دير سمعان
دير بناحية دمشق في موضع نزه، محدقة بالبساتين والدور والقصور، وكان بها حبيس مشهور، منقطع عن الخلق جداً، وكان يخرج رأسه من كوة في كل سنة يوماً معلوماً، فكل من وقع عليه بصره من المرضى والزمنى عوفي. فسمع به إبراهيم بن أدهم، فذهب إليه حتى يشاهد ذلك، قال: رأيت عند الدير خلقاً كثيراً من الواقفين حذاء تلك الكوة، يترقبون خروج رأس الحبيس، فلما كان ذلك اليوم أخرج رأسه ونظر إليهم يميناً وشمالاً، فكل من وقع نظره عليه قام سليماً معافى ثم رجع إلى مكانه! قال: فتعجبت من ذلك وبقيت متفكراً فيه، ثم مضيت ودعوته فأجابني وسألته عن حاله فأعطاني سبع حمصات وقال: هذه تطلب منك لا تبعها إلا بثمن بالغ! قال: فانصرفت عنه فاشتهر بين النصارى أن الحبيس أعطى لهذا الحنيفي شيئاً، فاجتمعوا علي وقالوا: ماذا تصنع بهذهالحمصات؟ بعها منا! فما زالوا يزيدون في ثمنها حتى بلغ سبعمائة دينار، فبعتها ثم انصرفت وعبوري على دير سمعان، فأخرج الحبيس رأسه وقال: أيها الحنيفي قد بعت الحمصات بسبعمائة دينار، ولو طلبت سبعة آلاف لأعطوك، وكل حمصة لي قوت يوم، فانظر من يكون قيمة قوته كل يوم ألف دينار كم تكون قيمته؟ ثم أدخل رأسه.
[آثار البلاد وأخبار العباد]
دير سمعان (1) :
بنواحي دمشق، حواليه قصور ومتنزهات وبساتين لبني أمية، وهنالك قبر عمر بن عبد العزيز
رضي الله عنه، توفي سنة إحدى ومائة، وكان قد انتقل إليه واشترى موضع قبره من سمعان صاحب الدير بثلاثة دنانير وقيل بدينارين، وقال رجل يرثيه: قد غيبوا في ضريح الترب وانصرفوا. .. بدير سمعان قسطاس الموازين من لم يكن همه عيناً يفجرها. .. ولا النخيل ولا ركض البراذين أقول لما أتاني ذكر مهلكه. .. لا يبعدن قوام العقل والدين وكان معاوية وجه ابنه يزيد لحرب الروم، فأقام بدير سمعان ووجه الجنود، فأصابهم الوباء، وتلك غزوة الطوانة، فقال يزيد: أهون علي بما لاقت جموعهم. .. يوم الطوانة من حمى ومن موم إذا اتكأت على الأنماط مرتفقاً. .. بدير سمعان عندي أم كلثوم (1) معجم ما استعجم 2: 585، والمسالك 1: 351، وياقوت، وآثار البلاد: 196.
[الروض المعطار في خبر الأقطار]
دير سمعان
يقال بكسر السين وفتحها. وهو دير بنواحى دمشق، فى موضع نزه وبساتين محدقة به وقصور. قال: وفيه قبر عمر بن عبد العزيز ، وخرب بعد ذلك ولم يبق له أثر. قلت: إن المشهور أنّ عمر بن عبد العزيز مات بنواحى حلب، وإنه كان نازلا بناحية منها، وإنّه مات بنواحى المعرّة، وبقرب معرّة النعمان قبر معروف أنه قبر عمر بن عبد العزيز، فى قرية تعرف بالنقيرة وأنّ موضعه كان ديرا فخرب، وسألت بعض أهل المعرّة عنه، فقالوا: الدّير الذي فيه قبر عمر بن عبد العزيز يعرف بدير النقيرة. ودير سمعان: دير آخر قريب منا، ولعل الدّير الذي بالنقيرة قد كان يسمّى دير سمعان. [وسمعان] هو سمعون الصّفا فلعله بنى هذا الدّير على اسمه أيضا فسمّى به. وله عدّة ديرة، وكان الدّير الذي ذكره المعرّى هو الذي بقرب أنطاكية. قال المؤلف: وهو قريب من نصف دار الخلافة ببغداد، ويضاف به المجتازون، ودخله كثير، حتى قيل إنه فى كل سنة أربعمائة دينار، ومنه يصعد إلى جبل اللكام. ودير آخر بنواحى حلب بين جبل بنى عليم والجبل الأعلى.
[مراصد الاطلاع على اسماء الامكنة والبقاع]