البحث

عبارات مقترحة:

المهيمن

كلمة (المهيمن) في اللغة اسم فاعل، واختلف في الفعل الذي اشتقَّ...

الحفي

كلمةُ (الحَفِيِّ) في اللغة هي صفةٌ من الحفاوة، وهي الاهتمامُ...

المؤمن

كلمة (المؤمن) في اللغة اسم فاعل من الفعل (آمَنَ) الذي بمعنى...


العَقِيقُ

بفتح أوله، وكسر ثانيه، وقافين بينهما ياء مثناة من تحت، قال أبو منصور: والعرب تقول لكل مسيل ماء شقه السيل في الأرض فأنهره ووسعه عقيق، قال: وفي بلاد العرب أربعة أعقّة وهي أودية عاديّة شقّتها السيول، وقال الأصمعي: الأعقّةالأودية، قال: فمنها عقيق عارض اليمامة: وهو واد واسع مما يلي العرمة يتدفّق فيه شعاب العارض وفيه عيون عذبة الماء، قال السكوني: عقيق اليمامة لبني عقيل فيه قرى ونخل كثير ويقال له عقيق تمرة، وهو عن يمين الفرط منقطع عارض اليمامة في رمل الجزء، وهو منبر من منابر اليمامة عن يمين من يخرج من اليمامة يريد اليمن عليه أمير، وفيه يقول الشاعر: تربّع ليلى بالمضيّح فالحمى، وتحفر من بطن العقيق السواقيا ومنها عقيق بناحية المدينة وفيه عيون ونخل، وقال غيره: هما عقيقان: الأكبر وهو مما يلي الحرّة ما بين أرض عروة بن الزبير إلى قصر المراجل ومما يلي الحمى ما بين قصور عبد العزيز بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عمرو بن عثمان إلى قصر المراجل ثم اذهب بالعقيق صعدا إلى منتهى البقيع، والعقيق الأصغر ما سفل عن قصر المراجل إلى منتهى العرصة، وفي عقيق المدينة يقول الشاعر: إني مررت على العقيق، وأهله يشكون من مطر الربيع نزورا ما ضرّكم إن كان جعفر جاركم أن لا يكون عقيقكم ممطورا؟ وإلى عقيق المدينة ينسب محمد بن جعفر بن عبد الله ابن الحسين الأصغر ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب المعروف بالعقيقي، له عقب وفي ولده رياسة، ومن ولده أحمد بن الحسين بن أحمد بن علي بن محمد العقيقي أبو القاسم، كان من وجوه الأشراف بدمشق، ومدحه أبو الفرج الواوا، ومات بدمشق لأربع خلون من جمادى الأولى سنة 378 ودفن بالباب الصغير، وفي هذا العقيق قصور ودور ومنازل وقرى قد ذكرت بأسمائها في مواضعها من هذا الكتاب، وقال القاضي عياض: العقيق واد عليه أموال أهل المدينة، وهو على ثلاثة أميال أو ميلين، وقيل ستة، وقيل سبعة، وهي أعقّة أحدها عقيق المدينة عقّ عن حرّتها أي قطع، وهذا العقيق الأصغر وفيه بئر رومة، والعقيق الأكبر بعد هذا وفيه بئر عروة، وعقيق آخر أكبر من هذين وفيه بئر على مقربة منه: وهو من بلاد مزينة، وهو الذي أقطعه رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، بلال بن الحارث المزني ثم أقطعه عمر الناس، فعلى هذا يحمل الخلاف في المسافات، ومنها العقيق الذي جاء فيه: إنك بواد مبارك، هو الذي ببطن وادي ذي الحليفة وهو الأقرب منها، وهو الذي جاء فيه أنه مهلّ أهل العراق من ذات عرق، ومنها العقيق الذي في بلاد بني عقيل، قال أبو زياد الكلابي: عقيق بني عقيل فيه منبر من منابر اليمامة ذكره القحيف بن حميّر العقيلي حيث قال: أأمّ ابن إدريس ألم يأتك الذي صبحنا ابن إدريس به فتقطّرا؟ فليتك تحت الخافقين ترينه وقد جعلت درعا عليها ومغفرا يريد العقيق ابن المهير ورهطه، ودون العقيق الموت وردا وأحمرا وكيف تريدون العقيق ودونه بنو المحصنات اللابسات السّنّورا؟ ومنها عقيق، ولا يدخلون عليه الألف واللام: قرية قرب سواكن من ساحل البحر في بلاد البجاه يجلب منها التمر هندي وغيره، ومنها العقيق: ماء لبني جعدة وجرم تخاصموا فيه إلى النبيّ، صلّى الله عليه وسلّم، فقضى به لبني جرم، فقال معاوية بن عبدالعزّى بن ذراع الجرمي أبياتا ذكرناها في الأقيصر، ومنها عقيق البصرة: وهو واد مما يلي سفوان، قال يموت بن المزرع أنشدنا محمد بن حميد قال أنشدتني صبية من هذيل بعقيق البصرة ترثي خالها فقالت: أسائل عن خالي مذ اليوم راكبا، إلى الله أشكو ما تبوح الركائب فلو كان قرنا يا خليلي غلبته، ولكنه لم يلف للموت غالب قال يموت: رأيت هذه الجارية تغنيها بالعقيق عقيق البصرة، ومنها عقيق آخر يدفع سيله في غوري تهامة، وإياه عنى فيما أحسب أبو وجزة السعدي بقوله: يا صاحبيّ انظرا هل تؤنسان لنا بين العقيق وأوطاس بأحداج وهو الذي ذكره الشافعي، رضي الله عنه، فقال: لو أهلّوا من العقيق كان أحبّ إليّ، ومنها عقيق القنان تجري فيه سيول قلل نجد وجباله، ومنها عقيق تمرة: قرب تبالة وبيشة، وقد مرّ وصفه في زبية، وقيل: عقيق تمرة هو عقيق اليمامة، وقد ذكر، وذكر عرّام: ما حوالي تبالة زبيّة، بتقديم الباء، ثم قال: وعقيق تمرة لعقيل ومياهها بثور، والبثر يشبه الأحساء، تجري تحت الحصى مقدار ذراع وذراعين ودون ذلك وربما أثارته الدوابّ بحوافرها، وقال السكري في قول جرير: إذا ما جعلت السّيّ بيني وبينها وحرّة ليلى والعقيق اليمانيا العقيق: واد لبني كلاب نسبه إلى اليمن لأن أرض هوازن في نجد مما يلي اليمن وأرض غطفان في نجد مما يلي الشام، وإياه أيضا عنى الفرزدق بقوله: ألم تر أني يوم جوّ سويقة بكيت فنادتني هنيدة ما ليا فقلت لها: إنّ البكاء لراحة، به يشتفي من ظنّ أن لا تلاقيا قفي ودّعينا يا هنيد فانني أرى الركب قد ساموا العقيق اليمانيا وقال أعرابيّ: ألا أيها الركب المحثون عرّجوا بأهل العقيق والمنازل من علم فقالوا: نعم! تلك الطلول كعهدها تلوح، وما معنى سؤالك عن علم؟ فقلت: بلى! إنّ الفؤاد يهيجه تذكّر أوطان الأحبّة والخدم وقال أعرابيّ: أيا سروتي وادي العقيق سقيتما حيا غضّة الأنفاس طيّبة الورد تروّيتما محّ الثرى وتغلغلت عروقكما تحت الذي في ثرى جعد ولا تهنن ظلّاكما إن تباعدت، وفي الدار من يرجو ظلالكما بعدي وقال سعيد بن سليمان المساحقي يتشوّق عقيق المدينة وهو في بغداد ويذكر غلاما له اسمه زاهر وأنه ابتلي بمحادثته بعد أحبّته فقال: أرى زاهرا لما رآني مسهّدا، وأن ليس لي من اهل بغداد زائر أقام يعاطيني الحديث، وإننا لمختلفان يوم تبلى السرائر يحدّثني مما يجمّع عقله. .. أحاديث منها مستقيم وحائروما كنت أخشى أن أراني راضيا يعلّلني بعد الأحبّة زاهر وبعد المصلّى والعقيق وأهله، وبعد البلاط حيث يحلو التزاور إذا أعشبت قريانه وتزيّنت عراض بها نبت أنيق وزاهر وغنّى بها الذّبّان تغزو نباتها كما واقعت أيدي القيان المزاهر وقد أكثر الشعراء من ذكر العقيق وذكروه مطلقا، ويصعب تمييز كل ما قيل في العقيق فنذكر مما قيل فيه مطلقا، قال أعرابيّ: أيا نخلتي بطن العقيق أمانعي جنى النّخل والتين انتظاري جناكما؟ لقد خفت أن لا تنفعاني بطائل، وأن تمنعاني مجتنى ما سواكما لو انّ أمير المؤمنين على الغنى يحدّث عن ظلّيكما لاصطفاكما وزوّجت أعرابيّة ممن يسكن عقيق المدينة وحملت إلى نجد فقالت: إذا الريح من نحو العقيق تنسّمت تجدّد لي شوق يضاعف من وجدي إذا رحلوا بي نحو نجد وأهله فحسبي من الدنيا رجوعي إلى نجدي

