البحث

عبارات مقترحة:

الوتر

كلمة (الوِتر) في اللغة صفة مشبهة باسم الفاعل، ومعناها الفرد،...

الصمد

كلمة (الصمد) في اللغة صفة من الفعل (صَمَدَ يصمُدُ) والمصدر منها:...

المقتدر

كلمة (المقتدر) في اللغة اسم فاعل من الفعل اقْتَدَر ومضارعه...

الرحيم

كلمة (الرحيم) في اللغة صيغة مبالغة من الرحمة على وزن (فعيل) وهي بمعنى الراحم، واسم (الرحيم) من أسماء الله الحسنى، يدل على صفة الرحمة القائمة بالله تعالى، والتي بها يرحم الخلق جميعًا من الجن والإنس والحيوان وغيرهم. واسم (الرحيم) ثابت لله عز وجل في الكتاب والسنة، وعليه إجماع الأمة، والعقل دالٌّ عليه.

التعريف

التعريف لغة

الرحيم صيغة مبالغة على وزن (فعيل) بمعنى (فاعل) أي: راحم، كعالم وعليم، وقادر وقدير، وكان أبو عبيدة يقول: تقدير هذين الاسمين تقديرُ ندمان ونديم، من المنادمة. انظر "شأن الدعاء" للخطابي (ص38). وجذر الكلمة اللغوي (رحم) يعود إلى معنى الرقة والعطف والرأفة. "مقاييس اللغة" لابن فارس (2 /498)، وسمّى الله الرزقَ والمعاشَ رحمةً فقال: ﴿قُلْ لَوْ أنْتُم تَمْلِكُونَ خَزائِنَ رَحْمَةِ رَبي إذَا لأمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الإنْفاقِ﴾ [الإسراء: 100]، وقال: ﴿وإمّا تُعْرِضَنّ عَنْهُم ابْتِغاءَ رَحْمَةٍ مِن رَبكَ تَرْجُوها، فَقُلْ لَهُمْ قَوْلًا مَيْسورَا﴾ [الإسراء: 28]، وسمّى المطر أيضًا رحمةً فقال سبحانه: ﴿وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ﴾ [الشورى: 28].

التعريف اصطلاحًا

اسم من أسماء الله تعالى، يدل على صفة الرحمة القائمة بالله تعالى. ورحمته تعالى تتعلق بالدواب والأنعام والإنس والجن، وتتعلق بالمؤمنين والكافرين، قال تعالى: ﴿وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كلَّ شَيْ ء﴾ [الأعراف: 156 ]، وقال: ﴿رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا﴾ [غافر: 7]، ورحمة الكافر رحمة جسديَّة بدنيَّة دنيويَّة مختصة بالدنيا، فالله يرزقه الطعام والشراب واللباس والمسكن والمنكح وغير ذلك. انظر "شأن الدعاء" للخطابي (ص31) وشرح الواسطية" لابن عثيمين" (1/349). والرحمة صفة ذاتيّة لله تعالى؛ باعتباره لم يزل موصوفًا بها، نثبتها له سبحانه من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل، ولا يصح تأويلها بإرادة النفع، ولا غير ذلك من لوازمها. وصفة فعلية له؛ باعتبار تعلّقها بالمخلوقات، وهي المقصودة في حديث النبي : «إن لله مائة رحمة أنزل منها رحمة واحدة بين الجن والإنس والبهائم والهوام، فبها يتعاطفون، وبها يتراحمون، وبها تعطف الوحش على ولدها، وأخر الله تسعًا وتسعين رحمة، يرحم بها عباده يوم القيامة» مسلم (2752).

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

إن ما دلت عليه اللغة، وما دلت عليه نصوص الوحي من معنى اسم الله الرحيم متفقان غير مختلفين، وهو إثبات صفة الرحمة لله تعالى.

الصفة التي يدل عليها الاسم

يدل اسم الرحيم على إثبات صفة الرحمة لله تعالى.

الفروق

الفرق بين الرحيم و الرحمن

1- الرحمن يدل على الصفة القائمة بالله سبحانه وتعالى، والرحيم يدل على تعلقها بالمرحوم، وبعبارة أخرى نقول: الله رحيم بعباده، ولا يصح أن نقول: الله رحمن بعباده. فاسم الرحمن يدل على أن الرحمة صفة الباري جل وعلا، واسم الرحيم يدل على أن الله تعالى يرحم خلقه. 2- اسم الرحمن خاص في التسمية، عام في المعنى. والرحيم: عام في التسمية، خاص في المعنى. فاسم الرحمن لا يسمى به غير الله تعالى، إذ لم يرد ذلك في كتاب ولا في سنة، وانعقد الإجماع على منع تسمية غير الله تعالى به، وهو عامٌّ في معناه، أي: يدل على شمول رحمة لله المؤمنَ وغيره. وأما الرحيم: فيصح أن يوصف به المخلوق، بدليل قوله تعالى في وصف محمد : ﴿بِالْمؤْمِنِينَ رَءوفٌ رَحِيمٌ﴾ [التوبة: 128]، وهو َخاصٌّ بالمؤمنين، كما قال جل وعلا: ﴿وكانَ بالمُؤْمِنينَ رَحيمًا﴾ [الأحزاب: 43]. انظر: الرحمن

