شرشال
مدينة بالمغرب من أعمال بجاية على ساحل البحر. حدثني الفقيه أبو الربيع سليمان الملتاني أنه رأى بها أربع أسطوانات مفرطة الطول: ثلاث منها قوائم، والرابعة ساقطة، طول كل واحدة نحو خمسين ذراعاً، وعرضها لا يحوطها باع رجلين. وانها في غاية الملاسة والحسن والهندام كأنها جعلت في الخرط، وعلى كل أسطوانتين جائزة حجرية أحد رأسيها على هذه، والأخرى علىهذه، وقد هندمت الجائزة أيضاً مربعة مفرطة الطول والأسطوانات زرق، والجوائز بيض وقد سقط بسقوط إحدى القوائم جائزتان وبقي على القوائم الثلاث جائزتان، فلو اجتمع أهل زماننا على إقامة الأسطوانة الساقطة ووضع الجائزتين الساقطتين عليهما، لا يمكنهم إلا ان يشاء الله. وقد اشتهر بين أهل تلك الديار أنها أثر قصر بناه بعض الملوك لابن له، وقد حكم المنجمون انه تصيبه لذعة من عقرب يخاف منها عليه التلف، فبنى هذا القصر من الحجر لئلا يتولد العقرب فيه لحجريته، ولا يصعد إليه لملاسة أسطواناته، فاتفق انه حمل إلى القصر سلة عنب كان فيها عقرب، فهم ابن الملك أن يتناول العنب من السلة فلذعته ومات منها.
[آثار البلاد وأخبار العباد]
شرشال:
مدينة في المغرب في ناحية برشك بينهما عشرون ميلاً، وهي متحضرة بها مياه جارية وآبار عذبة وفواكه كثيرة وسفرجل عظيم الجرم ذو أعناق كأعناق القرع الصغار، وهو غريب في ذاته، وبها كروم، وما دار بها بادية لأهلها مواش وأغنام كثيرة، والنخل عندهم كثير والعسل ممكن، وأكثر أموالهم الماشية، ولهم من زراعة الحنطة والشعير ما يزيد على الحاجة، ومن شرشال إلى جزائر بني مزغنا سبعون ميلاً. وبشرشال آثار للأول، وأظنها الآن غير مسكونة، وفيها بنيان عجيب يسمى محراب سليمان عليه السلام قد علا في الهواء، ويقابلها من الأندلس مرسى لقنت.
[الروض المعطار في خبر الأقطار]