[معجم البلدان]

العقيق

يكثر هذا الاسم في بلاد العرب، فكل ما عقّه السيل، أي: شقه، فهو عقيق، أو كل واد لون ترابه يميل إلى الحمرة، فهو عقيق، فقد اختلفوا في سبب الاسم، والأقوى هو الأول، فالعرب تقول لكل مسيل ماء شقه السيل في الأرض فأنهره ووسعه: عقيق، وفي بلاد العرب سبعة أعقة: جمع عقيق. وها أنذا ذاكر ما ورد في السيرة النبوية والحديث الشريف: 1- العقيق (وادي العقيق)، وأريد هنا وادي العقيق بالمدينة: وهو أشهر أودية المدينة، بل أشهر الأعقة كلها، وإذا أطلقاسم العقيق، انصرف إليه لأنه المذكور في حديث رسول الله الذي رواه البخاري «عن عمر بن الخطاب قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بوادي العقيق يقول: أتاني الليلة آت من ربي فقال: صلّ في هذا الوادي المبارك، وقل: عمرة في حجة». ويأخذ أعلى مساقط مياهه من قرب وادي الفرع، ثم ينحدر شمالا بين الحرار شرقا وسلسلة جبال قدس غربا حيث ترفده أودية عظيمة، فيسمى هناك «النقيع» ، إلى أن يقترب من «بئر الماشي» على طريق الهجرة، فيسمى «عقيق الحسا». وفي هذا المكان يعدل غربا إلى الشمال، إلى أن يصل ذي الحليفة «آبار علي» عند ميقات أهل المدينة.. وقد يسمى من النقيع إلى ذي الحليفة (العقيق الأقصى) وما بعد ذي الحليفة: العقيق الأدنى. وعند ذي الحليفة يعدل شمالا، يحفّ به من الشرق جبل عير، ومن الغرب «البيداء» ثم «جماء تضارع» ، ثم يجتمع به وادي بطحان قرب مسجد القبلتين، فيستمران إلى الجرف والغابة، فيأتيهما من الشرق وادي «قناة» ، فإذا اجتمعت سمي المكان «مجمع الأسيال» ، وبعدها يسمى الوادي «الخليل» بالتصغير، وهو اسم محدث لم يعرف في الكتب القديمة. فإذا تجاوز وادي «مخيط» سمي وادي «الحمض» ، ويذكر مع وادي عقيق المدينة: «حمى النقيع» الذي حماه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ويذكر ميقات أهل المدينة (ذو الحليفة)، والمعرّس معرّس رسول الله، ويذكر عروة بن الزبير وقصره وبئره، وبئر رومة، أو بئر عثمان.. وكثير من المعالم التاريخية الأثيرة. وقد أفردت لوادي العقيق كتابا اسمه «أخبار الوادي المبارك». * وادي العقيق في الشعر العربي والتاريخ: يعدّ وادي العقيق من أشهر أودية المدينة المنورة إن لم يكن أشهر أودية الجزيرة العربية على الإطلاق، فقد ارتبط به تاريخ الحضارة لهذه البلدة الطيبة، المدينة. ونستطيع أن نقول إن هذا الوادي أطيب مناطق المدينة ماء وهواء، وحسبك في هذا حديث البخاري الذي رواه عمر بن الخطاب قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول بوادي العقيق: أتاني الليلة آت من ربي فقال: صلّ في هذا الوادي المبارك وقل عمرة في حجة. وعن عامر بن سعد أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ركب إلى العقيق ثم رجع فقال: يا عاشة، جئنا من العقيق فما ألين موطئه وأعذب ماءه. قالت: فقلت: يا رسول الله، أفلا ننتقل إليه؟ قال: «وكيف وقد ابتنى الناس» ؟ ولطيب هذا الوادي استقطعه بلال بن الحارث من النبي صلّى الله عليه وسلّم فأقطعه له كله. ولماكان زمن عمر، أخذ منه العقيق الأدنى من المدينة وترك له الأقصى الذي به ذو الحليفة. قال عبد الله بن أبي بكر: لما ولي عمر قال: يا بلال، إنك استقطعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ولم يكن يمنع شيئا سئله، وإنك لا تطيق ما في يدك، فقال: أجل، قال: فانظر ما قويت عليه منها، فأمسكه، وما لم تطق فادفعه إلينا نقسمه، فأبى، فقال عمر: والله لتفعلن، فأخذ منه ما عجز عن عمارته، فقسمه بين المسلمين. وهذا الوادي يطوف بالمدينة من جهة الجنوب والغرب والشمال، ولكنه بعيد