البحث

عبارات مقترحة:

الوتر

كلمة (الوِتر) في اللغة صفة مشبهة باسم الفاعل، ومعناها الفرد،...

المجيب

كلمة (المجيب) في اللغة اسم فاعل من الفعل (أجاب يُجيب) وهو مأخوذ من...

الواحد

كلمة (الواحد) في اللغة لها معنيان، أحدهما: أول العدد، والثاني:...

رمضان والسباق نحو دار السلام

العربية

المؤلف حسان أحمد العماري
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات الصيام
عناصر الخطبة
  1. شكر نعمة بلوغ رمضان .
  2. رمضان ميدان سباق وتنافس .
  3. دعوة إلى السباق نحو الجنة .
  4. الدنيا ليست بدار جزاء .
  5. الحث على اغتنام رمضان. .

اقتباس

رمضان ميدان سباق وتنافس، ولكن ليس على الدنيا وأموالها وقصورها ومناصبها كما يحدث اليوم بين الناس، ففسدت القيم والأخلاق، وقامت الصراعات، وتأججت الخلافات، وقل المعروف وضعفت روابط الأخوة، وتناسى الكثير في زحمة الحياة ومشاكلها وفتنها أن هناك دينًا وقيمًا وأخلاقًا يجب أن يلتزم بها المسلم في سائر حياته وهي التي تتحكم في سلوكه وتصرفاته، وأن هناك موتًا وحسابًا وجنةً ونارًا ووقوفًا أمام رب العزة -سبحانه- للفصل بين العباد فكل شيء مسجل ومحسوب ومكتوب، قال تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ثُمَّ إلى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ)، وفي رمضان، فإن هناك دعوة إلى السباق نحو الجنة...

الخطبة الأولى:

الحمدُ لله الذي بنعمته اهتدى المهتدون، وبعدله ضلّ الضَّالون. لا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون. أحمدهُ سبحانه على نعمه الغزار.. وأشكره، وفضله على من شكر مدرار.. لا فوز إلا في طاعته، ولا عِزَّ إلا في التذلل لعظمته، ولا غنى إلا في الافتقار لرحمته.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الواحد القهار.. وأشهد أن محمداً عبده ورسوله النبي المختار.. الرسول المبعوث بالتبشير والإنذار صلى الله عليه وعلى آله وصحبه.. صلاة تتجدد بركاتها بالعشي والإبكار، وسلم تسليماً كثيراً.

أما بعـــد: عبـاد الله: نحمد الله -سبحانه وتعالى- أن بلغنا رمضان، وتلك والله نعمة عظيمة ينبغي أن تُشكَر، وذلك بأداء ما افترضه الله علينا من الصيام كما أمر، والتزود من الأعمال الصالحة من صلاة، وذكر، وقيام، وقراءة للقرآن، وتقديم النفع وبذل المعروف كما يحب والإخلاص فيها كما أراد، فواجب على كل مسلم ومسلمة منَّ الله عليه ببلوغ شهر رمضان، أن يغتنم الفرصة، ويقطف الثمرة، فإن الأجور والحسنات تتضاعف، والقلوب والأرواح عطشى إلى فضل الله، ورحمته في هذا الشهر المبارك، فإنه من فاتته كانت حسرة ما بعدها حسرة، وندامة لا تعدلها ندامة.

فرمضان ميدان سباق وتنافس، ولكن ليس على الدنيا وأموالها وقصورها ومناصبها كما يحدث اليوم بين الناس، ففسدت القيم والأخلاق، وقامت الصراعات، وتأججت الخلافات، وقل المعروف وضعفت روابط الأخوة، وتناسى الكثير في زحمة الحياة ومشاكلها وفتنها أن هناك دينًا وقيمًا وأخلاقًا يجب أن يلتزم بها المسلم في سائر حياته وهي التي تتحكم في سلوكه وتصرفاته، وأن هناك موتًا وحسابًا وجنةً ونارًا ووقوفًا أمام رب العزة -سبحانه- للفصل بين العباد فكل شيء مسجل ومحسوب ومكتوب، قال تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ثُمَّ إلى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ) [الجاثية: 15].

