البحث

عبارات مقترحة:

الحفيظ

الحفظُ في اللغة هو مراعاةُ الشيء، والاعتناءُ به، و(الحفيظ) اسمٌ...

المحسن

كلمة (المحسن) في اللغة اسم فاعل من الإحسان، وهو إما بمعنى إحسان...

العظيم

كلمة (عظيم) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعيل) وتعني اتصاف الشيء...


اليمامة

ناحية بين الحجاز واليمن، أحسن بلاد الله وأكثرها خيراً ونخلاً وشجراً. كانت في قديم الزمان منازل طسم وجديس، وهما من ولد لاوذ بن ارم بن لاوذ بن سام بن نوح، عليه السلام. أقاموا باليمامة فكثروا بها وملك عليهم رجل من طسم يقال له عمليق بن حياش، وكان جباراً ظلوماً يحكم بينهم بما شاء. حكي انه احتكم إليه رجل وامرأة في مولود بينهما، فقال الزوج واسمه قابس: أيها الملك أعطيتها المهر كاملاً ولم أصب منها طائلاً إلا ولداً جاهلاً، فافعلما كنت فاعلاً! فقالت الزوجة واسمها هزيلة: أيها الملك هذا ولدي حملته تسعاً ووضعته دفعاً وأرضعته شبعاً، ولم أنل منه نفعاً، حتى إذا تمت فصاله واشتدت أوصاله أراد زوجي أخذه كرهاً وتركي ولهى! فقال الزوج: إني حملته قبل أن تحمله وكفلت أمه قبل أن تكفله! فقالت الزوجة: إنه أيها الملك حمله خفاً وأنا حملته ثقلاً، ووضعه شهوةً وأنا وضعته كرهاً! فلما رأى عمليق متانة حجتها تحير، ورأى أن يجعل الغلام في جملة غلمانه حتى يتبين له الرأي فيه، فقالت له هزيلة: أتينا أخا طسمٍ ليحكم بيننا فأظهر حكماً في هزيلة ظالما ندمت وكم أندم وأنّى بعثرتي وأصبح بعلي في الحكومة نادما فلما سمع عمليق ذلك غضب على نساء جديس، وأمر أن لا تزوج بكر من نساء جديس حتى تدخل عليه فيكون هو مفترعها! فلقوا من ذلك ذلاً حتى تزوجت غفيرة بنت غفار، أخت الأسود بن غفار سيد جديس، فلما كانت ليلة الزفاف أخرجت لتحمل إلى الملك والقينات حولها يضربن بمعازفهن ويقلن: ابدي بعمليق وقومي واركبي وبادري الصّبح بأمرٍ معجب! فسوف تلقين الذي لم تطلبي وما لبكرٍ دونه من مهرب! فأدخلت على عمليق فامتنعت عليه، وكانت أيدة فافترعها بحديدة وأدماها، فخرجت ودمها يسيل على قدميها فمرت باكية إلى أخيها وهو في جمع عظيم، وهي تقول: لا أحدٌ أذلّ من جديس أهكذا يفعل بالعروس؟ فقال أخوها: ما شأنك؟ فأنشأت تقول: أيجمل أن يؤتى إلى فتياتكم وأنتم رجالٌ فيكم عدد الرّمل؟ أيجمل تمشي في الدّماء فتاتكم صبيحة زفّت في العشاء إلى بعل؟ فلو أنّنا كنّا رجالاً وكنتم نساءً لكنّا لا نقرّ على الذّلّ! فدبّوا إليهم بالصّوارم والقنا وكلّ حسامٍ محدث الأمر بالصّقل ولا تجزعوا للحرب قومي فإنّما يقوم رجالٌ للرّجال على رجل! فلما سمعت جديس ذلك امتلأت غيظاً، قال الأسود لجديس: يا قوم اتبعوني فإني عبر الدهر! فقال القوم: إنا لك مطيعون لكن عرفت أن القوم أكثر منا عدداً وعدداً! فقال الأسود: اني أرى أن أتخذ للملك طعاماً، فإذا حضروا أنا أقوم إلى الملك وكل واحد منكم إلى رئيس من رؤسائهم ونقتلهم! فصنع الأسود طعاماً وأمر أن يدفن كل واحد سيفه تحت الرمل مكان جلوسه، فلما جاءهم الملك وقومه وجلسوا للأكل قتل الأسود الملك، وقتل كل واحد منهم شريفاً من أشراف طسم، فلما فرغوا منهم شرعوا في بقايا طسم فهرب واحد منهم اسمه رياح بن مرة حتى لحق بحسان بن تبع الحميري وقال له: عبيدك ورعيتك قد اعتدى علينا جديس، فقال له: ما شأنك؟ فرفع عقيرته ينشد: أجبني إلى قوم دعونا لغدرهم إلى قتلهم فيها لك الأجر فإنّك لن تسمع بيومٍ ولن ترى كيوم أباد الحيّ طسماً به المكر أتيناهم في أزرنا ونعالنا علينا الملاء الحمر والحلل الخضر بصرنا طعوماً بالعراء وطعمةً ينازع فينا الطّير والذّئب والنّمر فدونك قوماً ليس لله فيهم ولا لهم منه حجابٌ ولا ستر فأجابه حسان إلى سؤاله ووعده بنصره ثم سار في جيوشه إليهم، فصبحهم واصطلمهم، فهرب الأسود بن غفار بأخته في نفر منهم وقتل البقية وسباهم. وينسب إليها زرقاء اليمامة، وانها كانت ترى الشخص من مسيرة يوموليلة، ولما سار حسان نحو جديس قال له رياح بن مرة: أيها الملك إن لي أختاً مزوجة في جديس واسمها الزرقاء، وانها زرقاء ترى الشخص من مسيرة يوم وليلة، أخاف أن ترانا فتنذر القوم بنا. فمر أصحابك ليقطعوا أغصان الأشجار وتستروا بها لتشبهوا على اليمامة. وساروا بالليل فقال الملك: وفي الليل أيضاً؟ فقال: نعم! ان بصرها بالليل أنفذ! فأمر الملك أصحابه أن يفعلوا ذلك، فلما دنوا من اليمامة ليلاً نظرت الزرقاء وقالت: يا آل جديس سارت إليكم الشجراء وجاءتكم أوائل خيل حمير. فكذبوها فأنشأت تقول: خذوا خذوا حذركم يا قوم ينفعكم فليس ما قد أرى مل أمر يحتقر إني أرى شجراً من خلفها بشرٌ لأمرٍ اجتمع الأقوام والشّجر فلما دهمهم حسان قال لها: ماذا رأيت؟ قالت: الشجر خلفها بشر! فأمر بقلع عينيها وصلبها على باب جو، وكانت المدينة قبل هذا تسمى جواً، فسماها تبع اليمامة وقال: وسمّيت جوّاً باليمامة بعدما تركت عيوناً باليمامة همّلا نزعت بها عيني فتاةٍ بصيرةٍ رعاماً ولم أحفل بذلك محفلا تركت جديساً كالحصيد مطرّحاً وسقت نساء القوم سوقاً معجّلا أدنت جديساً دين طسمٍ بفعلها ولم أك لولا فعلها ذاك أفعلا وقلت خذيها يا جديس بأختها! وأنت لعمري كنت في الظّلم أوّلا! فلا تدع جوّاً ما بقيت بإسمها ولكنّها تدعى اليمامة مقبلا وينسب إليها مسيلمة الكذاب الذي يقال له رحمن اليمامة، ادعى النبوة في عهد رسول الله، ، فطلبوا منه المعجزة فأخرجه قارورة ضيقة الرأس فيها بيضة، فآمن به