عنها فهو من جهة الجنوب بعد قباء شمالي وادي النقيع الذي حماه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لخيل الجهاد، وكانت فيه الدوحات العظيمة والغابات الكثيفة التي يستتر فيها الراكب، ومبدؤه من جهة الغرب على ميلين من المدينة، ويصل إليه الاتي من المدينة في خمس عشرة دقيقة بالسيارة، ويمتد غربا إلى ما بعد ذي الحليفة عند آبار علي، على مسير ساعتين وثلثي ساعة، أما من الشمال فينتهي عند بئر رومة، والقسم المقارب للمدينة من العقيق الكبير أو الأكبر، وفيه بئر عروة، والأقصى الذي فيه ذو الحليفة يطلق عليه العقيق فحسب، وهو الذي أبقاه عمر بيد بلال بن الحارث، والقسم الشمالي يسمى العقيق الصغير ولديه بئر رومة. وكل مسيل ماء شقه السيل في الأرض فأنهره وأوسعه عقيق. وبالعقيق عرصتان وجماوات، والعرصة في الأصل: الفضاء المتسع ليس فيه بناء. والجمّاء: الهضبة، سميت بذلك لأنها دون الجبل، فهي أشبه بالشاة الجمّاء التي لا قرن لها، وإحدى العرصتين تلي بئر رومة وهي الكبرى منهما، وتسمى عرصة البقل والأخرى بينها وبين العقيق الكبير وتسمى عرصة الماء، والعرصتان من أفضل بقاع المدينة وأكرم أصقاعها، وكان بنو أميّة يمنعون البناء فيهما ضنّا بهما، ولم يكن لأمير المدينة أن يقطع بهما قطيعة إلا بأمر من الخليفة. كتب سعيد بن سليمان إلى عبد الأعلى بن عبد الله، ومحمد بن صفوان الجمحي، وهما ببغداد يذكرهما طيب العقيق والعرصتين في أيام الربيع فقال: ألا قل لعبد الله إما لقيته وقل لابن صفوان على القرب والبعد ألم تعلما أن المصلّى مكانه وأن العقيق ذو الأراك وذو الورد وأن رياض العرصتين تزينت بنوّارها المصفر والأشكل الفرد وأن بها لو تعلمان أصائلا وليلا رقيقا مثل حاشية البرد فهل منكما مستأنس فمسلم. .. على وطن أو زائر لذوي الودّفأجابه عبد الأعلى: أتاني كتاب من سعيد فشاقني وزاد غرام القلب جهدا على جهد وأذرى دموع العين حتى كأنها بها رمد عنها المراود لا تجدي فإن رياض العرصتين تزينت وأن المصلى والبلاط على العهد وأن غدير اللابتين ونبته له أرج كالمسك أو عنبر الهند فكدت بما أضمرت من لاعج الهوى ووجد بما قد قال أقضي من الوجد لعل الذي حم التفرق بيننا يمنّ علينا بالدنو من البعد فما العيش إلا قربكم وحديثكم إذا كان تقوى الله منا على عمد ولله ما قاله بعض المدينين: وبالعرصة البيضاء إن زرت أهلها مها مهملات ما عليهنّ سائس خرجن لحب اللهو من غير ريبة عفائف باغي اللهو منهن آيس يردن إذا الشمس لم يخش حرها خلال بساتين خلاهن يابس إذا الحر آذاهن لذن بحجرة كما لاذ بالظلّ الظباء الكوانس فأما الجماوات الثلاث: فالأولى منها جماء تضارع وتنتهي إلى بئر عروة وما والاه، وفيها يقول أحيحة بن الجلاح: إني والمشعر الحرام وما حجت قريش له وما نحروا لا آخذ الخطة الدنية ما دام يرى من تضارع حجر والثانية منها جماء أم خالد وهي في شمال الأولى، والثالثة جماء العاقر في شمال الثانية، وفي إحدى هذه الجماوات يقول أبو قطيفة: القصر فالنخل فالجماء بينهما أشهى إلى القلب من أبواب جيرون إلى البلاط فما حازت قرائنه دور نزحن عن الفحشاء والهون قد يكتم الناس أسرارا وأعلمها وليس يدرون طول الدهر مكنوني وقد كان بالعقيق في صدر الإسلام القصور الفاخرة والجنات الناضرة والثمار اليانعة التي تحدثك عنها الأشعار السائرة، ومن تلك القصور قصر عروة بن الزبير وبجانبه بئره، ويقول فيهما عامر بن صالح: حبذا القصر ذو الظلال وذو البئر ببطن العقيق ذات السقاة ماء مزن لم يبغ عروة فيها. .. غير تقوى الله في المفظعاتبمكان من العقيق أنيس. .. بارد الظل طيب الغدوات ويقول