون أولهم وآخرهم على السعي في إطفاء نور الله تعالى، وعلى السعي في بسط اليد واللسان في رد هذا الدين، وفي إضعاف قناعة أهله به، تارة ببسط الحرب باليد، وتارة ببسط الحرب بالمال، وتارة باللسان بما يُلقون من تشويهات، وبما يشوّهون به الإسلام؛ حتى لا يدخل فيه الدّاخلون، وحتى لا يثبت عليه من اقتنع به واعتنقه.