الفرق بين الرحيم و الرءوف

1- إن الرأفة أخصّ، والرحمة أعم، لأن الرأفة هي أرقُّ أنواع الرحمة وأبلغها. 2- والرأفة أخصُّ من الرحمة من وجهٍ آخر؛ وهو أن رحمة الله قد تكون بالابتلاء والألم، أما الرأفة فلا تكون إلا بالخير، ولذلك قال الله تعالى في حدّ الزاني والزانية: ﴿وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ﴾ [النور: 2] ولم يقل: رحمة، لأن ضرب العصاة على عصيانهم رحمة لهم لا رأفة، فإن صفة الرأفة إذا انسدلت على المخلوق لم يلحقه مكروه، ولذلك يقال في من أصابه بلاء في الدنيا وفي ضِمنه خير في الآخرة: إن الله قد رحمه بهذا البلاء، ولا يقال أنه قد رأف به. انظر "الأسنى" للقرطبي (1/173). انظر: الرءوف

الأدلة

القرآن الكريم

الرحيم في القرآن الكريم
اسم الله تعالى (الرحيم) من أكثر الأسماء الحسنى ورودًا في القرآن الكريم، فقد جاء في (123) موضعًا، اقترن في (75) منها باسمه تعالى (الغفور) تاليًا له، والعلاقة بين هذين الاسمين ظاهرة بيّنة لكل متأمّل؛ فإن الله عز وجلّ لما غفر الذنب، وأقال العثْرة، وأجار العبد من شرِّ معصيته في الدنيا والآخرة، كان ذلك من أعظم الرحمة، فاقتران هذين الاسمين إشارة إلى التلازم بينهما؛ لأن المغفرة رحمة وأيُّ رحمة! وأما عن سبب تقدم الرحيم على الغفور فيقال: إن المغفرة سلامة، والرحمةَ غنيمة، والسلامة تُطلب قبل الغنيمة، وأما في قوله تعالى في سورة سبأ: ﴿وهو الرحيم الغفور (2) ﴾ فتقدمت الرحمة على المغفرة فيه لأن رحمة الله تشمل الخلق المكلفين وغيرهم من الحيوان، والمغفرة تخصُّ المكلفين، والعموم مقدَّمٌ على الخصوص. انظر "بدائع الفوائد" لابن القيم (1/112).

السنة النبوية

الرحيم في السنة النبوية
صفة الرحمة ثابتة لله عز وجل في مواضع وسياقات كثيرة جدًّا في السنة ومن ذلك: - حديث ابن عمر رضي الله عنه حيث قال: إنْ كُنّا لَنَعُدُّ لرسول الله في المجلس يقول: «رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم» مائة مرة. أبو داود (1516). - تحية الإسلام: «السلام عليكم ورحمة الله وبركاته» وقد وردت في أحاديث صحيحة كثيرة، منها حديث أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي قال: «خلَق الله آدم وطوله ستون ذراعًا، ثم قال: اذهب فسلِّم على أولئك من الملائكة، فاستمع ما يحيونك، تحيتك وتحية ذريتك، فقال: السلام عليكم، فقالوا: السلام عليك ورحمة الله، فزادوه: ورحمة الله، فكل مَن يدخل الجنةَ على صورة آدم، فلم يزل الخَلْق ينقص حتى الآن» البخاري (6227) مسلم (2841). - وجاءت في الحديث الذي يرويه أبو هريرة أيضًا: قال رسول الله : «لما خلق الله الخلق، كتب في كتاب، فهو عنده فوق العرش: إنَّ رحمتي تغلب - أو غلبت - غضبي» رواه البخاري (3194) ومسلم (2751).

الإجماع

اسم الله (الرحيم) ثابت بالإجماع، قال القرطبي في كلامه عن اسمَي الرحمن والرحيم: «وتكرّرا في غير موضع من القرآن والسنة، وأجمعت عليهما الأمة، وهما اسمان مشتقّان من الرحمة» "الأسنى" (1/61).

العقل

يُثبت العقلُ صفة الرحمة التي يدل عليها اسمه تعالى (الرحيم) بقياس الأولى؛ فالرحمة صفة كمال، وخلافها صفة نقص، ومن المعلوم أن كل كمال لا نقص فيه يكون لبعض الموجودات المخلوقة الُمحدثة فالرب الخالق هو أولى به، وكل نقص أو عيب يجب أن ينزَّه عنه بعض المخلوقات المحدثة فالرب الخالق هو أولى أن ينزَّه عنه. انظر "شرح الأصفهانية" لابن تيمية (ص74).

