المنان
المنّان في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعّال) من المَنّ وهو على...
العربية
المؤلف | عبدالباري بن عواض الثبيتي |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | التربية والسلوك - المنجيات |
ما قيمةُ العلم إذا كان الحسدُ مُتربِّعًا في النفوس، والضغينةُ تملأُ القلوب، والمجالِسُ تُحلَّى بالغِيبة والنميمة وانتِقاص الناس واحتِقارهم؟! ما قيمةُ العلم إذا كان صاحبُه يُبارِزُ بمُحادَّة شرعه، ويخونُ دينَه ووطنَه وأمَّتَه، ويكذِبُ في أعماله ومُعاملاته، ويهتِكُ جلالَ العلم بسُوء سُلوكه، ويُطفِئَ إشراقَه بسيِّئ أفعاله؟! ...
الخطبة الأولى:
الحمدُ لله، الحمدُ لله الذي رفع قدرَ العلم والعلماء، أحمدُه - سبحانه - وأشكرُه في السراء والضراء، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له القائلُ: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) [فاطر: 28].
وأشهدُ أن سيِّدَنا ونبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه القائلُ: "ومن سلك طريقًا يلتمسُ فيه علمًا سهَّل الله له به طريقًا إلى الجنة"، صلَّى الله عليه وعلى آلِه وأصحابِه الأوفياء.
أما بعد: فأُوصِيكم ونفسي بتقوى الله، قال الله تعالى: (وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) [البقرة: 282].
العلمُ نورٌ يُضيءُ الطريق، ويهدي السالِكين، وهو ركيزةُ التقدُّم والتطوُّر والتنمية، وسبيلُ النهوض بالعالَم الإسلامي لبناءِ حضارةٍ مُشرقة، واقتصادٍ متينٍ، وإنسانٍ مُتَّزن.
فضلُ العلم وأهميتُه مبسوطٌ في كتب أهل العلم، ولعلَّنا نُسلِّط الضوءَ في حديثنا على أمرٍ قد نغفُلُ عنه، عن القيمةِ الحقيقية للعلم؛ أثره وثمرته.
فهذه الجهودُ التي تُبذلُ، والأموالُ التي تُنفق، والمباني التي تُشيَّد، والعملُ الدَّءوب .. كلها تتعاضَدُ لتحقيق الأثر المنشُود والهدف الأسمَى.
وإذا أردنا معرفةَ فاعلية المناهِج وطرائِق التعليم، فعلينا قياسُ أثر العلم في النفس والحياة والتنمية، وهذا يُجلِّي لنا الحقائِق، ويُبيِّن مواطِن القوةِ والضعف. وتقدُّم الأمم لا يُقاسُ بكم المعلومات التي تُحشَى بها الرؤوس، ولا بقدر المحفُوظات التي تلوكُها الأفواه، وإنما تُقاسُ بأثر هذا العلم في السيرة والسريرة والحياة والتنمية.
وتشتدُّ حاجة أمَّتنا اليوم إلى تنمية أثر العلم في جميع المجالات والميادين، والذي أضعفَ تأثيرَ العلم، وأفقدَه شيئًا من قيمته أن جعلَه بعضُ المُنتسِبين إليه ثوبًا يتجمَّلون به، وحليةً يُفاخِرون بشهاداتها، وسُلَّمًا لبلوغ الجاه وتحصيل المال، وإشباعًا لشهوةٍ خفيّةٍ من حبِّ الظهور، والتفوُّق على الأقران، أو طلبًا لمحمَدة الناس.
فعن جابرٍ - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تعلَّموا العلمَ لتُباهُوا به العلماء، ولا لتُمارُوا به السفهاء، ولا تخيَّروا به المجالِس؛ فمن فعلَ ذك فالنارُ النار".
