الوتر
كلمة (الوِتر) في اللغة صفة مشبهة باسم الفاعل، ومعناها الفرد،...
العربية
المؤلف | حسان أحمد العماري |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | التربية والسلوك |
لقد أينعت هذه الأخوة بين المسلمين قديمًا، وآتت أكلها أضعافاً مضاعفة، فأوجدت أمة قوية متماسكة متراحمة تنعم بالأمن والأمان والحب والتعاون، وأثمرت هذه الأخوة نصرًا وتمكينًا لهذه الأمة، وفتح الله لها قلوب البلاد والعباد ونصرها على أعدائها، وكان المسلمون بها أمة واحدة تتكافأ دماؤهم، ويسعى بذمتهم أدناهم، وهم يد على من سواهم، فكانوا قوة يوم اعتصموا بحبل الله المتين، فنبذوا كل ما يفرّق الأمة من قوميات وعصبيات وعنصريات ونَعَرَات جاهلية؛ وأطماع دنيوية، وتحصنوا بهذه الأخوة من مكر الأعداد وتخطيطهم لضرب الإسلام والوقيعة بين المسلمين وإثارة الخلافات والنعرات بينهم...
الخطبة الأولى:
الحمد لله شهدت بوجوده آياته الباهرة, ودلت على كرم جوده نعمه الباطنة والظاهرة، وسبَّحت بحمده الأفلاك الدائرة، والرياح السائرة، والسحب الماطرة، هو الأول فله الخلق والأمر، والأخر فإليه الرجوع يوم الحشر، هو الظاهر فله الحكم والقهر، هو الباطن فله السر والجهر.
وأشهد أن لا إله إلا الله, وحده لا شريك له, له الملك, وله الحمد, وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن سيدنا وحبيبنا وشفيعنا محمدا عبدُ الله ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه..
هو المختار مـن الـبرايا هو | الهادي البشير هو الرسول |
عليه من المهيمن كل وقت | صـلاة دائمًا فيها القبـول |
صلى الله وسلم على آله وأصحابه، ومن سار على نهجه وتمسك بسنته واقتدى بهديه إلي يوم الدين..
أما بعد: عباد الله: الأخوة بين المسلمين ليست شعارًا يردد أو قصة تحكى، أو كلامًا يُقال.. بل هي دين وعبادة يقوم به المسلم طلباً لمرضاة الله، وطمعاً لما عنده من أجر ومثوبة، وهي رابطة حب وتعاون وتراحم وتسامح وبذل وعطاء وإيثار بين المسلم وأخيه المسلم لا تقوم على أساس النسب أو القرابة والطائفة والمذهب أو البلاد والعشيرة..
بل أساسها الإيمان بالله فالمسلم أخو المسلم في أي بلاد ومكان.. في أي عصر وزمان.. قال تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) [الحجرات: 10]..
وبها امتن الله على عباده فقال: (وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) [آل عمران: 103]..
بل جعل الإسلام الأخوة وسيلة لاكتساب حلاوة الإيمان، فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: "ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ: أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ" (البخاري ومسلم).
وهي طريق المؤمنين وسبيلهم إلى الجنة قال -صلى الله عليه وسلم-: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى أَمْرٍ إِذَا أَنْتُمْ فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ" (رواه مسلم).
وبسببها ينال الفرد الدرجات العالية في الجنة عن أبي مالك الأشعري قال: "كنت عند النبي -صلى الله عليه وسلم- فنزلت عليه هذه الآية (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ) [المائدة: 101]، قال: فنحن نسأله، إذ قال: "إنّ لله عبادا ليسوا بأنبياء ولا شهداء، يغبطهم النبيون والشهداء بقربهم ومقعدهم من الله يوم القيامة. قال: وفي ناحية القوم أعرابي فجثا على ركبتيه ورمى بيديه. ثم قال: حدثنا يا رسول الله عنهم من هم؟ قال: فرأيت في وجه النبي -صلى الله عليه وسلم- البِشر، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "هم عباد من عباد الله من بلدان شتى، وقبائل شتى من شعوب القبائل لم تكن بينهم أرحام يتواصلون بها، ولا دنيا يتباذلون بها، يتحابون بروح الله، يجعل الله وجوههم نورا، ويجعل لهم منابر من لؤلؤ قدام الناس، ولا يفزعون، ويخاف الناس ولا يخافون" (رواه أحمد والحاكم وصححه ووافقه الذهبي).
عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: "إن من الإيمان أن يحب الرجلُ الرجلَ ليس بينهما نسب قريب ولا مال أعطاه إياه ولا محبة إلا لله -عز وجل-" (موسوعة ابن أبي الدنيا 8/156)..
بل لا يكتمل إيمانك ولا يستقيم إسلامك حتى تحب لأخيك المسلم ما تحب لنفسك.. قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه" (رواه البخاري ومسلم).
