البحث

عبارات مقترحة:

الغني

كلمة (غَنِيّ) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فعيل) من الفعل (غَنِيَ...

الحميد

(الحمد) في اللغة هو الثناء، والفرقُ بينه وبين (الشكر): أن (الحمد)...

الشاكر

كلمة (شاكر) في اللغة اسم فاعل من الشُّكر، وهو الثناء، ويأتي...

الشهيد

كلمة (شهيد) في اللغة صفة على وزن فعيل، وهى بمعنى (فاعل) أي: شاهد، والشاهد معناه إما الحاضر والعالم بما حدث، أو المُعلم بما حضره وعلمه، واسم (الشهيد) من أسماء الله الحسنى، يدل على أنه تعالى ذو علم محيط بخلقه على وجه الكمال والإطلاق، وهو اسم ثابت بالقرآن والسنة، والعقل دالٌّ عليه.

التعريف

التعريف لغة

الشهيد في اللغة صفة على وزن (فعيل) بمعنى شاهد، كما يقال: عليم بمعنى عالم، ورحيم بمعنى راحم، والشاهد خلاف الغائب، والمصدر منه: الشهود، والشهادة، والعرب تقول: (فلان كان شاهدًا لهذا الأمر) أي لم يغب عنه، كقوله تعالى: ﴿فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ﴾ [البقرة: 185]. والشهيد أيضًا في اللغة: الذي يشهد بما عاين وحضر، قال ابن سيده: «الشاهد العالم الذي يُبينُ ما عَلِمه» انظر "اللسان" لابن منظور (4/2348)، فيكون معناه: المُعلِم، كما قال عز وجل: ﴿ وَجِئْنَا بِكَ عَلَىٰ هَٰؤُلَاءِ شَهِيدًا﴾ [النساء: 41] أي شاهدًا، ومُعلِمًا بحال أمَّتك، فيظهر أن معنى هذا الجذر اللغوي هو كما قال ابن فارس: «الشين والهاء والدال أصل يدل على حضور وعلم وإعلام، لا يخرج شيء من فروعه عن الذي ذكرناه» (3/220). وانظر "اشتقاق الأسماء" للزجاجي (ص132).

التعريف اصطلاحًا

هو اسم من أسماء الله الحسنى، يدل على إحاطة الله سبحانه وتعالى وعلمه سبحانه وتعالى، فهو الذي لا يغيب عنه شيء ولا يعزب عنه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء، بل هو مطلع على كل شيء مشاهد له، عليم بتفاصيله. انظر "المدارج" لابن القيم (3/466). وقد يكون معناه كما ذكر الخطابي: «وهو أيضًا الشاهد للمظلوم الذي لا شاهد له ولا ناصر على الظالم المتعدي الذي لا مانع له في الدنيا؛ لينتصف له منه.» "شأن الدعاء" للخطابي (ص76).

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

العلاقة بين المعنيين اللغويِّ والاصطلاحيِّ بيّنة، لأن المعنى الذي ثبت لله هو ذاته المعنى المذكور في أصل اللغة، إلا أن العلم الثابت لله ثابتٌ له على وجه الكمال، ولا يكون ذلك إلا لله سبحانه وتعالى.

الصفة التي يدل عليها الاسم

يدل اسم الله (الشهيد) على إثبات صفة الإحاطة لله تعالى.

الأدلة

القرآن الكريم

الشهيد في القرآن الكريم
جاء ذكر اسم الله (الشهيد) في القرآن الكريم في (18) موضعًا، منها: · قوله تعالى: ﴿فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ ۚ وَأَنتَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴾ [المائدة: 117] والمقصود بالتوفّي أخذ الشيء وافيًا؛ فإنّ الله تعالى وفّى عيسى عليه السلام نصيبه من الحياة الدنيا فرفعه إلى السماء. انظر "أنوار التنزيل" للبيضاوي (2/151). · قوله تعالى: ﴿لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا﴾ [النساء: 166] قال النسفي في تفسير الآية: «﴿والملائكة يَشْهَدُونَ﴾ لك بالنبوة ﴿وكفى بالله شَهِيدًا﴾: شاهدًا وإن لم يشهد غيره». "مدارك التنزيل" (1/417). · ومنها أيضًا قوله تعالى: ﴿شَهِدَ اللهُ أنَّهُ لا إلَهَ إلاَّ هُوَ﴾ [آل عمران: 18]، قال الخطابي: «قيل: معناه: علم الله. وقال أبو العباس أحمد بن يحيى معناه: بَيَّن الله أنه لا إلهَ إلا هو» "شأن الدعاء" (ص76). · وجاء بصيغة الجمع في قوله تعالى: ﴿وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ ﴾ [يونس: 61].

