البحث

عبارات مقترحة:

الغفار

كلمة (غفّار) في اللغة صيغة مبالغة من الفعل (غَفَرَ يغْفِرُ)،...

اللطيف

كلمة (اللطيف) في اللغة صفة مشبهة مشتقة من اللُّطف، وهو الرفق،...

البصير

(البصير): اسمٌ من أسماء الله الحسنى، يدل على إثباتِ صفة...

المهيمن

كلمة (المهيمن) في اللغة اسم فاعل، واختلف في الفعل الذي اشتقَّ منه، فقيل: هو من الفعل (هيمن) بمعنى الرقابة والسيطرة، وقيل أصله الفعل (آمن) ومضارعه (يؤيمن) ثم سهلت الهمزة فصار الفعل (يهيمن)، ومعناه يرحع إلى: التصديق والأمن، واسم الله (المهيمن) معناه أنه تعالى رقيب على خلقه حافظ لأعمالهم، وشاهد عليها. وهو اسم ثابت لله تعالى بالقرآن والسنة، وعليه إجماع الأمة، والعقل دالٌّ عليه.

التعريف

التعريف لغة

لفظ (المُهَيمِن) اسم فاعل من الفعل (هيمَنَ)، وهو بمعنى الحفظ والمراقبة والسيطرة، وجاء في المعاجم أن الأصل في كلمة (مُهَيمِن) هو الفعل (آمَنَ) فإن أصله: أأْمَنَ على وزن (أفْعَلَ)، والمضارع منه: مُؤَأمِن، ثم خفِّفَت الهمزة الثانية فصارت: مُؤَيْمن، وبتسهيل الهمزة صارت: مُهَيمِن، كما يقال: أراق وهراق وكلاهما بنفس المعنى، فالمهيمن بمعنى (المؤمن) وهو الشاهد المصدّق للشيء، أو الأمين عليه. وجاء هذا المعنى في قوله تعالى: ﴿وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ﴾ [المائدة: 48] أي: شاهدًا عليه. كذلك روي عن ابن عباس، وروي عنه من وجه آخر أنه قال: المهيمن: الأمين، فكأنه قال: مصدقًا لما بين يديه من الكتاب وأمينًا عليه، والتفسيران متقاربان. انظر "اشتقاق الأسماء" للزجاجي (ص227).

التعريف اصطلاحًا

هو اسم من أسماء الله الحسنى، يدل على أن الله تعالى رقيب على خلقه حافظٌ لهم، شاهد على أعمالهم، ومسيطر عليهم، فمعنى هذا الاسم يعود إلى العلم والإحاطة، والحفظ والرقابة، ذكر الخطابي رحمه الله المعنى الأول فقال: «فالله -جل وعز- المهيمن أي: الشاهد على خلقه بما يكون منهم من قول أو فعل، كقوله: ﴿وما تَكُونُ في شَأنٍ، وما تَتْلُوا مِنهُ مِن قُرآنٍ، ولا تَعْملُونَ مِن عَمَلٍ إلا كُنا عَلَيْكُم شُهُودا إذْ تُفِيضُونَ فِيهِ﴾ [يونس: 61]». وذكر الغزالي المعنى الثاني فقال: «معناهُ فِي حق الله عز وجل أنه القائِم على خلقه بأعمالهم وأرزاقهم وآجالهم وإنَّما قِيامه عليهم باطلاعه واستيلائه وحفظه». "المقصد الأسنى" (ص55).

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

العلاقة بين المعنيين واضحة، فالمعاني اللغوية متفقة مع ما جاء في الاصطلاح، إلا أن المعنى المنسوب لله تعالى من الهيمنة إنما هو على غاية الكمال، وليس ذلك إلا لله تعالى.

الصفة التي يدل عليها الاسم

يدل على إثبات صفتي: الإحاطة والحفظ لله تعالى.

الأدلة

القرآن الكريم

المهيمن في القرآن الكريم
ورد اسم الله تعالى (المهيمن) في القرآن الكريم في موضع واحد وهو قوله تعالى: ﴿هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ [الحشر: 23] قال ابن عاشور في تفسير الآية: «وتعقيب (المؤمن) بـ(المهيمن) لدفع توهم أن تأمينه عن ضعفٍ، أو عن مخافةِ غيره، فاعلموا أن تأمينه لحكمته مع أنه رقيبٌ مُطَّلعٌ على أحوال خلقه؛ فتأمينه إياهم رحمة بهم». "التحرير والتنوير" (28 /122).

السنة النبوية

المهيمن في السنة النبوية
ورد اسم الله (المهيمن) في حديث أبي هريرة في أسماء الله الحسنى: «إنَّ لله تعالى تِسعةً وتِسعينَ اسمًا من أحصاها دَخَل الجَنَّةَ، فذكَرَها وَعَدَّ منها: المهيمن» وتفرد بهذه الرواية عبد العزيز بن الحصين بن الترجمان وهو ضعيف الحديث عند أهل النقل. الاعتقاد للبيهقي (57).

الإجماع

اسم الله (المهيمن) ثابت بالإجماع، قال القرطبي: «وأجمعت عليه الأمة» "الأسنى" (1/243)

العقل

اسم الله (المهيمن) ثابت لله جل وعلا بقياس الأولى؛ لأنه دالٌّ على صفات الحفظ والعلم، وهي كمالات، وخلافها نقص، ومن المعلوم أن كل كمال لا نقص فيه يكون لبعض الموجودات المخلوقة الُمحدثة فالرب الخالق هو أولى به، وكل نقص أو عيب يجب أن ينزَّه عنه بعض المخلوقات المحدثة فالرب الخالق هو أولى أن ينزَّه عنه. انظر "شرح الأصفهانية" لابن تيمية (ص74).

الآثار والمظاهر

الآثار السلوكية

من آثار الإيمان باسم الله (المهيمن) ما يلي: · خشية الله عز وجل في السر والعلانية، والكتم والجهر، ذلك أن المؤمن بأن الله تعالى مهيمن على خلقه بمعنى أنه رقيب على أعمالهم شاهد عليها يستحيي من الله أن يعصيه وهو مطلع عليه، ويخشى الله أن يأخذه على حاله من المعصية إذ هو قادر عليه، وذلك جزء من التقوى على ما فسّره الإمام علي رضي الله عنه، إذ قال: «التقوى: الخوف من الجليل، والعمل بالتنزيل، والرضا بالقليل، والاستعداد ليوم الرحيل». · والإيمان باسم الله (المهيمن) يوصل العبد إلى درجة الإحسان، ويحمله على الإخلاص، كما ورد في الحديث الصحيح عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه حينما سأل جبريل النبي عن الإحسان فقال : «أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك» مسلم (8)، وكلما زاد العبد يقينًا باسم الله (المهيمن) زاد إحسانه في أعماله وإخلاصه فيها لربه سبحانه وتعالى.

أقوال أهل العلم

«وقد قيل: إنه من أسمائه في الصحف والتوراة والإنجيل والزَّبور». أبو بكر ابن العَرَبي "الأمد الأقصى"(2/203)
«المهيمن: المطلع على أفعال مخلوقاته، الذي له حق السيطرة عليهم، وذكره يورث الخوفَ من الله ومراقبته ومعاملة الخلق بالحق» القُشَيْري "شرح الأسماء"(ص85)
«المطلع على خفايا الأمور وخبايا الصدور الذي أحاط بكل شيء علمًا» ابن سَعْدي "تيسير الكريم الرحمن" (5/301)