الأعلى
كلمة (الأعلى) اسمُ تفضيل من العُلُوِّ، وهو الارتفاع، وهو اسمٌ من...
«وصف نفسه ببسط اليدين، فقال: ﴿وقالَتِ اليَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أيْدِيهِمْ ولُعِنُوا بِما قالُوا بَلْ يَداهُ مَبْسُوطَتانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشاء﴾ [المائدة: 64] ، ووصف بعض خلقه ببسط اليد، في قوله: ﴿ولاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إلى عُنُقِكَ ولاَ تَبْسُطْها كُلَّ البَسْطِ﴾ [الإسراء: 29]، وليس اليد كاليد، ولا البسط كالبسط، وإذا كان المراد بالبسط الإعطاء والجود فليس إعطاء الله كإعطاء خلقه، ولا جوده كجودهم» ابن تَيْمِيَّة "التدمرية" (ص29)
ابن قَيِّم الجَوْزِيَّة النونية (2 /236)
«هو قابضٌ، هو باسطٌ، هو خافضٌ هو رافعٌ بالعدلِ والميزانِ»
«فيجب على كل مكلف أن يعتقد أن لا قابض ولا باسط إلا الله سبحانه، هو الذي يقبض الجميع ويبسطه، وهو الذي يبسط القلوب والألسنة والأيدي وسائر الأسباب، فإن كنت مبسوط القلب بالمعارف والحقيقة والعلوم الدينية، فابسط بساطك وابسط وجهك، واجلس للناس حتى يقتبسوا من ذلك النبراس، وإن كنت ذا بسط في الجسم فابسطه في العبادة التي تفضي بك إلى السعادة، وفي الصَّولة على الأعداء بما خولت من المنة والشدة، وإن كنت ذا بسط في المال فابسط يدك بالعطاء، وأزل ما على مالك من الغطاء ولا توكِ فَيوكي الله عليك، ولا تحصِ فيحصي الله عليك». القُرْطُبي "الأسنى" (1/363)
رمضانُ شهرُ الانتصاراتِ الإسلاميةِ العظيمةِ، والفتوحاتِ الخالدةِ في قديمِ التاريخِ وحديثِهِ.
ومنْ أعظمِ تلكَ الفتوحاتِ: فتحُ مكةَ، وكان في العشرينَ من شهرِ رمضانَ في العامِ الثامنِ منَ الهجرةِ المُشَرّفةِ.
فِي هذهِ الغزوةِ دخلَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلمَ مكةَ في جيشٍ قِوامُه عشرةُ آلافِ مقاتلٍ، على إثْرِ نقضِ قريشٍ للعهدِ الذي أُبرمَ بينها وبينَهُ في صُلحِ الحُدَيْبِيَةِ، وبعدَ دخولِهِ مكةَ أخذَ صلىَ اللهُ عليهِ وسلمَ يطوفُ بالكعبةِ المُشرفةِ، ويَطعنُ الأصنامَ التي كانتْ حولَها بقَوسٍ في يدِهِ، وهوَ يُرددُ: «جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا» (81)الإسراء، وأمرَ بتلكَ الأصنامِ فكُسِرَتْ، ولما رأى الرسولُ صناديدَ قريشٍ وقدْ طأطأوا رؤوسَهمْ ذُلاً وانكساراً سألهُم " ما تظنونَ أني فاعلٌ بكُم؟" قالوا: "خيراً، أخٌ كريمٌ وابنُ أخٍ كريمٍ"، فأعلنَ جوهرَ الرسالةِ المحمديةِ، رسالةِ الرأفةِ والرحمةِ، والعفوِ عندَ المَقدُرَةِ، بقولِه:" اليومَ أقولُ لكمْ ما قالَ أخِي يوسفُ من قبلُ: "لا تثريبَ عليكمْ اليومَ يغفرُ اللهُ لكمْ، وهو أرحمُ الراحمينْ، اذهبوا فأنتمُ الطُلَقَاءُ".