وفي رمضان، فإن هناك دعوة إلى السباق نحو الجنة، فيقول رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تشويقاً وتحفيزاً: "إِنَّ فِي الْجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، لَا يَدْخُلُ مَعَهُمْ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، يُقَالُ: أَيْنَ الصَّائِمُونَ؟ فَيَدْخُلُونَ مِنْهُ فَإِذَا دَخَلَ آخِرُهُمْ أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ"  (رواه مسلم في صحيحه: 1152).

 بل إن الجنة تتزين للصائمين، وتفتح أبوابها في أول ليلة من رمضان، قال -صلى الله عليه وسلم-: "قد جاءكم رمضان، شهر مبارك، افترض الله عليكم صيامه، تُفتح فيه أبواب الجنة، وتُغـلق فيه أبواب الجحـيم، وتُغَلّ فيه الشياطين، فيه ليلة خير من ألف شهر، من حُرِم خيرها فقد حُرِم" (قال الألباني في صحيح الترغيب 999: "صحيح لغيره").

 ويقول عليه الصلاة والسلام: "إذا كان أول ليلة من شهر رمضان، صُفّدت الشياطين ومردة الجنّ، وأغلقت أبواب النار، فلم يفتح منها باب، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب، وينادي منادٍ: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشرِ أقصر. ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة" (رواه الترمذي وابن ماجه وحسَنه الألباني).

وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِنَّ لِلَّهِ عُتَقَاءَ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ لِكُلِّ عَبْدٍ مِنْهُمْ دَعْوَةٌ مُسْتَجَابَةٌ"(رواه أحمد وصححه الألباني في صحيح الجامع: 2169).

 والأعمال التي تقرب إلى الجنة، وخاصة في هذا الشهر كثيرة، فالصيام والقيام والقرآن والإنفاق، وإفطار الصائمين وصلة الأرحام، وحسن الخلق وحفظ اللسان، وغيرها من الأعمال تقود العبد إلى جنة عرضها السموات والأرض..

عَنْ الإمام عَلِيٍّ -رَضِي الله عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِنَّ فِي الْجَنَّةِ غُرَفًا تُرَى ظُهُورُهَا مِنْ بُطُونِهَا وَبُطُونُهَا مِنْ ظُهُورِهَا"، فَقَامَ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ: لِمَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: "لِمَنْ أَطَابَ الْكَلَامَ وَأَطْعَمَ الطَّعَامَ وَأَدَامَ الصِّيَامَ، وَصَلَّى لِلَّهِ بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ" (متفق عليه).

يقول ابن القيم: "ما تزينت الجنة لأمة كما تزينت لأمة محمد -صلى الله عليه وسلم- ثم لا تجد لها عاشقًا".

أيها المؤمنون عبـاد الله: ما هو الحافز والثمن الذي دفع الصحابة إلى الصبر على طاعة الله وطلب مرضاته؟ ما الذي جعلهم يثبتون على دين الله، وقد لاقوا من أقوامهم شتى أنواع العذاب والحرمان؟ وما الذي يدفع المسلم في كل زمان ومكان إلى أن يبذل من وقته وجهده وماله، وربما حياته من أجل تعاليم دينه وتوجيهات نبيه محمد صلى الله عليه وسلم؟..

إن الحافز والثمن هو الجنة، وما الدنيا وما فيها إلا زاد وطريقٌ إلى الجنة، قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ) [التوبة: 111]، وفهم الصحابة ذلك من أول يومٍ عرفوا هذا الدين والتزموا تعاليمه، وأدركوا أن ثمن الأعمال والصبر والبذل، والعطاء والالتزام بالإسلام، وعبودية الرحمن ليس الدنيا وأموالها ومناصبها، فهذا عبد الله بن رواحة -رضي الله عنه- يقول لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- في بيعة العقبة الثانية: "اشترط لربك ولنفسك ما شئت". فقال: "أشترطُ لربي أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً، وأشترط لنفسي أن تمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأموالكم"، قال عبدالله: فما لنا إذا فعلنا ذلك؟ قال: "الجنة". قالوا: "ربح البيع، ولا نقيل ولا نستقيل" (أحمد في المسند 4/120، وتفسير الطبري 14/499 - شاكر).