أيها المؤمنون/ عبـاد الله: لقد أينعت هذه الأخوة بين المسلمين قديمًا، وآتت أكلها أضعافاً مضاعفة، فأوجدت أمة قوية متماسكة متراحمة تنعم بالأمن والأمان والحب والتعاون، وأثمرت هذه الأخوة نصرًا وتمكينًا لهذه الأمة، وفتح الله لها قلوب البلاد والعباد ونصرها على أعدائها، وكان المسلمون بها أمة واحدة تتكافأ دماؤهم، ويسعى بذمتهم أدناهم، وهم يد على من سواهم، فكانوا قوة يوم اعتصموا بحبل الله المتين، فنبذوا كل ما يفرّق الأمة من قوميات وعصبيات وعنصريات ونَعَرَات جاهلية؛ وأطماع دنيوية.
وتحصنوا بهذه الأخوة من مكر الأعداد وتخطيطهم لضرب الإسلام والوقيعة بين المسلمين وإثارة الخلافات والنعرات بينهم.. مر رجل من اليهود بملأ من الأوس والخزرج، فساءه ما هم عليه من الاتفاق والألفة فبعث رجلاً معه وأمره أن يجلس بينهم ويذكرهم ما كان من حروبهم يوم بعاث وتلك الحروب، ففعل، فلم يزل ذلك دأبه حتى حميت نفوس القوم وغضب بعضهم على بعض، وتثاوروا، ونادوا بشعارهم، وطلبوا أسلحتهم، وتواعدوا إلى الحرة، فبلغ ذلك النبي -صلى الله عليه وسلم-، فأتاهم فجعل يسكنهم ويقول: "أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم؟"، وتلا عليهم (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) [آل عمران: 103]، فندموا على ما كان منهم، وأصلحوا وتعانقوا، وألقوا السلاح -رضي الله عنهم جميعًا-. (تفسير الطبري: 7/78).
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّ اللَّهَ يَرْضَى لَكُمْ ثَلَاثًا وَيَكْرَهُ لَكُمْ ثَلَاثًا؛ فَيَرْضَى لَكُمْ أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا، وَيَكْرَهُ لَكُمْ قِيلَ وَقَالَ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ، وَإِضَاعَةِ الْمَالِ" (مسلم ج 9/ ص 109)..
فما أحوجنا إلى هذه الأخوة فيما بيننا اليوم.. فقد قست القلوب وظهرت الشحناء والبغضاء، وحلت العداوات وقامت الصراعات، واستطال المسلم في عرض أخيه المسلم، وظهرت القطيعة والخصومات في أوساط المجتمع المسلم وبين أفراده على أتفه الأسباب.. ما أحوجنا إلى هذه الأخوة لترتوي قلوبنا بالإيمان والحب والتعاون والتسامح..
ما أحوجنا إلى هذه الأخوة لتتنزل علينا الرحمات، ويرضى عنا رب الأرض والسماوات، وحتى لا نخسر ديننا ودنيانا وآخرتنا.. لقد أصبحنا نبحث عن الأخوة في قلوبنا التي تحولت بسبب غفلتنا وتقصيرنا إلى صحراء قاحلة، فلا نجد إلا سرابًا خادعًا وشعارات زائفة بعيدة عن الحقيقة ندّعي الحب والتراحم والأخوة والنصح وإرادة الخير لبعضنا البعض ولمن حولنا.
ولكن القول والادعاء في وادٍ والممارسة والسلوك والمعاملة في وادٍ آخـر حتى أصبحنا أضحوكة العالم ومثار لسخرية الشعوب حولنا، فنحن أمة الإسلام أمة القرآن، الأمة الواحدة بدينها وعباداتها، وشعارها وقبلتها، وعاداتها وأخلاقها، الأمة التي أمرها ربها –سبحانه- بالأخوة والوحدة والاعتصام، أصبح بأسها بينها شديد، وأصبح لا يطيق بعضها بعضاً بسبب خلافات تافه، وأطماع شيطانية ونوازع خبيثة ليست من الدين في شيء...
وفي الغرب أو الشرق في بلاد اليهود والنصارى، والهندوس والمجوس، يتعايش اليهودي والنصراني، والبوذي والمجوسي، والمسلم ومن ليس له دين وعباد الأوثان يعيشون في عمارة واحدة وفي حارة ومدينة وبلد واحد، يحتكمون إلى القانون جميعاً، ويعملون من أجل الوطن الذي يعيشون فيه، وليس بينهم لا دين ولا أخوة ولا قرابة..
ونحن ضاقت علينا الأرض بما رحبت وخبثت نفوسنا وساءت أعمالنا ونسينا ديننا وآخرتنا ولقاء ربنا، وتركنا الكثير من تعاليم ديننا، فأنزل الله عقوبته علينا حتى نعود إلى الحق والخير الذي أمرنا به قال تعالى: (قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ) [الأنعام: 65]..