في البئر السري بن عبد الرحمن الأنصاري: كفنوني إن مت في درع أروى واستقوا لي من بئر عروة مائي سخنة في الشتاء باردة الصيف سراج في الليلة الظلماء ومنها قصر عاصم بن عمرو وقصر المغيرة بن أبي العاصي وقصر عنبسة بن عمرو، وقد نزل به جعفر بن سليمان لما كان واليا على المدينة، وابتنى إليه أرباضا أسكنها حشمه ثم تحول منه إلى العرصة، فابتنى بها وسكبنها حتى عزل، وفي ذلك يقول ابن المزكّي: أوحشت الجماء من جعفر وطالما كانت به تعمر كم صارخ يدعو وذي كربة يا جعفر الخيرات يا جعفر أنت الذي أحييت بذل الندى وكان قد مات فلا يذكر ومنها قصر المستقر لأبي بكر بن عبد الله بن مصعب، وقصر عبد الله بن أبي بكر بن عمرو، وقصر إبراهيم بن هشام، وقصر آل طلحة، وقصر خارجة، وقصر عبد الله بن عامر، وقصر مروان بن الحكم، وقصر سعيد بن العاص الجواد الشهير. وبالجملة، فقد كان في العقيق صروح شماء ورياض فيحاء ومروج خضراء، ولا تزال معالم تلك القصور قائمة تنبئك عن مدينة واسعة ومجد تليد وعز منيع، ولله عبد السلام بن يوسف إذ يقول شوقا إلى العقيق وساكنيه: على ساكني بطن العقيق سلام وإن أسهروني بالفراق وناموا حظرتم علي النوم وهو محلّل وحللتم التعذيب وهو حرام إذا بنتمو عن حاجري وحجرتم على السمع أن يدنو إليه كلام فلا ميلت ريح الصّبا فرع بانة ولا سجعت فوق الغصون حمام ولا قهقهت فيه الرعود ولا بكى على حافتيه بالعشي غمام فما لي وما للربع قد بان أهله وقد قوّضت من ساكنيه خيام ألا ليت شعري هل إلى الرمل عودة وهل لي بتلك البانتين لمام وهل نهلة من بئر عروة عذبة أداوي بها قلبا براه أوام ألا يا حمامات الأراك إليكمو. .. فما لي في تغريدكن مرامفوجدي وشوقي مسعد ومؤانس. .. ونوحي ودمعي مطرب ومدام ولشعراء المدينة المنورة المعاصرين الكثير من الشعر عن وادي العقيق، كما أن للأستاذ محمد هاشم رشيد- رئيس النادي الأدبي بالمدينة المنورة- ديوان كامل باسم: «على ضفاف العقيق». وانظر: «الفصل السادس» من كتابنا: «أخبار الوادي المبارك». 2- والعقيق: عقيق الطائف. جاء ذكره في غزوة الطائف، ويقع إلى الشمال من الطائف، بل كان يمر بطرف الطائف من الغرب والشمال، وتقوم عليه اليوم أحياء من الطائف. 3- والعقيق (عقيق عشيرة) : وهو من أودية الحجاز، قريب من ذات عرق، وهو الذي ذكره الشافعي فقال: «لو أهلّوا من العقيق كان أحبّ إليّ». 4- والعقيق: قال الفيروز أبادي: ماء لبني جعدة وجرم تخاصموا فيه إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم، فقضى به النبي لبني جرم، فقال شاعرهم معاوية بن عبد العزى الجرمي: وإني أخو جرم كما قد علمتم إذا جمعت عند النبيّ المجامع فإن أنتم لم تقنعوا بقضائه فإني بما قال النبي لقانع عكاظ: سوق عكاظ المشهور، وله ذكر في السيرة النبوية، فقد روي أن النبي صلّى الله عليه وسلّم كان في بدء الدعوة يوافي الموسم بسوق عكاظ وذي المجاز ومجنة، ويتتبع القبائل في رحالها. .. إلخ. وروي أنه صلّى الله عليه وسلّم استمع إلى قس بن ساعدة في سوق عكاظ: وكان هذا السوق في الجهة الشرقية الشمالية من بلدة الحوّية اليوم، وهو شمال شرق الطائف، على مسافة خمسة وثلاثين كيلا في أسفل وادي شرب وأسفل وادي العرج عندما يلتقيان هناك، لأن الأماكن المذكورة في حوادث عكاظ- كالعبلاء، وشرب والحريرة- ما زالت معروفة في ذلك الحيّز. عكّة: بفتح أوله وتشديد ثانيه: والمراد هنا، مدينة عكا الفلسطينية على ساحل البحر المتوسط، فتحها المسلمون سنة خمس عشرة من الهجرة، على يد معاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص. وجاء في الحديث: «طوبى لمن رأى عكة».