وذكر المولى -سبحانه وتعالى- الجنة في كتابه في كثير من السور والآيات ودل عليها ورغب فيها وسماها دار السلام لا خوف فيها، ولا جوع ولا تعب ولا نصب، ولا موت ولا شقاء، قال تعالى: (واللهُ يَدْعُو إلى دَارِ السَّلاَمِ وَيَهْدِي مَن يَشَاء إلى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ) [يونس، الآية 25]..

نعم.. إنها دار السلام.. ليس فيها حروب ولا صراعات، ولا قتل ولا دماء ولا تفجير، ولا هدم ولا بغضاء، ولا شحناء ولا عداوات ولا ذبح الإنسان لأخيه الإنسان.. وليس فيها قوميات ولا عنصريات، ولا نزاعات طائفية ولا مذهبية.. وليس فيها ظلم ولا شهادة زور ولا كبر وقطيعة أرحام ولا عقوق للوالدين، ولا تنكر للجميل.

وليس فيه جوع أو خوف، أو قضاء فاسد، أو حاكم ظالم، أو أمراض نفسية وعصبية أو كوارث طبيعية.. لكنها دار السلام.. أين نجد هذه الدار؟ وكيف نشتاق إليها؟ وكيف تطمئن قلوبنا وتهدأ خواطرنا؟ وكيف نتخلص من قلق الدنيا ومشاكلها، وكيف تستقيم نفوسنا حتى نكون مؤهلين؛ لأن نكون من أهلها؟ قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا * خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا) [الكهف 107-108].

 ولذلك لما أدرك الصحابة والصالحين فضلها وثمنها اشتاقت نفوسهم إليها وتنافسوا عليها في رمضان وغير رمضان.. يأتي عمرو بن الجموح يوم أحد يريد الجهاد وهو رجل أعرج، قد رفع الله عنه الجهاد يأتي للنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول له: "دعني أخرج للجهاد، فقال له النبي: لا يا عمرو قد رفع الله عليك القتال، فقال: يا رسول الله أريد أن أطأ الجنة بعرجتي هذه، فنظر إليه النبي ووجد شوقه وتلهفه للجنة فقال له: اذهب يا عمرو لعل الله يرزقك الشهادة، فترك عمرو النبي فرحًا؛ لأن النبي أذن له بالجهاد فيجري بعرجته ويقول: شوقًا إلى الجنة،  شوقا إلى الجنة.

فلما وصل إلى ميدان المعركة نظر إلى المدينة فقال: اللهم لا ترجعني إليها، وبدأ يرفع يديه ويقول: يا رب ارزقني الشهادة اليوم فمرت نسمة ريح حينها فشمها، وقال: واهًا لريح الجنة وقاتل وقتل، فمات شهيدًا فيقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أرى الآن عمرو بن الجموح يطأ الجنة بعرجته.."..

إن الجنة والله  نور يتلألأ, وريحانة تهتز. وقصر مشيد ونهر مطرد.. وفاكهة نضيجة.. وحلل كثيرة في مقام أبداً, في حبرة ونضرة, في دور عالية سليمة بهية تتراءى لأهلها كما يتراءى الكوكب الدري الغائر في الأفق..

قال -صلى الله عليه وسلم- قال تعالى: "أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت, ولا أذن سمعت, ولا خطر على قلب بشر" (البخاري ومسلم)، واقرؤوا إن شئتم: (فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [السجدة 17]..