وقال الحسنُ البصريُّ - رحمه الله -: "كان الرجلُ إذا طلبَ العلمَ لم يلبَث أن يُرى ذلك في تخشُّعه وبصرِه ولسانِه ويدِه وصلاتِه وحديثِه وزُهده".
فبالعمل يتحقَّقُ أثرُ العلم. قال عطاء: "كان فتًى يختلفُ إلى أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها -، فيسألُها وتُحدِّثُه، فجاءَها ذات يومٍ يسألُها فقالت: يا بُنيَّ! هل عملتَ بعدُ بما سمعتَ مني؟ قال: لا واللهّ يا أماه، فقالت: يا بُنيَّ! فبذم تستكثِرُ من حُجَج الله علينا وعليك؟! إذا أخذتَ نصيبًا وعملتَ به فتعالَ خُذ غيرَه".
أولُ ما يُرفعُ من العلم أثرُه وبركتُه؛ فقد جاء في حديث عوف بن مالك الأشجَعيِّ - رضي الله عنه -، أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - نظرَ إلى السماء فقال: "هذا أوانُ رفع العلم". فقال رجلٌ من الأنصار - يُقال له: لبيدُ بن زياد -: يا رسولَ الله! يُرفعُ العلمُ وقد أُثبِت ووعَته القلوب؟! فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن كنتُ لأحسبُك أفقهَ أهل المدينة"، ثم ذكرَ ضلالَة اليهود والنصارى على ما في أيديهم من كتاب الله.
قال: فلقيتُ شدَّاد بن أوسٍ وحدَّثتُه بحديث عوف بن مالك، فقال: صدقَ عوف، ثم قال: ألا أخبرِكَ بأول ذلك يُرفع؟ قلتُ: بلى، قال: الخشوعُ، حتى لا ترى خاشِعًا.
وذهابُ الخشوع الذي هو أثرٌ من آثار العلم، حتى يكون في الناس من يقول: لا إله إلا الله، ولا يفقَهُ معناها فضلاً عن العمل بمُقتضاها.
يتفاوَتُ تحقُّق أثر العلم في النفوس، ويختلفُ باختلافها؛ فعن أبي موسى الأشعريِّ - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "مثلُ ما بعثَني الله به من الهُدى والعلم كمثَل الغيث الكثير أصابَ أرضًا، فكان منها نقيَّةٌ قبِلَت الماء، فأنبَتَت الكلأ والعُشبَ الكثير، وكانت منها أجادِبُ أمسكَت الماء، فنفعَ الله بها الناس فشرِبوا وسقَوا وزرعُوا، وأصابَت منها طائفةً أخرى إنما هي قِيعانٌ لا تُمسِكُ ماءً ولا تُنبِتُ كلأً، فذلك مثلُ من فقهَ في دين الله ونفعَه ما بعثَني الله به فعلِمَ وعلَّم، ومثلُ من لم يرفَع بذلك رأسًا ولم يقبَل هُدى الله الذي أُرسِلتُ به".
الإيمانُ هو الضابطُ للعلم، والمُوجِّهُ للمسالِك، حتى يُحقِّق أثرَه النافع، وإذا لم يقترِن العلمُ بالإيمان غدَا خيرُه شرًّا، ونفعُه ضُرًّا، وأثرُه وبالاً على الفرد والأمة. فالذين يستكبِرون في الأرض، ويجحَدون نعمَ الله، ويُنكِرون خالقَهم، وينتهي بهم الحالُ إلى الكفر والإلحاد لم يُزكِّ الإيمانُ علمَهم وقلوبَهم.
قال الله تعالى: (فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ)[غافر: 83]، والقرآنُ يحكي عن قارون قولَه: (إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي) [القصص: 78].
يُؤتِي العلمُ أُكلَه، ويزهُو أثرُه حين يُربَطُ بأصالة الكتاب والسنة في الثقافة والفِكر والأدب، ولا يُمكِنُ للأمة أن تُثبِت وجودَها، وتكون لها الرِّيادةُ وموقِعُ الصدارة إذا فقدَت وأهملَت أصالتَها، أو تناسَت لُغتَها وتاريخَها.
