القادِسِيَّةُ
قال أبو عمرو: القادس السفينة العظيمة، قال المنجمون: طول القادسية تسع وستون درجة، وعرضها إحدى وثلاثون درجة وثلثا درجة، ساعات النهار بها أربع عشرة ساعة وثلثان، وبينها وبين الكوفة خمسة عشر فرسخا، وبينها وبين العذيب أربعة أميال، قيل: سميت القادسية بقادس هراة، وقال المدايني: كانت القادسية تسمى قديسا، وروى ابن عيينة قال: مرّ إبراهيم بالقادسية فرأى زهرتها ووجد هناك عجوزا فغسلت رأسه فقال: قدّست من أرض، فسميت القادسية، وبهذا الموضع كان يوم القادسية بين سعد ابن ابي وقّاص والمسلمين والفرس في أيام عمر بن الخطاب،
رضي الله عنه، في سنة 16 من الهجرة، وقاتل المسلمون يومئذ وسعد في القصر ينظر إليهم فنسب إلى الجبن، فقال رجل من المسلمين: ألم تر أن الله أنزل نصره وسعد بباب القادسية معصم فأبنا وقد آمت نساء كثيرة ونسوة سعد ليس فيهنّ أيّم وقال بشر بن ربيعة في ذلك اليوم: ألمّ خيال من أميمة موهنا وقد جعلت أولى النجوم تغور ونحن بصحراء العذيب ودوننا حجازية، إن المحلّ شطير فزارت غريبا نازحا جلّ ماله جواد ومفتوق الغرار طرير وحلّت بباب القادسية ناقتي وسعد بن وقاص عليّ أمير تذكّر، هداك الله، وقع سيوفنا بباب قديس والمكرّ ضرير عشيّة ودّ القوم لو أن بعضهم يعار جناحي طائر فيطير إذا برزت منهم إلينا كتيبة أتونا بأخرى كالجبال تمور فضاربتهم حتى تفرّق جمعهم، وطاعنت، إني بالطّعان مهير وعمرو أبو ثور شهيد وهاشم وقيس ونعمان الفتى وجرير والأشعار في هذا اليوم كثير لأنها كانت من أعظم وقائع المسلمين وأكثرها بركة، وكتب عمر،
رضي الله عنه، إلى سعد بن أبي وقاص يأمره بوصف منزله من القادسية فكتب إليه سعد: إن القادسية فيما بين الخندق والعتيق وإنما عن يسار القادسية بحر أخضر في جوف لاح إلى الحيرة بين طريقين فأما إحداهما فعلى الظهر وأما الأخرى فعلى شاطئ نهر يسمى الحضوض يطلع بمن يسلكه على ما بين الخورنق والحيرة، وإنما عن يمين القادسية فيض من فيوض مياههم، وإن جميع من صالح المسلمين قبلي ألّب لأهل فارس قد خفّوا لهم واستعدّوا لنا، وذكر أصحاب الفتوح أن القادسية كانت أربعة أيام: فسموا الأول يوم أرماث واليوم الثاني يوم أغواث واليوم الثالث يوم عماس وليلة اليوم الرابع ليلة الهرير واليوم الرابع سموه يوم القادسية، وكان الفتح للمسلمين وقتل رستم جازويه ولم يقم للفرس بعده قائمة، وقال ابن الكلبي فيما حكاه هشام قال: إنما سميت القادسية لأن ثمانية آلاف من ترك الخزر كانوا قد ضيّقوا على كسرى بن هرمز، وكتب قادس هراة إلى كسرى: إن كفيتك مؤونة هؤلاء الترك تعطيني ما أحتكم عليك؟ قال: نعم، فبعث النريمان إلى أهل القرى: اني سأنزل عليكم الترك فاصنعوا ما آمركم، وبعث النريمان إلى الأتراك وقال لهم: تشتّوا في أرضي العام، ففعلوا وأقبل منها ثمانية آلاف في منازل أصحابه بهراة فبعث النريمان إلى أهل الدّور وقال: ليذبح كل رجل منكم نزيله الذي نزل عليه ثم يغدو إليّ بسبلته، ففعلوا ذلك وذبحوهم عن آخرهم وغدوا إليه بسبلاتهم فنظمها في خيط وبعثها إلى كسرى وقال: قد وفيت لك فأوف لي بما شرطت عليك، فبعث إليه كسرى أن اقدم عليّ، فقدم عليه النريمان فقال له كسرى: احتكم، فقال له النريمان: تضع لي سريرا مثل سريرك وتعقد على رأسي تاجا مثل تاجك وتنادمني من غدوة إلى الليل، ففعل ذلك به ثم قال: أوفيت؟ قال: نعم، فقال له كسرى: لا والله لا ترى هراة أبدا فتجلس بين قومك وتحدث بما جرى، وأنزله موضع القادسية ليكون ردءا له من العرب فسمي الموضع القادسية بقادس هراة، وكان قدم عليه النريمان ومعه أربعة آلاف فكانوا بالقادسية، فلما كان يوم القادسية قرن أصحاب النريمان بن النريمان أنفسهم بالسلاسل كيلا يفروا فقتلوا كلهم ورجعت ابنة النريمان إلى مرو وأم النريمان ابن النريمان كبشة بنت النعمان بن المنذر، قال هشام: فالشاه بن الشاه من ولد نريمان وهو الشاه بن الشاه بن لان بن نريمان بن نريمان، قال: ويقال إنما سميت القادسية بقديس وكان قصرا بالعذيب، وقد نسب إلى القادسية عدة قوم من الرواة، منهم: علي بن أحمد القادسي القطان، روى عن عبد الحميد بن صالح، يروي عنه جعفر الخلدي. والقادسية أيضا: قرية كبيرة من نواحي دجيل بين حربى وسامرّا يعمل بها الزجاج، وقد نسب إليها قوم من الرواة، وإليها ينسب الشيخ أحمد المقري الضرير وولده محمد بن أحمد القادسي الكتبي، وفي هذه القادسية يقول جحظة: إلى شاطئ القاطول بالجانب الذي به القصر بين القادسية والنخل في قصيدة ذكرت في القاطول.