وكان العبد الصالح عبد العزيز بن أبي روّاد -رحمه الله- يُفرش له فراشه لينام عليه بالليل، فكان يضع يده على الفراش فيتحسسه ثم يقول: ما ألينك!! ولكن فراش الجنة ألين منك!! ثم يقوم إلى صلاته..

 وكان أبو مسلم الخولاني -رحمه الله- يصلي من الليل فإذا أصابه فتور أو كسل قال لنفسه: "أيظن أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- أن يسبقونا عليه، والله لأزاحمنهم عليه، حتى يعلموا أنهم خلّفوا بعدهم رجالاً"!! ثم يصلي إلى الفجر.

فاللهم إنا نسألك رضاك والجنة ونعوذ بك من سخطك والنار.. قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه.

الخطبة الثانـية:

عباد الله: لنستغل هذا الشهر الكريم بتوبة نصوح وعمل صالح ولنحذر من التقصير والتفريط فنكون من المحرومين عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ -رضي الله تعالى عنه- قَالَ: صَعِدَ النَّبِيُّ -صلى الله تعالى عليه وسلم- الْمِنْبَرَ فَقَالَ "آمِينَ آمِينَ آمِينَ، فَقَالَ أَتَانِي جَبْرَائِيلُ -عليه الصلاة والسلام- فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ مَنْ أَدْرَكَ أَحَدَ أَبَوَيْهِ فَمَاتَ فَدَخَلَ النَّارَ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ تَعَالَى، فَقُلْ آمِينَ فَقُلْت: آمِينَ، فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ مَنْ أَدْرَكَ شَهْرَ رَمَضَانَ فَمَاتَ فَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ فَأُدْخِلَ النَّارَ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ فَقُلْ آمِينَ، فَقُلْت آمِينَ، فَقَالَ وَمَنْ ذُكِرْتَ عِنْدَهُ وَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْك فَمَاتَ فَدَخَلَ النَّارَ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ فَقُلْ آمِينَ فَقُلْت: آمِينَ" (قال الألباني: صحيح لغيره، الترغيب والترهيب برقم: 2491).. 

وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال: "كُلُّ أُمَّتِي يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ أَبَى". قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَنْ يَأْبَى؟ قَالَ: "مَنْ أَطَاعَنِي دَخَلَ الْجَنَّةَ وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ أَبَى" (متفق عليه)..

ولنحذر أن نكون ممن يسمع كلام الله ورسوله ويعرض عنهما ولا يلتزم بهما بسبب متاع زائل وشهوة عابرة فيكون ممن أبى فيحرم الجنة.. حافظوا على الصلوات وقراءة القرآن وصلاة التراويح والقيام  والصدق والإنفاق..

أعينوا الفقراء والأيتام والمساكين والنازحين عن بيوتهم وقراهم ومدنهم.. تفقدوا جيرانكم وأرحامكم ومن له حق عليكم..  ادعوا الله أن يؤلف بين القلوب وأن يحقن الدماء ويحفظ الأوطان ويكف البغي والعدوان..

لا تنسوا أن الجنة دار السلام أبوابها مفتوحة الآن، وقد تغلق علينا ولا تفتح والطريق إليها يكون بالعقيدة الصحيحة والعبادة السليمة والأخلاق الحسنة والثبات على ذلك.. فأروا الله من أنفسكم خيراً في هذا الشهر وثقوا بفضله وكرمه وإحسانه..  

 اللهم يا سامع الدعوات، ويا مقيل العثرات، ويا غافر الزلات: اعتق رقابنا ورقاب آبائنا وأمهاتنا وأزواجنا وأولادنا من النار، ولا تردنا عن بابك مطرودين، واغفر ذنوبنا أجمعين..

هذا وصلوا وسلموا رحمكم الله على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة؛ نبينا وإمامنا وقدوتنا محمد بن عبد الله، فقد أمركم الله بالصلاة والسلام عليه بقوله: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) [الأحزاب:56].