البحث

عبارات مقترحة:

الخبير

كلمةُ (الخبير) في اللغةِ صفة مشبَّهة، مشتقة من الفعل (خبَرَ)،...

الحليم

كلمةُ (الحليم) في اللغة صفةٌ مشبَّهة على وزن (فعيل) بمعنى (فاعل)؛...

المصور

كلمة (المصور) في اللغة اسم فاعل من الفعل صوَّر ومضارعه يُصَوِّر،...

العظيم

كلمة (عظيم) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعيل) وتعني اتصاف الشيء بالكِبَر والقوة المادية أو المعنوية، واسم (العظيم) هو من أسماء الله الحسنى ومعناه أن الله تعالى ذو جلال وعظمة في شأنه وملكه وسلطانه. وهو اسم ثابت لله عز وجل في الكتاب والسنة، وعليه إجماع الأمة، والعقل دالٌّ عليه.

التعريف

التعريف لغة

العظيم صيغة مبالغة على وزن (فعيل) من العِظَم، وهو الكِبَر والقوة، سواءٌ قصدت المادة أو المعنى، أي: عظم الجسم أو عِظم الشأن ، قال ابن فارس: «العين والظاء والميم أصل واحد صحيح يدل على كِبَر وقوة. فالعِظَم: مصدر الشيء العظيم. تقول: عَظُمَ يَعظُم عِظَمًا، وعظمته أنا. فإذا عظم في عينيك قلت: أعظمته واستعظمته. ومعظم الشيء: أكثره» "المقاييس" (4/355).

التعريف اصطلاحًا

هو اسم من أسماء الله الحسنى، يدل على الإثبات المجمَل والتنزيه التام له سبحانه، ومعناه أن الله هو ذو العظمة والجلال في ملكه وسلطانه وشأنه، وقال أبو القاسم الأصبهاني: «ومن أسمائه تعالى العظيم: العَظَمَة صفة من صفات الله، لا يقوم لها خلق، والله تعالى خلق بين الخلق عظمة يعظم بها بعضهم بعضًا، فمن الناس من يُعَظَّمُ لمال، ومنهم من يُعَظَّمُ لفضل، ومنهم من يُعَظَّمُ لعلم، ومنهم من يُعَظَّمُ لسلطان، ومنهم من يُعَظَّمُ لجاه، وكل واحد من الخلق إنما يُعَظَّمُ لمعنى دون معنى، والله عزَّ وجلَّ يُعَظَّمُ في الأحوال كلها» "الحجة في بيان المحجة" (1/130).

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

العلاقة بين المعنيين ظاهرة، فما دلّت عليه اللغة يدل على ما ثبت في الاصطلاح، فالقدر المشترك اللغوي بين المعنيين اللغوي والاصطلاحي ثابت.

الصفة التي يدل عليها الاسم

يدل هذا الاسم على إثبات العظمة لله تعالى.

الأدلة

القرآن الكريم

العظيم في القرآن الكريم
ورد اسم الله (العظيم) في كتاب الله تعالى في تسعة مواضع، منها: · في آية الكرسي: ﴿وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا ۚ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ﴾ [البقرة: 255] جاء في تفسير (العظيم) أقوال، فقال بعضهم: معنى "العظيم" في هذا الموضع: المُعظَّم، صُرِف "المُفَعَّل " إلى " فعيل"، فمعناه: المُعظَّم الذي يعظمه خلقه ويهابونه ويتقونه، قالوا: وإنما يَحتمِل قولُ القائل: (هو عظيم) أحدَ معنيين: الأول ما ذُكر من أنه معظم، والثاني: أنه عظيم في المساحة والوزن، وهذا لا يجوز على الله. وقال آخرون: بل تأويل قوله (العظيم) هو أن له عظمة هي له صفة، وقالوا: لا نصف عظمته بكيفية، ولكنا نضيف ذلك إليه من جهة الإثبات، وننفي عنه أن يكون ذلك على معنى مشابهة العِظَم المعروف من العباد؛ لأن ذلك تشبيه له بخلقه، وليس كذلك. وأنكر هؤلاء ما قاله أهل المقالة التي قدمنا ذكرها، وقالوا: لو كان معنى ذلك أنه "المُعظَّم" لوجب أن يكون قد كان غير عظيم قبل أن يخلق الخلق، وأن يبطل معنى ذلك عند فناء الخلق، لأنه لا مُعظِّمَ له في هذه الأحوال. انظر "جامع البيان" للطبري (3/9). · وقوله تعالى: ﴿لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۖ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ﴾ [الشورى: 4]، ويلاحظ في هذه الآية والآية السابقة اقتران اسمي (العلي) و(العظيم)، وللإمام ابن القيم كلامٌ بديع في هذا الاقتران، يقول: «ولله صفة كمال من اسمه (العليّ)، وصفة كمال من اسمه (العظيم) وصفة كمال ثالثة من اجتماعهما، فقد حاز العلوَّ بكل أنواعه، وجمع العظمة بكل صورها، فهو عظيم في علوّه، عالٍ في عظمته سبحانه، ولعلَّ تقديم اسم (العليّ) على (العظيم) من تقديم السبب على المسبَّب؛ لأنه عز وجل عظُمَ لِعلوّه على كل شيء» "الصواعق المرسلة" (4/1371).