[المعالم الأثيرة في السنة والسيرة]

العقيق (1) :

هما عقيقان عقيق بني عقيل حيث قُتِل صخر بن عمرو بن الشريد أخو الخنساء وذلك في وادٍ منه يسمى بقو وهو على مقربة من عقيق المدينة. (1) معجم ما استعجم 3: 952.

[الروض المعطار في خبر الأقطار]

عقيق المدينة

عَقِيقُ الْمَدِينَةِ: جَاءَ فِي ذِكْرِ مَسِيرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلَى بَدْرٍ، وَتَرَدَّدَ كَثِيرًا بَعْدَهُ. قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: فَسَلَكَ طَرِيقَهُ مِن الْمَدِينَةِ، عَلَى نَقْبِ الْمَدِينَةِ، ثُمَّ عَلَى الْعَقِيقِ، ثُمَّ عَلَى ذِي الْحُلَيْفَةِ، ثُمَّ عَلَى أُولَاتِ الْجَيْشِ. قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: ذَاتِ الْجَيْشِ. قُلْت: الْعَقِيقُ مِنْ أَشْهَرِ أَوْدِيَةِ الْمَدِينَةِ الْمُنَوَّرَةِ، يَأْتِيهَا مِنْ الشَّمَالِ، وَيَأْخُذُ أَعْلَى مَسَاقِطِ مِيَاهِهِ مِنْ جِبَالِ قُدْسٍ وَمِنْ حَرَّةِ الْحِجَازِ عَلَى قُرَابَةِ (140) كَيْلًا شَمَالَ الْمَدِينَةِ، فَيُسَمَّى أَعْلَاهُ النَّقِيعَ وَبَيْنَ جَبَلِ عِيرٍ وَحَمْرَاءِ الْأَسَدِ يُسَمَّى الْحَسَا، فَإِذَا تَجَاوَزَ ذَا الْحُلَيْفَةِ سُمِّيَ الْعَقِيقَ، فَيُدْفَعُ بِأَسْفَلِ الْمَدِينَةِ مُجْتَمِعًا مَعَ أَوْدِيَتِهَا الْأُخْرَى مِثْلِ بَطِحَانَ وَقَنَاةَ وَغَيْرِهِمَا. وَلِلْعَقِيقِ ذِكْرٌ كَثِيرٌ فِي أَشْعَارِ الْعَرَبِ، وَفِي كُتُبِ الْبُلْدَانِيَّاتِ، وَهُنَاكَ أَعِقَّةٌ كَثِيرَةٌ ذُكِرَتْ فِي الْمُعْجَمِ.