بعضهم، وهم بنو حنيفة أقل الناس عقلاً، فاستخف قومه فأطاعوه! وبنو حنيفة اتخذوا في الجاهلية صنماً من العسل والسمن يعبدونه، فأصابتهم في بعض السنين مجاعة فأكلوه، فضحك على عقولهم الناس وقالوا فيهم: أكلت حنيفة ربّها زمن التّقحّم والمجاعه لم يحذروا من ربّهم سوء العواقب والتّباعه والبيضة إذا تركت في الخل زماناً لانت، فأدخلها في القارورة ثم صب عليها فعادت إلى حالها، وكان ظهوره في السنة العاشرة من الهجرة، وحكي انه كتب إلى رسول الله، : من مسيلمة رسول الله إلى محمد رسول الله. سلام عليك! أما بعد فإني أشركت في الأمر معك، وان لنا نصف الأرض ولقريش نصفها، لكن قريشاً يعتدون؛ وانفذه مع رسولين فكتب إليه رسول الله، : من محمد رسول الله إلى مسيلمة الكذاب، السلام على من اتبع الهدى! أما بعد فإن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين. قتل مسيلمة خالد بن الوليد في زمن أبي بكر. وحكي أنه رأى حمامة مقصوصة الجناح فقال: لم تعذبون خلق الله؟ لو أراد الله من الطير غير الطيران ما خلق لها جناحاً، وإني حرمت عليكم قص جناح الطائر! فقال بعضهم: سل الله الذي أعطاك آية البيض أن ينبت له جناحاً! فقال: إن سألت فانبت له جناحاً فطار تؤمنون بي؟ قالوا: نعم. فقال: إني أريد أناجي ربي، فأدخلوه معي هذا البيت حتى أخرجه وافي الجناح حتى يطير. فلما خلا بالطائر أخرج ريشاً كان معه وأدخل في قصبة كل ريشة مقطوعة ريشة مما كان معه، فأخرجه وأرسله فطار فآمن به جمع كثير. وحكي أنه قال في ليلة منكرة الرياح مظلمة: إن الملك ينزل إلي الليلة ولأجنحة الملائكة صلصلة وخشخشة، فلا يخرجن أحدكم فإن من تأملهم اختطف بصره. ثم اتخذ صورة من الكاغد لها جناحان وذنب، وشد فيهاالجلاجل والخيوط الطوال فأرسل تلك الصورة وحملتها الريح، والناس بالليل يرون الصورة ويسمعون صوت الجلاجل ولا يرون الخيط. فلما رأوا ذلك دخلوا منازلهم خوفاً من أن تختطف أبصارهم، فصاح بهم صائح: من دخل منزله فهو آمن! فأصبحوا مطبقين على تصديقه؛ قال الهذلي: ببيضة قارورٍ وراية شادنٍ وتوصيل مقصوصٍ من الطير جازف فلما سمع سورة والذاريات قال: وقد أنزل علي مثلها، وهي: والزارعات زرعاً. فالحاصدات حصداً. فالطاحنات طحناً. فالخابزات خبزاً. فالآكلات أكلاً! فقال بعض أهل المجون: قل والخاريات خرياً! ولما سمع سورة الفيل قال: قد أنزل علي مثلها، وهي: الفيل. وما أدراك ما الفيل! له ذنب طويل ومشفر وثيل، وان ذلك من خلق ربنا النبيل! ولما سمع سورة الكوثر قال: قد أنزل علي مثلها، وهي: إنا أعطيناك الجواهر، فصل لربك وهاجر، ان شانئك هو الكافر! فسبحان من أظهر إعجاز القرآن، فلو كان من عند غير الله لكان مثل هذا.

