قَصْرُ ابن هُبَيْرَةَ
ينسب إلى يزيد بن عمر بن هبيرة ابن معيّة بن سكين بن خديج بن بغيض بن مالك ابن سعد بن عدي بن فزارة بن ذبيان بن بغيض ابن ريث بن غطفان، كان لما ولي العراق من قبل مروان بن محمد بن مروان بنى على فرات الكوفة مدينة فنزلها ولم يستتمّها حتى كتب إليه مروان بن محمد يأمره بالاجتناب عن مجاورة أهل الكوفة فتركها وبنى قصره المعروف به بالقرب من جسر سورا، فلما ملك السفّاح نزله واستتمّ تسقيف مقاصير فيه وزاد في بنائه وسماه الهاشمية، وكان الناس لا يقولون إلا قصر ابن هبيرة على العادة الأولى، فقال: ما أرى ذكر ابن هبيرة يسقط عنه، فرفضه وبنى حياله مدينة ونزلها أيضا المنصور واستتمّ بناء كان قد بقي فيها وزاد فيها أشياء وجعلها على ما أراد ثم تحوّل منها إلى بغداد فبنى مدينة وسماها مدينة السلام، قال هلال بن المحسّن في كتاب بغداد وذكر خرابها: وأما قصر ابن هبيرة فإني أذكر فيه عدّة حمّامات وكثيرا من الناس منهم قضاة وشهود وعمّال وكتّاب وأعوان وتنّاء وتجّار، وكنت أحدّث بذلك شرف الدولة بن علي في سنة 415 على ضمان النصف من سوق الغزل بها وضمنته بسبعمائة دينار في كل سنة وضمن الناظر في الحساميّات من جهة الغرب النصف الآخر بألف دينار لأنّ يده كانت بسطى، وما بقي في هذا الموضع اليوم أكثر من خمسين نفسا من رجال ونساء في بيوت شعثة على حال رثّة، قال ابن طاهر: حدث من هذا القصر علي بن محمد بن علي بن الحسن المكنّى أبا الحسن وهو أخو أحمد بن محمد روى عن عبد الله بن إبراهيم الأزدي وغيره، روى عنه ابن أخيه أبو عبد الله أحمد بن أحمد بن محمد، وعبد الله بن إبراهيم بن محمد بن الحسن الأزدي القصري الضرير، حدّث عن الحسن الحلواني وأحمد الدّورقي، روى عنه أبو أحمد بن عدي وأبو بكر الإسماعيلي وغيرهما، وعبد الكريم بن علي بن أحمد ابن علي بن الحسين بن عبد الله أبو عبيد الله التميمي المعروف بابن السيني القصري، روى عن محمد بن عمر بن زنبور وأبي محمد الأكفاني، روى عنه أبو بكر الخطيب ووثّقه، توفي سنة 459، وأبو بكر محمد بن جعفر بن رميس القصري، ومحمد بن طوس القصري الذي ينسب إليه تعليق الكتاب عن أبي علي الفارسي، قاله أبو منصور المقدّر الأصبهاني في كتاب له صنفه في ثلب أبي الحسن الأشعري.
[معجم البلدان]
قصر ابن هبيرة
قصر بناه يزيد بن هبيرة، لما ولي العراق، أيام مروان بن محمد، على بعد اثني عشر فرسخا من بغداد، غربي نهر الفرات. لم يعش ابن هبيرة ومات قبل أن يتم، نزل فيه السفاح أول خليفة عباسي وأتم بناءه ودعاه قصر الهاشمية تخليدا لذكرى جده هاشم بن عبد مناف.
[تعريف بالأماكن الواردة في البداية والنهاية لابن كثير]
قصر ابن هبيرة (1) :
مدينة كبيرة على اثني عشر فرسخاً من بغداد لمن أخذ طريق الكوفة، وهي عامرة ذات أسواق وعمارات، وكانت أعمر البلاد التي في نواحي السواد وأوفرها أموالاً وأكثرها نفعاً وهي على غلوة من الفرات. وكان يزيد (2) بن عمر بن هبيرة بناه في أيام مروان بن الحَكَم، وهو يومئذ عامل مروان على العراق، وأراد التبعد عن الكوفة. وهي مدينة عامرة جليلة ينزلها العمال والولاة، وأهلها أخلاط من الناس، وهي على نهر يأخذ من الفرات يقال له الصراة، وبين قصر ابن هبيرة وبين معظم الفرات مقدار ميلين. وحكى المبرد (3) أن ابن هبيرة كان يوماً في أعلى قصره، فرأى أعرابياً يرقصه الآل، فقال لحاجبه: إن أرادني هذا الأعرابي فأدخله عليّ، فلما وصل أدخله الحاجب عليه فأنشده: أصلحك الله قلَّ ما بيدي. .. ولا أطيق العيال إذ كثروا ألحّ دهر أنحى بكلكله. .. فأرسلوني إليك وانتظروا قال: فأخذته الأريحية فقال: أرسلوك إليّ وانتظروا؟ إذاً والله لا تجلس حتى تعود إليهم غانماً، وأمر له بألف دينار وزوّده (4) على بعيره. (1) نزهة المشتاق: 202، وقارن بياقوت (قصر ابن هبيرة)، والمقدسي: 121، وابن حوقل: 218، والكرخي: 59. (2) عن اليعقوبي: 309. (3) الكامل 1: 190. (4) الكامل: ورده.
[الروض المعطار في خبر الأقطار]
قصر ابن هبيرة
ينسب إلى يزيد بن عمر بن هبيرة والى العراق لمروان بن محمد، بناه بالقرب من جرسورا، أنزله السفّاح لما ولى واستتمّ تسقيف مقاصير فيه، وزاد فى بنائه وسماه الهاشمية، ولم يزل اسم ابن هبيرة عنه فرفضه، وبنى حياله مدينة ونزلها أيضا واستتمّ بناء ما كان قد بنى فيها المنصور وزاد فيها، ثم تحول منها إلى بغداد فعمّر بها مدينة السلام.
[مراصد الاطلاع على اسماء الامكنة والبقاع]