[معجم المعالم الجغرافية في السيرة النبوية]

عقيق الطائف

عَقِيقُ الطَّائِفِ: جَاءَ فِي النَّصِّ: وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الطَّائِفِ يَعْنِي مَالَ بَنِي الْأَسْوَدِ بْنِ مَسْعُودٍ - نَازِلًا بِوَادٍ يُقَالُ لَهُ الْعَقِيقُ. قُلْت: إذَا كَانَ يَقْصِدُ نُزُولَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَثْنَاءَ حِصَارِهِ الطَّائِفَ، فَإِنَّهُ لَمْ يَكُنْ بِالْعَقِيقِ، إنَّمَا كَانَ بَيْنَ الطَّائِفِ وَوَجٍّ، وَالطَّائِفُ آنَذَاكَ كَانَ إلَى الْجَنُوبِ مِمَّا يُعْرَفُ الْيَوْمَ بِبَابِ الرِّيعِ إلَى جَنُوبِ غَرْبِيِّ مَسْجِدِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَقَدْ نَصَّتْ نُصُوصٌ كَثِيرَةٌ عَلَى أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ نَازِلًا فِي مَوْضِعِ مَسْجِدِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ الْيَوْمَ. أَمَّا الْعَقِيقُ فَوَادٍ إلَى الشَّمَالِ مِنْ الطَّائِفِ، وَيُعْرَفُ بِعَقِيقِ الطَّائِفِ، وَظَلَّ حَتَّى أَدْرَكْنَاهُ خَارِجًا عَنْ مَدِينَةِ الطَّائِفِ، وَلَكِنَّهُ الْيَوْمَ دَخَلَ فِيهَا، وَلَا يُمْكِنُ أَنْ يَنْزِلَ الْعَقِيقَ مَنْ يُرِيدُ حِصَارَ الطَّائِفِ، كَمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَاءَ مِنْ الشَّمَالِ ثُمَّ طَوَّقَ الطَّائِفَ مِنْ الْجَنُوبِ، وَالْعَقِيقُ فِي الشَّمَالِ، وَلَوْ أَرَادَ أَنْ يَنْزِلَ بِالْعَقِيقِ لَمَا تَجَشَّمَ هَذَا التَّطْوِيقَ الَّذِي اسْتَلْزَمَ مُدَّةَ يَوْمَيْنِ عَلَى الْأَقَلِّ. وَلَكِنْ يَظْهَرُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عِنْدَمَا انْسَحَبَ عَنْ الطَّائِفِ نَزَلَ الْعَقِيقَ، وَكَانَ مَالَ بَنِي الْأَسْوَدِ لَعَلَّهُ بِوَادِي لُقَيْمٍ أَوْ قُرْبَهُ، فَخَافَتْ ثَقِيفٌ أَنْ يَقْطَعَ نَخْلَهُ. وَبِهَذَا تَسْتَقِيمُ الرِّوَايَةُ، إذْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ عِنْدَمَا انْسَحَبَ كَانَ طَرِيقُهُ عَلَى دِحَنَّا إلَى الْجِعِرَّانَةِ، وَهَذَا يَقْتَضِي أَنْ يَكُونَ سَلَكَ مِنْ الطَّائِفِ عَلَى أَسْفَلِ الْعَقِيقِ ثُمَّ عَلَى لُقَيْمٍ ثُمَّ عَلَى دِحَنَّا ثُمَّ عَلَى الثَّنَايَا الَّتِي ذَكَرْنَا فِيمَا سَبَقَ، ثُمَّ عَلَى حُنَيْنٍ ثُمَّ عَلَى الْجِعِرَّانَةِ.