للقرآن أثرٌ لا ينتهي مدَدُه، ولا ينضَبُ فيضُه .. حِكَمٌ وأحكامٌ، نماءٌ وتنمية، ينقلُ الفردَ والأمةَ إلى الدرجات العُلى في الدنيا والأخرى. ما اقتربَ منه عبدٌ إلا سمَا وارتقَى، وما هجرَه إنسانٌ إلا شقِيَ وهوَى، يبنِي الشخصيةَ السوِيَّة، ويرفعُ ذكرَ الأمة، ويدلُّها على منهج الحضارة والسيادَة.
والأمةُ المُدرِكةُ لأهمية قُرآنها وعظيم أثره، تجعلُ له النصيبَ الأوفرَ في مناهِجها، وتنكبُّ عليه قراءةً وتدبُّرًا وفهمًا.
والعلمُ له أثرٌ على الأخلاق التي هي مِقياسُ رِفعة الأمة، فالعلمُ وحده بلا تربيةٍ لا يصنعُ جيلاً ناجِحًا؛ فإذا هذَّبَ العلمُ الخُلُق، وقوَّم السُّلوك، ونقَّى السَريرة، وطهَّر السيرة، فهذا هو العلمُ المأمول، والأثرُ المنشُود.
قال سُفيانُ بن عُيينة - رحمه الله -: "إذا كان نهاري نهارَ سفيه، وليلي ليلَ جاهلٍ، فما أصنعُ بالعلم الذي كتبتُ؟!".
ما قيمةُ العلم إذا كان الحسدُ مُتربِّعًا في النفوس، والضغينةُ تملأُ القلوب، والمجالِسُ تُحلَّى بالغِيبة والنميمة وانتِقاص الناس واحتِقارهم؟!
ما قيمةُ العلم إذا كان صاحبُه يُبارِزُ بمُحادَّة شرعه، ويخونُ دينَه ووطنَه وأمَّتَه، ويكذِبُ في أعماله ومُعاملاته، ويهتِكُ جلالَ العلم بسُوء سُلوكه، ويُطفِئَ إشراقَه بسيِّئ أفعاله؟!
ويظهرُ أثرُ العلم في البحث الذي يُحقِّقُ فائدةً ويُنتِجُ ثمرةً، ولا يكونُ مبلغُ الباحِث شهادةً تُقتنَى، وصفحاتٍ تُسوَّد.
البحثُ المُثمِر هو الذي يُقدِّمُ اختراعًا يخدِم البشرية، واكتِشافًا يُسهِّلُ حياتَها، وهو البحثُ الذي يتناولُ نوازِل الأمة، ويعرِضُ حُكم الشرع فيها، والحُلولَ لها، وهو البحثُ الذي يُشخِصُ واقعَ الأمة والمخاطِر المُحدِقة بها، ويرسِمُ مُستقبلَها، ويُحدِّدُ معالِمَ العزِّ والتمكين.
العلمُ يظهرُ أثرُه في ترسيخِ النزاهة، وسدِّ مسارِب الفساد والإفساد، ويظهرُ أثرُ العلم في تنمية العقل، وسلامة التفكير، وجودة المنطِق، وقوَّة الحُجَّة.
ولتحقيق لك ربَّى القرآنُ الكريمُ أهلَه على التأمُل في آيات الله، وتدبُر عجائِب قُدرته في آفاق الكون والحياة؛ قال الله تعالى: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ)[فصلت: 53]، وخُتِمَت الآياتُ بقوله: (أَفَلَا تَعْقِلُونَ) [البقرة: 44]، (أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ) [الأنعام: 50]، (أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ) [الأنعام: 80]، (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ) [الزمر: 21].