الآثار والمظاهر

الآثار السلوكية

من أعظم ما يورثه الإيمان باسم الله (الرحيم) ما يلي: · تحقيق عبادة (الرجاء) والتعلق برحمة الله؛ فالإنسان ما دام يؤمن برحمة الله فسوف يتعلق بها، ويكون منتظرًا لها، فيحمله هذا الاعتقاد على فعل كل سبب يوصل إلى الرحمة، مثل: الإحسان، قال الله تعالى فيه: ﴿إِنَّ رَحْمَتَ الَّلِّه قَرِيبٌ مِنَ الْمحْسِنِينَ﴾ [الأعراف: 56]، والتقوى، قال تعالى: ﴿فَسَأَكْتبهَا لِلَّذِينَ يَتَّقونَ وَيؤْتونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ همْ بِآياتِنَا يؤْمِنونَ﴾ [الأعراف: 156]، والإيمان، فإنه من أسباب رحمة الله، كما قال تعالى: ﴿وَكَانَ بِالْمؤْمِنِينَ رَحِيماً﴾ [الأحزاب: 43]، وكلما كان الإيمان أقوى، كانت الرحمة إلى صاحبه أقرب بإذن الله عز وجل. · التخلق بخلق الرحمة: ومعرفة الإنسان برحمة خالقه تحمله على التخلق بتلك الصفة، وفي ذلك يقول القرطبي: «فكن رحيمًا لنفسك ولغيرك، ولا تستبد بخيرك، فارحم الجاهل بعلمك، والذليل بجاهك، والفقير بمالك، والكبير والصغير بشفقتك ورأفتك، والعصاة بدعوتك، والبهائم برعوتك، ورفع عنقك، فأقرب الناس من رحمة الله أرحمهم بخلقه، وقد دخلت البغي الجنة بسقيها كلبًا، فمن كثرت منه الشفقة على خلقه، والرحمة على عباده، رحمه الله برحمته، وأدخله دار كرامته، ووقاه عذاب قبره، وهول موقفه، وأظله بظله، إذ كل ذلك من رحمته، ولا تدلَّ بعملك وكثرته، وإخلاصك فيه فتتكل عليه دون رحمته» "الأسنى" (1/86-87).

المظاهر في الكون والحياة

من رحمة الله على عباده إرسال رسوله ، وإنزاله الكتاب عليه، ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، كما قال جل وعلا: ﴿هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَىٰ عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِّيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۚ وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ﴾ [الحديد: 9]. ومن رحمته سبحانه أنه سخّر لعباده وسائل النقل المختلفة، كالحمير والأحصنة، وكذا السيارات والطائرات، وهي من قوله: (ويخلق ما لا تعلمون) في الآية الكريمة: ﴿وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَىٰ بَلَدٍ لَّمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنفُسِ ۚ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ (7) وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً ۚ وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾ [النحل: 6-7]. وإن آثار رحمة الله عز وجل في الكون والحياة عصيّة عن العد والإحصاء، فمهما ذُكر منها فهو قصور، لأن نعم الله كلها من رحماته، والله يقول: ﴿وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ۗ إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾ [النحل: 18]، وقال ابن القيم: إن ظهور آثار هذه الصفة (الرحمة) في الوجود كظهور أثر الربوبية والملك والقدرة، فإن ما لله على خلقه من الإحسان والإنعام شاهدٌ برحمةٍ تامة وسعت كل شيء. انظر "مختصر الصواعق المرسلة" (2/317). وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله يقول: «جعل اللهُ الرحمةَ مائةَ جُزءٍ، فأمسك عنده تسعةً وتسعين جزءًا، وأنزل في الأرضِ جزءًا واحدًا، فمن ذلك الجزءِ تتراحمُ الخلقُ حتى ترفعَ الفرُس حافرَها عن ولدِها خشيةَ أن تُصيبَه» البخاري (6000) ومسلم (2752).

أقوال أهل العلم

«ما أطلقه الله على نفسه سبحانه من الأسماء كالرحيم والرؤوف أكمل من الشفيق والمشقِق» ابن القيم "طريق الهجرتين" (ص595).
«والأمل بالرب الكريم، الرحمن الرحيم، أن يرى الخلائق منه، من الفضل والإحسان والعفو والصفح والغفران، ما لا تعبر عنه الألسنة، ولا تتصوره الأفكار، ويتطلع لرحمته إذ ذاك جميع الخلق لما يشاهدونه فيختص المؤمنون به وبرسله بالرحمة.» السعدي "تيسير الكريم الرحمن" (3/252)
«الرحيم والرحمن اسمان رقيقان أحدهما أرق من الآخر» ابن عباس "الأسماء والصفات" للبيهقي (ص82)
«الرحمن مجازه ذو الرحمة، والرحيم مجازه الراحم، وقد يقدرون اللفظين من لفظ واحد والمعنى واحد، وذلك لِاتِّساعِ الكلام عندهم» أبو عبيدة معمر بن المثنى "مجاز القرآن" (1/21)