السنة النبوية

الشهيد في السنة النبوية
· ورد اسم الله (الشهيد) في حديث أبي هريرة في أسماء الله الحسنى: «إنَّ للهِ تسعةً وتسعينَ اسمًا مائةً غيرَ واحدةٍ، مَن أحصاها دخلَ الجنَّةَ...» وذكر منها (الشهيد). الترمذي (3507). · ورد أيضًا ذكر الصفة الفعلية التي يدل عليها اسم الله (الشهيد) في حديث حجة الوداع، وفيه: «… اللهم اشهد! فليبلغ الشاهد الغائب …». البخاري (7078).

العقل

يُثبت العقلُ إحاطة الله وعلمَه بالموجودات بقياس الأولى؛ فالعلم والإحاطة صفات كمال، وعدمهما نقصٌ، ومن المعلوم أن كل كمال لا نقص فيه يكون لبعض الموجودات المخلوقة الُمحدثة فالرب الخالق هو أولى به، وكل نقص أو عيب يجب أن ينزَّه عنه بعض المخلوقات المحدثة فالرب الخالق هو أولى أن ينزَّه عنه. انظر "شرح الأصفهانية" لابن تيمية (ص74).

الآثار والمظاهر

الآثار السلوكية

أعظم ما يورثه الإيمان باسم الله (الشهيد) هو خشية الله عز وجل، ومراقبته في كل عمل، في الخلوة والجلوة، والسر والإعلان، فالمؤمن به يخشى الله ويهابه أن يعصيه وهو معه أينما كان، كما قال جل جلاله: ﴿وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ ﴾ [الحديد: 4]، فمن كان هذا الاعتقاد حاضرًا في قلبه، ملازمًا له؛ استوى عنده السر والعلانية، ولم يعصِ الله في الحالين خوفًا وحياءً من الله، وهذا عين التعبّد لله بمقام الإحسان، كما جاء الحديث: «أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك» البخاري (50) ومسلم (9) والنسائي (5006). الإيمان بهذا الاسم يثمر في قلب العبد الحذر من ظلم الناس والتعدي على حقوقهم، لأنه يعلم أن الله شهيد على الخلق يوم القيامة بما عملوا وما كان بينهم من خصومات في الدنيا، كما قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ﴾ [الحج: 17].

المظاهر في الكون والحياة

يظهر أثر اسم الله (الشهيد) في الكون والحياة في حفظه للوجود، فإن إحاطة الله عز وجل بالموجودات تُجوّز قدرته على حفظها وتدبيرها، فإن العالم بالشيء الخبير بتفاصيله الظاهرة والخفية والصغيرة والكبيرة المحيطَ بها هو الأولى بالحفظ والتدبير من أي أحد سواه.

أقوال أهل العلم

«هو أقرب شهيد، وأدنى حفيظ، وأعظم رقيب، وأرأف رحيم» ابن قَيِّم الجَوْزِيَّة "شفاء العليل" (1/42)
«(الشهيد) أي: المطلع على جميع الأشياء. سمع جميع الأصوات خفيها وجليها، وأبصر جميع الموجودات دقيقها وجليلها صغيرها وكبيرها، وأحاط علمه بكل شيء، الذي شهد لعباده وعلى عباده بما عملوه.» ابن سَعْدي "تيسير الكريم الرحمن" (ص948)
«فإذا اعتبر العلم مطلقًا فهو العليم، وإذا أضيف إلى الغيب والأمور الباطنة فهو الخبير، وإذا أضيف إلى الأمور الظاهرة فهو الشهيد، وقد يعتبر مع هذا أن يشهد على الخلق يوم القيامة بما علم وشاهد منهم» الغَزالي "المقصد الأسنى" (ص126)
«الشهيد: الذي يرى أفعال خلقه ويعلم سرّهم ونجواهم، ولا يمكن الاستخفاء منه، ولا تضيع الشهادة عنده، وله الحجة البالغة على خلقه، قال الله سبحانه وتعالى: ﴿ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴾ [فصلت: 53]، وذاكره يخشى ربه في السر والعلن، ويخلص في عمله لوجه الله تعالى ويكون من أهل المعرفة» القُشَيْري "شرح الأسماء" (ص184)