كل ذلك لإعمال الرأي، وتنمية العقل، والتربية على طرائِق التفكير المُنظَّم.
قال الله تعالى: (صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ) [النمل: 88].
نفعَني الله وإياكم بهدي كتابِه، أقول قولي هذا، وأستغفرُ الله العظيمَ لي ولكم ولسائر المُسلمين من كل ذنبٍ، فاستغفِروه، إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله ربِّ العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وليُّ الصابرين، وأشهد أن سيِّدَنا ونبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه إمامُ المتقين، صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبِه أجمعين.
أما بعد:
فأُوصِيكم ونفسي بتقوى الله، قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) [الأنفال: 29].
ويظهرُ أثرُ العلم في القُدرة على التحصين من الشُّبهات، والمذاهب الباطلة، والأفكار التفكيرية، وهذا لا يتأتَّى إلا بالفِقه في الدين وربط الشباب بمناهِج الشريعَة، خاصَّةً أن تأثيرَ الفئات الضالّة يتسلَلُ بسبب قُصورٍ في الفهم، وضعفٍ في العقل، وجهلٍ بأحكام الدين.
قال الله تعالى: (وَإِنَّ كَثِيرًا لَيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ) [الأنعام: 119].
وأجلُّ أثرٍ للعلم على صاحبِه: أنه يدُومُ أجرُه كلما انتُفِع به، حتى بعد موتِه؛ فعن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، أنه قال: "إذا ماتَ الإنسانُ انقطعَ عملُه إلا من ثلاثة: إلا من صدقةٍ جارِية، أو علمٍ يُنتفَعُ به، أو ولدٍ صالحٍ يدعُو له".
ألا وصلُّوا - عباد الله - على رسول الهُدى؛ فقد أمرَكم الله بذلك في كتابه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب: 56].
اللهم صلِّ على محمدٍ وأزواجه وذريَّته، كما صلَّيتَ على آل إبراهيم، وبارِك على محمدٍ وأزواجه وذريَّته، كما باركتَ على آل إبراهيم، إنك حميدٌ مجيدٌ، وارضَ اللهم عن الخلفاء الأربعة الراشِدين: أبي بكرٍ، وعُمر، وعُثمان، وعليٍّ، وعن الآلِ والصَّحبِ الكِرام، وعنَّا معهُم بعفوِك وكرمِك وإحسانِك يا أرحم الراحمين.
اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذلَّ الكفر والكافرين، ودمِّر اللهم أعداءَك أعداء الدين، واجعَل اللهم هذا البلدَ آمنًا مُطمئنًّا وسائرَ بلاد المُسلمين.
اللهم من أرادَنا وأرادَ الإسلام والمسلمين بسُوءٍ فأشغِله بنفسِه، واجعل تدبيرَه تدميرَه يا سميعَ الدعاء، اللهم من أرادَنا وأرادَ الإسلام والمسلمين بسُوءٍ فأشغِله بنفسِه، واجعل تدبيرَه تدميرَه يا سميعَ الدعاء.
اللهم انصُر دينَك وكتابَك وسُنَّة نبيِّك وعبادَك المُؤمنين، اللهم انصُر المُجاهدين لإعلاء كلمتِك في كل مكان، اللهم اربِط على قلوبهم، ووحِّد صفوفَهم، واجمَع كلمتَهم، وسدِّد رميَهم، وانصُرهم على عدوّّك وعدوّهم يا رب العالمين.
اللهم كُن للمُسلمين المُستضعَفين في كل مكان، اللهم كُن لهم مُؤيِدًا ونصيرًا وظهيرًا، اللهم كُن لهم مُؤيِدًا ونصيرًا وظهيرًا، اللهم كُن لهم مُؤيِدًا ونصيرًا وظهيرًا، اللهم إنهم حُفاةٌ فاحمِلهم، وعُراةٌ فاكسُهم، ومظلُومون فانتصِر لهم، ومظلُومون فانتصِر لهم، ومظلُومون فانتصِر لهم.