السنة النبوية

العظيم في السنة النبوية
جاء اسم الله (العظيم) في السنة النبوية في عدة مواضع، منها: 1- حديث ابن عباس رضي الله عنه في دعاء الكرب: «كانَ النبيُّ صَلّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَدْعُو عِنْدَ الكَرْبِ يقولُ : لا إلَهَ إلّا اللَّهُ العَظِيمُ الحَلِيمُ، لا إلَهَ إلّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَواتِ والأرْضِ، ورَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ.». رواه البخاري (6345)، ومسلم (2730). 2- حديث أنس رضي الله عنه في الشفاعة، وفيه: «فيقال لي: يا محمد ! ارفع رأسك، وقل يُسمع لك، واشفع تُشفَّع. فأقول: يا رب! فيمن قال: لا إله إلا الله والله أكبر. فيقول: وعزتي وجلالي وعظمتي؛ لأخرجن منها من قال: لا إله إلا الله». البخاري (7510)، ومسلم (326).

الإجماع

اسم الله (العظيم) اسم ثابت لله تعالى بالإجماع، قال القشيري: «وانعقد عليه الإجماع» "شرح الأسماء" (ص143)

العقل

عظمة الشأن وجلالة القدر من صفات الكمال، فتثبت لله بقياس الأولى؛ لأن كل كمال ثبت لمخلوق لا نقص فيه بوجه، فمعطيه إياه أحق به، ولذلك ثبت اتصاف الله تعالى بالعظمة. انظر للاستزادة "شرح الأصبهانية" لابن تيمية (ص135).

الآثار والمظاهر

الآثار السلوكية

· الخشوع والخضوع لله سبحانه وتعالى، والاستكانة والتذلل لعظمته وجبروته، ومحبته، وغاية العبادة تعظيم الله عز وجل وإظهار مضامين اسم الله (العظيم) فالصلاة مثلًا؛ كلها بأركانها وواجباتها وأذكارها تعظيمٌ لله تعالى، ولابن القيم كلام جليل في الركوع وما فيه من تعظيم الله عز وجل، يقول: «ثم يرجع جاثيًا له خضوعًا لعظمته، وتذلّلًا لعزته، واستكانة لجبروته، مسبِّحًا له بذكر اسمه العظيم، فنزّه عظمته عن حال العبد وذله وخضوعه، وقابل تلك العظمة بهذا الذلّ والانحناء والخضوع، قد تطامن وطأطأ رأسه وطوى ظهره وربه فوقه يرى خضوعه وذُلّه؛ ويسمع كلامه، فهو ركن تعظيم وإجلال» "شفاء العليل" (2/630) · تعظيم أمر الله عز ونهيه، والعمل بهما، وعدم التجاوز عما صدر منه من تشريع وقوانين إلى غيره، فيكون معظّمًا للكتاب والسنة، مستسلمًا لهما، لا يقدّم عليهما شيئًا، كما قال جل وعلا: ﴿فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [النساء: 65]. · الخوف من الله عز وجل وحده، وعدم الخوف مما سواه، لأن المؤمن باسم الله العظيم لا يخاف من المخلوق الضعيف، الذي مهما بلغ عزه وعظمة شأنه فإنه حقير أمام عظمة الله، وهذه الحقيقة تورث في قلب المؤمن الشجاعة والإقدام والطمأنينة.

المظاهر في الكون والحياة

من مظاهر اسم الله العظيم في الكون والحياة ما يُرى من عظمة المخلوقات، فإنها دالة على عظمة الخالق، فإن كان سبحانه هو العظيم في كل شيء، العظيم في ذاته وفي أسمائه وصفاته، فهو أيضًا العظيم في رحمته، العظيم في قدرته، العظيم في حكمته، العظيم في جبروته وكبريائه، العظيم في هبته وعطائه، العظيم في لطفه وخبرته، العظيم في بره وإحسانه، العظيم في عزته وعدله وحمده، فهو العظيم المطلق، فلا أحد يساويه ولا عظيم يدانيه. انظر "أسماء الله الحسنى" لعمر الأشقر (ص146).

أقوال أهل العلم

«ومن صفات الله جل جلاله: العلي العظيم … وعظمة الله لا تُكيَّف ولا تُحدُّ ولا تُمثَّل بشيء، ويجب على العباد أن يعلموا أنه عظيم كما وصف نفسه، وفوق ذلك؛ بلا كيفية ولا تحديد» الأَزْهَري "تهذيب اللغة" (2/303)
«وهو العظيم بكل معنى يوجبالتعظيم لا يحصيه من إنسان»
ابن قَيِّم الجَوْزِيَّة النونية (البيت رقم 3222)
«فافْهَم أن فِي مدركات البصائر أيْضًا تَفاوتًا، فَمِنها ما تحيط العُقُول بكنه حَقِيقَته، ومِنها ما تقصر العُقُول عَنهُ، وما تقصر العُقُول عَنهُ يَنْقَسِم إلى ما يتَصَوَّر أن يُحِيط بِهِ بعض العُقُول، وإن قصر عَنهُ أكْثَرها، وإلى ما لا يتَصَوَّر أن يُحِيط العقل أصلًا بكنه حَقِيقَته، وذَلِكَ هُوَ العَظِيم المُطلق الَّذِي جاوز جَمِيع حُدُود العُقُول حَتّى لا تتَصَوَّر الإحاطَة بكنهه وذَلِكَ هُوَ الله تَعالى» الغَزالي "المقصد الأسنى" (ص104)