[معجم المعالم الجغرافية في السيرة النبوية]

عقيق عشيرة

عَقِيقُ عُشَيْرَةٍ: جَاءَ فِي قَوْلِ عَبَّاسِ بْنِ مِرْدَاسٍ فِي يَوْمِ حُنَيْنٍ: خُفَافِيَّةٌ بَطْنُ الْعَقِيقِ مَصِيفُهَا وَتَحْتَلُّ فِي الْبَادِينَ وَجْرَةً وَالْعُرْفَا فِي هَذَا النَّصِّ: 1 - الْعَقِيقُ هُنَا لَيْسَ عَقِيقَ الْمَدِينَةِ، إنَّمَا هُوَ مَا يُسَمَّى بِعَقِيقِ عُشَيْرَةٍ، وَهُوَ وَادٍ >>>>>> الأماكن"> فَحْلٌ الطَّائِفِ وَادِي قُرَّانَ السَّيْلَ الصَّغِيرَ نَخْلَةَ الشَّامِيَّةِ عُشَيْرَةٍ الْمُحَدَّثِ الْمُسْلِحِ وَالنَّجِيلِ وَغَيْرِهَا. وَهُوَ كَانَ مِنْ دِيَارِ بَنِي سُلَيْمٍ، أَمَّا الْيَوْمَ فَمِنْ دِيَارِ > الأماكن"> عُتَيْبَةَ، وَهُوَ كَثِيرُ الْآبَارِ وَبِهِ زِرَاعَاتٌ. 2 - وَجْرَةُ: صَحْرَاءُ عَلَى الضِّفَّةِ الشَّرْقِيَّةِ لِوَادِي الْعَقِيقِ آنِفِ الذِّكْرِ، بِهَا مَحَطَّةٌ لِلْحَاجِّ الْعِرَاقِيِّ عَلَى قُرَابَةِ (190) كَيْلًا مِنْ مَكَّةَ شَمَالًا شَرْقِيًّا، وَكَانَتْ مَعْرُوفَةً إلَى عَهْدٍ قَرِيبٍ حَيْثُ ذَكَرَهَا الشَّرِيفُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْنِ فِي شِعْرِهِ. 3 - الْعُرْفُ: عُرْفٌ أَسْوَدُ مُنْقَادٌ، شَرْقَ بَلْدَةِ عُشَيْرَةٍ، مِنْ نَوَاحِي عَقِيقِنَاهَ

[معجم المعالم الجغرافية في السيرة النبوية]

العقيق

بفتح أوله، وكسر ثانيه، وقافين، بينهما ياء مثناة من تحت، وهو كل مسيل ماء شقّه السيل فى الأرض فأنهره ووسّعه، وفى ديار العرب أعقّة: فمنها عقيق عارض اليمامة: واد واسع، مما يلى العرمة تتدّفق فيه [شعاب العارض] ، وفيه قرى ونخل كثير يقال له: عقيق تمرة. ومنها عقيق المدينة، فيه عيون ونخل، وقيل: هما عقيقان: الأكبر مما يلى الحرّة إلى قصر المراجل. والعقيق الأصغر ما سفل عن قصر المراجل إلى منتهى العرصة ، وفى هذا العقيق دور وقصور ومنازل وقرى. ومنها عقيق يدفع سيله فى غور تهامة، وهو الذي استحبّ قوم الإهلال منه قبل ذات عرق. ومنها عقيق لا يدخلون عليه الألف واللام: قرية قرب سواكن من سواحل البحر. والأعقة كثيرة، وذكر العقيق فى الشعر كثير.

[مراصد الاطلاع على اسماء الامكنة والبقاع]