اللهم مُنزِل الكتاب، مُجرِي السحاب، هازِم الأحزاب، اللهم اهزِم الأحزابَ والكافِرين والمُشركين وانصُر المُسلمين عليهم يا رب العالمين، اللهم انصُر المُسلمين نصرًا مُؤزَّرًا عاجلاً غيرَ آجِل برحمتِك يا أرحم الراحمين.
اللهم إنا نسألُك الجنةَ وما قرَّب إليها من قولٍ وعمل، ونعوذُ بك من النار وما قرَّب إليها من قولٍ وعمل.
اللهم أصلِح لنا دينَنا الذي هو عصمةُ أمرِنا، وأصلِح لنا دُنيانا التي فيها معاشُنا، وأصلِح لنا آخرتَنا التي إليها معادُنا، واجعَل الحياةَ زيادةً لنا في كل خير، والموتَ راحةً لنا من كل شرٍّ يا رب العالمين.
اللهم إنا نسألُك الهُدى والتُّقَى والعفاف والغِنى.
اللهم إنا نسألُك فواتِح الخير وخواتِمه وجوامِعه، وأوله وآخره، وظاهرَه وباطنَه، ونسألُك الدرجات العُلى من الجنة يا رب العالمين.
اللهم أعِنَّا ولا تُعِن علينا، وانصُرنا ولا تنصُر علينا، وامكُر لنا ولا تمكُر علينا، واهدِنا ويسِّر الهُدى لنا، وانصُرنا على من بغَى علينا.
اللهم اجعلنا لك ذاكِرين، لك شاكِرين، لك مُخبتين، لك أوَّاهين مُنيبين.
اللهم تقبَّل توبتَنا، واغسِل حوبتَنا، وثبِّت حُجَّتنا، وسدِّد ألسَنَتنا، واسلُل سخيمةَ قلوبِنا.
اللهم ابسُط علينا من بركاتِك ورحمتِك وفضلِك يا رب العالمين، اللهم ابسُط علينا من بركاتِك ورحمتِك وفضلِك يا أرحم الراحمين، يا رب العالمين.
اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغنيُّ ونحن الفقراء، أنزِل علينا الغيثَ ولا تجعلنا من القانِطين، اللهم أغِثنا، اللهم أغِثنا، اللهم أغِثنا، اللهم سُقيا رحمةٍ، لا سُقيا عذابٍ ولا بلاءٍ ولا هدمٍ ولا غرقٍ، اللهم سُقيا رحمةٍ، لا سُقيا عذابٍ ولا بلاءٍ ولا هدمٍ ولا غرقٍ.
اللهم احفَظ حُجَّاج بيتك الحرام، وجنِّبهم الشُّرور والآثام، اللهم رُدَّهم إلى ديارِهم سالِمين غانِمين، اللهم اجعَله حجًّا مبرورًا، وسعيًا مشكُورًا، وذنبًا مغفُورًا، وعملاً صالحًا مُتقبَّلاً مبرُورًا يا رب العالمين.
اللهم ثبِت رجالَ أمننا على الثغور يا رب العالمين، اللهم احفَظ حُراسَ الوطن على الثغور يا رب العالمين، اللهم احفَظهم بحفظِك ومنِّك وكرمِك يا أكرم الأكرمين.
اللهم وفِّق إمامَنا لما تحبُّ وترضى، وخُذ بناصيتِه للبرِّ والتقوَى، اللهم وفِّقه لهُداك، واجعَل عملَه في رِضاك يا رب العالمين.
(رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) [الأعراف: 23]، (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)[الحشر: 10]، (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [البقرة: 201].
(إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)[النحل: 90]، فاذكُروا الله يذكُركم، واشكُروه على نعمه يزِدكم، ولذِكرُ الله أكبر، واللهُ يعلمُ ما تصنَعون.