[معجم البلدان]
القادسية
بليدة بقرب الكوفة على سابلة الحجاج. سميت بقادس هراة وهو دهقانها، بعثه كسرى أبرويز إلى ذلك الموضع لدفع العرب؛ قال هشام عن ابيه: ان ثمانية آلاف من ترك الخزر ضيقوا على كسرى بلاده من كثرة النهب والفساد. فبعث دهقان هراة إلى كسرى: إن كفيتك أمر هؤلاء تعطيني ما احتكم؟ قال: نعم. فبعث الدهقان إلى أهل القرى يقول: إني سأنزل عليك الترك فافعلوا بهم ما آمركم؟ وبعث إلى الترك وقال: تشتون في أرضي العام. فنزلوا عنده. بعث إلى كل قرية طائفة وقال: ليذبح كل رجل منكم نزيله في الليلة الفلانية ويأتني بسبلته! فذبحوهم عن آخرهم وذهبوا إليه بسبلاتهم، فنظمها في خيوط وبعث بها إلى كسرى، فبعث إليه كسرى شكر سعيه وقال: اقدم إلي واحتكم! فقدم إليه وقال: أريد أن تجعل لي سريراً مثل سريرك وتاجاً مثل تاجك، وتنادمني من غدوة إلى الليل. فاستدل كسرى باحتكامه على ركاكة عقله، ففعل ذلك ثم قال: لا ترى هراة أبداً، فيجلس ويتحدث بما جرى وأنزله هذا الموضع، فبنى هذه البلدة وسكنها.
[آثار البلاد وأخبار العباد]
باب القادسية والفارسية
أما اْلأَوَّلُ: - بالدال -: قادسية الكُوْفَة قَرْيَة على مرحلة منها في طريق الحاج، ذاتُ نخل ومزارع يُنْسَبُ إليها علي بن أحمد القادسي روى عن عبد الحميد بن صالح روى عنه جعفر الخلدي وقادسية بَغْدَاد: قَرْيَة من أول أَعْمَال دُجيل، يُنْسَبُ إليها بعض الرواة أيضاً وأما الثَّاني: - أوله فاء وبعد الألف راء -:
ضيعة قُربَ بَغْدَاد يُنْسَبُ إليها الحسن بن | الفارسي شيخ مذكور بالخير والصلاح وكثرة العبادة 673 - |
[الأماكن، ما اتفق لفظه وافترق مسماه للحازمي]
القادسية (1) :
عند الكوفة، وهي أول مرحلة لمن خرج من الكوفة إلى المدينة ومكة، وهي قرية كبيرة فيها حدائق نخل ومشارع من الماء الفرات، وسميت القادسية لأن قوماً من أهل قادس نزلوها، وقيل إن إبراهيم عليه السلام نزل القادسية فغسل بها رأسه ثم دعا لها أن يقدسها الله، فسميت القادسية، ثم أخذ فضل الماء فصبَّه يمنة ويسرة فحيث انتهى ذلك الماء انتهى العمران، ثم ارتحل إلى البيت الحرام. وقيل إنما سميت القادسية بقادس، رجل من أهل هراة قدم على كسرى فأنزله موضع القادسية. وهي من (2) بناء الأكاسرة، وهي مدينة صغيرة ذات نخيل ومياه عذبة ويتخذ بها القت علفاً للجمال الصادرة والواردة في طريق الحجاز، ومنه يتزودون علوفاتهم، وهي ثغر من ثغور العراق، وبينها وبين بغداد أحد وستون فرسخاً. وقد تقدم قول الشاعر: لمّا وردنا القادسي. .. ة حيث مُجْتَمعُ الرفاقِ وكان فتح القادسيّة العظيم الكبير على يد جيوش المسلمين في أيام الفاروق، وأمير هذه الجيوش سعد بن أبي وقاص
رضي الله عنه، سنة ست عشرة، وقتل رستم أمير جيش الفُرْس، وكان في مائة ألف من الفُرس، وأسر منهم نيف وخمسون ألفاً، واستشهد من المسلمين مائة رجل، ويقال مائتان، وجميع من شهد القادسيّة من المسلمين بضعة وثلاثون ألفاً، وكانت أيامها العظام أربعة أيام، واليوم الرابع هو المسمى بينها بالقادسية، وفيه قتل الله رستم وأتم الفتح على المسلمين، وفيها كانت ليلة الهرير والقتال بالليل بالمشاعل. (1) بعضه عن معجم ما استعجم 3: 1042، وقارن بياقوت (القادسية). (2) نزهة المشتاق: 120.