[آثار البلاد وأخبار العباد]

اليمامة

كانت مركز مسيلمة الكذاب في نجد.

[المعالم الأثيرة في السنة والسيرة]

اليمامة

اسم يطلق على هضبة نجد الوسطى، وقد كانت قديما تطلق على مدينة وسط نجد تقرب من مدينة الرياض الحالية.

[تعريف بالأماكن الواردة في البداية والنهاية لابن كثير]

باب يمامة وثمامة

أما اْلأَوَّلُ: بالياء تَحْتَهَا نُقْطَتَان -: قال الأزهري: القَرْيَة التي قصبتها حجر، يُقَالُ إن اسمها فيما خلا كان جوا فسُميت يمامة، والله أعلم. وأما الثَّاني: أوله ثاء مثلثة -: فهو صخيرات الثمامة إحدى مراحل النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى بدر، وهي بين السيالة وفرش، كذا ضبطه ابن الفرات وقيده، وقد يُقَالُ فيه صخيرات الثمام بلا هاءٍ. 898 -

[الأماكن، ما اتفق لفظه وافترق مسماه للحازمي]

اليمامة (1) :

مدينة متصلة بأرض عُمان من جهة المغرب مع الشمال، كان اسمها جوّاً، وسميت اليمامة بامرأة، وهي الزرقاء، زرقاء اليمامة، وهي المشهورة في الجاهلية بجودة النظر وصحة إدراك البصر، وهي التي يقول فيها النابغة (2) : احكم كحكم فتاة الحيِّ إذ نظرت. .. إلى حمامً شراعً واردِ الثمد الأبيات، وفيها يقول الأعشى (3) : قالت أرى رجلاً في كفه كتف. .. أو يخصف النعل لهفي أيَّةً صنعا فكذبوها بما قالت فصبحهم. .. ذو آل حسان يزجي الموت والشرعا ومدينتهم المشهورة الخضرمة (4) وهي مدينة عامرة فيها مزارع ونخل كثير أكثر من بلاد الحجاز. قالوا (5) : وبأرض اليمامة نوع من الحيات سمي العربد لا يوجد في غيرها وقد جهد حنين بن إسحاق أن يجلبه إلى المتوكل بسرّ من رأى حين كلف مثل هذا من الأعاجيب فلم يستطع، وذلك لأنه إذا خرج به عن اليمامة إلى موضع معروف المسافة عدم من الوعاء، أهل اليمامة ينتفعون به لمنع الحيات والعقارب وسائر الهوام كانتفاع أهل سجستان بالقنافذ، وفي عهد سجستان بالقنافذ ألا تقتل قنفذة ببلدهم لأنه بلد كثير الرمل بناه ذو القرنين في مطافه وهو كثير الأفاعي والحيات، ولولا كثرة القنافذ لتلف مَن هناك. وقد جلب حنين إلى المتوكل اثنين من النسناس، إلى سائر المستغربات، ولم يقدر على الحيات. وذكر الجاحظ أن اليمامة كانت من بنات لقمان بن عاد. وفتحت اليمامة صلحاً في سنة اثنتي عشرة في خلافة الصديق رضي الله عنه، على يد خالد بن الوليد رضي الله عنه، بعد أن قتل مسيلمة الكذَّاب ودجّال بني حنيفة. قالوا (6) : لمّا قدمت وفود العرب على رسول الله لم يقدم وفدٌ أسوأ قلوباً ولا أحرى أن يكون الإسلام لم يقر فيهم من بني حنيفة، وذكر مسيلمة لرسول الله: فقال: " اما أنه ليس بشرَكم مكاناً "، لما كانوا أخبروه من أنهم تركوه في رحالهم حافظاً لها، وكان قال عندما قدم في قومه: لو جعل لي محمد الخلافة من بعده لاتبعته، فجاءه رسول الله فقال له: " لئن أقبلت ليفعلنَّ الله بك، ولئن أدبرت ليقطعنَّ الله دابرك، وما أراك إلا الذي رأيت فيه ما رأيت "؟ وكان قال: " بينا أنا نائم رأيت في يدي سوارين من ذهب فنفختهما فطارا، فوقع أحدهما باليمامة والآخر باليمن "، قيل: ما أولتهما يا رسول الله؟ قال: " أولتهما كذّابين يخرجان من بعدي ". فلما انصرف في قومه إلى اليمامة ارتدّ عدوّ الله وادعى الشركة في النبوّة مع النبي ، وقال للوفد الذين كانوا معه: ألم يقل لكم حين ذكرتموني: أما إنه ليس بشركم مكاناً، ما ذاك إلا لما علم أني أشركت في الأمر معه؟ وجدَّ له ضلاله بعد وفاة رسول الله وأصفقت معه بنو حنيفة على ذلك، إلا أفذاذاً (7) من ذوي عقولهم. فوجَّه (8) الصدّيق رضي الله عنه إليه خالداً رضي الله عنه، وكتب إليه: أمّا بعد، فقد جاءني كتابك مع رسولك تذكر ما أظفرك الله بأهل بزاخة وما فعلت بأسد وغطفان، وإنك سائر إلى اليمامة، وذلك عهدي إليك، فاتق الله وحده لا شريك له، وعليك بالرفق بمن معك من المسلمين، كن لهم كالوالد، وإياك يا خالد بن الوليد ونخوة بني المغيرة فاني عصيت فيك من لم أعصه في شيء قط، فانظر بني حنيفة إذا لقيتهم إن شاء الله، فإنك لم تلق قوماً يشبهون بني حنيفة، كلهم عليك ولهم بلاد واسعة، فإذا قدمتَ فباشر الأمر بنفسك، واجعل على ميمنتك رجلاً، وعلى ميسرتك رجلاً، واجعل على خيلك رجلاً، واستشر مَن معك من أكابر أصحاب رسول الله من المهاجرين والأنصار، واعرف لهم فضلهم، فإذا لقيت القوم وهم على صفوفهم فالقهم إن شاء الله وقد أعددت للأمور أقرانها، فالسهم للسهم، والرمح للرمح، والسيف للسيف، فإذا صرت إلى السيف فهو الثكل، فإن أظفرك الله بهم فاياك والابقاء عليهم، أجهز على جريحهم واطلب مُدْبرهم، واحمل أسيرهم على السيف، وهوّل فيهم القتل (9) وأحرقهم بالنار، وإياك أن تخالف أمري، والسلام. ومضى خالد (10) رضي الله عنه حتى نزل منزله باليمامة في بعض أوديتها، وخرج الناس مع مسيلمة، ورتب خالد صفوفه، ثم وضع فسطاطه واضطجع عليه، وسلَّتْ بنو حنيفة السيوف فقال خالد رضي الله عنه: يا معشر المسلمين أبشروا فقد كفاكم الله عدوّكم، ما سلوا السيوف من بعيد إلا ليرهِبونا، وان هذا منهم لجبنٌ وفشل، فقال له مجاعة - وكان أسيراً عنده -: كلا والله يا أبا سليمان، ولكنها الهندوانية خشوا من تحطمها، وهي غداة باردة، فابرزوها للشمس لأن تسخن متونها، فلما دنوا من المسلمين نادوا: إنا نعتذر من سلّنا سيوفنا حين سللناها، والله ما سللناها ترهيباً لكم ولا جُبْناً عنكم، ولكها الهندوانيّة، وكانت غداة باردة فخشينا تحطمها، فأردنا أن تسخن متونها إلى أن نلقاكم، فسترون. قال: فاقتتلوا قتالاً شديداً، وصبر الفريقان جميعاً صبراً طويلاً حتى كثرت القتلى والجراح في الفريقين، واستلحم من المسلمين حملة القرآن حتى فنوا إلا قليلاً، وهزم كِلا الفريقين حتى دخل المسلمون عسكر المشركين والمشركون عسكر المسلمين مراراً، وقُتِل أصحاب الرايات، ومكثتِ الراية ساعة لا يرفعها أحد، فحملها يزيد بن قيس، وكان بدرياً، حتى قُتِل وهُزم المسلمون ثلاث مرات، وفي الرابعة تاب الله عليهم وثبَّت أقدامهم وصبروا لوقع السيوف، واختلف بينهم وبين بني حنيفة السيوف حتى رئيت شهب النار تخرج من خلالها، وسمع لها أصوات كالأجراس، وأنزل الله نصره وهزم بني حنيفة، وقتل الله مسيلمة، والقصة أطول من هذا (11). وكانت طسم وجديس نزلوا البحرين واليمامة، فمكثوا برهة وبلادهم أفضل البلاد وأكثرها خيراً وحدائق ملتفة وقصور مصطفّة، إلى أن غمصوا الحقَّ وانتهكوا الحرمة، فبدَّل الله نعمتهم وتقاتلوا ففنوا. وقيل إن تبعاً الأخير خرج بجيش عظيم فعدموا الماء، وعطش الجيش، فحفر كل أحد منهم قبره وهو حي من شدة العطش، فمرَّت بهم يمامة فقال لهم تبع: اتبعوها فإنها إنما ترد الماء، فاتبعوها فأصابوها نازلة على نهر، وهو الفرات، فنزلوا عليه فشربوا واستقوا. (1) انظر البكري (مخ) : 70. (2) ديوانه: 14. (3) ديوان الأعشى: 83. (4) انظر ياقوت: (الخضرمة). (5) نزهة المشتاق: 55، وقد مر هذا في مادة (عمان). (6) هذه المادة المتعلقة بردة أهل اليمامة جميعها عن الاكتفاء (تاريخ الردة) : 56 وما بعدها. (7) الاكتفاء: أفراداً. (8) المصدر السابق: 64. (9) الاكتفاء: وهولهم، وهو تغيير للأصل المطابق لما هنا. (10) باختصار عن الاكتفاء: 75، 77، 79 - 80. (11) إلى هنا انتهى النقل عن الاكتفاء.

[الروض المعطار في خبر الأقطار]

اليمامة

واحدة اليمام، وهو طائر. وهو بلد كبير، فيه قرى وحصون وعيون ونخل، وكان اسمها أوّلا جوّا. واليمامة هى الزرقاء التى يضرب بها المثل فى النظر البعيد. قلع تبّع عينيها وصلبها على باب جوّ؛ فسميّت بها.

[مراصد الاطلاع على اسماء الامكنة والبقاع]