فلنعد جميعاً إلى دوحة الإيمان وبستان الأخوة؛ لنقطف من ثمار المحبة ونغترف من ينبوع السعادة، ولنحذر وساوس الشيطان ونزغاته، ولنستقيم على أمر الله، ونتبع رسوله -صلى الله عليه وآله وسلم- في كل أمورنا القائل: "لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخواناً المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله ولا يحقره، التقوى هاهنا"، ويشير إلى صدره ثلاث مرات "بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه" (رواه مسلم).
اللهم ألف على الخير قلوبنا، واجمع ما تفرق من أمرنا.. قلت ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه..
الخطبة الثانية:
عبـاد الله: للأخوة حقوق وواجبات ينبغي للمسلم أن يقوم بها تجاه إخوانه المسلمين من أي بلد أو أرض أو قبيلة، فرابط الدين ووشيجة الإيمان أعظم من أي رابط، وهذه الحقوق منها ما ذكره الله في كتابه، ومنها ما ذكرها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في سنته.. والقيام بها من الواجبات وليست من باب الفضل من أحد على أحد ولكنها من الدين الذي أمرنا بإقامته..
قال شيخ الإسلام ابن تيمية عن هذه الحقوق قال: وهي: "حقوق واجبة بنفس الإيمان والتزامها بمنزلة التزام الصلاة والزكاة والصيام والحج، والمعاهدة عليها كالمعاهدة على ما أوجب الله ورسوله، وهده ثابتة لكل مؤمن على كل مؤمن، وإن لم يحصل بينهما عقد مؤاخاة " (مجموع فتاوى ابن تيمية 11/ 101).
وإن من أعظم هذه الحقوق والواجبات: سلامة الصدر لإخوانك المسلمين.. فلا تحمل حقداً ولا حسداً ولا بغضاء ولا شحناء ولا عداوة ولا غلاً، فقد امتن الله على أصحاب الجنة بتصفية قلوبهم من هذه الأمراض، فقال تعالى: (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ) [الأعراف: 43].
وفي آية أخرى قال سبحانه: (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ) [الحجر:47].. عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قيل: يا رسول الله أي الناس أفضل؟ قال: "كل مخموم القلب صدوق اللسان". قالوا: صدوق اللسان نعرفه، فما مخموم القلب؟ قال: "هو التقي النقي لا إثم فيه ولا بغي، ولا غل، ولا حسد" (صححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب 4/33).
قال سفيان بن دينار: قلت لأبي بشر: أخبرني عن أعمال من كان قبلنا، قال: كانوا يعملون يسيراً ويؤجرون كثيراً... قال: قلت: ولم ذاك؟ قال: لسلامة صدورهم.
عبـاد الله: كم قضت الأحقاد والضغائن في القلوب على علاقات! وكم خربت من بيوت! وكم تمكنت من صدور فحولتها إلى خصومة مع الآخرين! وكم بسببها حدثت من مشاكل وخلافات وصراعات وسوء ظن، وفقد المسلم الثقة بأخيه وجاره المسلم، وضاقت قلوب الناس على بعضهم البعض، بل ضاقت بهم الأوطان المترامية الأطراف ببحارها وأنهارها، وجبالها وصحرائها، وسهولها ووديانها..
لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها | ولكن قلوب الرجال تضيق |
قال أبو سليمان الداراني: "إني لألقم اللقمة أخاً من إخواني فأجد طعمها في حلقي". قال اليزيديُّ: "رأيت الخليل بن أحمد، فوجدته قاعداً على طِنْفِسةِ، فأوسع لي، فكرهتُ التضييق عليه، فقال: إنَّه لا يضيق سَمُّ الخِياط على متحابَّيْنِ، ولا تسع الدنيا متباغضين" (عيون الأخبار، لابن قتيبة: 3/12).
فعودوا إلى دينكم وأخوتكم، وتراحموا فيما بينكم، وقوموا بواجبات الأخوة وحقوقها تفلحوا في دنياكم وأخراكم، ويرضى عنكم ربكم، واحذروا نزغات الشيطان ودعوات الجاهلية، وكونوا عباد الله إخوانا.
اللهم اجعل قلوبنا عامرةٌ بالإيمان سليمة من الأدران لا تحمل حقدا ولا غلاً لأحدٍ من المسلمين، وألف على الخير قلوبنا، واحفظنا واحفظ بلادنا وسائر بلاد المسلمين..
هذا وصلوا وسلموا رحمكم الله على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة؛ نبينا وإمامنا وقدوتنا محمد بن عبد الله، فقد أمركم الله بالصلاة والسلام عليه بقوله: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) [الأحزاب:56].