[الروض المعطار في خبر الأقطار]
القادسية
كَمُؤَنَّثِ الْقَادِسِ: جَاءَتْ فِي تَرَاجِمِ مَنْ قُتِلَ فِي مَوْقِعَةِ الْقَادِسِيَّةِ. وَكَانَتْ مَوْقِعَةُ الْقَادِسِيَّةِ مِنْ أَعْظَمِ الْوَقَائِعِ الَّتِي حَدَثَتْ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ وَالْفُرْسِ، قَالَ أَهْلُ الْأَخْبَارِ: مَا زَالَ الْفُرْسُ هُمْ الْغَالِبُونَ الْمُتَسَلِّطُونَ عَلَى الْعَرَبِ، حَتَّى حَدَثَ يَوْمُ ذِي قَارٍ - قُرْبَ الْبَصْرَةِ - فَانْتَصَفَ الْعَرَبُ مِنْ الْفُرْسِ، وَلَمَّا تَوَجَّهَ الْمُسْلِمُونَ إلَى فَتْحِ فَارِسَ سَخِرَتْ مِنْهُمْ الْفُرْسُ وَاحْتَقَرَتْهُمْ، فَكَانَ يَوْمُ الْقَادِسِيَّةِ، أَعْظَمَ يَوْمٍ انْهَزَمَ فِيهِ الْفُرْسُ وَزَالَتْ دَوْلَتُهُمْ. كَانَتْ الْقَادِسِيَّةُ بِقِيَادَةِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ سَنَةَ 16 لِلْهِجْرَةِ، فَكَانَتْ مِنْ أَعْظَمِ وَقَائِعِ الْمُسْلِمِينَ، وَكَانَتْ [ص] [ص] أَرْبَعَةَ أَيَّامٍ: يَوْمَ أَرْمَاثٍ، وَيَوْمَ أَغْوَاثٍ، وَيَوْمَ عَمَاسَ، وَلَيْلَةَ الْهُرَيْرِ، ثُمَّ يَوْمَ الْقَادِسِيَّةِ وَفِيهِ هَزِيمَةُ الْفُرْسِ وَقَتْلُ رُسْتُمَ قَائِدِهِمْ. تَقَعُ الْقَادِسِيَّةُ بَيْنَ النَّجَفِ وَالْحِيرَةِ إلَى الشَّمَالِ الْغَرْبِيِّ مِنْ الْكُوفَةِ، وَإِلَى الْجَنُوبِ مِنْ كَرْبَلَاءَ، وَبَعْدَ هَذَا مُخَطَّطٌ يُبَيِّنُ الْكَثِيرَ مِنْ مَعَالِمِ الْعِرَاقِ التَّأْرِيخِيَّةِ
[معجم المعالم الجغرافية في السيرة النبوية]
القادسية
قرية قرب الكوفة، من جهة البر، بينها وبين الكوفة خمسة عشر فرسخا، وبينها وبين العذيب أربعة أميال، عندها كانت الوقعة العظمى بين المسلمين وفارس، قتل فيها أهل فارس، وفتحت بلادهم على المسلمين. وفى العذيب قصر للفرس يسمّى قديس. وقيل: به سمّيت القادسية نسبة إليه. كان سعد وأهله فيه، وكان به دماميل قد منعته من الجلوس والركوب فكان فى أعلاه منبطحا على وجهه يشرف عليهم، وله تحت القصر من يبلغهم أمره وتدبيره لهم. قال: والقادسية أيضا قرية كبيرة من نواحى دجيل بين حربى وسامرّا، يعمل بها الزجاج. قلت: هذه ليست من دجيل، إنما هى فى الجانب الشرقى من دجلة من قرى سامرّا خربه تحت سامرّا والمطيرة.
[مراصد الاطلاع على اسماء الامكنة والبقاع]