فِرَاضٌ
بكسر أوله، وآخره ضاد معجمة، جمع الفرضة مثل برمة وبرم وصحبة وصحاب، وهي المشرعة، والأصل في الفرضة الثّلمة في النهر، وال موضع بين البصرة واليمامة قرب فليج من ديار بكر بن وائل، وفي كتاب الفتوح: لما قصد خالد بن الوليد،
رضي الله عنه، بغتة بني غالبإلى الفراض، والفراض: تخوم الشام والعراق والجزيرة في شرقي الفرات، واجتمعت عليه الروم والعرب والفرس فأوقع بهم وقعة عظيمة، قال سيف: قتل فيها مائة ألف، ثم رجع خالد إلى الحيرة لعشر بقين من ذي الحجّة سنة 12، قال القعقاع: لقينا بالفراض جموع روم وفرس غمّها طول السلام أبدنا جمعهم لما التقينا، وبيّتنا بجمع بني رزام فما فتئت جنود السّلم حتى رأينا القوم كالغنم السّوام وفي ذكر الفراض خبر استحسنته فأثبتّه ههنا، قال أبو محمد الأسود: كان أبو شافع العامري شيخا كبيرا فتزوّج امرأة من قومه شابّة فمكثت عنده حينا ثم دبّ إليها بعض الغواة وقال لها: إنك تبلين شبابك مع هذا الشيخ، وراودها عن نفسها، فزجرته وقالت له: لولا أني أعرف أمّك وعفّتها لظننتك لغير أبيك، ويحك أتزني الحرّة! فانصرف عنها ثم تلطّف لمعاودتها واستمالتها فقالت: أمّا فجورا فلا ولكني إن ملكت يوما نفسي كنت لك، قال: فان احتلت لأبي شافع حتى يصيّر أمرك بيدك أتختارين نفسك؟ قالت: نعم، قال: فخلا به يوما وقال: يا أبا شافع ما أظنّ للنساء عندك طائلا ولا لك فيهنّ خيرا، فقال: كيف تظن ذاك يا ابن أخي وما خلق الله خلقا أشدّ من إعجاب أمّ شافع بي؟ قال: فهل لك أن تخاطرني في عشرين من الإبل على أن تخيّرها نفسها فان اختارتك فهي لك وإلا كانت لي؟ قال: انتظرني أعد إليك، ثم أتى أمّ شافع فقصّ عليها أمره وما دعاه إليه، فقالت: يا أبا شافع أو تشكّ في حبّي لك واختياري؟ فرجع إليه وراهنه وأشهد بذلك على نفسه عدّة من قومه ثم خيّرها فاختارت نفسها، فلما انقضت عدّتها تزوّجها الفتى، فأنشد أبو شافع يقول: حننت ولم تحنن أوان حنين، وقلّبت نحو الركب طرف حزين جرى بيننا الواشون يا أمّ شافع ففاضت دما بعد الدموع شؤوني كأن لم يكن منها الفراض محلّة، ولم يمس يوما ملكها بيميني ولم أتبطّنها حلالا ولم تبت معاصمها دون الوساد تليني بلى ثم لم أملك سوابق عبرتي، فوا حسدا من أنفس وعيون! فلا يثقن بعدي امرؤ بملاطف، فما كلّ من لاطفته بأمين وما زادني الواشون، يا أمّ شافع، بكم وتراخي الدار غير حنين يشوق الحمى أهل الحمى ويشوقني حمى بين أفخاذ وبين بطون
[معجم البلدان]
الفراض
موقع على تخوم العراق والشام والجزيرة بين مصبي الخابور والبليخ شرقي الفرات فيه اجتمعت على خالد بن الوليد الروم والعرب والفرس والقبائل المتنصرة من العرب سنة 12هـ فأوقع فيهم خالد وقعة عظيمة وفل جموعهم وهزمهم.
[تعريف بالأماكن الواردة في البداية والنهاية لابن كثير]
باب فراض ومراض
أما اْلأَوَّلُ: - بِكَسْرِ الفاء وتخفيف الراء -: مَوْضِعٌ بين الْبَصْرَة واليمامة قُربَ فُليجٍ من دِيَارِ بكر بن وائل وأما الثَّاني: - أوله ميم مَكْسُورَة والباقي نحو اْلأَوَّلُ -: مَوْضِعٌ من ناحية الحجاز على طريق الكُوْفَة، وهناك لقي الوليد بن عقبة بن أبي مُعيط بجاداً مولى عُثمان فأخبره بقتل عُثمان
رضي الله عنه فقال:
- يَوْمَ لاقَيْتُ بِالمِرَاضِ بِجَاداً | لَيْتَ أني هَلَكْتُ قَبْلَ بِجَادِ 653 - |
[الأماكن، ما اتفق لفظه وافترق مسماه للحازمي]
الفراض (1) :
هي تخوم الشام والعراق والجزيرة، ولما قصدها خالد بن الوليد
رضي الله عنه أفطر فيها في رمضان في تلك السفرة التي اتصلت له فيها هذه الغزوات والأيام، ونظمن نظماً إلى ما كان قبل ذلك منه. قالوا (2) : ولما اجتمع المسلمون بالفراض حميت الروم واغتاظت واستمدوا تَغْلِب وإياداً والنمر، فأمدوهم بأجمعهم، واجتمعوا كلهم على كلمة واحدة، ثم ناهدوا خالداً، حتى إذا صار الفرات بينه وبينهم قالوا: إما أن تعبروا إلينا وإمّا أن نعبر إليكم، قال: بل اعبروا إلينا، قالوا: فتنحَوا حتى نعبر، فقال خالد
رضي الله عنه: لا نفعل، ولكن اعبروا أسفل منا، فقالت الروم وفارس بعضهم لبعض: احتسبوا ملككم، هذا رجُل يقاتل عن دِين، وله عقل وعلم، ووالله لينصرن ولتخذلنّ. ثم لم ينتفعوا بذلك، فعبروا أسفل من خالد
رضي الله عنه، فلما تتاموا قالت الروم: امتازوا حتى نعرف اليوم (3) ما كان من حسن أو قبيح من أيّنا يجيء، ففعلوا، ثم اقتتلوا قتالاً شديداً طويلاً، ثم هزمهم الله تعالى. وقال خالد
رضي الله عنه للمسلمين: ألحُوا عليهم، فجعل صاحب الخيل يحشر منهم الزمرة برماح أصحابه، فإذا جمعوهم قتلوهم، فقتل يوم الفراض في المعركة في الطلب مائة ألف، وأقام خالد
رضي الله عنه على الفراض بعد الوقعة عشراً ثم أذن بالقفل إلى الحيرة، وأمر عاصم بن عمرو أن يسير بهم، وأمر شجرة بن الأعز أن يسوقهم، وأظهر خالد
رضي الله عنه أنه في الساقة. وخرج من الفراض حاجّاً لخمسٍ بقين من ذي القعدة متكتماً بحجه، ومعه عدة من أصحابه يعتسف البلاد حتى أتى مكة بالسمت، فقضى حجّه ثم أتى الحيرة، وقد تأتى له من ذلك ما لم يتأت لدليل ولا ريبال، وبقية الخبر في رسم قراقر من حرف القاف. (1) الطبري 1: 2073، وراجع مادة ((ديلمايا)) في ماتقدم. (2) النقل مستمر عن الطبري. (3) ع: الروم.
[الروض المعطار في خبر الأقطار]